الدكتور على حسن
03-22-2024, 05:13 PM
من أساليبِ البلاغةِ والبيانِ والجمالِ
فى اللُغةِ العربيةِ التشبيهُ والاستعارةُ،
والاستعارةُ أبلغَ من التشبيهِ،
لأنَّ الأخيرَ، وإِنْ بنى على
ادعاءِ أنَّ المشبَّهَ والمشبَّهَ
به سواءٌ، فبلاغةُ الاستعارةِ
تكمنُ فى الابتكارِ وروعةِ الخيالِ،
وتمنحُ الكلامَ قوةً، وتكسوهُ حُسناً.
ولما كانَ الْقُرْآنُ الكريمُ
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ فكثيراً
نستمتعُ بهَذِهِ الأساليبَ الممتعةَ الرشيقةَ،
أساليبِ الاستعارةِ. والاستعارةُ
فى اللُغةِ تشبيهٌ حُذِفَ أحدُ طَرَفيه،
وهى نوعان:
الاستعارةُ التصريحيةُ :
وهى التى يُصرّح فيها (بالمشبه به )
ويُحذفُ (المشبه).والاستعارةُ المَكْنيَّةُ :
وهى التى يُحذفُ فيها (المشبهُ به)
مع بقاءِ شىء من لوازمِه (يدلُّ عليه).
تأملْ واستمتعْ :
«اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» :
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي،
الإسلامَ (المشبه) بالصراطِ المستقيمِ
(المشبه به) لعدالتِه واستقامتِه
(وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به).
«أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلَلَةَ بِالْهُدَي
وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ»:
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ تَعَالَي
الكفرَ (المشبه) بالضلالةِ
(المشبه به)
(وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به)
ولدينا استعارةٌ تصريحيةٌ
أُخرى فى الآيةِ نفسِها،
حيثُ حُذِفَ المشبهُ (الإيمان)
وصُرِّحَ بالمشبهِ به (الهُدى)
فقد شبّه اللهُ تَعَالَي الإيمانَ بالهُدى،
وقسْ على ذلكَ
(الْعَذَابَ والْمَغْفِرَةَ).
«أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنهُ»..
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ تَعَالَى،
الكفرَ (المشبه) بالموتِ (المشبه به)
وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به.
ولدينا استعارةٌ تصريحيةٌ أخرى
فى نفسِ الآيةِ، فقد حُذفَ المشبهُ،
وهو الإسلامُ، وصُرِّحَ بالمشبهِ به،
وهو الحياة.
«إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ»..
تصريحيةٌ،
فقد شبَّه اللهُ سبحانه وتعالى
ارتفاعَ الماءِ (المشبه) بالطُغيان
(المشبه به) ووجهُ الشبهِ، تجاوزُ الحدودِ،
وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به
«قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
التى تشتعلُ هى (النارُ)
فقد شبه الشيبَ (المشبه) بالنارِ
(المشبه به) وحذف الأخيرَ،
وجاءَ بشىء من صفاتِه،
يدلُ عليه (اشْتَعَلَ).
«فوجدا فيها جداراً يريدُ
أن ينقضّ فأقامه»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الجدارَ (المشبه) بالإنسانِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشيٍّ يدلُ عليه (يريدُ).
«وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ».. الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الذلَ (المشبه) بالطائرِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشىء يدلُ عليه (جناح).
«وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الصبحَ (المشبه) بالإنسانِ
أو الكائنِ الحيِّ (المشبه به)
وحذفَ الأخيرَ، وجاءَ بشىء
يدلُ عليه (تَنَفَّسَ).
« وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الغضبَ (المشبه) بالإنسانِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشىء يدلُ عليه (سَكَتَ).
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علـــى
فى اللُغةِ العربيةِ التشبيهُ والاستعارةُ،
والاستعارةُ أبلغَ من التشبيهِ،
لأنَّ الأخيرَ، وإِنْ بنى على
ادعاءِ أنَّ المشبَّهَ والمشبَّهَ
به سواءٌ، فبلاغةُ الاستعارةِ
تكمنُ فى الابتكارِ وروعةِ الخيالِ،
وتمنحُ الكلامَ قوةً، وتكسوهُ حُسناً.
ولما كانَ الْقُرْآنُ الكريمُ
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ فكثيراً
نستمتعُ بهَذِهِ الأساليبَ الممتعةَ الرشيقةَ،
أساليبِ الاستعارةِ. والاستعارةُ
فى اللُغةِ تشبيهٌ حُذِفَ أحدُ طَرَفيه،
وهى نوعان:
الاستعارةُ التصريحيةُ :
وهى التى يُصرّح فيها (بالمشبه به )
ويُحذفُ (المشبه).والاستعارةُ المَكْنيَّةُ :
وهى التى يُحذفُ فيها (المشبهُ به)
مع بقاءِ شىء من لوازمِه (يدلُّ عليه).
تأملْ واستمتعْ :
«اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» :
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي،
الإسلامَ (المشبه) بالصراطِ المستقيمِ
(المشبه به) لعدالتِه واستقامتِه
(وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به).
«أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلَلَةَ بِالْهُدَي
وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ»:
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ تَعَالَي
الكفرَ (المشبه) بالضلالةِ
(المشبه به)
(وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به)
ولدينا استعارةٌ تصريحيةٌ
أُخرى فى الآيةِ نفسِها،
حيثُ حُذِفَ المشبهُ (الإيمان)
وصُرِّحَ بالمشبهِ به (الهُدى)
فقد شبّه اللهُ تَعَالَي الإيمانَ بالهُدى،
وقسْ على ذلكَ
(الْعَذَابَ والْمَغْفِرَةَ).
«أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنهُ»..
تصريحيةٌ، فقد شبَّه اللهُ تَعَالَى،
الكفرَ (المشبه) بالموتِ (المشبه به)
وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به.
ولدينا استعارةٌ تصريحيةٌ أخرى
فى نفسِ الآيةِ، فقد حُذفَ المشبهُ،
وهو الإسلامُ، وصُرِّحَ بالمشبهِ به،
وهو الحياة.
«إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ»..
تصريحيةٌ،
فقد شبَّه اللهُ سبحانه وتعالى
ارتفاعَ الماءِ (المشبه) بالطُغيان
(المشبه به) ووجهُ الشبهِ، تجاوزُ الحدودِ،
وحذفَ المشبهَ، وصرحَ بالمشبهِ به
«قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
التى تشتعلُ هى (النارُ)
فقد شبه الشيبَ (المشبه) بالنارِ
(المشبه به) وحذف الأخيرَ،
وجاءَ بشىء من صفاتِه،
يدلُ عليه (اشْتَعَلَ).
«فوجدا فيها جداراً يريدُ
أن ينقضّ فأقامه»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الجدارَ (المشبه) بالإنسانِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشيٍّ يدلُ عليه (يريدُ).
«وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ».. الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الذلَ (المشبه) بالطائرِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشىء يدلُ عليه (جناح).
«وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الصبحَ (المشبه) بالإنسانِ
أو الكائنِ الحيِّ (المشبه به)
وحذفَ الأخيرَ، وجاءَ بشىء
يدلُ عليه (تَنَفَّسَ).
« وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ»..
الاستعارةُ هُنا مَكْنيَّةُ،
فقد شبه الغضبَ (المشبه) بالإنسانِ
(المشبه به) وحذفَ الأخيرَ،
وجاءَ بشىء يدلُ عليه (سَكَتَ).
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علـــى