البرنس مديح آل قطب
06-24-2024, 07:54 PM
https://www.raed.net/img?id=389576
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
رواية ساري الجبل واخوان ساري
حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ،
"هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية
تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة تستقبلنا على مصراعيها تأخذنا إلى ضفة لا مساحة لها ثم من حيث لا نشعر تفرج ننسى وكأننا لم نحزن من قبل وكأننا لم نبكي لحظة..
الجنوب ..
بين الجبال الشاهقة وفوق هامات القمم حيث الضباب والنسيم والجو العليل وأحضان السحاب
قرية ساري ..
هتاف ..
تصرخ بذعر تتملص من الأحضان بحدة تهرب للزوايا المظلمة حافية القدمين أنفاسها مضطربه تصرخ بهذيان ورعب نور البرق يعكس ملامحها المكسورة ودمعات الأم البائسة لحالها وأخرى تقف كالتمفرج لا تقدر على شيء ليست الأولى ولا الرابعة صرخت بما ملأ فمها والمطر غرق جبينها واختلط بدموعها ..
توقفت الصرخات وهدأت انفاسها ، طوقها بذراعيه وهمس بإذنها بسور قصيرة طول وهو يرقيها لكن نطقت بصوت متقطع : ع ع بس جيت جيت أشعل ضوء الكشاف وجّهه لملامحه والتي تستكن لرؤيتها
عتيييق
هنا جيت لا تخافين
لييه ظلمة ليه الجو يخوف والوجيه تخوف ذي رحمة الله تغسل القلوب وتنقيها الوجيه تخوف لانش خايفة والظلام لأن الكهرباء مقطوعة عن القرية كلها ..
مسح خصلاتها المبللة واستكانت
سبحان من يسبح الرعد بحمده
طالعي وجهي الخوف راح صح ؟
هزت رأسها بهدوء غريب
رفعت عينيها تستقبل حبات المطر وعتيق يراقب حالاتها الغامضة و بداخله يدعي تمر ولا تضر ...
.
.
سبحان من يسبح الرعد بحمده
جبل ساري وساري الوحيد ..
ساري
خمس سنوات مرت ولازال المنظر عالق بذاكرته لن يُمْحى ، منظر الدخان وأصوات الناس وهي تركض لتنقذ ماتبقى من المكان أثر الحريق ترك ندبات ثابت وجعها بداخله ، ثلاث ضحايا غابت ملامحهم مع أنفاس الدخان اللي أخذت معها أرواح لن تعود
نورة والدته
وحيد شقيقهم الأكبر
سارة زوجة جابر شقيقهم الكبير بعد وحيد ..
كان يرجف من أثر الذكرى اللي عصفت ولأول مرة بعد سنوات منظر ناره اللي يشعلها أمامه تستفز روحه سكب دلته ونثر قهوته صوت انطفاء النار اخمد بعض الشعور لكن لن يفي بالغرض
خلع عصبة رأسه بعد ماخرج من الخيمة رفع ثوبه بعد ما لامست اطرافه الطين المبتل رفع يده وهو يتحسس جبينه تأمل السما ونور البرق وده هالمطر يغسل كل ندباته ويمحيها وده يخمد النار المشتعلة بداخله وده يقضي على ذكرى الفقد قفزت أمنية مستحيلة لصدره تمنى لو كان هذا الجو قبل خمس سنين كانت أمه الآن تنتظره قدام بابهم العملاق متلحفه عبائتها تسأل كل من يمر ماشفتو ساري ماشفتو وحيد ماشفتو جابر ؟ كانت تتوسط البرد والعواصف الشديدة حتى الظلام بأوقات المطر ماكان يعيقها عن البحث كانت تخاف من الأوقات هذي تحبهم حولها بعد ماتغيب أضواء القرية بسبب أعطال الكهرباء تشعل فوانيس بزوايا البيت وتصنع خبزة يسمونها خبزة المطر اغمض عينه ومطر قريته دائم يحفز حنينه وده يهرب ويبعد عن كل ذكرى تلاحقه لكنه يغيب ويعود لمكان عزلته جبل ساري ...
.
.
أطراف قرية ساري
سبحان من يسبح الرعد بحمده ..
جابر الطبيب اللي وقف سيارته بسبب المطر الكثيف كان متوجه لمستوصف جديد بقرية أخرى تبعد عن هنا مسافة نصف يوم كان وده يكمل الطريق ويتجاهل عواصفه هو أيضاً يتقاسم مع ساري الشعور نفسه خسارته كانت مضاعفة والدته شقيقه زوجته وطفله الذي لم يرى النور بأحشاء أمه كلهم غابو بليلة واحدة ساري سلواه جبله وخيمته ودلته اما هو لم يجد سلواه بعد جرحه لازال طري لم يجف بالرغم من مرور سنوات لكن الوجع استحل خانه كبيرة من جوارحه وده يبكي و يتخلص من جرحه لكنه عاجز و شعوره يقف بالمنتصف دائماً ..
سبحان من يسبح الرعد بحمده
عمي وصلت والا باقي ؟
جابر وهو يسمع صوت غزل من سماعة هاتفه : لا وقفت المطر قوي قفلي قبل تشوفش ام عتيق ماكمل كلامه وصله صوتها حاول يضحك لكن فشل: قفلي قفلي إذا وصلت ارسلت
.
.
سطح بنات ابو سعيد
اححح الله لا يوفقش يالدبة فقعتي جبهتي
رقية وهي تضحك : من قال وقفي جهتي زيني العلبة وانتي ساكتة
حفصة وهي تمسح جبهتها : غش والله مازينها انتي دورش
ركضت بثقل والأخرى تضحك
منظر شحومش تحفة وهي تخض مع ثوبش المبلل اخ هههههههه الله لايوفقني كان لعبت معش فرحانة بعصاقيلش يالنتفة يارب تقومش امي قبل اذان الفجر نصر لي ولشحومي !
بداية ماطرة وستزهر الأحداث تباعاً ...
على دكة عتيقة , رائحة النعناع تغزو المكان بساط أحمر وصينية رافقت سكان البيت سنين طويلة
غزل إبنة ال ٢١عام مقابلها تمارا إبنة ال٢٦ عام يتسامرون والقمر بوسط السما والجو بارد وهبايب الجنوب المنعشة دائماً حاضره ..
ايه يا الرياض الشوق لها لايطاق خلاص ,قاطع توجدها وحنينها صوت غزل الساخر : قولي الشوق لسيارتك والبوتيك والكافيه اللي ماحد يشرب من عندهم غيرك
تمارا بقهر : ساري الغثيث قطع كل المتعة وجابني من شعري هنا عمي عمي عمى بعيونش
ضحكت بإستمتاع : أموت وناسة إذا طلعت اللهجة
غزل وهي تشرب الشاي بضحكة : نسيت نصها بس إذا زعلت تطلع تلقائي
تمارا برواق مستمر : شوفي شوفي السنعة بذا البرد تنشر ثياب رجلها آهه منها تعبتني
غزل بضحكة : والله تكسر الخاطر سنين وسنين وعمي عتيق مايطالع بعيونها
تمارا ضاق صدرها : بعمري وضاعت تسع سنين من عمرها وهي تدور رضا الأديب وللأسف ماصارت من مقامه
شوفي شوفي شوي وتحب رجوله !
صدت تمارا بعينها وهي تشاهد هتاف تدور لنبضة صغيره تنعشها بعيون عتيق الجامد اللي القى أوامره عليها بنبرة جامدة وتركها بيروح لمكتبته متزوج الورق وهتاف بعد متزوجها على ورق !
زيجة أوراق ! قالتها تمارا لتضحك غزل : وحشني عمي ساري
تمارا رجع لها الضيق وقالت : عسى تطول هالعزلة وعساه من عزلة لعزلة !
•
في الضفة الأخرى
هتاف انشغلت بكوي ثياب عتيق واللي يغلب على ألوانها البني والرمادي بتفاني عميق وبخضوع مستمر تركض بلا توقف ، تأففت من لسعة حرارة الجهاز بعد ماتعمقت بأفكارها تأففت أكثر وهي تراقب من نافذتها الفاصلة لمكتبته عتيق المتعمق بالأوراق يقرأ بلا توقف يقرأ مابين السطور ويدون يقضي أغلب أوقات تواجده هنا بين طيات الكتب أما هي كالعادة مركونة مثل مؤلف بالي لا يلمسه أحد وبنفس الوقت وجوده مهم يملأ خانه لكن مثقل بالأتربة تقدمت لتفتح الباب الفاصل همست : عتيق قرب الصبح وراك خط طويل ماشبعت ؟
رفع رأسه نزع نظارته فرك جبينه تأملها لثواني بنفس الهندام من تسع سنوات قميص من القطن منديل أحمر قد يكون رافقها أكثر من مرافقته لكتبه ومكتبته خصلاتها بنفس الوضع من سنوات تجمعها بطريقة عشوائية وتربطها بالمنديل يدها خالية من الزينة، توترت من نظراته هي متأكدة انه يمسحها الآن بطريقة لاذعة مثل ماتعودت لكن التوتر يحضر في كل مرة يتأملها بهالطريقة خرج ببرود وهي خرجت تجاري خطواته : جهزت شنطتك كل اللي تحتاجه رتبته
قاطعها : كتب الشهر لتقاطعه : أول شيء حطيته بالشنطة هي بسرعة تحركت ناحية العلب حملتها بنعومة وتوجهت ناحيته : وهنا المعمول و البسكويت اللي تحبه يالله عتيق لازم ترقد والله اني متوترة من سهرتك ذي اعرفك ماتصبر للنوم اخاف تبلش بالخط الصبح
تمدد على السرير بعد مالبس بجامته : لاتخافين غفيت أول الليل ذا الغفوة بتنفعني للظهر بكرة بعدين مثل ماقلت لش واتفقنا عليه
هتاف بإنصياع : مايحتاج تعيد كلامك
بصوت ناعس قال : امنعينا من جلسات البنات وسطح ابو سعيد وعلومه وتري اخبارش كلها عندي مايحتاج اعيد وازيد
شدت اللحاف وتمددت جنبه : فهمت بس انت ارقد انت تعرفني من تسع سنين ماطلعت عن شورك
غفى وهي غفت والتعب دايم يغلبها اليوم سهرت وهي ترتب حقائب سفره وورق أمسياته والحلوى المفضله حتى عطوره وثيابه ...
•
بعيد عن بيت ضيف الله ..
ساري الوحيد اللي يسامر وحدته بمكانه البعيد اللي اختاره عزلته اللي يشعر فيها بدفا والدته اللي غابت عن الدنيا وبسبب حزنه صار يطوي مسافات الحزن بداخل حضن عزلته خيمة وشبة نار شاي ومساحة واسعة أرض براح يتأمل ولا يمل خلفه جبل كل ما اشتدت ضيقته يعاركه بطريقة خاصة يتسلق بجنون يقضي أوقاته وهو يحارب قسوة الجبل بيده اللي تغير لونها من كثر ماجرحته محاولاته للصعود لكن لم يصل للقمة بعد بسبب حزنه اللي مثقل كاهله ..
هذي الدله الثانية والليل ماقضى وافكاره لاحصر لها لكن غفى بدون لايشعر مرت دقائق فجأة فتح عينه على وسعها رفع دلته ناقصة !رفع عينه بحده ليشاهد أنثى تتوسط المكان تشرب من القهوة ببرود ومتلحفه فروته اللي تركها مقابله لتسرقها هي بدون شعور نطق : اعوذ بالله اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
لكن اللي شاهده جمال والتعويذه تحولت لذهول سمى بداخله وكل الأفكار تداخلت صرخ : انتي من انتي ووش جابش هنا وش وداش لذا البراح
بنفس برودها لم تتحرك ولم ترد صرخ : يامسلمة كانش من البشر انطق
مسح وجهه بضيق وهو يشاهدها تتحرر من الفروة ليظهر لباسها الفاضح وتعرجات جسمها شعرها الكثيف اللي سواده طغى كان يحاوط خصرها ويغطي صدرها وكتفها كان التأمل مخيف ومرهق بالنسبة له : يابنية استري عمرش وافلحي من هنا
نهضت بتغنج لتقترب منه : ضيفني الليلة الليلة وبس !
احتقن وجهه وبرزت عروق الغضب ركل الدلة وهو يقترب أيضاً : انتي ماتبغين ذا الليل يعدي على خير شد شعرها وهو يدفعها لأطراف المكان : الطريق اللي جابش ارجعي منه عودي لأهلش واتركي علوم الردى لأهلها
صرخت وهي تشد يده اللي تضم شعرها : قلت الليلة بس بس الليلة
تعثرت وهو يدفعها لتسقط ارتفع طرف ثوبها الفاضح صد بقوة وهو يتعوذ من سخط اللحظة ومن شدة وقعها تعرق وجهه وهو يسمع صوت بكائها
بصوت ثقيل نطق : انتي مسوية شيء يابنت ؟
ثقيله كلماتها اللي بتخرجها لكن إنقاذها مكلف ستدفع الثمن لا بأس : البرد دخل قلبي اول يدفى قليبي ووعد وعد أقول كل شيء ..
غضبان وماسمعها مصر يرميها بطرف الجبل ويتخلص منها ومن ثقل فتنتها وهي متشبثه بطرف كمه والبرد والخوف نهشو عظامها ..
تنفس بعمق بعد ماتحرر منها تعوذ من الشيطان وهو لازال يشعر انها ليست من الأنس أوربما غفى وداهمت منامه نفض اللحظة ودخل خيمته ونام ببساطة ...
•
بقرية ثانية قريبة من ساري
خالة سعدية الله يخليش البيت بيتش ومقدره ذا الشيء بس الناس اللي بذا البيت ماهم من أملاكش
سعدية بغضب : معوده صغيرش على الخوف وماعاده صغير عودتينا نصغره وصار يطاولنا بسيقانه
كتمت ضحكتها ولازالت تتصنع الغضب : ولو يناطح سحاب الجنوب بطوله اتركيه وحيدي ياخاله خليني اتبلغ بسنينه لو كبر وفتحت عينه على الدنيا بيشوف ناس غيري
رحمت سعدية حالها وقالت : بصرش بصرش المهم ذا اليومين بيجي مستأجر جديد للشقة اللي تحت
حسناء بذهول : خالة معه أهل والا لحاله؟
سعدية بتوتر : معه مرته مريضة دكتور بمستوصف القرية ولا تنشدين أكثر لأني ما اعرفه
حسناء بطيب نفس : قد قلت وبزيد أقولها ذا البيت بيتش
سعدية وهذي البنت لها غلا كبير بداخلها ردت :وبيتش يا حبيبتي و الحوش والسطح اللي خايفة عليهم تطمني مابيقربونها وحيد ماعليه عيال ومرته ضعيفة تطمني نفداش
حسناء خجلت من لطف هذه العجوز : مجارة ياخالة إلا أنا اللي بقول الله يجعلني فدوة ذا القلب من يوم شاركتش ذا البيت والبركة ماتفارقني ..
حسناء ٣٠سنة , عندها ولد اسمه ماجد بعمر ال١٦ سنة ..
•
عودة لساري الوحيد وعزلته ..
فتح عينه مسح أثر النعاس ونهض بتكاسل خرج وعلى كتفه فوطة نظيفة وده يتوضى للفجر لكن البرد قوي فكر يتيمم لكن أغراه الأجر اللي بيناله لو تحامل على البرد ومسح كفوفه بالماء البارد وبالفعل أنهى الوضوء وهو يتراعد فجأة سكن البرد وهو يشاهد نفس الفتاة بجسدها المكشوف بالقرب من خيمته مغمضه عينيها والأكيد هزمها البرد وفقدت الوعي انحنى وهو يتفقد نبضها لكن داهمته وهي تفتح عينها بتلاعب ابتسمت ابتسامة قاتلة : فيني قوة تهزم كل شيء حتى الجنوب لو قست علي ببردها حضنها دايم حنون
وعندها وقت تصفصف كلام وعندها قوة تضحك اخترقت ذهوله وهي تنهض وتتمايل أمامه بخطوات ساحرة اقتحمت خيمته وسرقت سترته الطويلة ضحكت بتلاعب مستمر : بس القوة ماتمنع اني اتخلى عنها شوي لنفسي حق !
حك خده يجاري تلاعبها : نهاية ذا العرض اختصريه أنا شخص ماعنده وقت للهروج الطويلة
ببساطة قالت : لا تسمع !
أنا قررت أصير ضيفة ثقيلة وأنت مجبور تتحمل ثقل الضيف أنت كريم وضيفك مايستاهل
قاطعها بصوت بارد ليكمل : بس الواجب علينا نقوم بضيافته كان اختصرتها من أمس وقدمت مواجيبك ..
خلاص قدمناها قاطعها لينطق : سترناش بخرقة ثقيلة ارجعي من نفس الطريق دام اصبح الصبح وأظن مثل ماعندش قوة تواجه البرد عندش قوة ثانية تواجه نظرات النفوس الضعيفة
فهمت مقصده ودنقت رفعت عينها ونطقت بضعف : مثل ماقلت كل شيء صار مسرحية مزيفة والله اني اضعف شخص يواجه الدنيا عندي اللي يسترني بس تناثر كل شي مني
ساري بهدوء : الحين وقت صلاة بعدها بسمع العلم كامل ويوم تنور الدنيا بندور اغراضش اللي تناثرت مثل ماقلتي
هزت رأسها بنفس الضعف وهو رفع يدينه وكبر للصلاة ...
خرج معها لأطراف المكان يجاري خطواتها المتوترة همست بضعف : قبل شوي يوم قلت تناثرت اغراضي كان قصدي أكسب وقت وأمان بنفس الوقت
برزت عروق الغضب عقدة حواجبه فكه اللي ضغطه وهو يعض عليه بثورة بعثرتها صارت ترجف ملامحه الجامدة بدون غضب تخوف ولو غضب الخوف مضاعف : وش مقصدش يابنت نلعب شايفتنا صغار
تراجعت للخلف بحدة رفعت يدها ودها تنطق وتبرر لكن ضاعت الحروف اقترب منها بوجهه المحتقن وصرخ : انطقي وين راح الإستعراض اللي قبل شوي شد كتفها ناحيته وهو يهزها : انتي مرسولة من أحد ناوية تتسلطين علي والا وش علمش ؟
ببكاء وذعر نطقت : يومين بس يومين والله مامني مضره بس ادبر عمري وعد ماتشوفني مرة ثانية
تأفف وهو يدفعها سكت وتوجه لمكانه اغمض عينه وهو يسمع صوت خطواتها خلفه تأكد انها مصيبة ولن تخرج من حياته إلا ببصمة كارثية مسح جبينه وهو يفكر بحل للخلاص منها
أما هي توجهت للجلسة الخارجية وهي مرهقة وخائفة لكن هذا المكان بالرغم من ملامح صاحبه المرعبة أمانها الجديد ولو كان بصورة مؤقتة..
•
حسناء ..
ابتسمت برضا وهي تشاهد صينية العشاء المجهزة خصيصاً للجيران الجدد نوعت الأصناف وكلها تشهي العين حملت عربون التعارف بعد ماغطت رأسها تشعر بغرابة لكن خمنت انه توتر طبيعي خرجت من شقتها واللي كانت عبارة عن دور كامل مع درج وباب خارجي من الخلف اما الجيران الجدد في الدور السفلي بباب مختلف صادفت بطريقها ماجد ابتسمت بحب وقالت : طولت حبيبي كنت بلبس عبايتي واطلع ادورك
كشر بتذمر : ما استغرب باقي تفصلين شنطة على مقاسي وتشيليني معك بكل مكان
ضحكت من تذمره : اقول احمد ربك بس وين تلاقي أم مثلي لو لفيت الدنيا ماحصلت ويذم اهتمامي بعد
ماجد بدون لايحس نزل معها واندمج بالكلام والضحك امه تحمل جاذبية خاصة يلاحق رائحتها بطفولة مستمرة ولسنوات : دام وصلت معي اضغط الجرس يدي مشغولة
تراجعت بخجل وهي تشاهد وجه جارهم الثقيل واللي قطع نعاسه صوت الجرس المزعج : خير !
شدت على الصينية من احراجها لينطق ماجد : أمي اليوم مسوية عشاكم
لانت ملامح جابر جارهم الجديد تقدمت حسناء بعد ما خف إحراجها مدت الصينية وقالت : السموحة على القصور كان ودي اضيفكم من الصبح
مد يده ليرد ببرود : وصلت وماقصرتي
قفل الباب واعصابه مشدودة ، تنفس بعمق ارهف السمع لأصواتهم خلف الباب
ماجد وهو يضحك : كان وفرتي ذا الأكل وضيفتي ولدش الجايع خدودش ولعت نار
حسناء وهي تضحك : يقال اني انا ووجهي بسوي فيها طيبة مسحت خدها الأحمر
حاوط كتفها بيده وهو يمشي معها : ماما والله اشتهيت صينية الدجاج
ضحكت حسناء : سويت لاتخاف وبعدين لاتسمعك خالة سعدية وانت تقول ماما
اما جابر بعد ما اختفت الأصوات فرش سفرته على الأرض وبدأ يأكل بتلذذ وهو يدعي بداخله لجارتهم اللي يجهل اسمها
جابر ضيف الله طبيب ..
-
-
قرية ساري
يعني خلاص بتروحين
غزل وهي تودع تمارا عند الباب : غزل غزل بكل مرة تعيدين ذا الموال إذا شفتيني شايلة قشي ورايحة الرياض والله ماتهونين علي بس شغلي ماقدر اتركه
جدهم ضيف الله واقف بهيبته حضر يودعها وجدتها صفية زوجة ابو وحيد الثانية وهتاف أيضاً حضرت لتوديعها
جدها وهو يحتضنها : تمارا ماتحتاج من يوصيها لكن لو احتجتي لحاجة عمش عتيق وأديب وقايد وكل الجماعة هناك
قاطعته بضحكة : لاتوصيني ياجدي عندي حرير عن ذولا كلهم
ضحك وهو واثق من كلامها وهو يعرف حرير عز المعرفة : استودعتش الله يابوش والخط الخط وصي عليها لا تسرع
تركت حضنه لتحتضن يد صفية الباكية لتضحك بحب : احب وقفة الباب ذي تبين غلاتي ياحظي وياسعدي بذا الحب
صفية ببكاء : الله لايورينا ذا الغلا ولا يبينه مسحت وجه تمارا بعطف كبير : وصيت عتيق يجهز كل شيء قبلكم ودعتش الله ودعتش الله
تأثرت تمارا وهي تسمع صوت بكاء غزل : والله انكم ناوين تبكوني كلها شهرين وجايتكم أصلاً ساري بينط الين هناك ويشلني مع شوشتي
ضحك جدها ليحتضن يدها مشى معها بخطوات بعيدة عنهم وقال بهمس : حولت لش مصروف الشهرين ومصروف حرير ولو احتجتي زيادة كلمي أديب قاطعته بضحكه : والله أديب ذا ساحرك عسى بس غزل تحبه مثل ماتحبه وأكثر
ضحك من تهكمها ودفع كتفها بمرح : امشي لاتسمعش والله ان تقوم بقعا هنا
ضحكت هي واستدارت ناحيته قبلت خديه واحتضنت لحيته بحب عميق اشتمت وجهه بطفولتها وصباها وكل سنينها اللي قضتها بحضنه اغمضت عينيها وهي تهمس : الشيء الوحيد اللي يصبرني على بعدي عنكم ريحتك اللي اشيلها معي بكل مرة نوقف فيها عند ذا الباب ونودع بعضنا
تأثر ونطق : الله يجعلني فدا لذا الصوت ولذا الوجه اللي مانشبع من حنيته
كشرت وهي تقاوم البكا : والله اني اعرف خططك أكثر من ريحتك ناوي تبكيني لاتخليني أزعل واكره لحظة الباب ذي
ضحك من جديد وهذي البنت تعرف تراوغ وتخفي مشاعرها وهو يحسدها كثير على هالصفة لأنه عاطفي وبالفعل بعد ماخرجت من سور بيتهم هلت دمعته لتقترب غزل وتغرس رأسها بكتفه لتشاركه البكاء بصمت أما تمارا فغادرت الجنوب وهي تحمل وداع عائلتها وحبهم العميق داخل حقائبها المزدحمة ...
تمارا تكره اللحظات العاطفية لكن عند جدها ضيف الله وصفية الأم تصير شخص مختلف ..
حرير وهي مركزة بالقيادة دست قطعة شوكلاته بفمها وقالت : وش سويتي يوم شفتي لمعة عيون الشايب
تمارا بغضب هي تدري ان حرير تتعمد تسمية جدها بالشايب وهي تغضب بكل مرة وتنجح بإستفزازها : شاب راسش جدي ضيف الله مايشيب دايم قلبه طري وان عدتي قلتيها مرة ثانية اوريش الشيب المبكر كيف يصير وعلى أصوله بعد
ضحكت حرير بصخب : ايوه ايوه احب يوم تطلع اللهجة الصدقية تكفين كثري منها
حركت تمارا خصلاتها القصيرة لتنطق : أنا وغزل متفقين بنقطة اللهجة نسينا نصها وتطلع وقت الزعل زي الحلاوة
حرير بضحكة : تحفة تحفة والله يوم تزعلين
حرييييير
ضحكت حرير وهي تدس قطعة ثانية بفمها قالت بجدية : كلمني زايد يقول انه مجهز كل شيء حتى الثلاجة معبيها الله يجزاه خير
تمارا بتفكير : الولد ذا محيرني والله يا هو وسيم بشكل يخوف ينطق فخامة بكل شيء إلا الفلوس حافي ومنتف
حرير بضيق : وانتي لا تصيرين قاسية مثل حظه وش يسوي بعد بخته بالدنيا
تمارا ببرود : قاهرني ياختي المفروض يستغل شكله عادي يشتغل مودل فنان اي شيء يدبر نفسه وش حده على ذا الشغل دايم وكرامته ممسوحة بالأرض كل يوم اسمع مديره وهو يعطيه من الهرج اللي يغث ويسم القلب وهو ساكت ومستسلم !
حرير بضيق : ماندري وش ظروفه تمارا بتفكير عميق : بس الولد صراحة عجيب مايتفوت تدرين حرير ان عمره ٢٨ وماعنده اخوان وساكن بالعمارة المقابلة لعمارتنا السكن تابع للمحل اللي يشتغل فيه أمه صغيرة وتهبل دايم اشوفها تمر من شارعنا وتدرين بعد انه ماكمل تعليمه وتدرين بعد ان ماله أهل غير أمه وتدرين بعد ان فوق جماله ووسامته ماله حظ أبد دايم متصفق وكرامته ممسوحة بالأرض لأنه ماينطق بحرف خايف على أمه وواضحة
حرير بذهول : يمه يمه وش بقيتي مقاس جزمته وعطره ووزنه وطوله اصدميني بعد
تمارا بخبث : عطره اعرفه فوق فقره ماعمري شفته بيوم شكله وسخ ومتبهذل دايم يفتح النفس !
حرير بتوجس وفطنة : تمارا وش ناوية عليه
مسحت تمارا خدها بتوتر : ولا شيء عادي ليه خفتي نقضي الطريق ونتسلى بالسواليف عادي
صدت تمارا وهي تتأمل جانب الطريق بتفكير ..
:
:
قرية جبل الهزم
خرج جابر بعد مانفض نعاسه يحمل بيده فطيرة جبن واليد الأخرى حقيبة مفاتيحه تراجع للخلف بخطوتين بعد ماشاهد صحن مغلف حمله لتسقط ورقة مطوية بسرعة جلس على الأرض وفتح الورقة : فطورك وفطور أهلك استحيت اطق بابكم من الصبح ..
ضحك بسخرية هذي قاعدة تفرض نفسها بغرابة دس الورق بجيبه وحمل صحنه وحسنة هذي الجارة طبخها اللذيذ واطباقها المرتبة
خرج للمستوصف وحسناء من شباكها تراقب خروجه
خالة سعدية انتي متأكدة ان جارنا ذا متزوج !
سعدية بتوتر ردت : ايه وليه تسألين
حسناء بعفوية : مادري وجهه نظيف مرة
ضحكت سعدية ومن قلبها لتتكمل حسناء بإحراج : قصدي انه وجه واحد مو شايل بيت وناس ماشاء الله يعني يبرق جمال ونظافة
سعدية وهي تتشاغل بالراديو تدري بحسناء دايم تجيب العيد والأخرى هربت للمطبخ بوجه مشتعل من الخجل وغاضبة من تسرعها وغبائها همست لنفسها : ليتني بالعة لساني ولانطقت
.
.
وصلت حرير بصحبة صديقة عمرها وشريكتها بأغلب مواقفها وقصصها وصلو لأرض الرياض بعد رحلة طويلة مرهقة لتمارا ممتعة وقصيرة بالنسبة لحرير ..
وه مابغينا
حرير وهي تتفقد حقيبتها الصغيرة : الحمدلله على سلامتنا تمارا ناظري شوفي بطل قصة الطريق واقف بيستقبلنا
تمارا رفعت عينها لتهمس : وش جابه ذا كنه صدق قاعد ينتظرنا
نزلت لتقترب منه بعد ماعدلت لثمتها : هلا زايد
🌺
زايد تراجع للخلف وهو منحرج من جرأتها وتعمدها إحراجه : كنت جاي اشيك على المكان و
قاطعته تمارا بحده : حرير موصيتك على شغلة واحدة بس لكن الظاهر عشت جو البطل لا يكون ودك ترافقنا بالسكن بعد
انصدم من إندفاعها ليرد بسرعة : وانا جاي وجايب معي كم غرض بطلب من حرير
تمارا بحدة : ماعلي أنا من حرير قول وش جابك هنا بالوقت ذا بالذات !
حرير انحرجت من إندفاع تمارا الغريب وغضبها شدت كتفها لتهمس بإذنها : بنت أكلتي الولد المسكين متجمل فينا وانتي نسفتي كل جمايله
ردت بنفس الهمس : ماهو جميل شغل بمقابل بعدين يالحنون لاتفوتي نقطة انا لحالنا هنا وان عنده فرص كبيرة يقدر يدخل من ناحيتها ويتمادى
اف اف تمارا مستحيل اتفاهم معك قالتها حرير بصوت عالي وزايد بالأصل وصله الحوار وكتم غضبه مثل كل مرة كتم فيها ردات فعله الصاخبة لسبب ما صنع إبتسامة خاصة يجيدها هو وقال : عالعموم كل شيء صار جاهز استأذن الحين والحمدلله على سلامتكم !
بخطوات سريعة عبر الشارع لتصرخ تمارا بقهر : بروده يغث القلب مالوم مديره لو مسح بوجهه الأرض كل يوم
ضحكت حرير لتنطلق للسكن وسط ثرثرة تمارا الغاضبة وتذمرها من زايد وبروده ..
•
عند ساري وضيفته الثقيلة ..
جا الليل وضيفته بالخيمة نائمة من بعد الفجر بساعات والحين قرب الفجر الثاني وهي لم تستيقظ بعد ..
شعر بقلق طفيف وده يقتحم مكانها ويتطمن لكن شعور آخر منعه ..انشغل بدلته رفع عينه يراقب السما بسرحان لكن قطع سرحانه صوت صرختها القوية ركض بدون شعور حافي القدم ركض ناحيتها ليصرخ: وش جاش يابنت صوتش وصل لآخر الدنيا
رهاف لم ترد اقترب لينصدم ضيفته نائمة !
مسح وجهه بتوتر ثاني يوم يمر بغرابة وبالرغم من جسارته وصلابته إلا ان هذا الوضع الغريب يشعره بتوتر وخوف طفيف شد فروته على كتفه استدار وهو يريد الخروج لكن اهتز من جديد بسبب صرختها
https://www.raed.net/img?id=405932
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/ezgif-4-ae001283af.gif
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://www.raaw9.com/up2/uploads/171527216737142.png
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
رواية ساري الجبل واخوان ساري
حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ،
"هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية
تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة تستقبلنا على مصراعيها تأخذنا إلى ضفة لا مساحة لها ثم من حيث لا نشعر تفرج ننسى وكأننا لم نحزن من قبل وكأننا لم نبكي لحظة..
الجنوب ..
بين الجبال الشاهقة وفوق هامات القمم حيث الضباب والنسيم والجو العليل وأحضان السحاب
قرية ساري ..
هتاف ..
تصرخ بذعر تتملص من الأحضان بحدة تهرب للزوايا المظلمة حافية القدمين أنفاسها مضطربه تصرخ بهذيان ورعب نور البرق يعكس ملامحها المكسورة ودمعات الأم البائسة لحالها وأخرى تقف كالتمفرج لا تقدر على شيء ليست الأولى ولا الرابعة صرخت بما ملأ فمها والمطر غرق جبينها واختلط بدموعها ..
توقفت الصرخات وهدأت انفاسها ، طوقها بذراعيه وهمس بإذنها بسور قصيرة طول وهو يرقيها لكن نطقت بصوت متقطع : ع ع بس جيت جيت أشعل ضوء الكشاف وجّهه لملامحه والتي تستكن لرؤيتها
عتيييق
هنا جيت لا تخافين
لييه ظلمة ليه الجو يخوف والوجيه تخوف ذي رحمة الله تغسل القلوب وتنقيها الوجيه تخوف لانش خايفة والظلام لأن الكهرباء مقطوعة عن القرية كلها ..
مسح خصلاتها المبللة واستكانت
سبحان من يسبح الرعد بحمده
طالعي وجهي الخوف راح صح ؟
هزت رأسها بهدوء غريب
رفعت عينيها تستقبل حبات المطر وعتيق يراقب حالاتها الغامضة و بداخله يدعي تمر ولا تضر ...
.
.
سبحان من يسبح الرعد بحمده
جبل ساري وساري الوحيد ..
ساري
خمس سنوات مرت ولازال المنظر عالق بذاكرته لن يُمْحى ، منظر الدخان وأصوات الناس وهي تركض لتنقذ ماتبقى من المكان أثر الحريق ترك ندبات ثابت وجعها بداخله ، ثلاث ضحايا غابت ملامحهم مع أنفاس الدخان اللي أخذت معها أرواح لن تعود
نورة والدته
وحيد شقيقهم الأكبر
سارة زوجة جابر شقيقهم الكبير بعد وحيد ..
كان يرجف من أثر الذكرى اللي عصفت ولأول مرة بعد سنوات منظر ناره اللي يشعلها أمامه تستفز روحه سكب دلته ونثر قهوته صوت انطفاء النار اخمد بعض الشعور لكن لن يفي بالغرض
خلع عصبة رأسه بعد ماخرج من الخيمة رفع ثوبه بعد ما لامست اطرافه الطين المبتل رفع يده وهو يتحسس جبينه تأمل السما ونور البرق وده هالمطر يغسل كل ندباته ويمحيها وده يخمد النار المشتعلة بداخله وده يقضي على ذكرى الفقد قفزت أمنية مستحيلة لصدره تمنى لو كان هذا الجو قبل خمس سنين كانت أمه الآن تنتظره قدام بابهم العملاق متلحفه عبائتها تسأل كل من يمر ماشفتو ساري ماشفتو وحيد ماشفتو جابر ؟ كانت تتوسط البرد والعواصف الشديدة حتى الظلام بأوقات المطر ماكان يعيقها عن البحث كانت تخاف من الأوقات هذي تحبهم حولها بعد ماتغيب أضواء القرية بسبب أعطال الكهرباء تشعل فوانيس بزوايا البيت وتصنع خبزة يسمونها خبزة المطر اغمض عينه ومطر قريته دائم يحفز حنينه وده يهرب ويبعد عن كل ذكرى تلاحقه لكنه يغيب ويعود لمكان عزلته جبل ساري ...
.
.
أطراف قرية ساري
سبحان من يسبح الرعد بحمده ..
جابر الطبيب اللي وقف سيارته بسبب المطر الكثيف كان متوجه لمستوصف جديد بقرية أخرى تبعد عن هنا مسافة نصف يوم كان وده يكمل الطريق ويتجاهل عواصفه هو أيضاً يتقاسم مع ساري الشعور نفسه خسارته كانت مضاعفة والدته شقيقه زوجته وطفله الذي لم يرى النور بأحشاء أمه كلهم غابو بليلة واحدة ساري سلواه جبله وخيمته ودلته اما هو لم يجد سلواه بعد جرحه لازال طري لم يجف بالرغم من مرور سنوات لكن الوجع استحل خانه كبيرة من جوارحه وده يبكي و يتخلص من جرحه لكنه عاجز و شعوره يقف بالمنتصف دائماً ..
سبحان من يسبح الرعد بحمده
عمي وصلت والا باقي ؟
جابر وهو يسمع صوت غزل من سماعة هاتفه : لا وقفت المطر قوي قفلي قبل تشوفش ام عتيق ماكمل كلامه وصله صوتها حاول يضحك لكن فشل: قفلي قفلي إذا وصلت ارسلت
.
.
سطح بنات ابو سعيد
اححح الله لا يوفقش يالدبة فقعتي جبهتي
رقية وهي تضحك : من قال وقفي جهتي زيني العلبة وانتي ساكتة
حفصة وهي تمسح جبهتها : غش والله مازينها انتي دورش
ركضت بثقل والأخرى تضحك
منظر شحومش تحفة وهي تخض مع ثوبش المبلل اخ هههههههه الله لايوفقني كان لعبت معش فرحانة بعصاقيلش يالنتفة يارب تقومش امي قبل اذان الفجر نصر لي ولشحومي !
بداية ماطرة وستزهر الأحداث تباعاً ...
على دكة عتيقة , رائحة النعناع تغزو المكان بساط أحمر وصينية رافقت سكان البيت سنين طويلة
غزل إبنة ال ٢١عام مقابلها تمارا إبنة ال٢٦ عام يتسامرون والقمر بوسط السما والجو بارد وهبايب الجنوب المنعشة دائماً حاضره ..
ايه يا الرياض الشوق لها لايطاق خلاص ,قاطع توجدها وحنينها صوت غزل الساخر : قولي الشوق لسيارتك والبوتيك والكافيه اللي ماحد يشرب من عندهم غيرك
تمارا بقهر : ساري الغثيث قطع كل المتعة وجابني من شعري هنا عمي عمي عمى بعيونش
ضحكت بإستمتاع : أموت وناسة إذا طلعت اللهجة
غزل وهي تشرب الشاي بضحكة : نسيت نصها بس إذا زعلت تطلع تلقائي
تمارا برواق مستمر : شوفي شوفي السنعة بذا البرد تنشر ثياب رجلها آهه منها تعبتني
غزل بضحكة : والله تكسر الخاطر سنين وسنين وعمي عتيق مايطالع بعيونها
تمارا ضاق صدرها : بعمري وضاعت تسع سنين من عمرها وهي تدور رضا الأديب وللأسف ماصارت من مقامه
شوفي شوفي شوي وتحب رجوله !
صدت تمارا بعينها وهي تشاهد هتاف تدور لنبضة صغيره تنعشها بعيون عتيق الجامد اللي القى أوامره عليها بنبرة جامدة وتركها بيروح لمكتبته متزوج الورق وهتاف بعد متزوجها على ورق !
زيجة أوراق ! قالتها تمارا لتضحك غزل : وحشني عمي ساري
تمارا رجع لها الضيق وقالت : عسى تطول هالعزلة وعساه من عزلة لعزلة !
•
في الضفة الأخرى
هتاف انشغلت بكوي ثياب عتيق واللي يغلب على ألوانها البني والرمادي بتفاني عميق وبخضوع مستمر تركض بلا توقف ، تأففت من لسعة حرارة الجهاز بعد ماتعمقت بأفكارها تأففت أكثر وهي تراقب من نافذتها الفاصلة لمكتبته عتيق المتعمق بالأوراق يقرأ بلا توقف يقرأ مابين السطور ويدون يقضي أغلب أوقات تواجده هنا بين طيات الكتب أما هي كالعادة مركونة مثل مؤلف بالي لا يلمسه أحد وبنفس الوقت وجوده مهم يملأ خانه لكن مثقل بالأتربة تقدمت لتفتح الباب الفاصل همست : عتيق قرب الصبح وراك خط طويل ماشبعت ؟
رفع رأسه نزع نظارته فرك جبينه تأملها لثواني بنفس الهندام من تسع سنوات قميص من القطن منديل أحمر قد يكون رافقها أكثر من مرافقته لكتبه ومكتبته خصلاتها بنفس الوضع من سنوات تجمعها بطريقة عشوائية وتربطها بالمنديل يدها خالية من الزينة، توترت من نظراته هي متأكدة انه يمسحها الآن بطريقة لاذعة مثل ماتعودت لكن التوتر يحضر في كل مرة يتأملها بهالطريقة خرج ببرود وهي خرجت تجاري خطواته : جهزت شنطتك كل اللي تحتاجه رتبته
قاطعها : كتب الشهر لتقاطعه : أول شيء حطيته بالشنطة هي بسرعة تحركت ناحية العلب حملتها بنعومة وتوجهت ناحيته : وهنا المعمول و البسكويت اللي تحبه يالله عتيق لازم ترقد والله اني متوترة من سهرتك ذي اعرفك ماتصبر للنوم اخاف تبلش بالخط الصبح
تمدد على السرير بعد مالبس بجامته : لاتخافين غفيت أول الليل ذا الغفوة بتنفعني للظهر بكرة بعدين مثل ماقلت لش واتفقنا عليه
هتاف بإنصياع : مايحتاج تعيد كلامك
بصوت ناعس قال : امنعينا من جلسات البنات وسطح ابو سعيد وعلومه وتري اخبارش كلها عندي مايحتاج اعيد وازيد
شدت اللحاف وتمددت جنبه : فهمت بس انت ارقد انت تعرفني من تسع سنين ماطلعت عن شورك
غفى وهي غفت والتعب دايم يغلبها اليوم سهرت وهي ترتب حقائب سفره وورق أمسياته والحلوى المفضله حتى عطوره وثيابه ...
•
بعيد عن بيت ضيف الله ..
ساري الوحيد اللي يسامر وحدته بمكانه البعيد اللي اختاره عزلته اللي يشعر فيها بدفا والدته اللي غابت عن الدنيا وبسبب حزنه صار يطوي مسافات الحزن بداخل حضن عزلته خيمة وشبة نار شاي ومساحة واسعة أرض براح يتأمل ولا يمل خلفه جبل كل ما اشتدت ضيقته يعاركه بطريقة خاصة يتسلق بجنون يقضي أوقاته وهو يحارب قسوة الجبل بيده اللي تغير لونها من كثر ماجرحته محاولاته للصعود لكن لم يصل للقمة بعد بسبب حزنه اللي مثقل كاهله ..
هذي الدله الثانية والليل ماقضى وافكاره لاحصر لها لكن غفى بدون لايشعر مرت دقائق فجأة فتح عينه على وسعها رفع دلته ناقصة !رفع عينه بحده ليشاهد أنثى تتوسط المكان تشرب من القهوة ببرود ومتلحفه فروته اللي تركها مقابله لتسرقها هي بدون شعور نطق : اعوذ بالله اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
لكن اللي شاهده جمال والتعويذه تحولت لذهول سمى بداخله وكل الأفكار تداخلت صرخ : انتي من انتي ووش جابش هنا وش وداش لذا البراح
بنفس برودها لم تتحرك ولم ترد صرخ : يامسلمة كانش من البشر انطق
مسح وجهه بضيق وهو يشاهدها تتحرر من الفروة ليظهر لباسها الفاضح وتعرجات جسمها شعرها الكثيف اللي سواده طغى كان يحاوط خصرها ويغطي صدرها وكتفها كان التأمل مخيف ومرهق بالنسبة له : يابنية استري عمرش وافلحي من هنا
نهضت بتغنج لتقترب منه : ضيفني الليلة الليلة وبس !
احتقن وجهه وبرزت عروق الغضب ركل الدلة وهو يقترب أيضاً : انتي ماتبغين ذا الليل يعدي على خير شد شعرها وهو يدفعها لأطراف المكان : الطريق اللي جابش ارجعي منه عودي لأهلش واتركي علوم الردى لأهلها
صرخت وهي تشد يده اللي تضم شعرها : قلت الليلة بس بس الليلة
تعثرت وهو يدفعها لتسقط ارتفع طرف ثوبها الفاضح صد بقوة وهو يتعوذ من سخط اللحظة ومن شدة وقعها تعرق وجهه وهو يسمع صوت بكائها
بصوت ثقيل نطق : انتي مسوية شيء يابنت ؟
ثقيله كلماتها اللي بتخرجها لكن إنقاذها مكلف ستدفع الثمن لا بأس : البرد دخل قلبي اول يدفى قليبي ووعد وعد أقول كل شيء ..
غضبان وماسمعها مصر يرميها بطرف الجبل ويتخلص منها ومن ثقل فتنتها وهي متشبثه بطرف كمه والبرد والخوف نهشو عظامها ..
تنفس بعمق بعد ماتحرر منها تعوذ من الشيطان وهو لازال يشعر انها ليست من الأنس أوربما غفى وداهمت منامه نفض اللحظة ودخل خيمته ونام ببساطة ...
•
بقرية ثانية قريبة من ساري
خالة سعدية الله يخليش البيت بيتش ومقدره ذا الشيء بس الناس اللي بذا البيت ماهم من أملاكش
سعدية بغضب : معوده صغيرش على الخوف وماعاده صغير عودتينا نصغره وصار يطاولنا بسيقانه
كتمت ضحكتها ولازالت تتصنع الغضب : ولو يناطح سحاب الجنوب بطوله اتركيه وحيدي ياخاله خليني اتبلغ بسنينه لو كبر وفتحت عينه على الدنيا بيشوف ناس غيري
رحمت سعدية حالها وقالت : بصرش بصرش المهم ذا اليومين بيجي مستأجر جديد للشقة اللي تحت
حسناء بذهول : خالة معه أهل والا لحاله؟
سعدية بتوتر : معه مرته مريضة دكتور بمستوصف القرية ولا تنشدين أكثر لأني ما اعرفه
حسناء بطيب نفس : قد قلت وبزيد أقولها ذا البيت بيتش
سعدية وهذي البنت لها غلا كبير بداخلها ردت :وبيتش يا حبيبتي و الحوش والسطح اللي خايفة عليهم تطمني مابيقربونها وحيد ماعليه عيال ومرته ضعيفة تطمني نفداش
حسناء خجلت من لطف هذه العجوز : مجارة ياخالة إلا أنا اللي بقول الله يجعلني فدوة ذا القلب من يوم شاركتش ذا البيت والبركة ماتفارقني ..
حسناء ٣٠سنة , عندها ولد اسمه ماجد بعمر ال١٦ سنة ..
•
عودة لساري الوحيد وعزلته ..
فتح عينه مسح أثر النعاس ونهض بتكاسل خرج وعلى كتفه فوطة نظيفة وده يتوضى للفجر لكن البرد قوي فكر يتيمم لكن أغراه الأجر اللي بيناله لو تحامل على البرد ومسح كفوفه بالماء البارد وبالفعل أنهى الوضوء وهو يتراعد فجأة سكن البرد وهو يشاهد نفس الفتاة بجسدها المكشوف بالقرب من خيمته مغمضه عينيها والأكيد هزمها البرد وفقدت الوعي انحنى وهو يتفقد نبضها لكن داهمته وهي تفتح عينها بتلاعب ابتسمت ابتسامة قاتلة : فيني قوة تهزم كل شيء حتى الجنوب لو قست علي ببردها حضنها دايم حنون
وعندها وقت تصفصف كلام وعندها قوة تضحك اخترقت ذهوله وهي تنهض وتتمايل أمامه بخطوات ساحرة اقتحمت خيمته وسرقت سترته الطويلة ضحكت بتلاعب مستمر : بس القوة ماتمنع اني اتخلى عنها شوي لنفسي حق !
حك خده يجاري تلاعبها : نهاية ذا العرض اختصريه أنا شخص ماعنده وقت للهروج الطويلة
ببساطة قالت : لا تسمع !
أنا قررت أصير ضيفة ثقيلة وأنت مجبور تتحمل ثقل الضيف أنت كريم وضيفك مايستاهل
قاطعها بصوت بارد ليكمل : بس الواجب علينا نقوم بضيافته كان اختصرتها من أمس وقدمت مواجيبك ..
خلاص قدمناها قاطعها لينطق : سترناش بخرقة ثقيلة ارجعي من نفس الطريق دام اصبح الصبح وأظن مثل ماعندش قوة تواجه البرد عندش قوة ثانية تواجه نظرات النفوس الضعيفة
فهمت مقصده ودنقت رفعت عينها ونطقت بضعف : مثل ماقلت كل شيء صار مسرحية مزيفة والله اني اضعف شخص يواجه الدنيا عندي اللي يسترني بس تناثر كل شي مني
ساري بهدوء : الحين وقت صلاة بعدها بسمع العلم كامل ويوم تنور الدنيا بندور اغراضش اللي تناثرت مثل ماقلتي
هزت رأسها بنفس الضعف وهو رفع يدينه وكبر للصلاة ...
خرج معها لأطراف المكان يجاري خطواتها المتوترة همست بضعف : قبل شوي يوم قلت تناثرت اغراضي كان قصدي أكسب وقت وأمان بنفس الوقت
برزت عروق الغضب عقدة حواجبه فكه اللي ضغطه وهو يعض عليه بثورة بعثرتها صارت ترجف ملامحه الجامدة بدون غضب تخوف ولو غضب الخوف مضاعف : وش مقصدش يابنت نلعب شايفتنا صغار
تراجعت للخلف بحدة رفعت يدها ودها تنطق وتبرر لكن ضاعت الحروف اقترب منها بوجهه المحتقن وصرخ : انطقي وين راح الإستعراض اللي قبل شوي شد كتفها ناحيته وهو يهزها : انتي مرسولة من أحد ناوية تتسلطين علي والا وش علمش ؟
ببكاء وذعر نطقت : يومين بس يومين والله مامني مضره بس ادبر عمري وعد ماتشوفني مرة ثانية
تأفف وهو يدفعها سكت وتوجه لمكانه اغمض عينه وهو يسمع صوت خطواتها خلفه تأكد انها مصيبة ولن تخرج من حياته إلا ببصمة كارثية مسح جبينه وهو يفكر بحل للخلاص منها
أما هي توجهت للجلسة الخارجية وهي مرهقة وخائفة لكن هذا المكان بالرغم من ملامح صاحبه المرعبة أمانها الجديد ولو كان بصورة مؤقتة..
•
حسناء ..
ابتسمت برضا وهي تشاهد صينية العشاء المجهزة خصيصاً للجيران الجدد نوعت الأصناف وكلها تشهي العين حملت عربون التعارف بعد ماغطت رأسها تشعر بغرابة لكن خمنت انه توتر طبيعي خرجت من شقتها واللي كانت عبارة عن دور كامل مع درج وباب خارجي من الخلف اما الجيران الجدد في الدور السفلي بباب مختلف صادفت بطريقها ماجد ابتسمت بحب وقالت : طولت حبيبي كنت بلبس عبايتي واطلع ادورك
كشر بتذمر : ما استغرب باقي تفصلين شنطة على مقاسي وتشيليني معك بكل مكان
ضحكت من تذمره : اقول احمد ربك بس وين تلاقي أم مثلي لو لفيت الدنيا ماحصلت ويذم اهتمامي بعد
ماجد بدون لايحس نزل معها واندمج بالكلام والضحك امه تحمل جاذبية خاصة يلاحق رائحتها بطفولة مستمرة ولسنوات : دام وصلت معي اضغط الجرس يدي مشغولة
تراجعت بخجل وهي تشاهد وجه جارهم الثقيل واللي قطع نعاسه صوت الجرس المزعج : خير !
شدت على الصينية من احراجها لينطق ماجد : أمي اليوم مسوية عشاكم
لانت ملامح جابر جارهم الجديد تقدمت حسناء بعد ما خف إحراجها مدت الصينية وقالت : السموحة على القصور كان ودي اضيفكم من الصبح
مد يده ليرد ببرود : وصلت وماقصرتي
قفل الباب واعصابه مشدودة ، تنفس بعمق ارهف السمع لأصواتهم خلف الباب
ماجد وهو يضحك : كان وفرتي ذا الأكل وضيفتي ولدش الجايع خدودش ولعت نار
حسناء وهي تضحك : يقال اني انا ووجهي بسوي فيها طيبة مسحت خدها الأحمر
حاوط كتفها بيده وهو يمشي معها : ماما والله اشتهيت صينية الدجاج
ضحكت حسناء : سويت لاتخاف وبعدين لاتسمعك خالة سعدية وانت تقول ماما
اما جابر بعد ما اختفت الأصوات فرش سفرته على الأرض وبدأ يأكل بتلذذ وهو يدعي بداخله لجارتهم اللي يجهل اسمها
جابر ضيف الله طبيب ..
-
-
قرية ساري
يعني خلاص بتروحين
غزل وهي تودع تمارا عند الباب : غزل غزل بكل مرة تعيدين ذا الموال إذا شفتيني شايلة قشي ورايحة الرياض والله ماتهونين علي بس شغلي ماقدر اتركه
جدهم ضيف الله واقف بهيبته حضر يودعها وجدتها صفية زوجة ابو وحيد الثانية وهتاف أيضاً حضرت لتوديعها
جدها وهو يحتضنها : تمارا ماتحتاج من يوصيها لكن لو احتجتي لحاجة عمش عتيق وأديب وقايد وكل الجماعة هناك
قاطعته بضحكة : لاتوصيني ياجدي عندي حرير عن ذولا كلهم
ضحك وهو واثق من كلامها وهو يعرف حرير عز المعرفة : استودعتش الله يابوش والخط الخط وصي عليها لا تسرع
تركت حضنه لتحتضن يد صفية الباكية لتضحك بحب : احب وقفة الباب ذي تبين غلاتي ياحظي وياسعدي بذا الحب
صفية ببكاء : الله لايورينا ذا الغلا ولا يبينه مسحت وجه تمارا بعطف كبير : وصيت عتيق يجهز كل شيء قبلكم ودعتش الله ودعتش الله
تأثرت تمارا وهي تسمع صوت بكاء غزل : والله انكم ناوين تبكوني كلها شهرين وجايتكم أصلاً ساري بينط الين هناك ويشلني مع شوشتي
ضحك جدها ليحتضن يدها مشى معها بخطوات بعيدة عنهم وقال بهمس : حولت لش مصروف الشهرين ومصروف حرير ولو احتجتي زيادة كلمي أديب قاطعته بضحكه : والله أديب ذا ساحرك عسى بس غزل تحبه مثل ماتحبه وأكثر
ضحك من تهكمها ودفع كتفها بمرح : امشي لاتسمعش والله ان تقوم بقعا هنا
ضحكت هي واستدارت ناحيته قبلت خديه واحتضنت لحيته بحب عميق اشتمت وجهه بطفولتها وصباها وكل سنينها اللي قضتها بحضنه اغمضت عينيها وهي تهمس : الشيء الوحيد اللي يصبرني على بعدي عنكم ريحتك اللي اشيلها معي بكل مرة نوقف فيها عند ذا الباب ونودع بعضنا
تأثر ونطق : الله يجعلني فدا لذا الصوت ولذا الوجه اللي مانشبع من حنيته
كشرت وهي تقاوم البكا : والله اني اعرف خططك أكثر من ريحتك ناوي تبكيني لاتخليني أزعل واكره لحظة الباب ذي
ضحك من جديد وهذي البنت تعرف تراوغ وتخفي مشاعرها وهو يحسدها كثير على هالصفة لأنه عاطفي وبالفعل بعد ماخرجت من سور بيتهم هلت دمعته لتقترب غزل وتغرس رأسها بكتفه لتشاركه البكاء بصمت أما تمارا فغادرت الجنوب وهي تحمل وداع عائلتها وحبهم العميق داخل حقائبها المزدحمة ...
تمارا تكره اللحظات العاطفية لكن عند جدها ضيف الله وصفية الأم تصير شخص مختلف ..
حرير وهي مركزة بالقيادة دست قطعة شوكلاته بفمها وقالت : وش سويتي يوم شفتي لمعة عيون الشايب
تمارا بغضب هي تدري ان حرير تتعمد تسمية جدها بالشايب وهي تغضب بكل مرة وتنجح بإستفزازها : شاب راسش جدي ضيف الله مايشيب دايم قلبه طري وان عدتي قلتيها مرة ثانية اوريش الشيب المبكر كيف يصير وعلى أصوله بعد
ضحكت حرير بصخب : ايوه ايوه احب يوم تطلع اللهجة الصدقية تكفين كثري منها
حركت تمارا خصلاتها القصيرة لتنطق : أنا وغزل متفقين بنقطة اللهجة نسينا نصها وتطلع وقت الزعل زي الحلاوة
حرير بضحكة : تحفة تحفة والله يوم تزعلين
حرييييير
ضحكت حرير وهي تدس قطعة ثانية بفمها قالت بجدية : كلمني زايد يقول انه مجهز كل شيء حتى الثلاجة معبيها الله يجزاه خير
تمارا بتفكير : الولد ذا محيرني والله يا هو وسيم بشكل يخوف ينطق فخامة بكل شيء إلا الفلوس حافي ومنتف
حرير بضيق : وانتي لا تصيرين قاسية مثل حظه وش يسوي بعد بخته بالدنيا
تمارا ببرود : قاهرني ياختي المفروض يستغل شكله عادي يشتغل مودل فنان اي شيء يدبر نفسه وش حده على ذا الشغل دايم وكرامته ممسوحة بالأرض كل يوم اسمع مديره وهو يعطيه من الهرج اللي يغث ويسم القلب وهو ساكت ومستسلم !
حرير بضيق : ماندري وش ظروفه تمارا بتفكير عميق : بس الولد صراحة عجيب مايتفوت تدرين حرير ان عمره ٢٨ وماعنده اخوان وساكن بالعمارة المقابلة لعمارتنا السكن تابع للمحل اللي يشتغل فيه أمه صغيرة وتهبل دايم اشوفها تمر من شارعنا وتدرين بعد انه ماكمل تعليمه وتدرين بعد ان ماله أهل غير أمه وتدرين بعد ان فوق جماله ووسامته ماله حظ أبد دايم متصفق وكرامته ممسوحة بالأرض لأنه ماينطق بحرف خايف على أمه وواضحة
حرير بذهول : يمه يمه وش بقيتي مقاس جزمته وعطره ووزنه وطوله اصدميني بعد
تمارا بخبث : عطره اعرفه فوق فقره ماعمري شفته بيوم شكله وسخ ومتبهذل دايم يفتح النفس !
حرير بتوجس وفطنة : تمارا وش ناوية عليه
مسحت تمارا خدها بتوتر : ولا شيء عادي ليه خفتي نقضي الطريق ونتسلى بالسواليف عادي
صدت تمارا وهي تتأمل جانب الطريق بتفكير ..
:
:
قرية جبل الهزم
خرج جابر بعد مانفض نعاسه يحمل بيده فطيرة جبن واليد الأخرى حقيبة مفاتيحه تراجع للخلف بخطوتين بعد ماشاهد صحن مغلف حمله لتسقط ورقة مطوية بسرعة جلس على الأرض وفتح الورقة : فطورك وفطور أهلك استحيت اطق بابكم من الصبح ..
ضحك بسخرية هذي قاعدة تفرض نفسها بغرابة دس الورق بجيبه وحمل صحنه وحسنة هذي الجارة طبخها اللذيذ واطباقها المرتبة
خرج للمستوصف وحسناء من شباكها تراقب خروجه
خالة سعدية انتي متأكدة ان جارنا ذا متزوج !
سعدية بتوتر ردت : ايه وليه تسألين
حسناء بعفوية : مادري وجهه نظيف مرة
ضحكت سعدية ومن قلبها لتتكمل حسناء بإحراج : قصدي انه وجه واحد مو شايل بيت وناس ماشاء الله يعني يبرق جمال ونظافة
سعدية وهي تتشاغل بالراديو تدري بحسناء دايم تجيب العيد والأخرى هربت للمطبخ بوجه مشتعل من الخجل وغاضبة من تسرعها وغبائها همست لنفسها : ليتني بالعة لساني ولانطقت
.
.
وصلت حرير بصحبة صديقة عمرها وشريكتها بأغلب مواقفها وقصصها وصلو لأرض الرياض بعد رحلة طويلة مرهقة لتمارا ممتعة وقصيرة بالنسبة لحرير ..
وه مابغينا
حرير وهي تتفقد حقيبتها الصغيرة : الحمدلله على سلامتنا تمارا ناظري شوفي بطل قصة الطريق واقف بيستقبلنا
تمارا رفعت عينها لتهمس : وش جابه ذا كنه صدق قاعد ينتظرنا
نزلت لتقترب منه بعد ماعدلت لثمتها : هلا زايد
🌺
زايد تراجع للخلف وهو منحرج من جرأتها وتعمدها إحراجه : كنت جاي اشيك على المكان و
قاطعته تمارا بحده : حرير موصيتك على شغلة واحدة بس لكن الظاهر عشت جو البطل لا يكون ودك ترافقنا بالسكن بعد
انصدم من إندفاعها ليرد بسرعة : وانا جاي وجايب معي كم غرض بطلب من حرير
تمارا بحدة : ماعلي أنا من حرير قول وش جابك هنا بالوقت ذا بالذات !
حرير انحرجت من إندفاع تمارا الغريب وغضبها شدت كتفها لتهمس بإذنها : بنت أكلتي الولد المسكين متجمل فينا وانتي نسفتي كل جمايله
ردت بنفس الهمس : ماهو جميل شغل بمقابل بعدين يالحنون لاتفوتي نقطة انا لحالنا هنا وان عنده فرص كبيرة يقدر يدخل من ناحيتها ويتمادى
اف اف تمارا مستحيل اتفاهم معك قالتها حرير بصوت عالي وزايد بالأصل وصله الحوار وكتم غضبه مثل كل مرة كتم فيها ردات فعله الصاخبة لسبب ما صنع إبتسامة خاصة يجيدها هو وقال : عالعموم كل شيء صار جاهز استأذن الحين والحمدلله على سلامتكم !
بخطوات سريعة عبر الشارع لتصرخ تمارا بقهر : بروده يغث القلب مالوم مديره لو مسح بوجهه الأرض كل يوم
ضحكت حرير لتنطلق للسكن وسط ثرثرة تمارا الغاضبة وتذمرها من زايد وبروده ..
•
عند ساري وضيفته الثقيلة ..
جا الليل وضيفته بالخيمة نائمة من بعد الفجر بساعات والحين قرب الفجر الثاني وهي لم تستيقظ بعد ..
شعر بقلق طفيف وده يقتحم مكانها ويتطمن لكن شعور آخر منعه ..انشغل بدلته رفع عينه يراقب السما بسرحان لكن قطع سرحانه صوت صرختها القوية ركض بدون شعور حافي القدم ركض ناحيتها ليصرخ: وش جاش يابنت صوتش وصل لآخر الدنيا
رهاف لم ترد اقترب لينصدم ضيفته نائمة !
مسح وجهه بتوتر ثاني يوم يمر بغرابة وبالرغم من جسارته وصلابته إلا ان هذا الوضع الغريب يشعره بتوتر وخوف طفيف شد فروته على كتفه استدار وهو يريد الخروج لكن اهتز من جديد بسبب صرختها
https://www.raed.net/img?id=405932
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/ezgif-4-ae001283af.gif
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://www.raaw9.com/up2/uploads/171527216737142.png