Şøķåŕą
03-08-2024, 08:34 PM
الطمأنينة والراحة من الجزاء الإلهي في الدنيا للصالحين
إن الله عز وجل لم يخلق هذا الخلق عبثاً ولهواً، ولم يأمر خلقه ولم يحملهم مسؤولياتهم التي طالبهم بها وأوصاهم برعايتها إلا ليعرضهم للثواب الذي وعدهم وبشرهم به، وللعقابي الذي أوعدهم وحذرهم منه. فكان من سنتة سبحانه وتعالى في خلقه جميعاً أن يجزيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وكان من حكمته سبحانه وتعالى أن شرع الجزاء بنوعية الثواب والعقاب ليحثهم إلى فعل ما أمرهم به ويمنعهم من اقتراف ما نهاهم عنه.
وهذا هو المبدأ العام في الجزاء الدنيوي على الأعمال الخيرة تؤكده كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[1]، وقال قتادة [2]: من كان الدنيا همه ونيته وطلبه جازاه الله بحسابه في الدنيا ثم يفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء. وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة[3].
لذا المؤمن بالله تعالى المبتغى بعمله ثواب الله تعال ومرضاته ونعيم الآخرة، فإن الله تعالى يثيبه في الدنيا ويثيبه في الآخرة مصداقا لقوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾[4]. والآن اذكر فيما يلي أهم مظاهر الثواب في الدنيا للصالحين.
مظاهر الثواب:
إن الناظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يقف على مظاهر جمة للثواب الجزيل الذي وعد الله تعالى به وبشر بعطائه وإفاضته على فاعل للخير والقائم على رعاية مسؤولياته التي أوصاه الله تعالى برعايتها وحفظها وتتجلى مظاهر هذا الثواب الدنيوي فيما يأتي:
الطمأنينة والراحة:
يظهر هذا الثواب فيما يشعر به الإنسان من طمأنينة قلبية وراحة نفسية، وسرور يغمر الفؤاد، وما يمتلئ به الشعور والوجدان من معاني الخير والبر والإحسان وغير ذلك من القيم السامية التي تنشأ في النفس عقب فعل الخير والقيام بالواجب والوقوف عند حدود الله وعدم معصيته عز وجل. ويعبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «البر حسن الخلق»[5]. فالبر هو المعنى الجامع لكل خير وأمور الخير، وإذا اكتسبها الإنسان انعكست أثارها الطيبة على نفسه وقلبه ووجدانه، لأن فعل الخير ينير نفس الإنسان ويزكي قلبه، ويقوي عزيمته ويدفعها إلى المسابقة والمسارعة إلى فعل الخير والإمساك عن إقتراف الشر.
وكل عبادة يأمرنا الله تعالى تثمر ثمرة التقوى، كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[6]، كما ذيل فريضة الصيام بالتقوى أيضاً في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[7]، كما نشاهد ذلك أيضاً في آيات الحج في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾[8]، ويختم الله تعالى آيات الحج بقوله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾[9].
وفي كل هذا إشارة إلى الثواب الجميل الذي ينطبع به حس المؤمن ويصطبغ به فؤاده جزاء على ما قام به من رعاية لفرائض الله تعالى وأداء لواجباته ومسؤولياته، فكأن تقوى الله تعالى وترك الاسترسال في الصغائر ظاهراً وباطناً يبعده عن محارمه ويدفعه إلى اكتساب الفضائل وعمل الصالحات الباقيات.
لذلك كانت تقوى الله تعالى ثمرة كل عبادة وأثراً لكل فضيلة يفعلها الإنسان. فالإنسان إذا باشر الأعمال الصالحة تكتنفه روح الخشوع والخضوع والإخلاص، طهرت نفسه وصح مزاجه وشعوره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث: «والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء»[10].
فالصلاة إذا أقامها الإنسان على وجهها الصحيح كانت سبباً لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب كما أنها تمنع صاحبها من المعاصي وتنهاه عن الفحشاء والمنكر وتهديه إلى الصواب والحق.
كما قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[11].
كما أن الزكاة لها أثرها في تطهير النفس من رذيلة البخل والشح وتزكيتها إلى درجة الكرم والإيثار والبذل والتضحية، كما أنها برهان على صدق إيمان صاحبها. كما قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾[12]، وكذلك كل ما أمرنا الله تعالى به وحثنا عليه من عبادات ومكارم أخلاق ومحاسن الآداب وما شرع لنا من معاملات إذا قام بها الإنسان خير قيام ملخصاً لله تعالى ومبتغياً وطالباً لمرضاته أحدث أثره الطيب في نفس الإنسان.
إن الله عز وجل لم يخلق هذا الخلق عبثاً ولهواً، ولم يأمر خلقه ولم يحملهم مسؤولياتهم التي طالبهم بها وأوصاهم برعايتها إلا ليعرضهم للثواب الذي وعدهم وبشرهم به، وللعقابي الذي أوعدهم وحذرهم منه. فكان من سنتة سبحانه وتعالى في خلقه جميعاً أن يجزيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وكان من حكمته سبحانه وتعالى أن شرع الجزاء بنوعية الثواب والعقاب ليحثهم إلى فعل ما أمرهم به ويمنعهم من اقتراف ما نهاهم عنه.
وهذا هو المبدأ العام في الجزاء الدنيوي على الأعمال الخيرة تؤكده كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[1]، وقال قتادة [2]: من كان الدنيا همه ونيته وطلبه جازاه الله بحسابه في الدنيا ثم يفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء. وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة[3].
لذا المؤمن بالله تعالى المبتغى بعمله ثواب الله تعال ومرضاته ونعيم الآخرة، فإن الله تعالى يثيبه في الدنيا ويثيبه في الآخرة مصداقا لقوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾[4]. والآن اذكر فيما يلي أهم مظاهر الثواب في الدنيا للصالحين.
مظاهر الثواب:
إن الناظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يقف على مظاهر جمة للثواب الجزيل الذي وعد الله تعالى به وبشر بعطائه وإفاضته على فاعل للخير والقائم على رعاية مسؤولياته التي أوصاه الله تعالى برعايتها وحفظها وتتجلى مظاهر هذا الثواب الدنيوي فيما يأتي:
الطمأنينة والراحة:
يظهر هذا الثواب فيما يشعر به الإنسان من طمأنينة قلبية وراحة نفسية، وسرور يغمر الفؤاد، وما يمتلئ به الشعور والوجدان من معاني الخير والبر والإحسان وغير ذلك من القيم السامية التي تنشأ في النفس عقب فعل الخير والقيام بالواجب والوقوف عند حدود الله وعدم معصيته عز وجل. ويعبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «البر حسن الخلق»[5]. فالبر هو المعنى الجامع لكل خير وأمور الخير، وإذا اكتسبها الإنسان انعكست أثارها الطيبة على نفسه وقلبه ووجدانه، لأن فعل الخير ينير نفس الإنسان ويزكي قلبه، ويقوي عزيمته ويدفعها إلى المسابقة والمسارعة إلى فعل الخير والإمساك عن إقتراف الشر.
وكل عبادة يأمرنا الله تعالى تثمر ثمرة التقوى، كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[6]، كما ذيل فريضة الصيام بالتقوى أيضاً في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[7]، كما نشاهد ذلك أيضاً في آيات الحج في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾[8]، ويختم الله تعالى آيات الحج بقوله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾[9].
وفي كل هذا إشارة إلى الثواب الجميل الذي ينطبع به حس المؤمن ويصطبغ به فؤاده جزاء على ما قام به من رعاية لفرائض الله تعالى وأداء لواجباته ومسؤولياته، فكأن تقوى الله تعالى وترك الاسترسال في الصغائر ظاهراً وباطناً يبعده عن محارمه ويدفعه إلى اكتساب الفضائل وعمل الصالحات الباقيات.
لذلك كانت تقوى الله تعالى ثمرة كل عبادة وأثراً لكل فضيلة يفعلها الإنسان. فالإنسان إذا باشر الأعمال الصالحة تكتنفه روح الخشوع والخضوع والإخلاص، طهرت نفسه وصح مزاجه وشعوره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث: «والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء»[10].
فالصلاة إذا أقامها الإنسان على وجهها الصحيح كانت سبباً لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب كما أنها تمنع صاحبها من المعاصي وتنهاه عن الفحشاء والمنكر وتهديه إلى الصواب والحق.
كما قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[11].
كما أن الزكاة لها أثرها في تطهير النفس من رذيلة البخل والشح وتزكيتها إلى درجة الكرم والإيثار والبذل والتضحية، كما أنها برهان على صدق إيمان صاحبها. كما قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾[12]، وكذلك كل ما أمرنا الله تعالى به وحثنا عليه من عبادات ومكارم أخلاق ومحاسن الآداب وما شرع لنا من معاملات إذا قام بها الإنسان خير قيام ملخصاً لله تعالى ومبتغياً وطالباً لمرضاته أحدث أثره الطيب في نفس الإنسان.