عاشق الغيم
12-14-2023, 07:07 PM
عدل النبي صلى الله عليه وسلم
عدالة الإسلام
سرقت امرأة من بني مخزوم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجيء بها إليه لتُعَاقَب، فأهمَّ ذلك قريشًا وقالوا: من يشفع لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسقاط الحد عنها؟ ثم تذكروا أن أسامة بن زيد حبيبٌ إلى قلب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فكلَّموه في أن يشفع لها عنده، فكلمه بذلك، فغضب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لأسامة: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! ثم قام في الناس خطيبًا، فقال: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، (متفق عليه)، ثم قُطِعت يد المرأة المخزومية.
ولقد كان كافيًا أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بأي إنسان ليصل إلى ما يريد إقراره في ضمائر المسلمين وأخلادهم، لكنه اختار فاطمة الزهراء ليضرب بها المثل، وفي هذا الاختيار دقة وروعة، وجمال وعظمة، ودلالة على عزم شديد، وهمة قوية بالغة، ذلك أن فاطمة الزهراء هي بنته صلى الله عليه وسلم، وهي ابنته الوحيدة التي عاش له منها أحفادٌ، وهي صغرى بناته الطاهرات، ولكن على الرغم من ذلك كلِّه، وعلى الرغم مما تضفيه هذه الصلة بين الوالد والبنت من حنانٍ ورحمة، ورقةٍ ومحبة، وودٍّ ووفاءٍ على العلاقة بينهما - فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يضرب بها المثل على الرغم من كل ذلك، لتكون فيه النقلة أبعد، والارتفاع أكبر، والبون شاسعًا رحيبًا بين ما أراده القرشيون أن يحدث، وبين ما قام بإنفاذه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الحادثة الفريدة بملابساتها المختلفة، وتفصيلاتها المثيرة - تضع أيدينا على أحد أسرار عظمة هذا الإسلام، وانتصاره وتمكنه من القلوب.
إن له أنظمة وشرائع لا يتيح لأحد أن يتجاوزها قط، وهو لا يعرف المحاباة والمجاملة في الحق قط؛ لأن النزعة الإنسانية التي وضعها الله تعالى فيه وأرساها في أعماقه، تقتضي العدالة، وتستلزم المساواة، وتضع الجميع على قدم واحدة أمام شريعة الله تعالى دون تفاضلٍ أو تمايزٍ.
عدالة الإسلام
سرقت امرأة من بني مخزوم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجيء بها إليه لتُعَاقَب، فأهمَّ ذلك قريشًا وقالوا: من يشفع لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسقاط الحد عنها؟ ثم تذكروا أن أسامة بن زيد حبيبٌ إلى قلب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فكلَّموه في أن يشفع لها عنده، فكلمه بذلك، فغضب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لأسامة: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! ثم قام في الناس خطيبًا، فقال: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، (متفق عليه)، ثم قُطِعت يد المرأة المخزومية.
ولقد كان كافيًا أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بأي إنسان ليصل إلى ما يريد إقراره في ضمائر المسلمين وأخلادهم، لكنه اختار فاطمة الزهراء ليضرب بها المثل، وفي هذا الاختيار دقة وروعة، وجمال وعظمة، ودلالة على عزم شديد، وهمة قوية بالغة، ذلك أن فاطمة الزهراء هي بنته صلى الله عليه وسلم، وهي ابنته الوحيدة التي عاش له منها أحفادٌ، وهي صغرى بناته الطاهرات، ولكن على الرغم من ذلك كلِّه، وعلى الرغم مما تضفيه هذه الصلة بين الوالد والبنت من حنانٍ ورحمة، ورقةٍ ومحبة، وودٍّ ووفاءٍ على العلاقة بينهما - فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يضرب بها المثل على الرغم من كل ذلك، لتكون فيه النقلة أبعد، والارتفاع أكبر، والبون شاسعًا رحيبًا بين ما أراده القرشيون أن يحدث، وبين ما قام بإنفاذه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الحادثة الفريدة بملابساتها المختلفة، وتفصيلاتها المثيرة - تضع أيدينا على أحد أسرار عظمة هذا الإسلام، وانتصاره وتمكنه من القلوب.
إن له أنظمة وشرائع لا يتيح لأحد أن يتجاوزها قط، وهو لا يعرف المحاباة والمجاملة في الحق قط؛ لأن النزعة الإنسانية التي وضعها الله تعالى فيه وأرساها في أعماقه، تقتضي العدالة، وتستلزم المساواة، وتضع الجميع على قدم واحدة أمام شريعة الله تعالى دون تفاضلٍ أو تمايزٍ.