Şøķåŕą
12-16-2023, 01:56 PM
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
قال الإمام الرازي: «اعلم أنه-تبارك وتعالى- لما أقام الدلائل على صحة القول بإثبات الإله القادر الرحيم الحكيم، وعلى صحة القول بالمعاد والحشر والنشر، شرع بعده في شرح أحوال من يكفر بها وفي شرح أحوال من يؤمن بها».
والمراد بلقائه- سبحانه - الرجوع إليه يوم القيامة للحساب والجزاء.
والمعنى: إن الذين لا يرجون ولا يتوقعون لقاءنا يوم القيامة لحسابهم على أعمالهم في الدنيا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا رضاء جعلهم لا يفكرون إلا في التشبع من زينتها ومتعها، واطمأنوا بها، اطمئنانا صيرهم يفرحون بها ويسكنون إليها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا التنزيلية والكونية الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا غافِلُونَ بحيث لا يخطر على بالهم شيء مما يدل عليه هذه الآيات من عبر وعظات.
فأنت ترى أن الله-تبارك وتعالى- قد وصف هؤلاء الأشقياء بأربع صفات ذميمة.
وصفهم- أولا- بعدم الرجاء في لقاء الله-تبارك وتعالى- بأن صاروا لا يطمعون في ثواب، ولا يخافون من عقاب، لإنكار الدار الآخرة.
ووصفهم- ثانيا- بأنهم رضوا بالحياة الدنيا، بأن أصبح همهم محصورا فيها، وفي لذائذها وشهواتها.
قال الإمام الرازي: واعلم أن الصفة الأولى إشارة إلى خلو قلبه عن اللذات الروحانية، وفراغه عن طلب السعادات الحاصلة بالمعارف الربانية، وأما هذه الصفة الثانية فهي إشارة إلى من استغرقه الله في طلب اللذات الجسمانية واكتفائه بها، واستغراقه في طلبها».
ووصفهم- ثالثا- بأنهم اطمأنوا بهذه الحياة، اطمئنان الشخص إلى الشيء الذي لا ملاذ له سواه، فإذا كان السعداء يطمئنون إلى ذكر الله، فإن هؤلاء الأشقياء ماتت قلوبهم عن كل خير، وصارت لا تطمئن إلا إلى زينة الحياة الدنيا.
ووصفهم- رابعا- بالغفلة عن آيات الله التي توقظ القلب، وتهدى العقل، ونحفز النفس إلى التفكير والتدبير.
وبالجملة فهذه الصفات الأربع تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء الأشقياء قد آثروا دنياهم على أخراهم، واستحبوا الضلالة على الهدى، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
فماذا كان مصيرهم كما بينه- سبحانه - في قوله: أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلونقوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا يرجون يخافون ; ومنه قول الشاعر :إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسلوقيل يرجون يطمعون ; ومنه قول الآخر :أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيافالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع ; أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا .
وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيما لهما .
وقيل : يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية ; أي لا يطمعون في رؤيتنا .
وقال بعض العلماء : لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد ; كقوله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا .
وقال بعضهم : بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى .
قوله تعالى ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها .
واطمأنوا بها أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل اطمأن طمأن من طمأنينة ، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره الغزنوي .
والذين هم عن آياتنا أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون ولا يتفكرون .
قال الإمام الرازي: «اعلم أنه-تبارك وتعالى- لما أقام الدلائل على صحة القول بإثبات الإله القادر الرحيم الحكيم، وعلى صحة القول بالمعاد والحشر والنشر، شرع بعده في شرح أحوال من يكفر بها وفي شرح أحوال من يؤمن بها».
والمراد بلقائه- سبحانه - الرجوع إليه يوم القيامة للحساب والجزاء.
والمعنى: إن الذين لا يرجون ولا يتوقعون لقاءنا يوم القيامة لحسابهم على أعمالهم في الدنيا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا رضاء جعلهم لا يفكرون إلا في التشبع من زينتها ومتعها، واطمأنوا بها، اطمئنانا صيرهم يفرحون بها ويسكنون إليها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا التنزيلية والكونية الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا غافِلُونَ بحيث لا يخطر على بالهم شيء مما يدل عليه هذه الآيات من عبر وعظات.
فأنت ترى أن الله-تبارك وتعالى- قد وصف هؤلاء الأشقياء بأربع صفات ذميمة.
وصفهم- أولا- بعدم الرجاء في لقاء الله-تبارك وتعالى- بأن صاروا لا يطمعون في ثواب، ولا يخافون من عقاب، لإنكار الدار الآخرة.
ووصفهم- ثانيا- بأنهم رضوا بالحياة الدنيا، بأن أصبح همهم محصورا فيها، وفي لذائذها وشهواتها.
قال الإمام الرازي: واعلم أن الصفة الأولى إشارة إلى خلو قلبه عن اللذات الروحانية، وفراغه عن طلب السعادات الحاصلة بالمعارف الربانية، وأما هذه الصفة الثانية فهي إشارة إلى من استغرقه الله في طلب اللذات الجسمانية واكتفائه بها، واستغراقه في طلبها».
ووصفهم- ثالثا- بأنهم اطمأنوا بهذه الحياة، اطمئنان الشخص إلى الشيء الذي لا ملاذ له سواه، فإذا كان السعداء يطمئنون إلى ذكر الله، فإن هؤلاء الأشقياء ماتت قلوبهم عن كل خير، وصارت لا تطمئن إلا إلى زينة الحياة الدنيا.
ووصفهم- رابعا- بالغفلة عن آيات الله التي توقظ القلب، وتهدى العقل، ونحفز النفس إلى التفكير والتدبير.
وبالجملة فهذه الصفات الأربع تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء الأشقياء قد آثروا دنياهم على أخراهم، واستحبوا الضلالة على الهدى، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
فماذا كان مصيرهم كما بينه- سبحانه - في قوله: أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلونقوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا يرجون يخافون ; ومنه قول الشاعر :إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسلوقيل يرجون يطمعون ; ومنه قول الآخر :أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيافالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع ; أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا .
وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيما لهما .
وقيل : يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية ; أي لا يطمعون في رؤيتنا .
وقال بعض العلماء : لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد ; كقوله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا .
وقال بعضهم : بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى .
قوله تعالى ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها .
واطمأنوا بها أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل اطمأن طمأن من طمأنينة ، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره الغزنوي .
والذين هم عن آياتنا أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون ولا يتفكرون .