زمردة ❥
06-10-2024, 07:24 AM
مكرم عبيد باشا ومصطفى النحاس باشا
بدأ مكرم عبيد يجمع وقائع ما سمى فيما بعد بالكتاب الأسود ، فكونه وزيراً للمالية فى وزارة الوفد العائدة بعد 4 فبراير إلى الحكم قد رأى كثيراً من التصرفات ، وأخذ فى رصدها وفى جمع الوثائق ، و عليه طبع مكرم عبيد الكتاب الأسود، بمعاونة من القصر، ورفع عريضة بأحوال البلد إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك وكانت هذه العريضة هى الكتاب الأسود .
و يروى فيه ما حدث فى حزب الوفد ، ما يعتبره الفضائح والمصائب ، وكل ما جرى ، و من ثم تقدم بالعريضة الكتاب على شكل إستجواب أمام مجلس النواب ، ووقف يعرض وقائع إستجوابه ، ولكن جاء الكتاب الأسود ، وجاءت الردود عليه ، أمراً فادحا .
وانتهى الإستجواب بعد ثلاثة أيام ، و تقدم حسن ياسين بإقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل الذى كان سكرتيراً للوفد وصديقاً لمصطفى النحاس وابنا لسعد زغلول لم يعد جديراً بشرف النيابة ، فجرى تصويت على الفور وفى نفس الجلسة ، رغم أن فكرى أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية فى المجلس ، رفض طلبه ، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب .
أغلق باب المناقشة فى الإستجواب ، وطرد مكرم ، فقد عضوية المجلس ، و بعد عدة أسابيع ، فإذا بالحاكم العسكرى العام ، وهو رئيس الوزراء ، مصطفى النحاس باشا ، يصدر أمراً عسكرياً بإعتقال مكرم عبيد باشا ، و بالفعل تم إُعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع فى السجن .
غير ان الكتاب الأسود هو الوثيقة التى هزت اركان الفساد و مهدت الطريق لحركة التطهير الشاملة التى اطاحت بالأحزاب السياسية ووضعت الأسس و أرست القواعد لبناء عهد جديد فى مصر .
مفكر ليبرالى و علمانى
و يعتبر مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية و تكوينها ، و الواضع الأول لكادر العمال فى مصر ، وتوفير التأمين الاجتماعى لهم ، و واضع نظام التسليف العقارى الوطنى ، كما انه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل .
و من كل هذا نخلص بان مكرم عبيد كان شخصية عامة و متميزة يتعامل بوصفه المصري دون غيره ، و لعل أبرز مثال على هذا شعبيته من قبل الجميع و اقواله المأثورة كقوله : "إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا" . و " اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن انصارا ، واجعلنا نحن نصارى لك ، وللوطن مسلمين" .
وتوفى فى 5 يونيه 1961 .
بدأ مكرم عبيد يجمع وقائع ما سمى فيما بعد بالكتاب الأسود ، فكونه وزيراً للمالية فى وزارة الوفد العائدة بعد 4 فبراير إلى الحكم قد رأى كثيراً من التصرفات ، وأخذ فى رصدها وفى جمع الوثائق ، و عليه طبع مكرم عبيد الكتاب الأسود، بمعاونة من القصر، ورفع عريضة بأحوال البلد إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك وكانت هذه العريضة هى الكتاب الأسود .
و يروى فيه ما حدث فى حزب الوفد ، ما يعتبره الفضائح والمصائب ، وكل ما جرى ، و من ثم تقدم بالعريضة الكتاب على شكل إستجواب أمام مجلس النواب ، ووقف يعرض وقائع إستجوابه ، ولكن جاء الكتاب الأسود ، وجاءت الردود عليه ، أمراً فادحا .
وانتهى الإستجواب بعد ثلاثة أيام ، و تقدم حسن ياسين بإقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل الذى كان سكرتيراً للوفد وصديقاً لمصطفى النحاس وابنا لسعد زغلول لم يعد جديراً بشرف النيابة ، فجرى تصويت على الفور وفى نفس الجلسة ، رغم أن فكرى أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية فى المجلس ، رفض طلبه ، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب .
أغلق باب المناقشة فى الإستجواب ، وطرد مكرم ، فقد عضوية المجلس ، و بعد عدة أسابيع ، فإذا بالحاكم العسكرى العام ، وهو رئيس الوزراء ، مصطفى النحاس باشا ، يصدر أمراً عسكرياً بإعتقال مكرم عبيد باشا ، و بالفعل تم إُعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع فى السجن .
غير ان الكتاب الأسود هو الوثيقة التى هزت اركان الفساد و مهدت الطريق لحركة التطهير الشاملة التى اطاحت بالأحزاب السياسية ووضعت الأسس و أرست القواعد لبناء عهد جديد فى مصر .
مفكر ليبرالى و علمانى
و يعتبر مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية و تكوينها ، و الواضع الأول لكادر العمال فى مصر ، وتوفير التأمين الاجتماعى لهم ، و واضع نظام التسليف العقارى الوطنى ، كما انه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل .
و من كل هذا نخلص بان مكرم عبيد كان شخصية عامة و متميزة يتعامل بوصفه المصري دون غيره ، و لعل أبرز مثال على هذا شعبيته من قبل الجميع و اقواله المأثورة كقوله : "إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا" . و " اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن انصارا ، واجعلنا نحن نصارى لك ، وللوطن مسلمين" .
وتوفى فى 5 يونيه 1961 .