الدكتور على حسن
02-14-2025, 06:11 PM
القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين،
وما أرسل الله عز وجل رسولا إلا بلسان قومه،
حيث يقول سبحانه:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
والعرب كانوا أهل فصاحة وبيان،
وقد نزل القرآن بلغتهم متحديا لهم فى أعزّ ما يتفاخرون به،
وهو بلاغتهم وفصاحتهم، وتعددت وجوه إعجازه،
ومنها مواقع الألفاظ، ودلالاتها،
وسياقها وأثرها فى السياق وأثره فيها،
ومن ذلك :
1- قوله تعالى:
«قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ».
أولاً:
استخدام «قد»، وللبلاغيين فيها تفصيل عظيم،
فهى عندهم إذا دخلت على الفعل الماضى
أفادت التحقيق نصا، مثل: قد قال، قد وفّى،
قد صدق، ومنه قوله تعالى:
«قد أفلح المؤمنون»
لأن فلاحهم محقق ومتيقن،
وقوله تعالى:
«لقد رضى الله عن المؤمنين»
لأن رضاه سبحانه عنهم محقق،
أما إذا دخلت قد على الفعل المضارع فثمة تفصيل،
فإن كان صدور الفعل طبعيا ومتوقعا من الفاعل،
فهى أيضا للتحقيق، مثل: قد يجود الكريم بماله،
وقد يقدم الشجاع، ومنه كل ما دخلت فيه
قد على فعل مسند للذات العلية،
كما فى هذه الآية:
«قد نرى تقلب وجهك فى السماء»
وكما فى قوله تعالى:
«قد يعلم الله المعوِّقين منكم»
فإن كان صدور الفعل عن الفاعل غير متوقع
ولا متيقن فهى للتقليل، مثل:
قد يجود البخيل، وقد يُقْدِمُ الحبان.
ثانيا:
فى قوله سبحانه:
«فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا»
أسند الفعل ترضى إلى المخاطب وهو نبينا
صلى الله عليه وسلم، ولم يعبر بضمير التكلم
«نرضاها» مع تحقق هذا الرضا،
إكراما وتكريما لنبينا الكريم،
صلى الله عليه وسلم.
ثالثا :
فى قوله تعالى:
«وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ»
تحدٍ كبير لقوم حاضرين شاهدين مجادلين
من أهل الكتاب آنذاك، يتحداهم بما تكن
صدورهم أن ينكروه، لأنهم كانوا
يعلمون ذلك علم اليقين.
2- قوله تعالى:
«وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ
مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى
اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ».
جاء التعبير بقوله سبحانه
«مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ»
فى مقابلة قوله سبحانه:
«مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ»
تأكيدًا على أن كل من لم يتبع الرسول
خاسر منتكس منقلب على عقبيه
فى بيان لسوء حاله ووضعه.
وللحديث بقية
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حســن
وما أرسل الله عز وجل رسولا إلا بلسان قومه،
حيث يقول سبحانه:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
والعرب كانوا أهل فصاحة وبيان،
وقد نزل القرآن بلغتهم متحديا لهم فى أعزّ ما يتفاخرون به،
وهو بلاغتهم وفصاحتهم، وتعددت وجوه إعجازه،
ومنها مواقع الألفاظ، ودلالاتها،
وسياقها وأثرها فى السياق وأثره فيها،
ومن ذلك :
1- قوله تعالى:
«قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ».
أولاً:
استخدام «قد»، وللبلاغيين فيها تفصيل عظيم،
فهى عندهم إذا دخلت على الفعل الماضى
أفادت التحقيق نصا، مثل: قد قال، قد وفّى،
قد صدق، ومنه قوله تعالى:
«قد أفلح المؤمنون»
لأن فلاحهم محقق ومتيقن،
وقوله تعالى:
«لقد رضى الله عن المؤمنين»
لأن رضاه سبحانه عنهم محقق،
أما إذا دخلت قد على الفعل المضارع فثمة تفصيل،
فإن كان صدور الفعل طبعيا ومتوقعا من الفاعل،
فهى أيضا للتحقيق، مثل: قد يجود الكريم بماله،
وقد يقدم الشجاع، ومنه كل ما دخلت فيه
قد على فعل مسند للذات العلية،
كما فى هذه الآية:
«قد نرى تقلب وجهك فى السماء»
وكما فى قوله تعالى:
«قد يعلم الله المعوِّقين منكم»
فإن كان صدور الفعل عن الفاعل غير متوقع
ولا متيقن فهى للتقليل، مثل:
قد يجود البخيل، وقد يُقْدِمُ الحبان.
ثانيا:
فى قوله سبحانه:
«فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا»
أسند الفعل ترضى إلى المخاطب وهو نبينا
صلى الله عليه وسلم، ولم يعبر بضمير التكلم
«نرضاها» مع تحقق هذا الرضا،
إكراما وتكريما لنبينا الكريم،
صلى الله عليه وسلم.
ثالثا :
فى قوله تعالى:
«وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ»
تحدٍ كبير لقوم حاضرين شاهدين مجادلين
من أهل الكتاب آنذاك، يتحداهم بما تكن
صدورهم أن ينكروه، لأنهم كانوا
يعلمون ذلك علم اليقين.
2- قوله تعالى:
«وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ
مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى
اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ».
جاء التعبير بقوله سبحانه
«مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ»
فى مقابلة قوله سبحانه:
«مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ»
تأكيدًا على أن كل من لم يتبع الرسول
خاسر منتكس منقلب على عقبيه
فى بيان لسوء حاله ووضعه.
وللحديث بقية
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حســن