عاشق الغيم
12-31-2023, 10:22 PM
العبقرية والنبوغ رغم الإعاقة
إن العبقرية والنبوغ هبة يرزقها الله لمن شاء من عباده، واصطفاء لبعض خلقه، ويجب أن يتوفر لدى صاحب هذه الموهبة الطموح والإرادة والإصرار على النجاح والإبداع. ولا يوجد حائل أمام أي إنسان لأن يكون عبقريًّا نابغًا سوى وجود هذه الأمور فيه، وكم رأينا عباقرة عانوا من إعاقات جسدية ولكنها لم تقف أمام إصرارهم على النبوغ والإبداع، بل كانت هي الحافز الأكبر للوصول إلى ما وصلوا إليه.
وإليكم سيرة بعض من خلدوا اسمهم في التاريخ:
مصطفى صادق الرافعي : ولد 1880- توفي 1937م
أديب مصري عظيم، ولد في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية، له أصل سوري فوالدته سورية الأصل. اشتهر بمعجزة الأدب العربي لفصاحته وعظم مكانته، ولا يخفى علينا إعاقة الرافعي التي لم تعقه عن النبوغ قط؛ فقد أصيب بالتيفود بعد حصوله على الشهادة الابتدائية بتفوق، والذي كان سبب إصابته بالصمم، وبالرغم من فقدانه السمع؛ فلقد سطر لنا وللعربية أبلغ الأعمال وأرفعها، وأثرى الأدب العربي بكتابات لا مثيل لها؛ منها: ديوان الرافعي، وديوان النظرات، وحديث القمر ، والمساكين وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية، ووحي القلم،تاريخ آداب العرب، نشيد اسلمي يا مصر، النشيد الوطني التونسي وغيرها.
طه حسين: ولد 1889 – توفي 1973
عميد الأدب العربي، مصري الجنسية ، ولد في محافظة المنيا، داهمه الرمد في صغره حتى أصيب بالعمى، نبغ في حفظ القرآن الكريم، ودخل إلى الدراسة في الأزهر الشريف فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية، وكان أول المنتسبين إلى الجامعة المصرية فدرس فيها علوم العصر والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وكثيرًا من العلوم الحديثة واللغات، وبعد حصوله على الدكتوراه سافر في منحة إلى فرنسا لدراسة الأدب وعلم النفس والتاريخ. من أهم أعماله: الأيام، دعاء الكروان، حديث الأربعاء، في الشعر الجاهلي، الفتنة الكبرى، الوعد الحق، وغيرها.
أبو العلاء المعري : ولد 973 – توفي 1058م
هو أحمد بن عبد الله التنوخي المعري، لغوي وأديب وشاعر وفيلسوف عربي، نشأ في العصر العباسي، وولد في معرة النعمان بسوريا، أصيب بالعمى في الرابعة من عمره نتيجة لإصابته بالجدري، بدأ كتابة الشعر في الحادية عشر من عمره، ودرس الشعر والأدب والعلوم الشرعية من حديث وتفسير وفقه، وكان غزيرًا في أعماله الأدبية، عظيم الذكاء، واسع الفهم، حاد الذهن والحفظ، اعتزل الناس زهدًا، ولم يقرب اللحم وكل ما ينتجه فترة من حياته، من أهم أعماله: ديوان سقط الزند، ولزوم ما لا يلزم، ورسالة الغفران وغيرها.
بشار بن برد : ولد 714 – توفي 784م
إمام الشعراء المولدين، شاعر مخضرم عاصر نهاية الدولة الأموية وعاش في الدولة العباسية، ولد أعمى، كان غزير الشعر، متوقد الذهن، بديع الشعر أعذبه، اتهم آخر حياته بالزندقة وضرب بالسياط حتى مات. من أشهر ما قال:
إن العيون التي في طرفها حور … قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة … والأذن تعشق قبل العين أحيانا
عبد الله البردوني : ولد 1929 – توفي 1999م
ناقد وشاعر وأديب يمني قدير، ولد في قرية البردون، أصيب بالجدري الذي أدى لفقدان بصره في صغره، تحدث في أعماله عن تاريخ الشعر القديم والحديث في بلده، اهتم بالشعر والأدب منذ صغره ونبغ فيهما كثيرًا، فقد نال جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية، نظم 12 ديوانًا، وعمل في برامج الإذاعة اليمينة. من أهم أعماله: من أرض بلقيس، السفر إلى الأيام الخضر، لعيني أم بلقيس، زمان بلا نوعية، وغيرها.
سيد مكاوي : ولد 1927 – توفي 1997م
ملحن ومطرب مصري، ولد في حي السيدة زينب، كان كفيفًا ولهذا اتجهت أسرته إلى تحفيظه القرآن الكريم، وبدأ بإقامة الأذان ثم الإنشاد الديني، تربى على الموسيقى الشرقية الأصلية والمنشدين والمطربين العظام، وكوَّن بعد ذلك مع صديقين له ما يشبه التخت لإحياء حفلات الأصدقاء، وانطلق بعد ذلك في التلحين والغناء. من أهم أعماله تلحينًا أو غناءً: الأرض بتتكلم عربي، الليلة الكبيرة، كل الأحبة اتنين، المسحراتي، حلوين من يومنا والله، وغيرها.
عمار الشريعي : ولد 1948 – 2012م
موسيقي ومؤلف بديع، مصري الأصل والمنشأ، قامة كبرى في الموسيقى والتلحين، ولد في محافظة المنيا، كان كفيفًا ولكن هذا لم يمنعه من ريادة الموسيقى في مصر فترة كبيرة، إلى جانب أنه كان سباحًا ماهرًا، كما أنه حصل على ليسانس الآداب بقسم اللغة الإنجليزية، ودرس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية، والتحق بعدها بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى. له أعمال عظيمة منها: البريء، كتيبة الإعدام، العرضحالجي، دموع في عيون وقحة، أرابيسك، حديث الصباح والمساء، الراية البيضا، وغيرها.
إن العبقرية والنبوغ هبة يرزقها الله لمن شاء من عباده، واصطفاء لبعض خلقه، ويجب أن يتوفر لدى صاحب هذه الموهبة الطموح والإرادة والإصرار على النجاح والإبداع. ولا يوجد حائل أمام أي إنسان لأن يكون عبقريًّا نابغًا سوى وجود هذه الأمور فيه، وكم رأينا عباقرة عانوا من إعاقات جسدية ولكنها لم تقف أمام إصرارهم على النبوغ والإبداع، بل كانت هي الحافز الأكبر للوصول إلى ما وصلوا إليه.
وإليكم سيرة بعض من خلدوا اسمهم في التاريخ:
مصطفى صادق الرافعي : ولد 1880- توفي 1937م
أديب مصري عظيم، ولد في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية، له أصل سوري فوالدته سورية الأصل. اشتهر بمعجزة الأدب العربي لفصاحته وعظم مكانته، ولا يخفى علينا إعاقة الرافعي التي لم تعقه عن النبوغ قط؛ فقد أصيب بالتيفود بعد حصوله على الشهادة الابتدائية بتفوق، والذي كان سبب إصابته بالصمم، وبالرغم من فقدانه السمع؛ فلقد سطر لنا وللعربية أبلغ الأعمال وأرفعها، وأثرى الأدب العربي بكتابات لا مثيل لها؛ منها: ديوان الرافعي، وديوان النظرات، وحديث القمر ، والمساكين وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية، ووحي القلم،تاريخ آداب العرب، نشيد اسلمي يا مصر، النشيد الوطني التونسي وغيرها.
طه حسين: ولد 1889 – توفي 1973
عميد الأدب العربي، مصري الجنسية ، ولد في محافظة المنيا، داهمه الرمد في صغره حتى أصيب بالعمى، نبغ في حفظ القرآن الكريم، ودخل إلى الدراسة في الأزهر الشريف فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية، وكان أول المنتسبين إلى الجامعة المصرية فدرس فيها علوم العصر والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وكثيرًا من العلوم الحديثة واللغات، وبعد حصوله على الدكتوراه سافر في منحة إلى فرنسا لدراسة الأدب وعلم النفس والتاريخ. من أهم أعماله: الأيام، دعاء الكروان، حديث الأربعاء، في الشعر الجاهلي، الفتنة الكبرى، الوعد الحق، وغيرها.
أبو العلاء المعري : ولد 973 – توفي 1058م
هو أحمد بن عبد الله التنوخي المعري، لغوي وأديب وشاعر وفيلسوف عربي، نشأ في العصر العباسي، وولد في معرة النعمان بسوريا، أصيب بالعمى في الرابعة من عمره نتيجة لإصابته بالجدري، بدأ كتابة الشعر في الحادية عشر من عمره، ودرس الشعر والأدب والعلوم الشرعية من حديث وتفسير وفقه، وكان غزيرًا في أعماله الأدبية، عظيم الذكاء، واسع الفهم، حاد الذهن والحفظ، اعتزل الناس زهدًا، ولم يقرب اللحم وكل ما ينتجه فترة من حياته، من أهم أعماله: ديوان سقط الزند، ولزوم ما لا يلزم، ورسالة الغفران وغيرها.
بشار بن برد : ولد 714 – توفي 784م
إمام الشعراء المولدين، شاعر مخضرم عاصر نهاية الدولة الأموية وعاش في الدولة العباسية، ولد أعمى، كان غزير الشعر، متوقد الذهن، بديع الشعر أعذبه، اتهم آخر حياته بالزندقة وضرب بالسياط حتى مات. من أشهر ما قال:
إن العيون التي في طرفها حور … قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة … والأذن تعشق قبل العين أحيانا
عبد الله البردوني : ولد 1929 – توفي 1999م
ناقد وشاعر وأديب يمني قدير، ولد في قرية البردون، أصيب بالجدري الذي أدى لفقدان بصره في صغره، تحدث في أعماله عن تاريخ الشعر القديم والحديث في بلده، اهتم بالشعر والأدب منذ صغره ونبغ فيهما كثيرًا، فقد نال جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية، نظم 12 ديوانًا، وعمل في برامج الإذاعة اليمينة. من أهم أعماله: من أرض بلقيس، السفر إلى الأيام الخضر، لعيني أم بلقيس، زمان بلا نوعية، وغيرها.
سيد مكاوي : ولد 1927 – توفي 1997م
ملحن ومطرب مصري، ولد في حي السيدة زينب، كان كفيفًا ولهذا اتجهت أسرته إلى تحفيظه القرآن الكريم، وبدأ بإقامة الأذان ثم الإنشاد الديني، تربى على الموسيقى الشرقية الأصلية والمنشدين والمطربين العظام، وكوَّن بعد ذلك مع صديقين له ما يشبه التخت لإحياء حفلات الأصدقاء، وانطلق بعد ذلك في التلحين والغناء. من أهم أعماله تلحينًا أو غناءً: الأرض بتتكلم عربي، الليلة الكبيرة، كل الأحبة اتنين، المسحراتي، حلوين من يومنا والله، وغيرها.
عمار الشريعي : ولد 1948 – 2012م
موسيقي ومؤلف بديع، مصري الأصل والمنشأ، قامة كبرى في الموسيقى والتلحين، ولد في محافظة المنيا، كان كفيفًا ولكن هذا لم يمنعه من ريادة الموسيقى في مصر فترة كبيرة، إلى جانب أنه كان سباحًا ماهرًا، كما أنه حصل على ليسانس الآداب بقسم اللغة الإنجليزية، ودرس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية، والتحق بعدها بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى. له أعمال عظيمة منها: البريء، كتيبة الإعدام، العرضحالجي، دموع في عيون وقحة، أرابيسك، حديث الصباح والمساء، الراية البيضا، وغيرها.