الدكتور على حسن
03-15-2025, 05:22 PM
سائل يقول : أنا شاب فى العشرينيات من عمرى ، والشيطان يوسوس لي، وأنا أجتهد للمحافظة على نفسى من فعل أى معصية، ونحن فى أيام عبادات ونفحات فبماذا تنصحوننى؟.
القلب بأصل الفطرة، التى خلقه الله عليها صالح لقبول آثار الخير، كما أنه مهيأ لقبول الوسوسة وآثار الشر، ويترجح أحد الجانبين على الآخر باتباع الهوي، والتعلق بالشهوات
أو بالإعراض عنها ومخالفتها.
ولم يخل قلب عن أن يكون للشيطان فيه صولات وجولات بالوسوسة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما منكم من أحد إلا وله شيطان ، قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : وأنا، إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير»، هذه مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عصمه الله من تلك الوساوس الردية ، فلا يعتريه ما يعترى الآخرين.
والإنسان بالنسبة للشيطان ما هو إلا بضاعته التى يبحث عنها دائما ؛ ساعيا إلى إيقاعه فى حبائله واصطياده بشباكه، وقد أخبرنا القرآن بعداوته وتربصه بنا، وذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شره، ومكره ، وحيله، قال تعالى «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا» وقال ــ سبحانه ــ واصفا جهده ودأبه فى إغوائنا «..لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين».
بل نجد القرآن يعلن لنا تبجحا خبيثا لإبليس وهو يطلب من الله الإنظار إلى يوم البعث، ليستطير شره ويطول أمده ، فلا يكون مجرد شر عارض، بل هو شر أصيل من مخلوق عنده عزيمة وتصميم على الغواية والإضلال .
هى حرب دائرة بيننا، وبينه، هو بالوسوسة، بالشر وطرقه، ونحن بالاعتصام بالله والاستغفار، والذكر، والمجاهدة .
أيها الابن السائل: إن فترة الشباب فترة فتوة ، وقوة ، وطاقة فانتبه لها واستثمر زمنها، واعلم أننا سنسأل عن أعمارنا عموما، وعن فترة شبابنا خاصة، ففى الحديث «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع «عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه»، إياك أن يستحوذ عليك الشيطان فتقع فى شباكه، وأول علامة على تمكنه منك أن يجعلك فى غفلة عن أوامر ربك وعن ذكره، حتى يجرك بهدوء منه ومكر إلى المحرمات وأوحالها.
واعلم أن شيطان المؤمن مهزول ضعيف ؛ لأن العبد المؤمن لا يعطيه فرصة للوسوسة بسوء، فكأن الوسوسة بالشر بالنسبة له غذاء يقوى به نفسه، ويحقق هدفه.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
القلب بأصل الفطرة، التى خلقه الله عليها صالح لقبول آثار الخير، كما أنه مهيأ لقبول الوسوسة وآثار الشر، ويترجح أحد الجانبين على الآخر باتباع الهوي، والتعلق بالشهوات
أو بالإعراض عنها ومخالفتها.
ولم يخل قلب عن أن يكون للشيطان فيه صولات وجولات بالوسوسة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما منكم من أحد إلا وله شيطان ، قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : وأنا، إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير»، هذه مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عصمه الله من تلك الوساوس الردية ، فلا يعتريه ما يعترى الآخرين.
والإنسان بالنسبة للشيطان ما هو إلا بضاعته التى يبحث عنها دائما ؛ ساعيا إلى إيقاعه فى حبائله واصطياده بشباكه، وقد أخبرنا القرآن بعداوته وتربصه بنا، وذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شره، ومكره ، وحيله، قال تعالى «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا» وقال ــ سبحانه ــ واصفا جهده ودأبه فى إغوائنا «..لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين».
بل نجد القرآن يعلن لنا تبجحا خبيثا لإبليس وهو يطلب من الله الإنظار إلى يوم البعث، ليستطير شره ويطول أمده ، فلا يكون مجرد شر عارض، بل هو شر أصيل من مخلوق عنده عزيمة وتصميم على الغواية والإضلال .
هى حرب دائرة بيننا، وبينه، هو بالوسوسة، بالشر وطرقه، ونحن بالاعتصام بالله والاستغفار، والذكر، والمجاهدة .
أيها الابن السائل: إن فترة الشباب فترة فتوة ، وقوة ، وطاقة فانتبه لها واستثمر زمنها، واعلم أننا سنسأل عن أعمارنا عموما، وعن فترة شبابنا خاصة، ففى الحديث «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع «عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه»، إياك أن يستحوذ عليك الشيطان فتقع فى شباكه، وأول علامة على تمكنه منك أن يجعلك فى غفلة عن أوامر ربك وعن ذكره، حتى يجرك بهدوء منه ومكر إلى المحرمات وأوحالها.
واعلم أن شيطان المؤمن مهزول ضعيف ؛ لأن العبد المؤمن لا يعطيه فرصة للوسوسة بسوء، فكأن الوسوسة بالشر بالنسبة له غذاء يقوى به نفسه، ويحقق هدفه.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى