تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خير الخاتمة


نسر الشام
10-08-2018, 04:56 PM
خير الخاتمة


عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا طهَّره قبل موته))، قالوا: وما طهور العبد؟ قال: ((عملٌ صالحٌ يُلهمه إياه حتى يقبضَه عليه)).

الحمد لله الذي وسِعت رحمتُه كلَّ شيء، وأحصى كلَّ شيء عددًا، رحِم من شاءَ من عباده؛ فهيَّأ لهم في الدنيا ما يرفع به درجاتِهم في الآخرة، فثابروا على طاعتِه، واجتهدوا في عبادته، إنْ أصابتهم سرَّاءُ شكروا؛ فكان خيرًا لهم، وإن أصابتهم ضرَّاءُ صبروا؛ فكانوا ممن قال الله فيهم: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، أمَّا بعد:

فقد نبَّه الله في كتابه جميع المؤمنين إلى أهمية حسنِ الخاتمة، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وقال - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

وحسن الخاتمة هو: أن يوفَّق العبدُ قبل موته للابتعاد عما يُغضب الربَّ - سبحانه - والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.

أما الخاتمة السيِّئة، فهي: أن تكون وفاة الإنسان وهو مُعرِض عن ربِّه - جل وعلا - مقيم على مساخِطِه - سبحانه - مضيِّع لِما أوجب الله عليه، ولا ريب أن تلك نهايةٌ بائسة، طالما خافها المتَّقون، وتضرَّعوا إلى ربهم - سبحانه - أن يجنِّبهم إياها.

وقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة خوفًا شديدًا، قال سهل التستري: خوف الصدِّيقين من سوء الخاتمة عند كل خَطرة وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله - تعالى - إذ قال: ﴿ وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60].

لأجل ذلك كان جديرًا بالعاقل أن يحذَرَ مِن تعلُّقِ قلبه بشيء من المحرَّمات، وجديرًا به أن يُلزم قلبَه ولسانَه وجوارحَه ذكرَ الله - تعالى - وأن يحافظ على طاعةِ الله حيثما كان، من أجل تلك اللحظة، التي إن فاتَت وخُذِل فيها، شقِيَ شقاوة الأبد.

قال المناوي في تعليقه على حديثنا الجليل: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا طهَّره قبل موته))، قالوا له: "وما طهور العبد؟"؛ أي: ما المراد بتطهيره؟

قال: ((عملٌ صالحٌ يُلْهَمه))؛ أي: يُلهِمه الله - تعالى - إيَّاه، والإلهام ما يُلقى في الرُّوع بطريق الفيضِ، ويدوم كذلك ((حتى يقبضَه عليه))؛ أي: يميتَهُ وهو متلبِّس به، فمن أراد الله به خيرًا طهَّره من المادَّة الخبيثة قبل الوفاة؛ حتى لا يحتاجَ لدخول النار ليطهِّره، فيلهمه الله - تعالى - التوبة، ولزوم الطاعات، وتجنُّب المخالفات، أو يصاب بالمصائب وأنواع البلاء المكفرات؛ ليطهُرَ من خبائثه مع كراهته لِما أصابه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]؛ ولهذا كان الأبُ أو الأمُّ يسوق لولده الحجَّام أو الطبيب ليعالجه بالمراهم المؤلمة الحادَّة، ولولا إطاعة الولد لَما شُفِي.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا استعمله))، قيل: كيف يستعمله؟ قال: ((يوفِّقُه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه))؛ أي: يُلهمه التوبة وملازمة العمل الصالح كما يحب وينبغي؛ حتى يملَّ الخلقَ ويستقذرَ الدنيا، ويحنَّ إلى الموت ويشتاقَ إلى الملأ الأعلى، فإذا هو برسل الله - تعالى - يَرِدُون عليه بالرَّوحِ والرَّيحان، والبُشرى والرضوان، من ربِّ راضٍ غيرِ غضبان، فينقلونَه من هذه الدار الفانية، إلى الحضرة العالية الباقية، فيرى لنفسه الضعيفة الفقيرة نعيمًا مقيمًا، وملكًا عظيمًا.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عَسَله))، قيل: وما عَسَله؟ قال: ((يفتح له عملاً صالحًا قبل موته ثم يقبضُه عليه)).

قال المناوي: ((إذا أراد اللهُ بعبد خيرًا عَسَله))؛ أي: طيَّبَ ثناءه بين الناس من عسل الطَّعامَ يعسلُه: إذا جعل فيه العسَل، "قيل"؛ أي: قالوا: يا رسولَ الله، "وما عسله"؛ أي: ما معناه؟ قالَ: ((يفتح له عملاً صالحًا قبل موته، ثم يقبضه عليه)) شبَّه ما رزقه اللهُ من العمل الصالح الذي طاب ذكرُه وفاح نشرُه بالعسل، الذي هو الطَّعام الصالح الذي يحلو به كلُّ شيء، ويصلح كل ما خالطه".

ولقد حفل تاريخنا بقِمَم من الذين رزقهم الله خير الخاتمة، فعن أمِّ هشام الطائية قالت: "رأيت عبدَالله بن بسر يتوضَّأ فخرجَتْ نفسُهُ - رضي الله عنه -".

ومات حُميدٌ الطويل وهو قائم يصلِّي.

ومات حماد بن سلمة في الصلاة في المسجد.

وقال أبو بكر العطوي: "كنت عند الجُنيدِ لَمَّا احتُضر، فختم القرآن ثم ابتدأ سورة البقرة، فتلا سبعين آيةً ومات".

ولما حضرت إبراهيمَ بنَ هانئ الوفاةُ، قال: أنا عطشان، فجاءه ابنه بماءٍ، فقال: أغابت الشمس؟ قال: لا، فرده وقال: ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [الصافات: 61] ثم مات.

وقال ابن سكينة: كنت حاضرًا لما احتُضِر إسماعيلُ بن أبي سعيد النيسابوري، فقالت له أمي: يا سيِّدي، ما تجد؟ فما قدَر على النطق، فكتب على يدها: ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ [الواقعة: 89]، ثم مات.

عازف الليل مونامور
10-08-2018, 05:29 PM
احسنتم وجزاكم الله خيرا
سلمت الايادي للطرح النوراني

لَـحًـــنِ ♫
10-08-2018, 06:31 PM
*

طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~

ـ“ـ

خالد
10-08-2018, 07:18 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنور الايمان
تحياتي لك

نور القمر
10-08-2018, 07:47 PM
جزاك الله خيرا

مدائن من الشكر وجنآئن الجوري
لهـذآالطرح الأكثرمن رآآئع
والع ـطآءالرآقي
دآآمت إطلالتكـ في سسمآآءنآآ
ودي وجنائن وردي لروحك

نوف
10-08-2018, 08:10 PM
الحمد لله
واشهد أن لا اله الا الله
واشهد أن محمد رسول الله
جزاك الله خير

فيّ
10-08-2018, 09:42 PM
جزاك الله خير :241:

الجوهرة
10-08-2018, 10:24 PM
باااارك الله فيك وفي جلبك الطيب
وجزاك الله عنا كل خير
وكتب لك اجر جهودك القيمه
اشكرك
وسلمت الايااادي لاتحرمنا عطااائك
دمت وبنتظااار جديدك القااادم
تحيتي وتقديري وكون بخير


http://i237.photobucket.com/albums/ff35/thamer23/aa1.gif?t=1192179029

غـُـلايےّ
10-09-2018, 12:30 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

لَـحًـــنِ ♫
10-09-2018, 12:36 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5602/art-polygone.11/0_575b6_dd5f6ce6_L.gif.jpg
سلمُ لناهذُآ الذوُوُق..
الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ما ننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق
http://b.top4top.net/p_307mhd5f0.gif

عاشقة الورد
10-09-2018, 02:34 PM
الله يلهمنا العمل الصالح
ويحسن الختام
جزاك الله خير الجزاء
ولا حرمك الاجر يارب
دمت بسعاده

أبو علياء
10-09-2018, 03:51 PM
بارك الله فيك ،، ونفع بك
وجعل كل ماتقدمه في موازين حسناتك
واثابك الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيك الف عافية اخي نسر الشام
بانتظار الجديد من مواضيعك المفيده
لروحك الجوري
دمت بسعاده

دلوعة عشق
10-09-2018, 04:23 PM
يعجز القلم على الاطراء
ويعجز النبض على التعبير بما كتبت وبما طرحت
بارك الله فيك وجعله فى موزين حسناااااااتك
وجزيت الجنه ونعيمها

روحي تبيك
10-09-2018, 04:36 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

sham
10-09-2018, 08:58 PM
‘*

انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

صاحبة السمو
10-10-2018, 04:07 PM
جزاك الله خيرا
على هذا الطرح القيم
تسلم ايدك تقديري لك :34:

انثى برائحة الورد
10-11-2018, 10:46 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
ودي لك

الجوكر
10-11-2018, 01:59 PM
جزاك الله ووالديك كل خير
واثابك جنة عرضها السماوات والأرض

الوسيم
10-12-2018, 11:23 AM
جزاك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك
على الطَرح وَجعلة في ميزآن حسناتك
آسأل أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات
دمت بحفظ الله ورعايتة

البارزه
10-15-2018, 01:16 AM
بارك الله فيك ونفع بك
أسال الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان
و أن يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب

بٰٰقايٰا روحہٰ
10-30-2018, 01:23 PM
ســلمت اناملك ع جـــمآإل طرحـــك
كل ما حـــمله متصـــفحك كآإن رائع واكثر
امتنآإني وتقديري لك
لك جنآإئن الورد واصـــدق الود
دمت بعـــطإآء وتميز:h5::34:

ذآتَ حُسن♔
11-20-2018, 04:44 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

دره العشق
05-23-2019, 09:50 PM
شكرا الك
موضوووووع راااااااائع
بارك الله فيك وجزاك خير جزاء

Şøķåŕą
02-02-2022, 08:34 AM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

بنت العز
04-21-2024, 04:56 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ.

Şøķåŕą
05-02-2024, 02:03 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير