المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محبطات الأعمال


Şøķåŕą
05-06-2024, 10:31 PM
مُحبِطاتُ الأعمالِ


إن مصيبة المصائب، والطَّامَّة الكبرى التي تهون عندها كل مصيبة أن يتعب المرء بأنواع من القربات والطاعات، وأصناف من الأعمال والعبادات، وهو يظن أنه يحسن عملًا، ويحسب أنه سيجد ذلك في الحسنات؛ فإذا بهذه الطاعات والحسنات التي أفنى فيها عمره قد ذهبت أدراج الرياح، وحبط ما صنع وما قدَّم من أعمال، وصارت كلها: ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39].



إنها أعمال ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 104].



‏إنه الهباء المنثور الذي ذكره الله تعالى بقوله: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23].



إن فعل الطاعات وأداء العبادات فيه كُلْفة؛ فقد يلاقي العبدُ بعضَ المشقة في أدائها؛ لكن الأهم من ذلك كله هو المحافظة على هذه الطاعات، والحرص على هذه العبادات؛ حتى لا تذهب هباء، ولا تضيع سُدًى؛ فقد ترى العبدَ يحافظ على الصلوات الخمس مع المسلمين في جماعة، ويصوم ويحج ويعتمر ويُزكِّي ويَصِل الرَّحِم، ويعمل أعمال الخير والبر، ثم يستحوذ عليه الشيطان فيُوقِعُه في المحبِطات والمبطِلات، فيذهب تعبه، ويخسر آخرته عياذًا بالله.



فما هي هذه المحبطات؟

1- أخطر ما يحبط العمل: هو الشرك؛ قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [التوبة: 17].



‏وتأملوا هذا الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، ‏وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].



فالشرك والعياذ بالله يحبط جميع الأعمال مهما كانت كثيرة وكبيرة.



2- ومن المحبطات: الشرك الخفي؛ الرياء، كما روى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ))، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((الرِّياءُ، يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ إذا جَزَى النَّاسَ بأعمالِهم: اذهَبوا إلى الذينَ كنتم تُراؤونَ في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدونَ عِندَهم جزاء)).



وفي المسند أيضًا عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، مرفوعًا: خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدجالَ، فقال: ((ألَا أُخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟)) قالوا: بلى! قال: ((الشركُ الخفيُّ؛ أن يقومَ الرجلُ فيُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ)).



‏وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَه)).



‏وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيتَ رجلًا غَزَا يلتمس الأجرَ والذِّكْرَ، ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا شيءَ له))، فأعادها ثلاثَ مراتٍ، ثم قال: ((إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغي به وجهه))؛ [رواه أبو داود، والترمذي].



‏ولنتأمل هذا الحديث في بيان أول من تُسعَّر بهم النار:

فهذا قارئ للقرآن يقول: ((كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ)).



‏وهذا مُتصدِّق يقول: ((كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ)).



‏وهذا مجاهد يقول: ((أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ)).



‏قال الله جل في علاه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].



3- ومن المحبطات: ذنوب الخلوات:

روى ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا))، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَلَّا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ؛ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا!)).



يقول ابن القيم رحمه الله: "أجمَع العارفون أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن طاعة السر هي أصل الثبات".



‏وقال سحنون رحمه الله: "إياك أن تكون عدوًّا لإبليس في العلانية، صديقًا له في السر".



‏وقال وهيب بن الورد رحمه الله: "اتقِ أن يكون اللهُ أهونَ الناظرين إليك".



4- ومن المحبطات: الغيبة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليوم قبل ألَّا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)).



تأمل.. حسناتك التي جمعتها من أعمال الخير، وفيها بعض الجهد والتعب، قد تضيِّعها بلسانك بكل سهولة وتهديها لمن تكره؛ ولذلك يعلمنا ابن المبارك رحمه الله فقهًا عجيبًا، فيقول: "لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحقُّ الناس بحسناتى!".



قال ابن القيم رحمه الله: "وإنَّ العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله".



5- ومن المحبطات: الحسد:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ))؛ [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ].



6- ومن المحبطات: الأذى للغير؛ بظلمهم، والاعتداء عليهم بالقول أو الفعل.

في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟)) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ، وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)).



‏وروى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ: دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ: فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ﴾ [المائدة: 72]، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ)).



7- ومن المحبِطات: التكذيب بالقَدَر:

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو كان لكَ مثل أُحُد ذهبًا، أو مثل جبل أُحُد ذَهَبًا تُنفِقُه في سبيل الله ما قَبِلَه اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ))؛ [رواه أحمد وابن ماجه].



8- ومن المحبِطات: إتيان الكُهَّان والسحرة والعرَّافين والمنجِّمين:

ففي الحديث الصحيح: ((مَنْ أتى عرَّافًا فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاةٌ أربعينَ ليلةً))؛ [رواه مسلم].



‏قال العلماء: سؤال الكُهَّان يَمنَع قبولَ الصلاة أربعينَ ليلةً، وتصديقهم بما يقولون يُوقِع في الكفر.



9- ومن المحبِطات: قطيعة الرحم:

فقد جاء في الحديثٍ الحسنِ: ((إن الأعمال تُعرَض كل خميس وليلة الجمعة، فلا يَقبَل اللهُ عملَ قاطعِ رحمٍ)).



وقاطعُ الرحمِ مستحِقٌّ لِلَّعنِ؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].



10- ومن المحبِطات: ترك صلاة العصر:

فقد أمر الله عز وجل بالمحافظة على الصلوات الخمس عمومًا، وأكد على صلاة العصر خصوصًا لأهميتها؛ فقال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].



‏وفي صحيح البخاري عن بريدة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)).



‏وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)).



11- ومن المحبطات أيضًا: التألِّي على الله تعالى:

ففي صحيح مسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألَّى على ألَّا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)).



12- ومن المحبطات أيضًا: المنَّان الذي يَمُنُّ بعطيته:

والمنُّ هو: ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها؛ مثل: أن يقول المرء لآخر: قد أحسنت إليك وأعطيتك وما قصرت معك، أو يتحدث مع الناس بما أعطى لفلان حتى يبلغ ذلك المُعطى فيؤذيه.



‏وترجع خطورة المنِّ أنه ينقص المال ولا ينال صاحبه أجرًا ولا حمدًا على ذلك؛ ولذا فقد ذم الله تعالى هذا الفعل وأخبرنا أنه يحبط العمل؛ فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن المراد بالمَنِّ: المَنُّ على الله تعالى، والأذى: الأذى للفقير".



قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: "قال جمهور العلماء في هذه الآية: إن الصدقة التي يعلم الله من صاحبها أنه يمنُّ أو يؤذي بها فإنها لا تقبل".



وقالوا: أكثر الناس خسارةً هو المَنَّان؛ لأنه يُقَدِّم لك ويَخْسَر، ثم يَمُنُّ عليك ويَخْسَرُك، ولا يبقَى معه سوى الخسران!



‏وقد مدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على المنفقين الذين يبذلون الخير ولا يمنون على من أحسنوا إليهم، وينسون معروفهم في الدنيا راجين من الله الأجر والثواب؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262].



نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا أعمالنا، وأن يجعلنا من عنده من المقبولين.

حاء
05-07-2024, 03:19 AM
_



أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمت بحفظ الرحمن ض2

روحي تبيك
05-07-2024, 04:38 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورلإيمان
أحترآمي لــ/سموك

RAHMA
05-07-2024, 06:03 AM
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

حسان
05-07-2024, 06:13 AM
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

نبضها مطيري
05-07-2024, 06:57 AM
سلمت يداك على روعة الطرح
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
اسأل الباري لك سعادة دائمة
ودي وتقديري لسموك...

زمردة ❥
05-07-2024, 07:13 AM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
تقيم / ختمي آحتـرآمي لك

عبد الحليم
05-07-2024, 10:00 AM
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال لروعته
كعادتك إبداع في مواضيعك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الجمال
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

مرفأ
05-07-2024, 10:10 AM
سلمت.. أنــآآملكـ..ع..الطرح..الرائع
دامت..صفحاتكـ..بهذا..الرُقي
بانتظــآآر.. قـآآدمِكـ.. الأجمل
كــــــل ..الـــوود..بعبق.. الــوورد

البرنس مديح آل قطب
05-07-2024, 11:10 AM





https://www.raed.net/img?id=389576

http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif


http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif

جزاكم الله خير الجزاء ..وبارك فيكم :d4:
‏طرحكم راق لي كثيراً مميز بتميزكم :ho3:
‏هنا وجدنا طرح عشرة على عشرة :x33:
ننتظر منكم كل جديد ومميز :eq-35:
يعطيكم العافية وسلمت يداكم :ho14:
لكم شكرنا لروعة طرحكم :501:
كل الشكر والتقدير لكم :icon28:
لكم منا :x33:
باقات جاسمين :ho14:
يسلمواااااااااااااااااااااا :244:
https://www.raed.net/img?id=405932



















































القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس:238:
https://www.raed.net/img?id=389575
https://up6.cc/2023/10/169857152674393.jpg





نبُض جآمح ❥
05-07-2024, 02:41 PM
-








جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

إيلين
05-07-2024, 04:34 PM
-







موضوعٌ فِي قمة الجَمال
وأضَاء بجمالِه أرجاء المكانِ ، شكرا للإبدَآعِ
يعطِيك العّآفية:64:.

غـرام الشوق
05-07-2024, 06:00 PM
لَا تَأْتِي إِلَّا بِالْجَمَالِ . . سُلَّمُ فِكْرِكَ
وَدَامَ تَوَاصُلُكَ اَلْمُبْهِجُ . .
أَرَقُ اَلتَّحَايَا لِقَلْبِكَ

мя Зάмояч
05-07-2024, 08:08 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

ألِيونَا
05-07-2024, 11:19 PM
جزاكم الله خيرا ووضعه في ميزان حسناتكم
لكم مني الود والورد
تحياتي

بسمة فجر
05-08-2024, 09:44 AM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

بنت العز
05-09-2024, 12:22 PM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب

الفاتنة
05-10-2024, 12:18 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته .

زمردة ❥
05-10-2024, 04:31 AM
جزاك الله خيرا

إِيزآبَيل♡
05-11-2024, 09:09 AM
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

ضامية الشوق
05-12-2024, 04:57 PM
جزاك الله خيرا

كارا
05-12-2024, 08:26 PM
عناقيدُ من الورد واسراب امتنان
شكرا لك
لروحك عناقيد من التوت

☆Šømă☆
05-14-2024, 06:59 AM
موضوع رائع
يعطيك العافيه
شكرا لك

رزان
05-20-2024, 08:02 AM
سلمت الأيادي عالطرح

زمردة ❥
07-03-2024, 07:13 PM
جزاك الله خيرا

نور القمر
10-21-2024, 11:31 AM
سلمت أناملك على الطرح المميّزhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ويعطيك العافية على المجهود المبذولhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعكhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
لك تحياتي وفائق شكريhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ولك كل الودhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif

الدكتور على حسن
11-24-2024, 10:47 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك ويكتب لك
كل الخير فى كل ما لمست يداك
وخطت قدمــاك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتور علـى حسـن
ض2:620:ض2

نور القمر
01-09-2025, 11:17 AM
سلمت الأيَادي وَ يعطيك العَافية
لرُّوحك إكليل الوَرد

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :nay1:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :x42:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :b12:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :609:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :134:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :x95::52:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :x1::145::ff7:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:41 PM
شكرا لك على المرور العذب :fr1::221:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :s_6::w0:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :sod1::sod1:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :102::w0:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :hl20::145:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :x95::ff7:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :s_17::s_17:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :hl20::594::q72:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:42 PM
شكرا لك على المرور العذب :134::s_6:شكرا لك على المرور العذب

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :ho::ho:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :f13::f13:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :sod1::x95::eq-35:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :em23::ff7:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :sod1::85::630:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :eq-111:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :19::kf1::x42:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :x95::41:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :sod1::w0::em23:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :85::em23::x42:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :113::113::nj7:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :85::594:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :134::19::52:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:45 PM
شكرا لك على المرور العذب :124::124::124:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:45 PM
شكرا لك على المرور العذب :x95::594::q72:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:45 PM
شكرا لك على المرور العذب :85::sg1::nay1:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:48 PM
شكرا لك على المرور العذب :er-21::594:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:48 PM
شكرا لك على المرور العذب :594::eq-35:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:48 PM
شكرا لك على المرور العذب :583::em23::eq-35:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:49 PM
شكرا لك على المرور العذب :s_17::w0::232:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:49 PM
شكرا لك على المرور العذب :hl20:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:49 PM
شكرا لك على المرور العذب :85::ho::w0:

Şøķåŕą
03-13-2025, 02:49 PM
شكرا لك على المرور العذب :sod1::eq-35: