إيلاَن
12-18-2024, 01:28 PM
/
في زمنٍ من الأزمان، كانت هُناك عجوزٌ تُدعى واولوت كانت تعيشُ في خيمةٍ في أرضٍ جرداء تخلو من المياه. كانت هذه العجوز تقتات من عنزةٍ تملكها حيث كانت تعيشُ على لبنها، وكانت تُربّي أيضًا كلبة لديها عدد من الجراء. بلغت هذه العجوز من العُمر أرذله وضعف بصرها حتّى ذهب، فعاشت وحيدةً فاقدةً للبصر في خيمتها.
ذات يوم وقبل أن تغرُب الشَّمس، أتى إلى الحَيّ شيخٌ كبير، يبدو على وجهه المُزيَّن بلحيةٍ بيضاء الوقار والتَّقوى، وكان يتَّكئ على عصا تُساعده في السَّير. اقترب الرَّجل العجوز من خيمة واولوت وطلب منها ضيافة الله، وبالفعل رحَّبت العجوز به، وأكرمته، واستضافته عندها ليلةً كاملة.
لم تبخل العجوز - برغم فقرها - على الضَّيف، بل قدَّمت له طعامًا أعدَّته بكل ما تملكه من شعير، وسقته من لبن العنزة الَّتي تملكها، ثم ذبحتها وأطعمته من لحمها. تناول الشيخ طعامه حتّى شبع، وأمر العجوز أن تقترب منه، ثم وضع يده على عينيها فاستعادت بصرها في الحال.
بعد ذلك، طلب الشيخ من واولوت أن تُحضر جلد الماعز الَّذي ذبحته، ثُمَّ مسح عليه فعادت العنزة للحياة كما كانت! ثمَّ فعل نفس الشَّيء مع الشعير فامتلأ خيش الشعير على آخره، وأوصاها أن تحثَّ سُكّان الحيّ على الرَّحيل في الغد الباكر، والانتقال إلى الأرض التي ستنتقل إليها الكلبة.
أمضت العجوز واولوت ليلتها في فرحٍ شديدٍ وفي دهشةٍ كبيرةٍ أيضًا من أمر هذا الشَّيخ المُبارَك. وفي صباح اليوم التّالي، غادر الشَّيخ الخيمة بعد أن وعد العجوز بالخير الوفير إذا عَمِلَت بما أوصاها به. أخبرت المرأة أهل الحيّ بما حدث فصدَّقها أكثرهم، ثم راقبوا كلبتها حتّى شاهدوها وهي تُرسل جراءها واحدًا تلو الآخر إلى منطقةٍ بعيدة، وتضعهم تحت سدر.
لم يُساور الشَّكّ إلّا القليل منـهم، حيث أسرعوا بنقل خيامهم إلى الأرض الَّتي نقلت إليها الكلبة أطفالها تصديقًا لوعد الشيخ حتّى خلا الربع تمامًا. وفي نفس اليوم، هطل المطر بغزارةٍ حتّى أدّى إلى تفجّر نبع من الأرض. فرح أهل الحيّ كثيرًا بهذا النَّبع وأسموه تيمُّنًا بالعجوز "عين واولوت".
تداولت الألسنة قِصَّة الشَّيخ والمرأة العجوز على مرّ العصور، حيث قال البعض أنَّ الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي الَّذي كان قد جاء من بغداد، فلمَّا مرَّ بهذه الأرض الجرداء وشاهد ما يُعاني منه هؤلاء الناس من الجفاف وضيق العيش، هرع إلى إكرامهم بهذه العين الدّافقة لتفتح عليهم أبوابًا من الرزق من خلال الزراعة.
بنى أهلُ الحيّ بعد ذلك مقامًا للشَّيخ - اعترافًا بصنيعه - وأسمَوه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، حيث يزوره النّاس من كل حدب وصوب وتُعدُّ فيه الولائم للفقراء والمحتاجين. وبذلك تكون عين واولوت قد ارتبطت ببركة هذا الشيخ العجوز الذي أكرم أهل الحي الفقير.
في زمنٍ من الأزمان، كانت هُناك عجوزٌ تُدعى واولوت كانت تعيشُ في خيمةٍ في أرضٍ جرداء تخلو من المياه. كانت هذه العجوز تقتات من عنزةٍ تملكها حيث كانت تعيشُ على لبنها، وكانت تُربّي أيضًا كلبة لديها عدد من الجراء. بلغت هذه العجوز من العُمر أرذله وضعف بصرها حتّى ذهب، فعاشت وحيدةً فاقدةً للبصر في خيمتها.
ذات يوم وقبل أن تغرُب الشَّمس، أتى إلى الحَيّ شيخٌ كبير، يبدو على وجهه المُزيَّن بلحيةٍ بيضاء الوقار والتَّقوى، وكان يتَّكئ على عصا تُساعده في السَّير. اقترب الرَّجل العجوز من خيمة واولوت وطلب منها ضيافة الله، وبالفعل رحَّبت العجوز به، وأكرمته، واستضافته عندها ليلةً كاملة.
لم تبخل العجوز - برغم فقرها - على الضَّيف، بل قدَّمت له طعامًا أعدَّته بكل ما تملكه من شعير، وسقته من لبن العنزة الَّتي تملكها، ثم ذبحتها وأطعمته من لحمها. تناول الشيخ طعامه حتّى شبع، وأمر العجوز أن تقترب منه، ثم وضع يده على عينيها فاستعادت بصرها في الحال.
بعد ذلك، طلب الشيخ من واولوت أن تُحضر جلد الماعز الَّذي ذبحته، ثُمَّ مسح عليه فعادت العنزة للحياة كما كانت! ثمَّ فعل نفس الشَّيء مع الشعير فامتلأ خيش الشعير على آخره، وأوصاها أن تحثَّ سُكّان الحيّ على الرَّحيل في الغد الباكر، والانتقال إلى الأرض التي ستنتقل إليها الكلبة.
أمضت العجوز واولوت ليلتها في فرحٍ شديدٍ وفي دهشةٍ كبيرةٍ أيضًا من أمر هذا الشَّيخ المُبارَك. وفي صباح اليوم التّالي، غادر الشَّيخ الخيمة بعد أن وعد العجوز بالخير الوفير إذا عَمِلَت بما أوصاها به. أخبرت المرأة أهل الحيّ بما حدث فصدَّقها أكثرهم، ثم راقبوا كلبتها حتّى شاهدوها وهي تُرسل جراءها واحدًا تلو الآخر إلى منطقةٍ بعيدة، وتضعهم تحت سدر.
لم يُساور الشَّكّ إلّا القليل منـهم، حيث أسرعوا بنقل خيامهم إلى الأرض الَّتي نقلت إليها الكلبة أطفالها تصديقًا لوعد الشيخ حتّى خلا الربع تمامًا. وفي نفس اليوم، هطل المطر بغزارةٍ حتّى أدّى إلى تفجّر نبع من الأرض. فرح أهل الحيّ كثيرًا بهذا النَّبع وأسموه تيمُّنًا بالعجوز "عين واولوت".
تداولت الألسنة قِصَّة الشَّيخ والمرأة العجوز على مرّ العصور، حيث قال البعض أنَّ الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي الَّذي كان قد جاء من بغداد، فلمَّا مرَّ بهذه الأرض الجرداء وشاهد ما يُعاني منه هؤلاء الناس من الجفاف وضيق العيش، هرع إلى إكرامهم بهذه العين الدّافقة لتفتح عليهم أبوابًا من الرزق من خلال الزراعة.
بنى أهلُ الحيّ بعد ذلك مقامًا للشَّيخ - اعترافًا بصنيعه - وأسمَوه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، حيث يزوره النّاس من كل حدب وصوب وتُعدُّ فيه الولائم للفقراء والمحتاجين. وبذلك تكون عين واولوت قد ارتبطت ببركة هذا الشيخ العجوز الذي أكرم أهل الحي الفقير.