إيلين
11-04-2024, 01:19 PM
ومضات قرآنية جديدة
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]
للقرآن تأثيره العجيب في نفوس البشر، وهذا التأثير الفريد يجذب إليه الناس بمجرّد سماعهم بلا اختيار. وهذا يدلّ على أنّ القرآن كان كلامًا متمايزًا فائقًا كلام البشر. إنه ليس من كلام البشر، فهو أعلى، وأبلغ، وأجمع من كل كلام، ولهذا شهد له الأعداء هذه الحقيقة.
فقد قال الوليد بن المغيرة - وهو ألد أعداء الله - قولته الشهيرة واصفًا كلام القرآن الذي تلاه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله، إن لقوله الذي يقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته".
أما الذين عايشوا القرآن وتدبروه وذاقوا حلاوته فقد قالوا عنه:
إن في هذا القرآن سرًّا خاصًا، يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها.
1- إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن.
2- يشعر أن هنالك شيئًا ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير.
3- وأن هنالك (شيئًا) عنصرًا ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن.
فيدركه بعض الناس واضحًا.
ويدركه بعض الناس غامضًا.
ولكنه على كل حال موجود.
هذا العنصر الذي ينسكب في الحس، يصعب تحديد مصدره:
أهو العبارة ذاتها؟
أهو المعنى الكامن فيها؟
أهو الصور والظلال التي تشعها؟
أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة؟
أهو هذه العناصر كلها مجتمعة؟
أم إنها هي وشيء آخر وراءها غير محدود؟!
ذلك سر مودع في كل نص قرآني، يشعر به كل من يواجه نصوص هذا القرآن ابتداء.
ثم تأتي وراءه الأسرار المدركة بالتدبر والنظر والتفكير في بناء القرآن كله: في التصور الكامل الصحيح الذي ينشئه في الحس والقلب والعقل. التصور لحقيقة الوجود الإنساني، وحقيقة الوجود كله.
وفي الطريقة التي يتبعها القرآن لبناء هذا التصور الكامل الصحيح في الإدراك البشري وهو يخاطب الفطرة، خطابًا خاصًا، غير معهود مثله في كلام البشر أجمعين؛ وهو يقلب القلب من جميع جوانبه ومن جميع مداخله، ويعالجه علاج الخبير بكل زاوية وكل سر فيه.
وفي الشمول والتوازن والتناسق بين توجيهاته كلها، والاستواء على أفق واحد فيها كلها، مما لا يعهد إطلاقًا في أعمال البشر، التي لا تستقر على حال واحدة، ولا تستقيم على مستوى واحد، ولا تحيط هكذا بجميع الجوانب، ولا تملك التوازن المطلق الذي لا زيادة فيه ولا نقص، ولا تفريط فيه ولا إفراط، والتناسق المطلق الذي لا تعارض فيه ولا تصادم سواء في ذلك الأصول والفروع.
فهذه الظواهر المدركة... وأمثالها... مع ذلك السر الخفي الذي لا سبيل إلى إنكاره... مما يسبغ على هذا الكتاب سمة الإعجاز المطلق في جميع العصور. وهي مسألة لا يماري فيها إنسان يحترم حسه، ويحترم نفسه، ويحترم الحقيقة التي تطالعه بقوة وعمق ووضوح، حيثما واجه هذا القرآن بقلب سليم.
﴿ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ [الطور: 34].
فهذا القرآن روح من عند الله وليس كلمات تقرأ فقط؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].
كما أنه نور؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]
أيها المسلم؛ هل لك أن تتصل بهذه الروح وتعيش في هذا النور وتسعد بمعية الله لك؟
أم تشقى بالبعد عن ربك في ظلمات بعضها فوق بعض؟
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]
للقرآن تأثيره العجيب في نفوس البشر، وهذا التأثير الفريد يجذب إليه الناس بمجرّد سماعهم بلا اختيار. وهذا يدلّ على أنّ القرآن كان كلامًا متمايزًا فائقًا كلام البشر. إنه ليس من كلام البشر، فهو أعلى، وأبلغ، وأجمع من كل كلام، ولهذا شهد له الأعداء هذه الحقيقة.
فقد قال الوليد بن المغيرة - وهو ألد أعداء الله - قولته الشهيرة واصفًا كلام القرآن الذي تلاه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله، إن لقوله الذي يقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته".
أما الذين عايشوا القرآن وتدبروه وذاقوا حلاوته فقد قالوا عنه:
إن في هذا القرآن سرًّا خاصًا، يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها.
1- إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن.
2- يشعر أن هنالك شيئًا ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير.
3- وأن هنالك (شيئًا) عنصرًا ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن.
فيدركه بعض الناس واضحًا.
ويدركه بعض الناس غامضًا.
ولكنه على كل حال موجود.
هذا العنصر الذي ينسكب في الحس، يصعب تحديد مصدره:
أهو العبارة ذاتها؟
أهو المعنى الكامن فيها؟
أهو الصور والظلال التي تشعها؟
أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة؟
أهو هذه العناصر كلها مجتمعة؟
أم إنها هي وشيء آخر وراءها غير محدود؟!
ذلك سر مودع في كل نص قرآني، يشعر به كل من يواجه نصوص هذا القرآن ابتداء.
ثم تأتي وراءه الأسرار المدركة بالتدبر والنظر والتفكير في بناء القرآن كله: في التصور الكامل الصحيح الذي ينشئه في الحس والقلب والعقل. التصور لحقيقة الوجود الإنساني، وحقيقة الوجود كله.
وفي الطريقة التي يتبعها القرآن لبناء هذا التصور الكامل الصحيح في الإدراك البشري وهو يخاطب الفطرة، خطابًا خاصًا، غير معهود مثله في كلام البشر أجمعين؛ وهو يقلب القلب من جميع جوانبه ومن جميع مداخله، ويعالجه علاج الخبير بكل زاوية وكل سر فيه.
وفي الشمول والتوازن والتناسق بين توجيهاته كلها، والاستواء على أفق واحد فيها كلها، مما لا يعهد إطلاقًا في أعمال البشر، التي لا تستقر على حال واحدة، ولا تستقيم على مستوى واحد، ولا تحيط هكذا بجميع الجوانب، ولا تملك التوازن المطلق الذي لا زيادة فيه ولا نقص، ولا تفريط فيه ولا إفراط، والتناسق المطلق الذي لا تعارض فيه ولا تصادم سواء في ذلك الأصول والفروع.
فهذه الظواهر المدركة... وأمثالها... مع ذلك السر الخفي الذي لا سبيل إلى إنكاره... مما يسبغ على هذا الكتاب سمة الإعجاز المطلق في جميع العصور. وهي مسألة لا يماري فيها إنسان يحترم حسه، ويحترم نفسه، ويحترم الحقيقة التي تطالعه بقوة وعمق ووضوح، حيثما واجه هذا القرآن بقلب سليم.
﴿ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ [الطور: 34].
فهذا القرآن روح من عند الله وليس كلمات تقرأ فقط؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].
كما أنه نور؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]
أيها المسلم؛ هل لك أن تتصل بهذه الروح وتعيش في هذا النور وتسعد بمعية الله لك؟
أم تشقى بالبعد عن ربك في ظلمات بعضها فوق بعض؟
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].