انثى برائحة الورد
10-31-2018, 12:48 PM
المؤمن الصادق عنده شيءٌ واحد ، هو التحقُّق من أن هذا أمر الله ، وهذا أمر النبي عليه
الصلاة والسلام ، وهذا حكم الله ، وهذا يرضي الله ، وانتهى الأمر ، فإذا
تحقَّقَ أن هذا أمر الله بادرَ إلى تطبيقه .
لكن بعض العلماء قالوا : أنت أيها المؤمن ، إذا بادرت إلى تطبيق أمر الله عزَّ وجل عبوديَّةً له ، وانصياعاً له ، ولو لم تقف على حكمته ، لو لم تقف على عِلَّته ، لو لم يتبيَّن لك وجه منطقيَّته ،إذا بادرت إلى تطبيق أمر الله عزَّ وجل الله جلَّ جلاله يتكرَّم عليك بكشف حكمته جزاء عبوديَّتك له ، أي نفِّذ ثمَّ انتظر أن يكشف الله لك الحكمة ، نفِّذ ثم انتظر ظهور الحكمة وجلاءَها
بشكل مقرَّب : مناسك الحج
الإنسان أحياناً يقول : لِمَ أنا أطوف حول البيت ؟ ولمَ أرشق إبليس بالحجارة ؟
ولمَ أسعى بين الصفا والمروة ؟ ولمَ أهرول ؟
فهذا الإنسان الذي لا يحتمل أمراً لا يرى تعليله ، ولا منطقيَّته ، ولا تفسيره ، هذا الإنسان بعيدٌ عن مقام العبوديَّة لله عزَّ وجل ، أليس أي أمرٍ لله عزَّ وجل علَّته الكبرى أنه أمر الله عزَّ وجل ؟
هذا الذي لا يطبِّق أمر الله إلا إذا رآه منطقياً ،لا يطبِّق أمر الله إلا إذا رأى نفعه ملموساً بيده ، لا يطبق أمر الله إلا إذا راق له ، هذا ليس عبداً لله ، هذا عبدٌ لنفسه ، لمصلحته ، فقد تجد في أوامر الدين أمراً لا تراه بعقلك القاصر معلَّلاً ، هذا امتحان ، مثل هذا الأمر يمتحن عبوديَّتك لله عزَّ وجل ، فمثلاً :
لو أمر الأب ابنه أن ينظِّف أسنانه قبل أن ينام ، طبعاً الأب يقول له : يا بني ، إن أسنانك ثروةٌ ثمينة ، فإن اعتنيت بنظافتها تمتَّعت بها طوال حياتك وإلا ؟ لا تكن مثلي ـ وضعت بدلة مثلاً ـ فكلَّما أهملتَ تنظيف أسنانك خلعتَ أسنانك واحدة واحدة ، فحينما يأمر الأبابنه بتنظيف أسنانه يعطيه التعليل ، يعطيه التفسير ، يبيِّن ، يا بُنَي كن صادقاً حتى تنتزع إعجاب الناس واحترامهم ، يا بني اجتهد لأن رتبة العلم أعلى الرُتَب ، كل هذه الأوامر يُلقيها الأب على ابنه معلَّلةً .لو أن هذا الابن جاء ليأكل مع والديه فقال له : يا بني لا تأكل معنا اجلس هناك ، هذا أمر غير منطقي ، فما السبب ؟
أنا جائع ، والطعام موجود ، وليس معكما أحد ، لماذا لا آكل ؟ هذا الأمر غير المنطقي ، وغير الواقعي ، غير المعلَّل هذا الأمر يمتحن طواعية الابن لأبيه ، هناك ابن يقول : لماذا لا آكل معكم ؟ فأنا لاأجد مانعاً ، أقنعني ، هناك ابن مستواه أرقى بكثير يقول له : سمعاً وطاعةً يا والدي ، ولو لم يفهم ، أيهما أرقى في الطاعة ؟ الذي امتثل أمر والديه دون أن يفهم حكمتهما .
فالله عزَّ وجل أمرنا بأوامر منطقيَّة ، ومعقولة ، وواضحة ، وبيِّنة ، نتائجها ملموسة ، معلَّلة في القرآن ، ومعظم الناس يتوانون عن الأخذ بها ، لكن أحبابه الذين ذابوا في حبِّه ، وأقبلواعليه ، واستسلموا لمشيئته ، وسبحوا في أسمائه الحُسنى ، وفنيت ذواتهم في القرب منه ، هؤلاء مستعدون أن يضحوا بالغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ، امتثالاً لأمر الله عزَّ وجل ، لذلك هذا نموذج من الحب ، نموذج من القرب
نموذج من العبوديَّة لله عزَّ وجل .
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)
فعلى أي مقياس لا يُقْبَل هذا الأمر ، ابنه ،فلذة كبده ، ابنه الوحيد الذي بشَّره الله به ، ابنٌ كامل ، نبيٌّ كريم ،لماذا أذبحه ؟الآن إذا أحد الآباء قال لابنه : والله أنا سأذبحك يا ابني ، يقول لك : أبي جُنَّ ، فبأيّ مستوى إذا كان إبراهيم وابنه ؟رؤيا الأنبياء أمر ، وبعض العلماء قال : إنه لم يقل : إني رأيت في المنام أني أذبحك ، بل قال :﴿ إِنِّي أَرَى ﴾أني رأيت الرؤيا مرَّةً ومرَّتين وثلاث مرَّات ..استمعوا إلى كلام الابن .﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ ﴾الطاعة المطلقة من إسماعيل لأبيه عليهما السلام
راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الشرعيه
الصلاة والسلام ، وهذا حكم الله ، وهذا يرضي الله ، وانتهى الأمر ، فإذا
تحقَّقَ أن هذا أمر الله بادرَ إلى تطبيقه .
لكن بعض العلماء قالوا : أنت أيها المؤمن ، إذا بادرت إلى تطبيق أمر الله عزَّ وجل عبوديَّةً له ، وانصياعاً له ، ولو لم تقف على حكمته ، لو لم تقف على عِلَّته ، لو لم يتبيَّن لك وجه منطقيَّته ،إذا بادرت إلى تطبيق أمر الله عزَّ وجل الله جلَّ جلاله يتكرَّم عليك بكشف حكمته جزاء عبوديَّتك له ، أي نفِّذ ثمَّ انتظر أن يكشف الله لك الحكمة ، نفِّذ ثم انتظر ظهور الحكمة وجلاءَها
بشكل مقرَّب : مناسك الحج
الإنسان أحياناً يقول : لِمَ أنا أطوف حول البيت ؟ ولمَ أرشق إبليس بالحجارة ؟
ولمَ أسعى بين الصفا والمروة ؟ ولمَ أهرول ؟
فهذا الإنسان الذي لا يحتمل أمراً لا يرى تعليله ، ولا منطقيَّته ، ولا تفسيره ، هذا الإنسان بعيدٌ عن مقام العبوديَّة لله عزَّ وجل ، أليس أي أمرٍ لله عزَّ وجل علَّته الكبرى أنه أمر الله عزَّ وجل ؟
هذا الذي لا يطبِّق أمر الله إلا إذا رآه منطقياً ،لا يطبِّق أمر الله إلا إذا رأى نفعه ملموساً بيده ، لا يطبق أمر الله إلا إذا راق له ، هذا ليس عبداً لله ، هذا عبدٌ لنفسه ، لمصلحته ، فقد تجد في أوامر الدين أمراً لا تراه بعقلك القاصر معلَّلاً ، هذا امتحان ، مثل هذا الأمر يمتحن عبوديَّتك لله عزَّ وجل ، فمثلاً :
لو أمر الأب ابنه أن ينظِّف أسنانه قبل أن ينام ، طبعاً الأب يقول له : يا بني ، إن أسنانك ثروةٌ ثمينة ، فإن اعتنيت بنظافتها تمتَّعت بها طوال حياتك وإلا ؟ لا تكن مثلي ـ وضعت بدلة مثلاً ـ فكلَّما أهملتَ تنظيف أسنانك خلعتَ أسنانك واحدة واحدة ، فحينما يأمر الأبابنه بتنظيف أسنانه يعطيه التعليل ، يعطيه التفسير ، يبيِّن ، يا بُنَي كن صادقاً حتى تنتزع إعجاب الناس واحترامهم ، يا بني اجتهد لأن رتبة العلم أعلى الرُتَب ، كل هذه الأوامر يُلقيها الأب على ابنه معلَّلةً .لو أن هذا الابن جاء ليأكل مع والديه فقال له : يا بني لا تأكل معنا اجلس هناك ، هذا أمر غير منطقي ، فما السبب ؟
أنا جائع ، والطعام موجود ، وليس معكما أحد ، لماذا لا آكل ؟ هذا الأمر غير المنطقي ، وغير الواقعي ، غير المعلَّل هذا الأمر يمتحن طواعية الابن لأبيه ، هناك ابن يقول : لماذا لا آكل معكم ؟ فأنا لاأجد مانعاً ، أقنعني ، هناك ابن مستواه أرقى بكثير يقول له : سمعاً وطاعةً يا والدي ، ولو لم يفهم ، أيهما أرقى في الطاعة ؟ الذي امتثل أمر والديه دون أن يفهم حكمتهما .
فالله عزَّ وجل أمرنا بأوامر منطقيَّة ، ومعقولة ، وواضحة ، وبيِّنة ، نتائجها ملموسة ، معلَّلة في القرآن ، ومعظم الناس يتوانون عن الأخذ بها ، لكن أحبابه الذين ذابوا في حبِّه ، وأقبلواعليه ، واستسلموا لمشيئته ، وسبحوا في أسمائه الحُسنى ، وفنيت ذواتهم في القرب منه ، هؤلاء مستعدون أن يضحوا بالغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ، امتثالاً لأمر الله عزَّ وجل ، لذلك هذا نموذج من الحب ، نموذج من القرب
نموذج من العبوديَّة لله عزَّ وجل .
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)
فعلى أي مقياس لا يُقْبَل هذا الأمر ، ابنه ،فلذة كبده ، ابنه الوحيد الذي بشَّره الله به ، ابنٌ كامل ، نبيٌّ كريم ،لماذا أذبحه ؟الآن إذا أحد الآباء قال لابنه : والله أنا سأذبحك يا ابني ، يقول لك : أبي جُنَّ ، فبأيّ مستوى إذا كان إبراهيم وابنه ؟رؤيا الأنبياء أمر ، وبعض العلماء قال : إنه لم يقل : إني رأيت في المنام أني أذبحك ، بل قال :﴿ إِنِّي أَرَى ﴾أني رأيت الرؤيا مرَّةً ومرَّتين وثلاث مرَّات ..استمعوا إلى كلام الابن .﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ ﴾الطاعة المطلقة من إسماعيل لأبيه عليهما السلام
راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الشرعيه