الدكتور على حسن
03-18-2024, 06:01 PM
في بيوتِنا، الرجلُ والمرأةُ،
بوثيقةٍ زوجيةٍ شرعيةٍ ورسميةٍ.
الظاهرُ في الغالبِ الأعمِ،
حياةٌ كاملةٌ متكاملةٌ، والحقيقةُ،
في الغالبِ الأعمِ أيضاً، حياةٌ منقوصةٌ مرتبكةٌ،
وعندَها تصبحُ سيدةُ البيتِ
(إمرأةً، لا زوجةً ) !
ومن هُنا تسيرُ الحياةُ رتيبةً مملةً،
شاقةً مؤلمةً،
وكأنَّها سيمفونيةٌ من اللحنِ الحزينِ ..
في القرآنِ الكريمِ ،
هُناكَ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓُ ، وﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ ، والصاحبةُ ..
أولاً: ﺍﻟﻤﺮﺃﺓُ،
إﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻫُﻨﺎﻙَ ﻋﻼﻗﺔٌ ﺟﺴديةٌ،
ﺑﻴﻦَ ﺍﻟﺬﻛﺮِ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ،
ولا يوجدُ بينَهما انسجامٌ ومحبةٌ،
وتوافقٌ فكريٌّ، ﺗُﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫُﻨﺎ (ﺍﻣﺮﺃﺓ)
هي حليلتُه فقط، بحُكمِ عقدِ الزوجيةِ،
لكنْ دونَ مشاعرَ ورابطَ عاطفيةٍ ووجدانيةٍ ،
ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ تَعَالَى:
(أمْرَأَتَ نُوحٍ)، (وَأمْرَأَتَ لُوطٍ)
ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞْ (ﺯﻭﺟﺔ)
بسببِ الخلافِ العَقديِّ بينَهما، فهما نبيان مؤمنان،
فيما الزوجتان، غيرُ مؤمنتينٍ (فَخَانَتَاهُمَا)
بمعني خيانةِ العقيدةِ،
وقالَ اللهُ (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ)
ﻷﻥَّ ﻓﺮﻋﻮﻥَ كفرَ، ﻭﻟﻜﻦَّ ﺍﻣﺮﺃﺗَﻪ آﻣﻨﺖْ ..
ثانياً: ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ،
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻫُﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔٌ ﺟﺴديةٌ،
مع اﻧﺴﺠﺎﻡٍ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖٍ ﻭﻣﺤﺒﺔٍ، ﺗُﺴﻤﻰ
ﺍﻷﻧﺜﻰ هُنا (ﺯﻭﺟﺔ) وهَذَا هو تمامُ الأمرِ وكمالُه،
بينَ الذكرِ والأنثي، فتأملْ مواضعَ
استخدامِ القرآنِ الكريمِ للفظِ (زوجة)
قالَ تَعَالَى :
«وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ..»
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ..»
هي إذن زوجةٌ بالمعني الكاملِ،
وليست سيدةً في بيتِ رجلِها،
وفي ذلك تأكيدٌ على التوافقِ الفكريِّ ،
والانسجامِ التامِ بينَهما.
ويبقي سؤالٌ،
لماذا استخدمَ القرآنُ الكريمُ لفظَ (امرأة)
على لسانِ سيدنا زكريا، عليه السلامُ،
رغمَ وجودِ توافقٍ فكريٍّ، وانسجامٍ بينَهما؟
وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا..
السببُ في ذلك،
احتماليةُ وجودِ ﺧﻠﻞٍ ما،
ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔِ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘِﻪ،
ﺑﺴﺒﺐِ كبرِ سنِه، وعقمِ زوجتِه،
وقد اختلفَ التعبيرُ القرآنيُّ بعدَ ذلكَ:
«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ..»
فهكذا بعدِ الإصلاحِ، عادتْ زوجةً .
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒٍ ﺁﺧﺮَ ،
ﻓﻀﺢَ اللهُ بيتَ ﺃبيِّ ﻟﻬﺐ ،
ﻓﻘﺎﻝَ ﺗﻌﺎﻟﻰ (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)
ليؤكدَ القرآنُ الكريمُ أنَّه لم يكنْ بينَهما
انسجامٌ وتوافقٌ ! رغمَ اشتراكِهما في الشرِ !
وخلاصةُ القولِ:
(الزوجةُ) لما تكونُ العلاقةُ كاملةً بوجهيها
(روحياً وجسدياً) ولو انتفي أحدُهما،
أو كلاهما، تعودُ (إمرأةً) ..
ثالثاً: الصاحبةُ،
تكونُ عندَ انقطاعِ العلاقةِ الفكريةِ والجسديةِ،
بينَ الزوجين، لذلكَ فمعظمُ مشاهدِ يومِ القيامةِ،
استخدمَ فيها القرآنُ الكريمُ، لفظَ (صاحبة)
قالَ تعالى:
«یَومَ یَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِیهِ وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ وَصَـاحِبَتِهِ وَبَنِیهِ ..»
لأنَّ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔَ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔَ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔَ انقطعتْ
بينَهما، بسببِ الموتِ أولاً،
ثم أهوالِ يومِ القيامةِ ثانياً .
ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚَ،
ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ تَعَالَى، ﺻﺮﺍﺣﺔً:
«أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ..»
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞْ (ﺯﻭﺟﺔ) ﺃﻭ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ؟
لينفيَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عن نفسِه،
ﺃيةَ ﻋﻼﻗﺔٍ ﺟﺴﺪﻳﺔٍ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔٍ ،
نفياً قاطعاً ، ﺟﻤﻠﺔً ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً ،
«فسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ..»
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتور علــى
بوثيقةٍ زوجيةٍ شرعيةٍ ورسميةٍ.
الظاهرُ في الغالبِ الأعمِ،
حياةٌ كاملةٌ متكاملةٌ، والحقيقةُ،
في الغالبِ الأعمِ أيضاً، حياةٌ منقوصةٌ مرتبكةٌ،
وعندَها تصبحُ سيدةُ البيتِ
(إمرأةً، لا زوجةً ) !
ومن هُنا تسيرُ الحياةُ رتيبةً مملةً،
شاقةً مؤلمةً،
وكأنَّها سيمفونيةٌ من اللحنِ الحزينِ ..
في القرآنِ الكريمِ ،
هُناكَ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓُ ، وﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ ، والصاحبةُ ..
أولاً: ﺍﻟﻤﺮﺃﺓُ،
إﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻫُﻨﺎﻙَ ﻋﻼﻗﺔٌ ﺟﺴديةٌ،
ﺑﻴﻦَ ﺍﻟﺬﻛﺮِ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ،
ولا يوجدُ بينَهما انسجامٌ ومحبةٌ،
وتوافقٌ فكريٌّ، ﺗُﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫُﻨﺎ (ﺍﻣﺮﺃﺓ)
هي حليلتُه فقط، بحُكمِ عقدِ الزوجيةِ،
لكنْ دونَ مشاعرَ ورابطَ عاطفيةٍ ووجدانيةٍ ،
ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ تَعَالَى:
(أمْرَأَتَ نُوحٍ)، (وَأمْرَأَتَ لُوطٍ)
ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞْ (ﺯﻭﺟﺔ)
بسببِ الخلافِ العَقديِّ بينَهما، فهما نبيان مؤمنان،
فيما الزوجتان، غيرُ مؤمنتينٍ (فَخَانَتَاهُمَا)
بمعني خيانةِ العقيدةِ،
وقالَ اللهُ (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ)
ﻷﻥَّ ﻓﺮﻋﻮﻥَ كفرَ، ﻭﻟﻜﻦَّ ﺍﻣﺮﺃﺗَﻪ آﻣﻨﺖْ ..
ثانياً: ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ،
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻫُﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔٌ ﺟﺴديةٌ،
مع اﻧﺴﺠﺎﻡٍ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖٍ ﻭﻣﺤﺒﺔٍ، ﺗُﺴﻤﻰ
ﺍﻷﻧﺜﻰ هُنا (ﺯﻭﺟﺔ) وهَذَا هو تمامُ الأمرِ وكمالُه،
بينَ الذكرِ والأنثي، فتأملْ مواضعَ
استخدامِ القرآنِ الكريمِ للفظِ (زوجة)
قالَ تَعَالَى :
«وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ..»
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ..»
هي إذن زوجةٌ بالمعني الكاملِ،
وليست سيدةً في بيتِ رجلِها،
وفي ذلك تأكيدٌ على التوافقِ الفكريِّ ،
والانسجامِ التامِ بينَهما.
ويبقي سؤالٌ،
لماذا استخدمَ القرآنُ الكريمُ لفظَ (امرأة)
على لسانِ سيدنا زكريا، عليه السلامُ،
رغمَ وجودِ توافقٍ فكريٍّ، وانسجامٍ بينَهما؟
وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا..
السببُ في ذلك،
احتماليةُ وجودِ ﺧﻠﻞٍ ما،
ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔِ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘِﻪ،
ﺑﺴﺒﺐِ كبرِ سنِه، وعقمِ زوجتِه،
وقد اختلفَ التعبيرُ القرآنيُّ بعدَ ذلكَ:
«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ..»
فهكذا بعدِ الإصلاحِ، عادتْ زوجةً .
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒٍ ﺁﺧﺮَ ،
ﻓﻀﺢَ اللهُ بيتَ ﺃبيِّ ﻟﻬﺐ ،
ﻓﻘﺎﻝَ ﺗﻌﺎﻟﻰ (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)
ليؤكدَ القرآنُ الكريمُ أنَّه لم يكنْ بينَهما
انسجامٌ وتوافقٌ ! رغمَ اشتراكِهما في الشرِ !
وخلاصةُ القولِ:
(الزوجةُ) لما تكونُ العلاقةُ كاملةً بوجهيها
(روحياً وجسدياً) ولو انتفي أحدُهما،
أو كلاهما، تعودُ (إمرأةً) ..
ثالثاً: الصاحبةُ،
تكونُ عندَ انقطاعِ العلاقةِ الفكريةِ والجسديةِ،
بينَ الزوجين، لذلكَ فمعظمُ مشاهدِ يومِ القيامةِ،
استخدمَ فيها القرآنُ الكريمُ، لفظَ (صاحبة)
قالَ تعالى:
«یَومَ یَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِیهِ وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ وَصَـاحِبَتِهِ وَبَنِیهِ ..»
لأنَّ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔَ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔَ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔَ انقطعتْ
بينَهما، بسببِ الموتِ أولاً،
ثم أهوالِ يومِ القيامةِ ثانياً .
ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚَ،
ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ تَعَالَى، ﺻﺮﺍﺣﺔً:
«أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ..»
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞْ (ﺯﻭﺟﺔ) ﺃﻭ (ﺍﻣﺮﺃﺓ) ؟
لينفيَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عن نفسِه،
ﺃيةَ ﻋﻼﻗﺔٍ ﺟﺴﺪﻳﺔٍ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔٍ ،
نفياً قاطعاً ، ﺟﻤﻠﺔً ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً ،
«فسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ..»
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتور علــى