الحقيقي
11-25-2024, 04:55 PM
قصة العبرة والصفح: قرار الأب الغاضب
في صباح يوم هادئ، وبينما كنت منهمكًا في أوراق العمل بمكتبي، دخل علي رجل من الجماعة، بدت ملامحه مملوءة بالغضب، وقد بلغ به الحال حد الزبى. حاولت تهدئته سريعًا، طلبت له القه
وة والشاي، وجلس أمامي متجهم الوجه، وكأن جبال الدنيا على عاتقه.
بعد رشفة من القهوة، أخرج الرجل من جيبه معروضًا رسميًا، وقال بنبرة حادة:
“أريد رفع هذه الشكوى فورًا.”
استفسرت منه عن الموضوع، ليكشف لي عن خلاف عائلي اشتعل بينه وبين ابنه. الابن، الذي يعمل عسكريًا في إحدى المحافظات، كان قد وعد والده بمبلغ من المال في حال حصوله على قرض، لكن بعد حصوله عليه، استعمله في خطبة إحدى الفتيات من العائلة ودفع المهر وأكمل عقد القران.
لكن الأب كان يرى أن ابنه خالف الوعد، مما أشعل نيران الغضب في قلبه. وذهب به الأمر بعيدًا ليطلب الطعن في شرف زوجة ابنه، بحجة أن العائلة لا تناسبه.
النصيحة الحكيمة
بدأت أهدئ من روعه، وحاولت التحدث معه بلطف وإقناعه بأن الأمر لا يستحق التسرع. قلت له:
“يا أخي، هذا ابنك، لحمك ودمك، مهما فعل يبقى جزءًا منك. المال يأتي ويذهب، لكن العلاقة بين الأب وابنه أثمن بكثير. غضبك الآن قد يدفعك لاتخاذ قرار تندم عليه لاحقًا. ابنك شاب، يريد أن يكون له حياة ومستقبل، وقد يخسر وظيفته إن قدمت شكواك.”
ثم تحدثت عن الفتاة، وقلت:
“ما دمت لم ترَ شيئًا بعينك، فلا يجوز أن تسمع الكلام وتبني عليه قرارًا يهدم بيت ابنك.”
بعد نقاش طويل، اقتنع الرجل وقرر ترك الشكوى، وغادر مكتبي تاركًا المعروض على الطاولة.
الخاتمة والعبرة
بعد سنوات، التقيت بهذا الرجل صدفة. كان يبتسم ويمدح ابنه وزوجته، وقال لي:
“جزاك الله خيرًا، نصيحتك كانت سببًا في لمّ الشمل بيني وبين ابني. زوجته طلعت بنت أصول، وابني صار رجلاً بمعنى الكلمة.”
القصيدة النبطية
يا صاحبي خذ من العبرة دروسٍ *** لا تعجل الغضبان لحظة قراره
المال يبقى والحياة تموسّس *** والابن كنزك لو قسا لك جباره
الشور بالعقلان يرفعك ويعوس *** ويبعدك عن درب الخطا وانكساره
زوجة ولدك لو سمعت وقلت *** يمكن تكون الخير وسط اختياره
العفو ساس الطيب لو كان قسّاس *** والخير ما يجنى بساعة شراره
خل الكلام يطوف ما دام محسوس *** والستر بين الناس يبني عماره
ياللي تبي في العمر حكمة ونموس *** لا تترك الغضبان يكمل مساره
اللي يعاشر بالصفا دوم ملموس *** والخير دايم في طيوب عباره
العبرة
الصبر والتريث في لحظة الغضب قد يجنب الإنسان أخطاء قد يدفع ثمنها غاليًا.
https://i.pinimg.com/564x/ab/36/37/ab36373337a8a0b2f1bccf24bb484f2d.jpg
في صباح يوم هادئ، وبينما كنت منهمكًا في أوراق العمل بمكتبي، دخل علي رجل من الجماعة، بدت ملامحه مملوءة بالغضب، وقد بلغ به الحال حد الزبى. حاولت تهدئته سريعًا، طلبت له القه
وة والشاي، وجلس أمامي متجهم الوجه، وكأن جبال الدنيا على عاتقه.
بعد رشفة من القهوة، أخرج الرجل من جيبه معروضًا رسميًا، وقال بنبرة حادة:
“أريد رفع هذه الشكوى فورًا.”
استفسرت منه عن الموضوع، ليكشف لي عن خلاف عائلي اشتعل بينه وبين ابنه. الابن، الذي يعمل عسكريًا في إحدى المحافظات، كان قد وعد والده بمبلغ من المال في حال حصوله على قرض، لكن بعد حصوله عليه، استعمله في خطبة إحدى الفتيات من العائلة ودفع المهر وأكمل عقد القران.
لكن الأب كان يرى أن ابنه خالف الوعد، مما أشعل نيران الغضب في قلبه. وذهب به الأمر بعيدًا ليطلب الطعن في شرف زوجة ابنه، بحجة أن العائلة لا تناسبه.
النصيحة الحكيمة
بدأت أهدئ من روعه، وحاولت التحدث معه بلطف وإقناعه بأن الأمر لا يستحق التسرع. قلت له:
“يا أخي، هذا ابنك، لحمك ودمك، مهما فعل يبقى جزءًا منك. المال يأتي ويذهب، لكن العلاقة بين الأب وابنه أثمن بكثير. غضبك الآن قد يدفعك لاتخاذ قرار تندم عليه لاحقًا. ابنك شاب، يريد أن يكون له حياة ومستقبل، وقد يخسر وظيفته إن قدمت شكواك.”
ثم تحدثت عن الفتاة، وقلت:
“ما دمت لم ترَ شيئًا بعينك، فلا يجوز أن تسمع الكلام وتبني عليه قرارًا يهدم بيت ابنك.”
بعد نقاش طويل، اقتنع الرجل وقرر ترك الشكوى، وغادر مكتبي تاركًا المعروض على الطاولة.
الخاتمة والعبرة
بعد سنوات، التقيت بهذا الرجل صدفة. كان يبتسم ويمدح ابنه وزوجته، وقال لي:
“جزاك الله خيرًا، نصيحتك كانت سببًا في لمّ الشمل بيني وبين ابني. زوجته طلعت بنت أصول، وابني صار رجلاً بمعنى الكلمة.”
القصيدة النبطية
يا صاحبي خذ من العبرة دروسٍ *** لا تعجل الغضبان لحظة قراره
المال يبقى والحياة تموسّس *** والابن كنزك لو قسا لك جباره
الشور بالعقلان يرفعك ويعوس *** ويبعدك عن درب الخطا وانكساره
زوجة ولدك لو سمعت وقلت *** يمكن تكون الخير وسط اختياره
العفو ساس الطيب لو كان قسّاس *** والخير ما يجنى بساعة شراره
خل الكلام يطوف ما دام محسوس *** والستر بين الناس يبني عماره
ياللي تبي في العمر حكمة ونموس *** لا تترك الغضبان يكمل مساره
اللي يعاشر بالصفا دوم ملموس *** والخير دايم في طيوب عباره
العبرة
الصبر والتريث في لحظة الغضب قد يجنب الإنسان أخطاء قد يدفع ثمنها غاليًا.
https://i.pinimg.com/564x/ab/36/37/ab36373337a8a0b2f1bccf24bb484f2d.jpg