- جَف عطَرگـ .
01-03-2025, 07:17 PM
-
'
وقد خاب كل جبار عنيد
الجبروت يقهر العباد، ويخرب البلاد، والعناد يجلب الاستبداد، وحرب الدين خاسرة، ومصادرة الدعوة والدعاة فاشلة اليوم وغدًا وبعد غد، الطغيان والتجبر والعناد أدوات المتجبرين، أمثال فرعون وقارون وغيرهم من الملاعين المستبِدِّين الذين لا يريدون إلا تنفيذ أهوائهم الشخصية، وتمرير مصالحهم الدنيوية؛ ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].
يوم القيامة ستتجلى الخيبة الكبرى لكل جبّار يعيث في الأرض فسادًا، هناك شرابه الصديد، وطعامه الجلود، ويتمنى الموت ولا يموت؛ إنما يطارده العذاب الغليظ، وليس شارون منا ببعيد.
أما الصالحون المصلحون فهم بعيدون كلَّ البعد عن هذه الأدوات، لا يحبونها ولا يستخدمونها ولا يستغلونها، كيف؟
يحيى عليه السلام "لم يكن جبارًا عصيًّا"، وكان برًّا بوالديه، ﴿ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾.
ومع عيسي عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]، والنبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن أبدًا على المؤمنين وغيرهم من العالَمين بجبار؛ ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ق: 45].
أما الذين يجحدون آيات الله، ويعصون رسل الله، ويستعذبون غضب الله، يتجبرون في الأرض، أو يُنفِّذون أوامر المتجبرين.. كيف؟
﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].
ليس للمستبدين فحسب، بل الاتهام - بِحَقٍّ - للمنبطحين الذين أدمنوا الذل إلى درجة التلذُّذ، ومن ثم فهم يتبعون كل جبار عنيد يغشون سلطانه، ويرفعون صوره، ويُنفِّذون أوامره، كأنهم من فرط إدمانهم الذل لا يستطيعون الحياة بدونه، حتى ولو وضع الحبال في رقابهم وأيديهم، يجرّهم بها وهم فرحون!
كل جبار عنيد، وكل مداهن لجبروته عِرْبيد، وكل مؤتَمِر بأمره لاعق لحذائه، ضمن العبيد، سيغشى جهنم، وسيتجرع الصديد، يلفّه الموت من كل مكان، وما هو بميت، وأمامه عذاب غليظ، إلا من تاب وعمل صالحًا ثم اهتدى.
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ ﴾ [إبراهيم: 16، 17] قال: يُقَرَّب إلى فيه، فيكرهه، فإذا أُدْنِيَ منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دُبُره؛ يقول الله: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]، ويقول الله: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ﴾ [الكهف: 29] أخرجه الترمذي.
فليرجع كل الجبارين، وليعُدْ كل الخانعين، وليَتُبْ كل المداهنين، وإلا لحقهم العذاب العظيم من رب العالمين، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]
'
وقد خاب كل جبار عنيد
الجبروت يقهر العباد، ويخرب البلاد، والعناد يجلب الاستبداد، وحرب الدين خاسرة، ومصادرة الدعوة والدعاة فاشلة اليوم وغدًا وبعد غد، الطغيان والتجبر والعناد أدوات المتجبرين، أمثال فرعون وقارون وغيرهم من الملاعين المستبِدِّين الذين لا يريدون إلا تنفيذ أهوائهم الشخصية، وتمرير مصالحهم الدنيوية؛ ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].
يوم القيامة ستتجلى الخيبة الكبرى لكل جبّار يعيث في الأرض فسادًا، هناك شرابه الصديد، وطعامه الجلود، ويتمنى الموت ولا يموت؛ إنما يطارده العذاب الغليظ، وليس شارون منا ببعيد.
أما الصالحون المصلحون فهم بعيدون كلَّ البعد عن هذه الأدوات، لا يحبونها ولا يستخدمونها ولا يستغلونها، كيف؟
يحيى عليه السلام "لم يكن جبارًا عصيًّا"، وكان برًّا بوالديه، ﴿ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾.
ومع عيسي عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]، والنبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن أبدًا على المؤمنين وغيرهم من العالَمين بجبار؛ ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ق: 45].
أما الذين يجحدون آيات الله، ويعصون رسل الله، ويستعذبون غضب الله، يتجبرون في الأرض، أو يُنفِّذون أوامر المتجبرين.. كيف؟
﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].
ليس للمستبدين فحسب، بل الاتهام - بِحَقٍّ - للمنبطحين الذين أدمنوا الذل إلى درجة التلذُّذ، ومن ثم فهم يتبعون كل جبار عنيد يغشون سلطانه، ويرفعون صوره، ويُنفِّذون أوامره، كأنهم من فرط إدمانهم الذل لا يستطيعون الحياة بدونه، حتى ولو وضع الحبال في رقابهم وأيديهم، يجرّهم بها وهم فرحون!
كل جبار عنيد، وكل مداهن لجبروته عِرْبيد، وكل مؤتَمِر بأمره لاعق لحذائه، ضمن العبيد، سيغشى جهنم، وسيتجرع الصديد، يلفّه الموت من كل مكان، وما هو بميت، وأمامه عذاب غليظ، إلا من تاب وعمل صالحًا ثم اهتدى.
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ ﴾ [إبراهيم: 16، 17] قال: يُقَرَّب إلى فيه، فيكرهه، فإذا أُدْنِيَ منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دُبُره؛ يقول الله: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]، ويقول الله: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ﴾ [الكهف: 29] أخرجه الترمذي.
فليرجع كل الجبارين، وليعُدْ كل الخانعين، وليَتُبْ كل المداهنين، وإلا لحقهم العذاب العظيم من رب العالمين، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]