Şøķåŕą
01-23-2024, 08:38 PM
تدبر الآية: إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون
ما من ظلمٍ دقَّ أو جلَّ إلا واللهُ تعالى منزَّهٌ عنه في شرعِه وقَدَره وجزائه.
ظلمَ نفسَه من كذَّبَ بآيات الله؛ لأنه أفسدَ فطرتَه، وأسدلَ الغِشاوةَ على قلبه، وأساءَ إلى نفسِه، وعرَّضها لأنْ تتردَّى في أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة.
أكثرُ الناسِ يُسيئون إلى أنفسهم ويحسَبون أنهم أحسنوا إليها، ولو اتَّضحَت الصورةُ في البصيرة لعرفوا حقيقةَ الإحسانِ والإساءة.
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
ثم بين- سبحانه - سنة من سننه التي لا تتخلف فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.
أى: إن الله-تبارك وتعالى- قد اقتضت سننه في خلقه، أن لا يظلمهم شيئا، كأن يعذبهم- مثلا- مع إيمانهم وطاعتهم له، أو كأن ينقصهم شيئا من الأسباب التي يهتدون باستعمالها إلى ما فيه خيرهم.. ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم، بإيرادها موارد المهالك عن طريق اجتراح السيئات، واقتراف الموبقات، الموجبة للعقوبات في الدنيا والآخرة.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة، قد نفت تصور أن يكون هذا القرآن من عند غير الله، وتحدت المشركين أن يأتوا بسورة مثله، ووصمتهم بالتسرع في الحكم على شيء لم يحيطوا بعلمه، وأمرت النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت على دعوة الحق، سواء استجاب له الناس أم لم يستجيبوا، وأن الله-تبارك وتعالى- قد اقتضت حكمته ألا يعذب الناس إلا إذا فعلوا ما يوجب العقوبة، وصدق الله إذ يقول: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً.
وبعد أن بينت السورة الكريمة أحوال أولئك المشركين في الدنيا، ومواقفهم من الدعوة الإسلامية، أتبعت ذلك بالحديث عن أحوالهم يوم الحشر، ومن استعجالهم للعذاب، وعن رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم، فقال-تبارك وتعالى-:
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون لما ذكر أهل الشقاء ذكر أنه لم يظلمهم ، وأن تقدير الشقاء عليهم وسلب سمع القلب وبصره ليس ظلما منه ; لأنه تصرف في ملكه بما شاء ، وهو في جميع أفعاله عادل .
ولكن الناس أنفسهم يظلمون بالكفر والمعصية ومخالفة أمر خالقهم .
وقرأ حمزة والكسائي " ولكن " مخففا " الناس " رفعا .
قال النحاس : زعم جماعة من النحويين منهم الفراء أن العرب إذا قالت " ولكن " بالواو آثرت التشديد ، وإذا حذفوا الواو آثرت التخفيف ، واعتل في ذلك فقال : لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت بل فخففوها ليكون ما بعدها كما بعد بل ، وإذا جاءوا بالواو خالفت بل فشددوها ونصبوا بها ؛ لأنها " إن " زيدت عليها لام وكاف وصيرت حرفا واحدا ; وأنشد :ولكنني من حبها لعميدفجاء باللام لأنها " إن " .
ما من ظلمٍ دقَّ أو جلَّ إلا واللهُ تعالى منزَّهٌ عنه في شرعِه وقَدَره وجزائه.
ظلمَ نفسَه من كذَّبَ بآيات الله؛ لأنه أفسدَ فطرتَه، وأسدلَ الغِشاوةَ على قلبه، وأساءَ إلى نفسِه، وعرَّضها لأنْ تتردَّى في أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة.
أكثرُ الناسِ يُسيئون إلى أنفسهم ويحسَبون أنهم أحسنوا إليها، ولو اتَّضحَت الصورةُ في البصيرة لعرفوا حقيقةَ الإحسانِ والإساءة.
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
ثم بين- سبحانه - سنة من سننه التي لا تتخلف فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.
أى: إن الله-تبارك وتعالى- قد اقتضت سننه في خلقه، أن لا يظلمهم شيئا، كأن يعذبهم- مثلا- مع إيمانهم وطاعتهم له، أو كأن ينقصهم شيئا من الأسباب التي يهتدون باستعمالها إلى ما فيه خيرهم.. ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم، بإيرادها موارد المهالك عن طريق اجتراح السيئات، واقتراف الموبقات، الموجبة للعقوبات في الدنيا والآخرة.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة، قد نفت تصور أن يكون هذا القرآن من عند غير الله، وتحدت المشركين أن يأتوا بسورة مثله، ووصمتهم بالتسرع في الحكم على شيء لم يحيطوا بعلمه، وأمرت النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت على دعوة الحق، سواء استجاب له الناس أم لم يستجيبوا، وأن الله-تبارك وتعالى- قد اقتضت حكمته ألا يعذب الناس إلا إذا فعلوا ما يوجب العقوبة، وصدق الله إذ يقول: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً.
وبعد أن بينت السورة الكريمة أحوال أولئك المشركين في الدنيا، ومواقفهم من الدعوة الإسلامية، أتبعت ذلك بالحديث عن أحوالهم يوم الحشر، ومن استعجالهم للعذاب، وعن رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم، فقال-تبارك وتعالى-:
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون لما ذكر أهل الشقاء ذكر أنه لم يظلمهم ، وأن تقدير الشقاء عليهم وسلب سمع القلب وبصره ليس ظلما منه ; لأنه تصرف في ملكه بما شاء ، وهو في جميع أفعاله عادل .
ولكن الناس أنفسهم يظلمون بالكفر والمعصية ومخالفة أمر خالقهم .
وقرأ حمزة والكسائي " ولكن " مخففا " الناس " رفعا .
قال النحاس : زعم جماعة من النحويين منهم الفراء أن العرب إذا قالت " ولكن " بالواو آثرت التشديد ، وإذا حذفوا الواو آثرت التخفيف ، واعتل في ذلك فقال : لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت بل فخففوها ليكون ما بعدها كما بعد بل ، وإذا جاءوا بالواو خالفت بل فشددوها ونصبوا بها ؛ لأنها " إن " زيدت عليها لام وكاف وصيرت حرفا واحدا ; وأنشد :ولكنني من حبها لعميدفجاء باللام لأنها " إن " .