تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إياَك ولحَم أخيِكَ


ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-16-2018, 10:34 AM
الحمد لله جعل المؤمنين إخوةً يتعاونون بينهم على البر والتقوى ويحترم كل واحد منهم الآخر في نفسه وماله وعرضه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماء, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المجتبى, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر والوفاء, وعلى التابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى، وسلم تسليماً كثيراً, أما بعد:1.
يتورع الكثير من المسلمين عن اللحوم المستوردة لا سيما المعلبة منها ويتوقَّوْن في ذلك أشد التوقِّي مخافة أن تكون من اللحوم المحرمة، أو أن تكون قد ذبحت على خلاف الطريقة الشرعية, وهذا سعي مشكور.
ولكنْ هناك لحوم لطُفت حتى خفيت على المتورعين، ولم تدركها رقابة المتوقِّين؛ والسر في هذا أن اللحوم التي رغب عنها المتورعون لحومٌ حسيَّة مشاهَدة، فلا تخفى على الرقابة؛ لأن الذي يتناولها يعالج أكلها, بينما الأخرى لا يحتاج إلى ذلك آكلها, وكلاهما يُسمى أكلاً، قال تعالى:أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا (12) سورة الحجرات. إنها الوقوع في عرض المسلم بالكلام والغيبة.. وتكاثرت الأدلة على تحريمها وبيان خطرها وقبح التلبس بها, فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تخلَّلْ), قال: مِمَّ أتخلل, ما أكلتُ لحماً؟! قال: (إنك أكلت لحم أخيك)2.
إخوتاه:
لقد انغمر الناس في هذه المعصية؛ ولا أدل على ذلك من واقع الناس، فترى أن الغيور على محارم الله أن تُنتهك عندما ينكر عليهم هذه الموبقة يُقابَل بإجابةٍ تواترت عليها الألسنة وألفتها: ألا تريدنا أن نتكلم, فسبحان الله كأنّ الكلام كلّه منحصر فيما حرّم الله على عباده.
إن من يتأمل هذه المقولة تبين له مدى تمزيق الجسد الواحد نفسه بدلاً من أن يشدّ بعضه بعضاً, وكأننا لم نسمع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)3.
هذا هو جواب تلك المقولة؛ إذ ليس من الخير أن تقارف تلك الكبيرة, فالزم الصمت إن لم تقل خيراً فإن من صمت نجا.
ولعلك تتساءل معي –أخي المسلم- كيف يقع الصالحون على وجه أخص في هذه الموبقة على الرغم من أنهم أوْلى الناس بالبعد عنها؟
فالجواب هو أن هناك أسباباً أوقعتهم في ذلك يشترك معهم بقية الناس فيها, ومنها:
1 - موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء؛ حيث يرى أنه لو أنكر عليهم استثقلوه فيما بينهم في ذلك.
2 - التشفي فكلما غضب من أحدٍ شفى قلبه بغيبته.
3 - إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره والحط من قدره.
4 - اللعب والهزل؛ فربما أراد أن يُضحك الناس بمحاكاة فلان وفلان في قوله وفعله.
5 - الحسد؛ فإذا تكلم الناس بمدح لرجل قال: إن فيه وفيه، وأنا أخبر به منكم, فلا سبيل لديه للنيل من المحسود إلا القدح فيه.
6 - كثرة الفراغ والشعور بالملل؛ فلا يجد شغلاً إلا بذكر عيوب الناس؛ وذلك لأنه لم يستغل وقته بطاعة الله؛ فالواجبات أكثر من الأوقات، والسلف كانوا يقولون: النفس إن لم تشغلها شغلتك.
7 - طلب موافقة الرئيس والمدير ومجاراته في تنقُّص من لا يحب من مرؤوسيه لنيل الحظوة لديه, فتأمل ذلك يا أخي.
إنك تعاشر أقواماً لا يُحْصَوْن كثرةً, منهم القريب، ومنهم الصديق الحبيب، ومنهم الأستاذ، ومنهم الجار؛ فاحذر غداً أن تراهم ماثلين أمامك بين يدي الله، ترى أحبابك وخلاَّنك يطلبون رد مظلمة أعراضهم منك4!
أيها المسلم:
إن الواجب عليك إذا سمعت من يغتاب إخوانك من المسلمين أن تمنعه وتذب عن أعراض إخوانك؛ ألست لو رأيت أحدًا قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه، ألست تقوم عليه وتنكر عليه؟! إن الغِيبة كذلك تماماً؛ كما قال الله تعالى:وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ (12) سورة الحجرات.
واعلموا –رحمكم الله- أنه لا يبعد أن يعاقَب من يغتاب إخوانه يوم القيامة بما ورد أنهم يقربون إليه بصورة أموات ويرغم على الأكل منهم؛ كما ورد في الأثر, بل قد جاء في حديث أَنس بن مالك –رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليْهِ وسلم-: (لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ)5.6.
نسأل الله أن يعافينا من هذه الآفات, وأن يوفقنا لاستغلال أعمارنا بكثرة ذكره وحسن الطاعات, وأن يجنبنا مساوئ الأخلاق والرذائل وجميع السيئات, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,
1الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).
2رواه الطبراني برقم (9947) (ج 8 / ص 432), وصححه الألباني برقم (428) في غاية المرام (ج 1 / ص 244).
3 رواه البخاري برقم (5994) (ج 20 / ص 116) ومسلم برقم (67) (ج 1 / ص 163).
4مستفاد من مجلة البيان العدد 153 ص 138 جمادى الأولى 1421هـ.
5سنن أبي داود -4235- (13/22) وأحمد -12861- (26/408) صححه الألباني في تحقيق سنن أبي داود برقم (4878) (10/378) والسلسلة الصحيحة حديث رقم (533) (2/69).
6 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).

نوف
10-16-2018, 10:57 AM
جزاك الله خير

لَـحًـــنِ ♫
10-16-2018, 11:12 AM
يعْطِيك العافيه لطَرحك الرَّآَقي
فَلَكْ مزيد من الشُّكر ..
بإنتظآر جَديدككْ بكل شَوقْ
تَقْدِيري لسُمُوكْhttp://www.h-dfa.com/vb/images/smilies/smiail/105.gifhttp://www.h-dfa.com/vb/images/smilies/smiail/105.gif

انثى برائحة الورد
10-16-2018, 11:25 AM
بارك الله فيك
وجزاك كل خير

sham
10-16-2018, 11:33 AM
احسنت الإنتقاء
جزاك الله خير الجزاء .

,:241:

غـُـلايےّ
10-16-2018, 12:16 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

الياقوتة
10-16-2018, 01:36 PM
جزيت الفردوس الأعلى على هالطرح القيم
جعله الله في ميزآن حسنآتك
سلمت يمناك

أبو علياء
10-16-2018, 04:19 PM
بارك الله فيك ،، ونفع بك
وجعل كل ماتقدمه في موازين حسناتك
واثابك الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيك الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعك المفيده
لروحك الجوري
دمتي بسعاده

ذآتَ حُسن♔
10-16-2018, 06:59 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

الوسيم
10-16-2018, 07:37 PM
جزاك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك
على الطَرح وَجعلة في ميزآن حسناتك
آسأل أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات
دمت بحفظ الله ورعايتة

نور القمر
10-16-2018, 07:55 PM
جزاك الله خيرا

جعله في ميزان حسناتك

ابو الملكات
10-16-2018, 08:25 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-17-2018, 05:17 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

بسمة فجر
10-17-2018, 06:21 AM
بارك الله فيك ع الطرح المميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

تذكارُ...!
10-17-2018, 04:07 PM
يعـَـطِـيكُ العـًـًآفيـِـِه
لآعـِـَـِـَدمنـُآكِ يــِـــِـــِإْرب.....ولآعــدمنـِـَـِآٌ ’جــِـديَـِدك’
كـــل الـــَـــِودٍ’..وبَاقَاتِ الجورِي..؛’

غَزَلْ عُذْريّ❥
10-17-2018, 04:29 PM
- |




دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك ,

sham
10-17-2018, 08:26 PM
احسنت الإنتقاء
جزاك الله خير الجزاء .

,:241:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-18-2018, 09:53 AM
اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافيه

خالد
10-18-2018, 10:09 AM
جزاك الله خيـر
وجعله في ميزان حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمن
دمت بحفظ الرحمن

الاقشر
10-18-2018, 10:24 AM
بارك الله فيك على طرحك الطيب :241:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-19-2018, 08:49 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

روحي تبيك
10-19-2018, 07:50 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

نور القمر
10-19-2018, 09:54 PM
جزاك الله خيرا

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-20-2018, 10:19 AM
اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافيه

شيخة رواية
10-23-2018, 04:05 AM
عطاء مميز وحضور انيق ووفاء لكيان روايه

التمسه في متصفح الوفاء

راقني ماكان هنا وانتظر مزيدك

فكل الشكر والامتنان لهكذا هطل


دمت بكل الخير

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-23-2018, 11:36 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

بٰٰقايٰا روحہٰ
10-30-2018, 12:58 PM
ســلمت اناملك ع جـــمآإل طرحـــك
كل ما حـــمله متصـــفحك كآإن رائع واكثر
امتنآإني وتقديري لك
لك جنآإئن الورد واصـــدق الود
دمت بعـــطإآء وتميز:h5::34:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
11-03-2018, 07:21 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

Şøķåŕą
05-15-2022, 06:17 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .