وطن عُمري
03-04-2025, 07:46 AM
http://www.raaw9.com/up2/uploads/172299353175631.gif
https://c.top4top.io/p_3350ei5lt2.jpeg (https://top4top.io/)
خلال تجولك داخل الحرم النبوي الشريف محاطا بالخشوع والرحمات والطمأنينة من كل جانب ، ستلفت انتباهك ساعة عند الباب المسمى "باب السلام"، وخلال توقفك المرة الأولى أمام هذه الساعة ستلاحظ أن توقيتها خاطئ! وحتى لو غبت شهرا او سنة وعدت لنفس المكان ستجد ان توقيت الساعة لم يتغير وحتى قبل سنوات عديدة كانت هذه الساعة بنفس التوقيت، فهل يمكن هنا ان نقول أن هذا تقصير في إدارة الحرم! ام ان وراء الساعة قصة لا يعرفها الكثيرون ....
في هذا الموضوع سأخبركم عن سبب الخطأ الموجود في توقيت هذه الساعة وعن قصتها كاملة.
أولا يجب ان نعرف بأن الليل سابق للنهار في الثقافة العربية، لذلك تجدنا نحن كمسلمين نصلي تراويح اليوم الاول في رمضان قبل أن نصوم نهاره، وعلى هذا الأساس كان التوقيت الغروبي والذي يبدأ فيه الوقت مع مغيب الشمس، ومع مغيب الشمس او أذان المغرب تبدأ الساعة الصفر أي "12" ليلا وبعدها تكون الساعة الواحدة وهكذا حتى بقية اليوم.
https://a.top4top.io/p_3350tx34h0.jpeg (https://top4top.io/)
التوقيت الغروبي او التوقيت العربي هو توقيت معتمد كان في أغلب الدول الاسلامية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، هذا التوقيت ببساطة كان يعتمد على غروب الشمس، وبداية الغروب فيه مع بداية غروب الشمس، فبمجرد ان يشاهد الناس الشمس وقد غربت، او يسمعون صوت المؤذن لصلاة المغرب يتجهون مباشرة إلى سعاتهم لضبطها او "تعشيتها".
والمقصود بالتعشية أن الساعات كانت قديمًا تتطلب معايرتها (ضبطها) لكونها تعمل بالطاقة الميكانيكية التي يتم اكتسابها بالتدوير يدويًّا بشكل يومي، كما أنها عرضة للعطب أو العطل المفاجئ، والضبط هنا يكون على الساعة 12.
وكما اخبرتكم في بداية الموضوع ان هذا التوقيت كان معمول به في عدة دول ولكن تم التخلي عنه بسبب مشكلتين أولها هو اختلاف التوقيت بين المناطق ، فالتوقيت في الرياض يختلف عن التوقيت في جدة ومثلها في الدمام وفي عدة مناطق بالمملكة، وكانت الفوارق بسيطة بحسب غروب الشمس، فتجد مثلا منطقة توقيتها 12:00 ومنطقة جنبها 12:02 ومنطقة قريبة منهم 12:04 وهذا سبب ارباك بأن كل مدينة لها توقيت خاص بها.
والسبب الثاني هو ان هذه الوضعية سببت عائق كبير في المراسلات الدولية والتواصل مع العالم، لاختلاف هذا التوقيت مع اغلب التوقيتات العالمية، ولذلك عام 1384هـ/1964م أصدر الملك فيصل قرار بالتوقف على العمل بهذا التوقيت، وقرر العمل بالتوقيت الزوالي وهو التوقيت الذي نعمل به اليوم والمعروف بتوقيت غرينيتش+3 ساعات.
https://b.top4top.io/p_3350lhyp01.jpeg (https://top4top.io/)
كانت الاذاعة السعودية اول الجهات الحكومية تطبيقا للقرار، وأعلنت في ذلك اليوم مواعيد بث برامجها بالتوقيت الزوالي، ومثلما تعودنا في مجتمعاتنا فإن هذه القرارات سيكون فيها شد وجذب مؤيد ومعارض.
وكان من أبرز الأدباء والمثقفين الذين دافعو عن هذا التوقيت الدكتور حمود البدر والمرحوم عبد الكريم الجهيمان ومن القصص الطريفة حول الموضوع ان صديقين إلتقيا أحدهم ساعته على التوقيت الزوالي وأراد أن يريها لصديقه كنوع من البريستيج والثقافة، ولكن الصدمة أن صديقه كان ضد هذا التوقيت الدخيل فكتب له هاذين البيتين:
ساعتك يا سعد خربوطة
خربوطة مثل راعيها
ماهي على الوقت مضبوطة
وديها على السعاستي يسويها
ومع مرور الزمن قل التذمر من التوقيت الزوالي وبدأ الناس يعتادون عليه، واليوم هو التوقيت الوحيد بالمملكة العربية السعودية، وكل الساعات حولنا مضبوطة بهذا التوقيت، إلا ساعة وحدة وهي الساعة المذكورة بداية الموضوع!
هذه الساعة وضعت في الحرم النبوي عام 1370 وكانت على التوقيت الغروبي ولازالت حتى اليوم على هذا التوقيت، ويتم ضبطها كل يوم وبشكل يدوي منذ أكثر من 70 سنة، ويتم ضبطها يوميا من طرف الساعاتي عبد الغفور عبد الغني، والذي يعمل على ضبط هذه الساعة منذ 35 سنة.حيث يبدأ كل يوم وبعد صلاة العشاء يعمل ويراقب ويضبط الوقت في المسجد النبوي الشريف على التوقيت الغروبي والمعتمد على غروب الشمس.
يحتفظ المسجد النبوي الشريف بهذه الساعة كساعة تراثية قديمة تعمل حتى اليوم وفق التوقيت الغروبي، وتبرز كمعلم تراثي أصيل يقاوم الزمن، يقف قبالتها الزوار في حيرة نظرا لنظامها التوقيتي الغامض، الذي يستند على غروب الشمس، ليبدأ اليوم الجديد بضبط العقارب على الثانية عشرة تماما،.
ويؤكد مؤرخون أن الحرم الشريف زود بأول ساعة عام 1253هـ، كما تم تشييد دار خاصة بالتوقيت آنذاك كذلك عرف من زمن ساعاتجي أو ساعاتي الحرم النبوي الشريف كما يحلو لأهالي المدينة والمهتمين بتاريخ المسجد النبوي تسميته، مهنة قديمة في المسجد النبوي يتجاوز عمرها 400 عاما، فساعاتي الحرم النبوي هو المسؤول عن توقيت الساعات في المسجد النبوي بنوعية العربي والمعتمد على ميزان الشمس، وفي عهد السلطان العثماني محمود الثاني أضيفت له ثلاث مهام وهي: ضبط التوقيت، وإصلاح الساعات، ومراقبتها
http://www.raaw9.com/up2/uploads/172299370004481.gif
https://c.top4top.io/p_3350ei5lt2.jpeg (https://top4top.io/)
خلال تجولك داخل الحرم النبوي الشريف محاطا بالخشوع والرحمات والطمأنينة من كل جانب ، ستلفت انتباهك ساعة عند الباب المسمى "باب السلام"، وخلال توقفك المرة الأولى أمام هذه الساعة ستلاحظ أن توقيتها خاطئ! وحتى لو غبت شهرا او سنة وعدت لنفس المكان ستجد ان توقيت الساعة لم يتغير وحتى قبل سنوات عديدة كانت هذه الساعة بنفس التوقيت، فهل يمكن هنا ان نقول أن هذا تقصير في إدارة الحرم! ام ان وراء الساعة قصة لا يعرفها الكثيرون ....
في هذا الموضوع سأخبركم عن سبب الخطأ الموجود في توقيت هذه الساعة وعن قصتها كاملة.
أولا يجب ان نعرف بأن الليل سابق للنهار في الثقافة العربية، لذلك تجدنا نحن كمسلمين نصلي تراويح اليوم الاول في رمضان قبل أن نصوم نهاره، وعلى هذا الأساس كان التوقيت الغروبي والذي يبدأ فيه الوقت مع مغيب الشمس، ومع مغيب الشمس او أذان المغرب تبدأ الساعة الصفر أي "12" ليلا وبعدها تكون الساعة الواحدة وهكذا حتى بقية اليوم.
https://a.top4top.io/p_3350tx34h0.jpeg (https://top4top.io/)
التوقيت الغروبي او التوقيت العربي هو توقيت معتمد كان في أغلب الدول الاسلامية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، هذا التوقيت ببساطة كان يعتمد على غروب الشمس، وبداية الغروب فيه مع بداية غروب الشمس، فبمجرد ان يشاهد الناس الشمس وقد غربت، او يسمعون صوت المؤذن لصلاة المغرب يتجهون مباشرة إلى سعاتهم لضبطها او "تعشيتها".
والمقصود بالتعشية أن الساعات كانت قديمًا تتطلب معايرتها (ضبطها) لكونها تعمل بالطاقة الميكانيكية التي يتم اكتسابها بالتدوير يدويًّا بشكل يومي، كما أنها عرضة للعطب أو العطل المفاجئ، والضبط هنا يكون على الساعة 12.
وكما اخبرتكم في بداية الموضوع ان هذا التوقيت كان معمول به في عدة دول ولكن تم التخلي عنه بسبب مشكلتين أولها هو اختلاف التوقيت بين المناطق ، فالتوقيت في الرياض يختلف عن التوقيت في جدة ومثلها في الدمام وفي عدة مناطق بالمملكة، وكانت الفوارق بسيطة بحسب غروب الشمس، فتجد مثلا منطقة توقيتها 12:00 ومنطقة جنبها 12:02 ومنطقة قريبة منهم 12:04 وهذا سبب ارباك بأن كل مدينة لها توقيت خاص بها.
والسبب الثاني هو ان هذه الوضعية سببت عائق كبير في المراسلات الدولية والتواصل مع العالم، لاختلاف هذا التوقيت مع اغلب التوقيتات العالمية، ولذلك عام 1384هـ/1964م أصدر الملك فيصل قرار بالتوقف على العمل بهذا التوقيت، وقرر العمل بالتوقيت الزوالي وهو التوقيت الذي نعمل به اليوم والمعروف بتوقيت غرينيتش+3 ساعات.
https://b.top4top.io/p_3350lhyp01.jpeg (https://top4top.io/)
كانت الاذاعة السعودية اول الجهات الحكومية تطبيقا للقرار، وأعلنت في ذلك اليوم مواعيد بث برامجها بالتوقيت الزوالي، ومثلما تعودنا في مجتمعاتنا فإن هذه القرارات سيكون فيها شد وجذب مؤيد ومعارض.
وكان من أبرز الأدباء والمثقفين الذين دافعو عن هذا التوقيت الدكتور حمود البدر والمرحوم عبد الكريم الجهيمان ومن القصص الطريفة حول الموضوع ان صديقين إلتقيا أحدهم ساعته على التوقيت الزوالي وأراد أن يريها لصديقه كنوع من البريستيج والثقافة، ولكن الصدمة أن صديقه كان ضد هذا التوقيت الدخيل فكتب له هاذين البيتين:
ساعتك يا سعد خربوطة
خربوطة مثل راعيها
ماهي على الوقت مضبوطة
وديها على السعاستي يسويها
ومع مرور الزمن قل التذمر من التوقيت الزوالي وبدأ الناس يعتادون عليه، واليوم هو التوقيت الوحيد بالمملكة العربية السعودية، وكل الساعات حولنا مضبوطة بهذا التوقيت، إلا ساعة وحدة وهي الساعة المذكورة بداية الموضوع!
هذه الساعة وضعت في الحرم النبوي عام 1370 وكانت على التوقيت الغروبي ولازالت حتى اليوم على هذا التوقيت، ويتم ضبطها كل يوم وبشكل يدوي منذ أكثر من 70 سنة، ويتم ضبطها يوميا من طرف الساعاتي عبد الغفور عبد الغني، والذي يعمل على ضبط هذه الساعة منذ 35 سنة.حيث يبدأ كل يوم وبعد صلاة العشاء يعمل ويراقب ويضبط الوقت في المسجد النبوي الشريف على التوقيت الغروبي والمعتمد على غروب الشمس.
يحتفظ المسجد النبوي الشريف بهذه الساعة كساعة تراثية قديمة تعمل حتى اليوم وفق التوقيت الغروبي، وتبرز كمعلم تراثي أصيل يقاوم الزمن، يقف قبالتها الزوار في حيرة نظرا لنظامها التوقيتي الغامض، الذي يستند على غروب الشمس، ليبدأ اليوم الجديد بضبط العقارب على الثانية عشرة تماما،.
ويؤكد مؤرخون أن الحرم الشريف زود بأول ساعة عام 1253هـ، كما تم تشييد دار خاصة بالتوقيت آنذاك كذلك عرف من زمن ساعاتجي أو ساعاتي الحرم النبوي الشريف كما يحلو لأهالي المدينة والمهتمين بتاريخ المسجد النبوي تسميته، مهنة قديمة في المسجد النبوي يتجاوز عمرها 400 عاما، فساعاتي الحرم النبوي هو المسؤول عن توقيت الساعات في المسجد النبوي بنوعية العربي والمعتمد على ميزان الشمس، وفي عهد السلطان العثماني محمود الثاني أضيفت له ثلاث مهام وهي: ضبط التوقيت، وإصلاح الساعات، ومراقبتها
http://www.raaw9.com/up2/uploads/172299370004481.gif