نور القمر
11-04-2024, 01:13 PM
إن بعض... (قصة قصيرة)
اسْتَيْقَظَ على صوت وَلَدِه يُنادِيه خافتًا، فقد كان حريصًا على ألاَّ يوقظَ أمه، حريصًا على أن يأخذَ والده العلاج.
قَرَّر أن ينتظرَ قليلاً حتى يستقرَّ العلاج في معدته قبل أن يعاوِدَ النوم، نَظَر في الساعة، أذان الفجر يقترب، فلأنتظر حتى يؤذِّن، نهض، توضَّأ، أمسك بالمصحف، قبل أن يسمعَ المؤذن كان في طريقه إلى المسجد، خَلَع نَعْلَيْه، دَخَل المسجد، سمع الأذان، قام مع المُصَلِّين؛ لأداء ركعتيِ السُّنَّة، نظر حواليه، عدد المُقْبلين على الصلاة ما زال قليلاً، انْتَظَرَ المؤذِّن بعض الوقت إلى أن يزيدَ العدد، يَئِس، قرَّر أخيرًا أن يقيمَ الصلاة، بالكاد الْتَأَم الصَّفُّ الأول خلف الإمام، شَرَع الإمام يُكَبِّر تكبيرة الإحرام، قرأ الفاتحة، وبدأ يقرأ ما تَيَسَّرَ، أطال الإمام التِّلاوة، أحسَّ أنه يريد أن يعطيَ المُصَلِّينَ في بُيُوتهم فُرصة اللِّحاق بالجماعة، ارتاح لهذا الخاطر، أحسَّ خيوط ضوء الصَّباح مِن حوله تَتَخَلَّل الزُّجاج المُغلَق للمسجد، انْتَظَر أن ينهيَ الإمام الصلاة، تَسَلَّل الضوء حتى غمرَ المسجد، لم يُسَلِّمِ الإمام، خشيَ في نفسِه أن تشرقَ الشمس قبل أن يسلِّمَ؛ لكنْ عَلَّل نفسَه بأنَّ هذه مهمة الإمام، وعلى المأمومينَ أن يَتَّبِعوه.
شعر بأنَّ المسجد يَمْتَلِئ، بدأتْ أصوات أطفال صغار ترِدُ إلى أُذُنيه، حمدَ الله فقد حقق للإمام ما أراد، لعلَّ الإمام يشعر الآن بأنَّ المسجدَ قدِ امْتَلأَ، فينهي الصلاة؛ لكنَّ الإمام يُصِرُّ على أن ينهيَ سورة (يس) التي بَدَأَها في الركعة الأولى.
السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
سَلَّم فوَجَدَ المسجد مليئًا عن آخره، لامَ نفسه طويلاً على أنه اسْتَبْطأ إنهاء الصلاة؛ فقد كان كلُّ هؤلاءِ سيُحْرَمون أجْر الجماعة، وخاصة في صلاة الفجر، ختم صلاته، قَرَّر أن ينصرفَ؛ حتى لا يتأخَّرَ عن عمله، اتَّجَه إلى حيث وضع حذاءه، فَتَّشَ في هذا الحامل الخشبي، لَمْ يَجدْه! اتَّجه إلى آخر، لم يجدْه! إلى آخر، لمح رجلاً ينظر إليه مندهشًا، لم يهتمَّ بنَظْرته، يبدو أنه من طول الصلاة نسيَ أين وضع حذاءه، لا بأس؛ فطالما حدث له هذا من قبل، فَتَّشَ في حاملٍ آخر، وأخيرًا... أخيرًا وجده، لا، إنَّه ليس هو، إنَّ هذا جديد تمامًا، صحيح أنه يُشْبِه حذاءه المفقود؛ لكنَّه ليس هو، فَكَّر أن يأخذه؛ انتقامًا ممن يمكن أن يكونَ قد أخذ حذاءَه، وهل هذا يجوز؟ وما الفرق بين الحلال والحرام إذًا؟!
وما زال في المسجد، فَكَّر، تَرَدَّد، صرفها، لمح رجلاً آخر ينظر إليه متعجبًا، قرَّر أن يعودَ إلى بيته حافي القَدَمَيْن، وحسبي الله ونعم الوكيل، لِمَ لا؟ فالبيت قريب، ولن يلاحظَ أحدٌ حفاء قدميه، وضع قدميه خارج المسجد، لم يحس ملمس قدمه على الأرض، أخرج الأخرى، تمامًا كأُختها، نَظَر إلى قدميه وجدهما في الحذاء.
اسْتَيْقَظَ على صوت وَلَدِه يُنادِيه خافتًا، فقد كان حريصًا على ألاَّ يوقظَ أمه، حريصًا على أن يأخذَ والده العلاج.
قَرَّر أن ينتظرَ قليلاً حتى يستقرَّ العلاج في معدته قبل أن يعاوِدَ النوم، نَظَر في الساعة، أذان الفجر يقترب، فلأنتظر حتى يؤذِّن، نهض، توضَّأ، أمسك بالمصحف، قبل أن يسمعَ المؤذن كان في طريقه إلى المسجد، خَلَع نَعْلَيْه، دَخَل المسجد، سمع الأذان، قام مع المُصَلِّين؛ لأداء ركعتيِ السُّنَّة، نظر حواليه، عدد المُقْبلين على الصلاة ما زال قليلاً، انْتَظَرَ المؤذِّن بعض الوقت إلى أن يزيدَ العدد، يَئِس، قرَّر أخيرًا أن يقيمَ الصلاة، بالكاد الْتَأَم الصَّفُّ الأول خلف الإمام، شَرَع الإمام يُكَبِّر تكبيرة الإحرام، قرأ الفاتحة، وبدأ يقرأ ما تَيَسَّرَ، أطال الإمام التِّلاوة، أحسَّ أنه يريد أن يعطيَ المُصَلِّينَ في بُيُوتهم فُرصة اللِّحاق بالجماعة، ارتاح لهذا الخاطر، أحسَّ خيوط ضوء الصَّباح مِن حوله تَتَخَلَّل الزُّجاج المُغلَق للمسجد، انْتَظَر أن ينهيَ الإمام الصلاة، تَسَلَّل الضوء حتى غمرَ المسجد، لم يُسَلِّمِ الإمام، خشيَ في نفسِه أن تشرقَ الشمس قبل أن يسلِّمَ؛ لكنْ عَلَّل نفسَه بأنَّ هذه مهمة الإمام، وعلى المأمومينَ أن يَتَّبِعوه.
شعر بأنَّ المسجد يَمْتَلِئ، بدأتْ أصوات أطفال صغار ترِدُ إلى أُذُنيه، حمدَ الله فقد حقق للإمام ما أراد، لعلَّ الإمام يشعر الآن بأنَّ المسجدَ قدِ امْتَلأَ، فينهي الصلاة؛ لكنَّ الإمام يُصِرُّ على أن ينهيَ سورة (يس) التي بَدَأَها في الركعة الأولى.
السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
سَلَّم فوَجَدَ المسجد مليئًا عن آخره، لامَ نفسه طويلاً على أنه اسْتَبْطأ إنهاء الصلاة؛ فقد كان كلُّ هؤلاءِ سيُحْرَمون أجْر الجماعة، وخاصة في صلاة الفجر، ختم صلاته، قَرَّر أن ينصرفَ؛ حتى لا يتأخَّرَ عن عمله، اتَّجَه إلى حيث وضع حذاءه، فَتَّشَ في هذا الحامل الخشبي، لَمْ يَجدْه! اتَّجه إلى آخر، لم يجدْه! إلى آخر، لمح رجلاً ينظر إليه مندهشًا، لم يهتمَّ بنَظْرته، يبدو أنه من طول الصلاة نسيَ أين وضع حذاءه، لا بأس؛ فطالما حدث له هذا من قبل، فَتَّشَ في حاملٍ آخر، وأخيرًا... أخيرًا وجده، لا، إنَّه ليس هو، إنَّ هذا جديد تمامًا، صحيح أنه يُشْبِه حذاءه المفقود؛ لكنَّه ليس هو، فَكَّر أن يأخذه؛ انتقامًا ممن يمكن أن يكونَ قد أخذ حذاءَه، وهل هذا يجوز؟ وما الفرق بين الحلال والحرام إذًا؟!
وما زال في المسجد، فَكَّر، تَرَدَّد، صرفها، لمح رجلاً آخر ينظر إليه متعجبًا، قرَّر أن يعودَ إلى بيته حافي القَدَمَيْن، وحسبي الله ونعم الوكيل، لِمَ لا؟ فالبيت قريب، ولن يلاحظَ أحدٌ حفاء قدميه، وضع قدميه خارج المسجد، لم يحس ملمس قدمه على الأرض، أخرج الأخرى، تمامًا كأُختها، نَظَر إلى قدميه وجدهما في الحذاء.