الدكتور على حسن
03-04-2025, 02:06 AM
تعددت مظاهر الإنعام على هذه الأمة المحمديّة وتنوعت؛
وذلك إكرامًا من الله تعالى لها وتعظيمًا لشخص نبيها،
فكان أن أنعم الله عليها بالعبادات الجامعة
لصلاحها فى الأولى والآخرة، وكان من تلك
العبادات الصيام الذى هو فرض من فرائض
الإسلام وعبادة تتكرر كل عام؛ لتجدد آثارها
وعظم فضلها، فتؤتى ثمارها
كل عام بإذن الله تعالي.
وإذا كان الصوم كما قال الله تعالى عبادة
فى الرسالات السابقة، فإنه فى الإسلام عبادة وزيادة؛
فهو إلى جوار كونه فريضة فهو كذلك
فى الإسلام كفارة للذنوب وقربة يتقرب
بها العبد إلى الله تعالى فى النوافل
والفرائض والنذور والكفارات بجانب
كونها حائلًا بين العبد وحرمات الله تعالي،
قال تعالي
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»
[البقرة:183]،
وقال:
«الصّيام جنّة»،
وقال:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
غفر له ما تقدّم من ذنبه».
لقد فرض الله تعالى صيام هذا الشهر
على هذه الأمة؛ تعظيمًا لشأنها
وإكرامًا منه لنبيها ، وقد فرضه عليها محبة منه
لها يشهد لهذا ختام ما جاء فى آخر آيات الصيام
والتى يقول الله فيها:
«يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»
[البقرة:185]،
والمعنى أنه تعالى ما فرضه لإماتة الأبدان
أو للحرمان مما أحله الله تعالى من الطعام
والشراب وسائر المباحات، وإنما كان
المقصد الرئيس من مشروعيته والهدف
الأساس من وجوبه صحة الأبدان
وسلامة الأجساد وسمو الوجدان وصفاء
القلب ونقاء السريرة ووحدة الأذهان،
وكل هذا يحقق مكارم الأخلاق ويوصل
إلى أنبل السعادات وأشرف الكمالات، ولم لا؟!
وقد خصه الله تعالى بما ليس فى غيره
من ألوان الطاعات وأصناف العبادات.
ليس هذا فحسب بل إن الصيام «زكاة للنّفس،
ورياضة للجسم، وداع للبر، فهو للإنسان وقاية،
وللجماعة صيانة، فى جوع الجسم صفاء القلب،
وإيقاد القريحة، وإنفاذ البصيرة؛
لأنّ الشبع يورث البلادة، ويعمى القلب،
ويبلد الذهن، والصبى إذا ما كثر
أكله بطل حفظه، وفسد ذهنه.
وقبل تحليل فوائد هذه العبادة الجليلة
ينبغى أن نقرر أنّ الله تعالى لم يكلفنا
بشيء من العبادات أو الطاعات
والقربات إلا وفيه النفع العميم للمكلفين،
حتى وإن أحسوا بمشقة العمل،
وبعيدًا عن مراتب التكليف، وتدرج الأحكام؛
فإنّ الشارع الحكيم قد أودع أوامره
من الحكم ما قد يظهر بعضه ويخفى
علينا كثير منه، ونحن لسنا متعبدين بالحكم،
وإنما نعبد الله بأمره ونهيه
حتى لو لم تظهر لنا حكمة،
وهذا هو الأدب الواجب على العبد،
وهو الذى أشار رب العالمين إليه فى قوله:
«إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
[النور: 51].
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريــــم
الدكتور علــى حسـن
وذلك إكرامًا من الله تعالى لها وتعظيمًا لشخص نبيها،
فكان أن أنعم الله عليها بالعبادات الجامعة
لصلاحها فى الأولى والآخرة، وكان من تلك
العبادات الصيام الذى هو فرض من فرائض
الإسلام وعبادة تتكرر كل عام؛ لتجدد آثارها
وعظم فضلها، فتؤتى ثمارها
كل عام بإذن الله تعالي.
وإذا كان الصوم كما قال الله تعالى عبادة
فى الرسالات السابقة، فإنه فى الإسلام عبادة وزيادة؛
فهو إلى جوار كونه فريضة فهو كذلك
فى الإسلام كفارة للذنوب وقربة يتقرب
بها العبد إلى الله تعالى فى النوافل
والفرائض والنذور والكفارات بجانب
كونها حائلًا بين العبد وحرمات الله تعالي،
قال تعالي
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»
[البقرة:183]،
وقال:
«الصّيام جنّة»،
وقال:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
غفر له ما تقدّم من ذنبه».
لقد فرض الله تعالى صيام هذا الشهر
على هذه الأمة؛ تعظيمًا لشأنها
وإكرامًا منه لنبيها ، وقد فرضه عليها محبة منه
لها يشهد لهذا ختام ما جاء فى آخر آيات الصيام
والتى يقول الله فيها:
«يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»
[البقرة:185]،
والمعنى أنه تعالى ما فرضه لإماتة الأبدان
أو للحرمان مما أحله الله تعالى من الطعام
والشراب وسائر المباحات، وإنما كان
المقصد الرئيس من مشروعيته والهدف
الأساس من وجوبه صحة الأبدان
وسلامة الأجساد وسمو الوجدان وصفاء
القلب ونقاء السريرة ووحدة الأذهان،
وكل هذا يحقق مكارم الأخلاق ويوصل
إلى أنبل السعادات وأشرف الكمالات، ولم لا؟!
وقد خصه الله تعالى بما ليس فى غيره
من ألوان الطاعات وأصناف العبادات.
ليس هذا فحسب بل إن الصيام «زكاة للنّفس،
ورياضة للجسم، وداع للبر، فهو للإنسان وقاية،
وللجماعة صيانة، فى جوع الجسم صفاء القلب،
وإيقاد القريحة، وإنفاذ البصيرة؛
لأنّ الشبع يورث البلادة، ويعمى القلب،
ويبلد الذهن، والصبى إذا ما كثر
أكله بطل حفظه، وفسد ذهنه.
وقبل تحليل فوائد هذه العبادة الجليلة
ينبغى أن نقرر أنّ الله تعالى لم يكلفنا
بشيء من العبادات أو الطاعات
والقربات إلا وفيه النفع العميم للمكلفين،
حتى وإن أحسوا بمشقة العمل،
وبعيدًا عن مراتب التكليف، وتدرج الأحكام؛
فإنّ الشارع الحكيم قد أودع أوامره
من الحكم ما قد يظهر بعضه ويخفى
علينا كثير منه، ونحن لسنا متعبدين بالحكم،
وإنما نعبد الله بأمره ونهيه
حتى لو لم تظهر لنا حكمة،
وهذا هو الأدب الواجب على العبد،
وهو الذى أشار رب العالمين إليه فى قوله:
«إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
[النور: 51].
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريــــم
الدكتور علــى حسـن