الدكتور على حسن
03-14-2025, 12:59 AM
سائل يقول:
جلست مع بعض أصدقائى
قبيل دخول رمضان،
ودار حديثنا حول الشهر الفضيل،
وتحرك قلبى لهذه العبادة بعد تفريط كبير مني،
وأظهرت ندمًا على ما فات،
وعزمت على التوبة إلى الله.
عندها بادرنى صديق
لى يحافظ على العبادة منذ فترة قائلًا:
«يعنى بعد أن فعلت ما فعلت تريد الآن أن تتوب؟!»،
ومراده: كيف يغفر الله لك كل ما ارتكبت؟
هيهات!
وسؤالي: هل حقًا ما يقول؟
لن يقبلنى ربي؟!!
الحمد لله الذى فتح لنا باب التوبة،
ونادى علينا:
«قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم».
ما أجمل هذا النداء، وما أرق مفرداته!
قوله: «يا عبادي»،
فهل يُعدَم العاصى
رحمته بعد هذا النداء؟!!
قوله: «أسرفوا»، هم تجاوزوا
حدودهم معه، وتفننوا فى عصيانه،
إلا أنه يستر معاصيهم المتنوعة،
فلا تراه يعددها عليهم بقوله:
يا من فعلتم كذا، وكذا.. إلخ،
ولكن اكتفى -سبحانه-
بقوله: «أسرفوا».
قوله: «على أنفسهم»، ليبين لنا
أن معاصينا لا تضره، ولا تنقص
عظمته وقدره،
بل ضررها واقع على العبد.
«لا تقنطوا»، كلمة تبعث فى النفس
الطمأنينة والسكون،
كى لا تنزعج وتيأس من رحمة الله.
ثم تأتى بشارته لنا بقوله:
«إن الله يغفر الذنوب»،
وحتى تطمئن النفس،
ولا يعتريها شك فى سعة مغفرته لكل الذنوب،
قال: «جميعًا»،
التى ترفع أدنى شك
فى عفوه عن كل ذنوبنا.
ويأتى الختام المبارك، المناسب
لمفرداتها ومعانيها:
«إنه هو الغفور الرحيم».
كيف بعد كل هذا نقنط من رحمته،
أو نستعظم ذنبًا ألا يغفره؟
وفى حديثه القدسي:
«يا عبادى إنكم تخطئون بالليل والنهار،
وأنا أغفر الذنوب،
فاستغفرونى أغفر لكم».
وليعلم العبد أنه إذا تاب توبة نصوحًا صادقة؛
فإن الأمر لا يقف عند مغفرة الذنوب
والعفو فقط، بل يبدل الله سيئاته
إلى حسنات، قال تعالي:
«إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
وكان الله غفورًا رحيمًا».
أيها السائل الكريم: لا يحق لأحد
أن يقنط أحدًا من رحمة الله،
ولا يتألى على الله ألا يغفر لفلان،
أو يغفر لفلان،
فالله هو صاحب المغفرة، وبيده العفو.
ليت كل واحد منا انشغل بنفسه وبعيوبها،
وأقبل على إصلاحها،
بدلًا من أن ينظر إلى عيوب الآخرين،
ويحكم عليهم،
هذا فاسق، وهذا عاص،
هذا فى الجنة، وذاك فى النار.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــــى
جلست مع بعض أصدقائى
قبيل دخول رمضان،
ودار حديثنا حول الشهر الفضيل،
وتحرك قلبى لهذه العبادة بعد تفريط كبير مني،
وأظهرت ندمًا على ما فات،
وعزمت على التوبة إلى الله.
عندها بادرنى صديق
لى يحافظ على العبادة منذ فترة قائلًا:
«يعنى بعد أن فعلت ما فعلت تريد الآن أن تتوب؟!»،
ومراده: كيف يغفر الله لك كل ما ارتكبت؟
هيهات!
وسؤالي: هل حقًا ما يقول؟
لن يقبلنى ربي؟!!
الحمد لله الذى فتح لنا باب التوبة،
ونادى علينا:
«قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم».
ما أجمل هذا النداء، وما أرق مفرداته!
قوله: «يا عبادي»،
فهل يُعدَم العاصى
رحمته بعد هذا النداء؟!!
قوله: «أسرفوا»، هم تجاوزوا
حدودهم معه، وتفننوا فى عصيانه،
إلا أنه يستر معاصيهم المتنوعة،
فلا تراه يعددها عليهم بقوله:
يا من فعلتم كذا، وكذا.. إلخ،
ولكن اكتفى -سبحانه-
بقوله: «أسرفوا».
قوله: «على أنفسهم»، ليبين لنا
أن معاصينا لا تضره، ولا تنقص
عظمته وقدره،
بل ضررها واقع على العبد.
«لا تقنطوا»، كلمة تبعث فى النفس
الطمأنينة والسكون،
كى لا تنزعج وتيأس من رحمة الله.
ثم تأتى بشارته لنا بقوله:
«إن الله يغفر الذنوب»،
وحتى تطمئن النفس،
ولا يعتريها شك فى سعة مغفرته لكل الذنوب،
قال: «جميعًا»،
التى ترفع أدنى شك
فى عفوه عن كل ذنوبنا.
ويأتى الختام المبارك، المناسب
لمفرداتها ومعانيها:
«إنه هو الغفور الرحيم».
كيف بعد كل هذا نقنط من رحمته،
أو نستعظم ذنبًا ألا يغفره؟
وفى حديثه القدسي:
«يا عبادى إنكم تخطئون بالليل والنهار،
وأنا أغفر الذنوب،
فاستغفرونى أغفر لكم».
وليعلم العبد أنه إذا تاب توبة نصوحًا صادقة؛
فإن الأمر لا يقف عند مغفرة الذنوب
والعفو فقط، بل يبدل الله سيئاته
إلى حسنات، قال تعالي:
«إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
وكان الله غفورًا رحيمًا».
أيها السائل الكريم: لا يحق لأحد
أن يقنط أحدًا من رحمة الله،
ولا يتألى على الله ألا يغفر لفلان،
أو يغفر لفلان،
فالله هو صاحب المغفرة، وبيده العفو.
ليت كل واحد منا انشغل بنفسه وبعيوبها،
وأقبل على إصلاحها،
بدلًا من أن ينظر إلى عيوب الآخرين،
ويحكم عليهم،
هذا فاسق، وهذا عاص،
هذا فى الجنة، وذاك فى النار.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــــى