تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التوفيق من الله


Şøķåŕą
04-16-2024, 03:05 PM
التوفيق من الله


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحَمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإن توفيق الله عز وجل لا غِنَى للعبد عنه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21].


فَمَنْ وَفَّقَهُ الله لتزكية نَفْسِه فَقَدْ أفلح وفاز، قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14] وأعلى مراتب توفيق الله لعَبْدِهِ أن يحبب إليه الإيمان والطاعة، ويُكَرِّهَ إليه الكفر والمعصية، وهي المرتبة التي نالها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وامتن الله بها عليهم في قوله تعالى:

﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].
قال ابن القيم رحمه الله: "يخاطب اللهُ جل وعلا عباده المُؤْمِنِين، فيقول: لولا توفيقي لَكُمْ لما أَذْعَنَتْ نُفُوسُكمْ لِلإيمان، فلم يكن الإيمان بمشورتكم وتوفيق أنفسكم، ولكني حببته إليكم وزينته في قلوبكم، وكرَّهت إليكم ضده الكفر والفسوق"[1].


والتوفيق من الأمور التي لا تُطْلَبُ إلا من الله، إذ لا يقدر عليه إلا هو، فمن طلبه من غيره فهو محروم.


قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].


وهذه الهداية المذكورة في الآية هي التي يُسَمِّيها العلماء هداية التوفيق، قال شعيب عليه السَّلام: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].


قال ابنُ القيّم رحمه الله: "أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك"[2].


وبهذا جاء التوجيه النبوي الكريم، فَعَنْ أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ))[3].


ومما يغلط فيه كثير من الناس ظنهم أنَّ مَنْ رُزِقَ مالاً، أو منصبًا، أو جاهًا، أو غير ذلك من الأمور الدنيوية، أنه قد وفق، والأمر ليس كما ظنّوا، فإنَّ الدنيا يعطيها الله مَنْ يُحِبّ وَمَنْ لا يُحِبّ، وقد ذكر الله هذا عن ذلك الإنسان، وأخبر أن الأمر ليس كما ظن. قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ﴾ [الفجر: 15 - 17].


والصواب أن الموفَّقَ هو الذي إذا أُعْطِيَ منصبًا، أو جاهًا، استعمله في مرضاة ربِّه، ونصرة دينه، ونفع إخوانه، وإن رزق مالاً أخذه من حلِّه وصرفه في طاعة ربّه، فإن من حكمة الله تعالى أنْ يَبْتَلِيَ عِبادَهُ، فالموفق منهم هو الذي إذا أعطي شكر، والمخذول هو الذي إذا أُعْطِيَ طَغَى وَكَفَرَ، قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7].


وقال الله عن نبيِّهِ سليمان: ﴿ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].


وتوفيق الله لعباده يكون على أحوال كثيرة، فمنها أن يعرض الخير على أناس فيردونه حتى ييسر الله له من أراد به الخير من عباده، وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشر سنين يعرض نفسه على القبائل لينصروه، فلم يستجيبوا له حتى وفَّق الله الأنصار لذلك، فنالوا الشرف العظيم في الدنيا والآخرة. ومنها أن يوفق الله العبد في آخر حياته لعمل صالح يموت عليه فيختم الله به أعماله.


فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه"، فقال له: ((أَسْلِمْ))، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: "أَطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"، فأسلمَ. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ)) وفي رواية: "فلما مات"، قال: ((صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ))[4].


ومنها أن يوفق الله العبد لعمل قليلٍ أجرُه عند الله كثيرٌ، فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ مقنع بالحديد"، فقال: "يا رسول الله، أقاتل أو أسلم؟" قال: ((أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ)) فأسلم ثم قاتل فقُتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا))[5].


فمن اتقى الله تعالى وملأ الإخلاص قلبه، وعلم الله منه صدق نيته، وأكثر من دعائه، فقد أخذ بمجامع الأسباب الموصلة إلى التوفيق، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ضامية الشوق
04-16-2024, 03:26 PM
جزاك الله خيرا

نور القمر
04-16-2024, 03:28 PM
طرح أنيق وَ ذوق
سلمت يمناك عَ الأختيار الراقي
يعطيك العافية
شكراً لك

زمردة ❥
04-16-2024, 04:11 PM
جزاك الله خيرا

البرنس مديح آل قطب
04-16-2024, 05:15 PM
r:;"]
https://www.raed.net/img?id=389576



http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif


جزاكم الله خير الجزاء
طرحكم راق لي جميل ومميز
بارك الله فيكم وأسعدكم في الدارين
ننتظر جديدكم على الدوام
طرح عشرة على عشرة
دمتم برقي وسعادة وطمأنينة
إحتراماتي تعانق روحكم
مع تقديري لكم
ولروحكم الزكية
باقات باتونيا
يسلموااااااااااااااااااااا




https://www.raed.net/img?id=405932

القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس




https://www.raed.net/img?id=389575
http://www.raaw9.com/up2/uploads/170628726444581.gif

мя Зάмояч
04-16-2024, 06:03 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

حسان
04-16-2024, 08:13 PM
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

عاشق الغيم
04-16-2024, 11:33 PM
جزاك الله كل خير
لهذا الجلب الطيب
جعله في موازين حسناتك
كل التقدير

الدكتور على حسن
04-17-2024, 12:11 AM
https://www.lucianabartolini.net/gif/cuori/fiori-gialli-145.gif (https://3aroussham.com/vb/showthread.php?t=44699)
تقديرى وشكرى وإحترامى
لحضرتك
على جمــال موضوعك الاكثر
من رائع والمفيد فى معلوماته
ربنا يبارك فيك ويسعدك ويكتب لك
كل الخير ويحقق كل امنياتك وامانيك
يااااااااااااااااارب
لك كل التحية وكل التقدير وكل الحب
الدكتور علـى حسـن
https://1.bp.blogspot.com/-l79TsjRtdUk/TcSok1O87HI/AAAAAAAAARM/e_W3MPpLjxQ/s1600/00000_%C5%91szi d%C3%ADsz_sorv_078.gif

مثلي قليل
04-17-2024, 01:22 AM
جزاك الله خير
بارك الله فيك

نبضها مطيري
04-17-2024, 02:24 AM
سلمت يمينك..
طرح فاائق الجمال ..والروعه
تحياتي لك

حاء
04-17-2024, 04:04 AM
_


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها ض2

ضامية الشوق
04-17-2024, 10:55 AM
جزاك الله خيرا

رحيل
04-18-2024, 04:06 AM
جزاك الله خيرا

عبد الحليم
04-18-2024, 10:36 AM
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال لروعته
كعادتك إبداع في مواضيعك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الجمال
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

إِيزآبَيل♡
04-18-2024, 11:16 PM
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

غـرام الشوق
04-20-2024, 05:59 PM
لَا تَأْتِي إِلَّا بِالْجَمَالِ . . سُلَّمُ فِكْرِكَ
وَدَامَ تَوَاصُلُكَ اَلْمُبْهِجُ . .
أَرَقُ اَلتَّحَايَا لِقَلْبِكَ

روحي تبيك
04-21-2024, 05:12 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورلإيمان
أحترآمي لــ/سموك

إيلين
04-22-2024, 02:36 PM
-







موضوعٌ فِي قمة الجَمال
وأضَاء بجمالِه أرجاء المكانِ ، شكرا للإبدَآعِ
يعطِيك العّآفية:64:.

☆Šømă☆
04-30-2024, 07:20 AM
طرح رائع وَ أختيار مميز
شكراً جزيلاً لك
يعطيك العافية ..

رزان
05-02-2024, 10:31 AM
سلمت الأيادي عالطرح

ڤايَ
05-06-2024, 01:55 AM
جزاكم الله خير الجزاء
شكرا لكم

ألِيونَا
05-07-2024, 11:41 PM
جزاكم الله خيرا ووضعه في ميزان حسناتكم
لكم مني الود والورد
تحياتي

كارا
05-12-2024, 09:22 PM
اسراب امتنان وعناقيد ورد
لروحك الأمان :hh7:

نور القمر
10-23-2024, 12:32 PM
يسلم يدينك ويعطيك العافيه
على الطرح والمجهود الجميل
تقديري لك

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:27 PM
شكرا لك على المرور العذب :k11:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب :q-437::168:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب :35:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب ض1:430:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب :f11:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب :w55:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب :eq-33:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:28 PM
شكرا لك على المرور العذب س1:or13:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :k11::100:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :u21::k11:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :57::168::a022::430:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :67::x69::th_5:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :552::615::615::100:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:29 PM
شكرا لك على المرور العذب :em6::552::k11::r7o::46:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب س1:604::th_16::u21:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب :132::13:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب :552::r7o:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب :x7::636::x69:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب :ff1::f11::46:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:30 PM
شكرا لك على المرور العذب :604::k11::th_16:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:31 PM
شكرا لك على المرور العذب س1:604::100::2:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:31 PM
شكرا لك على المرور العذب :k11::r11::x69::79::636:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:31 PM
شكرا لك على المرور العذب :x58::79::641::615::615:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:31 PM
شكرا لك على المرور العذب :th_16:ض1ض1

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:31 PM
شكرا لك على المرور العذب :552::r7o::a022::ho7:

Şøķåŕą
02-25-2025, 06:32 PM
شكرا لك على المرور العذب :2::552::430::430: