الدكتور على حسن
03-30-2024, 02:47 AM
إنَّ الكرم من الأخلاق العريقة
التي اتَّصف بها أصحاب النفوس العظيمة،
وقد مدحوا بها ساداتهم، وحكموا
على فاقدها باللؤم وخبث الطباع.
وقد اشتهر المجتمع العربي
القديم ببعض الصفات والتقاليد التي
أقرها الإسلام واستحسنها،
وكان كرم النفس والجود بما في اليدِ
إحدى هذه الصفات التي حرص
العربي أن يشتهر بها؛ حتى اقترن
ذكر الكرم بذكر أسماء بعض العرب أمثال:
حاتم الطائي، وكعب بن مامة الإيادي
وغيرهما ممن أدركوا قيمة إكرام الضيف،
وإطعام الجائع، وإعانة المحتاج.
وحينما جاء الإسلام أشاد بهذين
الوصفين إشادة خاصة؛ فنجد
أن الكرم والجود من صفات الله عز وجل،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله كريمٌ يحب الكرماء،
جوَادٌ يحب الجود»،
كما أنهما من أخلاق
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
فيروى عن سيدنا جابر بن عبد الله
رضي الله عنه أنه قال:
«ما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن شيءٍ فقال لا»،
كما أن الله عز وجل وصف أنبياءه
بصفة الكرم؛ فقال تعالى:
«وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ»،
وقال سبحانه وتعالى في الملائكة:
«كِرَامٍ بَرَرَةٍ»؛
فيكفي بيانًا لمنزلتي الجود
والكرم أنه لا يوصف بهما
إلا من شرُفت منزلته وسما قدره.
وقد أضفى الإسلام على هذين الخلُقين
معايير جديدة، ووجَّههما نحو
مقاصد سامية ومعانٍ روحية؛
فلم يَعُد الكريم يحصُر غايته
في الفخر والثناء، وإنما سمت نفسه
عن أدران الرياء والنفاق،
واتجه إلى الله ببذله وإنفاقه لينال
حسن الثواب والجزاء في الآخرة.
بل يُطَمْئِن الله عز وجل الأسخياء
المنفقين في سبيله بأنه لا يَضِيعُ
عنده معروف، وبأن ما يقدموه
من خيرٍ مدَّخرٌ لهم، مخلوفٌ عليهم؛
فيقول عز وجل:
«وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ»،
ويقول سبحانه:
«مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ»،
ويضرب مثلًا لأولئك الذين ينفقون
أموالهم في سبيل؛ فيقول:
«مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء».
وقد ترسَّخت معاني الجود والكرم
في قلوب الصحابة رضي الله عنهم؛
فنجد سيدنا عليَّ بن أبي طالب
رضي الله عنه يقول ناصحًا ومعلِّمًا:
«ما جمعتَ من المال فوقَ قوتك،
فإنما أنت فيه خازنٌ لغيرك»،
وما زال هذا المعنى متوارثًا
عند الصالحين، حتى أن بعض
السلف عدَّ الشحَّ والبخل على المحتاجين
من سوء الأدب وسوء الظن
بالرزَّاق سبحانه وتعالى؛ فقال:
«مَنْعُ الموجودِ سُوءُ ظنٍ بالمعبودِ».
فينبغي على من يجد وفرةً
في مالٍ أو قوتٍ أن يجودَ به على من حوله،
وأن يبدأ بالأقرب فالأقرب،
مستحضرًا أن المال مالُ الله
مصداقًا لقول الله تعالى:
«وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ»،
راغبًا في تطهير نفسه وماله وتزكيتِهما».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
التي اتَّصف بها أصحاب النفوس العظيمة،
وقد مدحوا بها ساداتهم، وحكموا
على فاقدها باللؤم وخبث الطباع.
وقد اشتهر المجتمع العربي
القديم ببعض الصفات والتقاليد التي
أقرها الإسلام واستحسنها،
وكان كرم النفس والجود بما في اليدِ
إحدى هذه الصفات التي حرص
العربي أن يشتهر بها؛ حتى اقترن
ذكر الكرم بذكر أسماء بعض العرب أمثال:
حاتم الطائي، وكعب بن مامة الإيادي
وغيرهما ممن أدركوا قيمة إكرام الضيف،
وإطعام الجائع، وإعانة المحتاج.
وحينما جاء الإسلام أشاد بهذين
الوصفين إشادة خاصة؛ فنجد
أن الكرم والجود من صفات الله عز وجل،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله كريمٌ يحب الكرماء،
جوَادٌ يحب الجود»،
كما أنهما من أخلاق
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
فيروى عن سيدنا جابر بن عبد الله
رضي الله عنه أنه قال:
«ما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن شيءٍ فقال لا»،
كما أن الله عز وجل وصف أنبياءه
بصفة الكرم؛ فقال تعالى:
«وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ»،
وقال سبحانه وتعالى في الملائكة:
«كِرَامٍ بَرَرَةٍ»؛
فيكفي بيانًا لمنزلتي الجود
والكرم أنه لا يوصف بهما
إلا من شرُفت منزلته وسما قدره.
وقد أضفى الإسلام على هذين الخلُقين
معايير جديدة، ووجَّههما نحو
مقاصد سامية ومعانٍ روحية؛
فلم يَعُد الكريم يحصُر غايته
في الفخر والثناء، وإنما سمت نفسه
عن أدران الرياء والنفاق،
واتجه إلى الله ببذله وإنفاقه لينال
حسن الثواب والجزاء في الآخرة.
بل يُطَمْئِن الله عز وجل الأسخياء
المنفقين في سبيله بأنه لا يَضِيعُ
عنده معروف، وبأن ما يقدموه
من خيرٍ مدَّخرٌ لهم، مخلوفٌ عليهم؛
فيقول عز وجل:
«وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ»،
ويقول سبحانه:
«مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ»،
ويضرب مثلًا لأولئك الذين ينفقون
أموالهم في سبيل؛ فيقول:
«مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء».
وقد ترسَّخت معاني الجود والكرم
في قلوب الصحابة رضي الله عنهم؛
فنجد سيدنا عليَّ بن أبي طالب
رضي الله عنه يقول ناصحًا ومعلِّمًا:
«ما جمعتَ من المال فوقَ قوتك،
فإنما أنت فيه خازنٌ لغيرك»،
وما زال هذا المعنى متوارثًا
عند الصالحين، حتى أن بعض
السلف عدَّ الشحَّ والبخل على المحتاجين
من سوء الأدب وسوء الظن
بالرزَّاق سبحانه وتعالى؛ فقال:
«مَنْعُ الموجودِ سُوءُ ظنٍ بالمعبودِ».
فينبغي على من يجد وفرةً
في مالٍ أو قوتٍ أن يجودَ به على من حوله،
وأن يبدأ بالأقرب فالأقرب،
مستحضرًا أن المال مالُ الله
مصداقًا لقول الله تعالى:
«وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ»،
راغبًا في تطهير نفسه وماله وتزكيتِهما».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى