تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه


رحيل
03-07-2024, 03:18 AM
صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه

فاطمة الأمير



كثيرًا ما كان يتردد على مسامعي كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهُوا» ))؛ رواه البخاري ومسلم، كنت في سن صغيرة وكنت أتساءل عن معنى هذا الحديث وأتعجب منه! كيف يكون من الأخيار في الجاهلية ويكون هو نفسه من الأخيار في الإسلام؟
حتى فهمت معناها يوم قرأت في سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنَّ أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله، وأن يتعلموا أحكامه، فإن لم يحصل لهم الفقه في الدين، فإنَّ شَرَف النَّسب لا يشفع لصاحبه، حتى وإن عَلا نسبُه وكان من خيار العرب نسبًا ومعدنًا؛ فاستشعرت حلاوة الإسلام الذي يجعل المسلم يحتفظ بتلك الخيرية بعد إسلامه، ولكنها خيرية ممزوجة بحلاوة الإسلام، فعمر بن الخطاب انقلب حاله ما بين ليلة وضحاها لم يأخذ وقتًا في التفكير، فما إن سمع القرآن حتى تلألأ نور الإيمان في قلبه، إنه الإسلام الذي إن وقر في القلب تبدلت القلوب في أقل من طرفة عين، وما ذلك على الله بعزيز.
إنه الإسلام الذي يستطيع أن يعيد برمجة تلك القلوب المعادية له، فبالأمس كان عمر بن الخطاب من أشدِّ الناس عداوة للإسلام والمسلمين، فما إن أصابته سهام دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم حتى امتلأ قلبه بنور الإسلام، فشتان بين عمر في الجاهلية وبين عمر بعد الإسلام، نسبه وصفاته كما هي ولكنه أعاد توظيفها لخدمة الإسلام والمسلمين، فالإسلام لا يلغي الطبائع وإنما يُهذِّبها، ولا يهدم الصفات إنما يعيد استخدامها من جديد؛ فأصبحت قوة عمر وحزم عمر ورقة عمر ولين عمر وعدل عمر وحكمة عمر، كلها تحيا وتزداد لخدمة الإسلام والمسلمين منذ لحظة إعلانه للشهادة، فكأن عمر بن الخطاب شخص ولد من جديد، وبطل ليت الأمة الإسلامية لو أنجبت منه الكثير، هكذا كان عمر من خيارهم في الجاهلية وخيارهم في الإسلام.
فهيا نتعرف على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وإن كانت الكلمات حقًّا لا تصفه ولا تعطيه قدره.
اسمه: عُمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قُرط بن رَزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العَدويّ.
وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم.
يَجتمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب.
كنيته: أبو حفص، وهي كُنية، وليس له ولد بهذا الاسم.
لقبه: الفاروق، ولُقِّب به؛ لأنه أظهر الإسلام بمكَّة، ففرَّق الله به بين الحق والباطل.
مولده: وُلِد عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.
حياته قبل الإسلام:
تعَلَّم القراءة والكتابة في الجاهلية، فقد كان من القلة القلائل الذين يقرأون ويكتبون في مكة، وتحَمَّل المسؤولية صغيرًا، ونشأ نشأة بها غلظة وشدة، فلم يعرف حياة الترف يومًا، فلقد دفعه أبوه الخطاب إلى المراعي ليرعى له إبله، ثم اشتغل بالتجارة حتى أصبح من أغنياء مكة، وكانت له مكانة بارزة في مكة بين رؤسائها؛ قال ابن الجوزي: "كانت إليه السفارة في الجاهلية، وذلك إذا وقعت بين قريش وغيرهم حرب بعثوه سفيرًا، أو إن نَافَرَهم حيٌّ المفاخرة بعثوه مُفاخِرًا، ورَضُوا به".
فماذا عن عمر ومعتقداته؟
إن لكل إنسان منا حياةً أخرى قبل الالتزام وبدء التوبة، حياة قد تكون مليئة بالكبائر والصغائر من الذنوب، مليئة باللهو وحب الدنيا، فإذا بالناظر ييأس من هداية هؤلاء الأشخاص، ولكن هيهات هيهات فها هو سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شتان بين حياته قبل الإسلام وبعده، شتان بين حياة الكفر واللهو، وحياة الإسلام.
اعتنق عمر بن الخطاب الوثنية سبعًا وعشرين سنة قبل الإسلام، وحتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أظهر عمر العداء للإسلام، فكان شديد العداوة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقام باضطهاد المسلمين بكل ما أوتي من قوة، بل امتدَّ إيذاؤه إلى أقرب الناس له رحمًا، وكان شاربًا للخمر، فقد روي عنه أنه قال: "وإني كنت لأشْرَبَ الناسِ لها في الجاهلية"؛ رواه البيهقي في السنن الكبرى.
هكذا كان عمر في الجاهلية، فلشدة انغماسه في بعض رذائل الجاهلية يخيل إلى الكثيرين أنه من المستحيل أن يتغيَّر حاله، ولكن هذه رسالة من الله -عز وجل- يقول لنا فيها إنه لا يعجزه هداية أحد، يقول لنا مهما بلغت من الذنوب مبلغك فلك فرصة أن تعود إلى الله بقلب جديد، ولنا في قصة الفاروق وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم ما يطمئن القلوب الحائرة، عندما تحدث نفسها، هل لي من توبة، أيقبلني الله بعد كل شذراتي؟
نعم يقبل ويغفر ويمحي ما مضى، ويعطي على ما هو آتٍ من بعد التوبة، فإن شككت ولو للحظة واحدة في قرع الباب فتذكَّر كيف كان عمر بالأمس واليوم.
فإن كان لك نصيب من التوبة والعودة بقلب جديد مثل عمر بن الخطاب فلتهرول باغتنام ما بقي من عمرك ما دمت حيًّا تُرزَق.
هذه قطفة يسيرة من سيرة الفاروق قبل إسلامه.
فاطمة الأمير.

حاء
03-07-2024, 03:19 AM
-




جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها ض2

نبضها مطيري
03-07-2024, 07:12 AM
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
بـ نتظـآر آلمزيد من هـذآ العطــآء
دمت بكًل خير

زمردة ❥
03-07-2024, 09:25 AM
سلمت يمناك ع روعة طرحك
نترقب المزيد من جديدك
الرائع والمفيد
تحيتي لك https://www.r-eshq.com/vb/images/smilies/23.png

مرفأ
03-07-2024, 09:51 AM
سلٍم لنآ هذآ الإبدآع
لك أرق التحآيآ وأعذبهآ
كٌل الود

البرنس مديح آل قطب
03-07-2024, 11:12 AM
https://www.raed.net/img?id=389576


http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif

جزاكم الله خير الجزاء .. وبارك فيكمطرحكم للموضوع جميل ومميز بحق
كتب الله أجر طرحكم في ميزان حسناتكم
بارك الله فيكم وأسعدكم في الدارين
دمتم بهذا التميز لطرحكم للمواضيع
دمتم برقي وسعادة وطمأنينة
إحتراماتي تعانق روحكم
مع تقديري لكم
ولروحكم الزكية باقاتhttps://www.raed.net/img?id=673330
https://www.raed.net/img?id=681763
















https://www.raed.net/img?id=405932

القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس




https://www.raed.net/img?id=389575
https://www.raed.net/img?id=600669

إيلين
03-07-2024, 12:45 PM
_






ودمت بهذا التميز بطرحك لمواضيعك
ودمت بحفظ الرحمن ورعايته

مثلي قليل
03-07-2024, 02:34 PM
جزاك الله خير
بارك الله فيك

Şøķåŕą
03-07-2024, 11:04 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

☆Šømă☆
03-08-2024, 10:04 AM
شكرا لك
على الطرح والانتقاء
الجميل

غـرام الشوق
03-08-2024, 04:44 PM
/





طرح رائع وَ أختيار مميز
شكراً جزيلاً لك
يعطيك العافية ..

روحي تبيك
03-08-2024, 04:45 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورلإيمان
أحترآمي لــ/سموك

мя Зάмояч
03-08-2024, 06:54 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نور القمر
03-08-2024, 07:23 PM
دام عطائِك يَ طُهر ..
ولاحُرمنا انتقائِك المُميز والمُختلِف
حفظك الله من كل مكروه.

نبُض جآمح ❥
03-09-2024, 06:59 AM
-








جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

نبُض جآمح ❥
03-11-2024, 03:13 AM
-










جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

رزان
03-11-2024, 08:06 AM
سلمت الأيادي
شكرا لك

ضامية الشوق
03-12-2024, 10:07 AM
جزاك الله خيرا

بنت العز
03-13-2024, 01:41 PM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

رحيل
03-15-2024, 01:44 AM
سلمت الأنامل
على الحضور والشعور العطر
منحرم عبيرك

رحيل
03-15-2024, 01:44 AM
بنت العز
.

سلمت الأنامل
على الحضور والشعور العطر
منحرم عبيرك

إِيزآبَيل♡
03-22-2024, 11:51 PM
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

رحيل
03-23-2024, 01:04 AM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

رحيل
03-23-2024, 01:05 AM
عشق
.
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

كارا
06-09-2024, 01:33 AM
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْتِ بــِطآعَة الله ..~
..:لƒ¦:..

Şøķåŕą
10-23-2024, 05:39 PM
طرح مميز ورائع
سلمت الأيادي عالطرح
دمت بود :rkm3:

نور القمر
10-26-2024, 04:01 PM
كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير