الدكتور على حسن
11-28-2023, 08:32 PM
انواع افعال الرسول صل الله عليه وسلم
أفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) مصطلح مركب من لفظين تركيب إضافة : فعل ، والرسول . وإذا ورد هذا اللفظ المركب عند الفقهاء مطلقا بلا قرينة يقصد به : ما نقل إلينا من أفعال (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) محمد صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) خاصة
اعتنى علماء الأصول بأفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الصلاة والسلام مثل عنايتهم بأقواله ، فتكلموا في دلالتها على الأحكام ، وما يتعلق بها في التأسي بأفعاله ، وتخصيص العام ، وتقييد المطلق ، وبيان المجمل ، والنسخ ، وغير ذلك .
وأفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الصلاة والسلام ثلاثة أنواع (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) :
أولا : جبلي ، كالأكل ، والشرب ، والنوم ، واللبس ، وما شاكل ذلك .
ثانيا : قرب ، كالصلاة ، والصوم ، والصدقة .
ثالثا : معاملات ، كالبيع ، والزواج . فالأفعال الجبلية لا يقتضي فعله لها أكثر من إباحتها اتفاقا .
أما غيرها ، فإن ثبتت خصوصيته بها بدليل ، كانت خاصة به ، وليست أمته مثله فيها ، كمواصلة الصوم ، والزواج بأكثر من أربع . وإن لم تكن أفعاله مختصة به ، فإن تبين أنها بيان لمجمل ، أو تقييد لمطلق ، أو تخصيص لعام ، كان حكمها حكمه ، وما سوى ذلك فإن عرفت صفته من وجوب ، أو ندب ، أو إباحة ، فإن أمته في ذلك مثله ، لأن الصحابة رضي الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عنهم كانوا يرجعون إلى فعله ، احتجاجا واقتداء ، لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } ، والتأسي : أن تفعل مثل ما يفعله على الوجه الذي فعله .
أما الفعل المجرد من القرائن الدالة على وقوعه منه على الوجه المذكور ، فقد اختلف فيما يتعلق بها من أحكام علينا اختلافا طويلا ، فمن قائل بالوجوب علينا ، ومن قائل بالندب ، ومن قائل بالإباحة ، ومن قائل بالتوقف .
وقال الإمام أبوبكر الجصاص في كتابه :أحكام القرآن عند تفسيره لقوله تعالى :{ لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } من الناس من يحتج به في وجوب أفعال (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) النبي صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) ولزوم التأسي به فيها ، ومخالفو هذه الفرقة يحتجون به أيضا في نفي إيجاب أفعاله .
فأما الأولون فإنهم ذهبوا إلى أن التأسي به هو الاقتداء به ، وذلك عموم في القول والفعل جميعا ، فلما قال تعالى : { لمن كان يرجو الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) واليوم الآخر } دل على أنه واجب ; إذ جعله شرطا للإيمان كقوله تعالى : { واتقوا الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) إن كنتم مؤمنين } ونحوه من الألفاظ المقرونة إلى الإيمان ، فيدل على الوجوب ، واحتج الآخرون بأن قوله : { لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } يقتضي ظاهره الندب دون الإيجاب ، لقوله تعالى : { لكم } مثل قول القائل : ( لك أن تصلي ولك أن تتصدق ) لا دلالة فيه على الوجوب بل يدل ظاهره على أن له فعله وتركه ، وإنما كان يدل على الإيجاب لو قال : عليكم التأسي بالنبي صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) .
قال أبو بكر : والصحيح أنه لا دلالة فيه على الوجوب ، بل دلالته على الندب أظهر منها على الإيجاب لما ذكرنا ، ومع ذلك لو ورد بصيغة الأمر لما دل على الوجوب في أفعاله صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) ; لأن التأسي به هو أن نفعل مثل ما فعل ، ومتى خالفناه في اعتقاد الفعل أو في معناه لم يكن ذلك تأسيا به ، ألا ترى أنه إذا فعله على الندب وفعلناه على الوجوب كنا غير متأسين به ، وإذا فعل صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) فعلا لم يجز لنا أن نفعله على اعتقاد الوجوب فيه حتى نعلم أنه فعله على ذلك ؟ فإذا علمنا أنه فعله على الوجوب لزمنا فعله على ذلك الوجه لا من جهة هذه الآية إذ ليس فيها دلالة على الوجوب لكن من جهة ما أمرنا الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) تعالى باتباعه في غير هذه الآية. خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
أفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) مصطلح مركب من لفظين تركيب إضافة : فعل ، والرسول . وإذا ورد هذا اللفظ المركب عند الفقهاء مطلقا بلا قرينة يقصد به : ما نقل إلينا من أفعال (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) محمد صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) خاصة
اعتنى علماء الأصول بأفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الصلاة والسلام مثل عنايتهم بأقواله ، فتكلموا في دلالتها على الأحكام ، وما يتعلق بها في التأسي بأفعاله ، وتخصيص العام ، وتقييد المطلق ، وبيان المجمل ، والنسخ ، وغير ذلك .
وأفعال الرسول (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) الصلاة والسلام ثلاثة أنواع (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) :
أولا : جبلي ، كالأكل ، والشرب ، والنوم ، واللبس ، وما شاكل ذلك .
ثانيا : قرب ، كالصلاة ، والصوم ، والصدقة .
ثالثا : معاملات ، كالبيع ، والزواج . فالأفعال الجبلية لا يقتضي فعله لها أكثر من إباحتها اتفاقا .
أما غيرها ، فإن ثبتت خصوصيته بها بدليل ، كانت خاصة به ، وليست أمته مثله فيها ، كمواصلة الصوم ، والزواج بأكثر من أربع . وإن لم تكن أفعاله مختصة به ، فإن تبين أنها بيان لمجمل ، أو تقييد لمطلق ، أو تخصيص لعام ، كان حكمها حكمه ، وما سوى ذلك فإن عرفت صفته من وجوب ، أو ندب ، أو إباحة ، فإن أمته في ذلك مثله ، لأن الصحابة رضي الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عنهم كانوا يرجعون إلى فعله ، احتجاجا واقتداء ، لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } ، والتأسي : أن تفعل مثل ما يفعله على الوجه الذي فعله .
أما الفعل المجرد من القرائن الدالة على وقوعه منه على الوجه المذكور ، فقد اختلف فيما يتعلق بها من أحكام علينا اختلافا طويلا ، فمن قائل بالوجوب علينا ، ومن قائل بالندب ، ومن قائل بالإباحة ، ومن قائل بالتوقف .
وقال الإمام أبوبكر الجصاص في كتابه :أحكام القرآن عند تفسيره لقوله تعالى :{ لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } من الناس من يحتج به في وجوب أفعال (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) النبي صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) ولزوم التأسي به فيها ، ومخالفو هذه الفرقة يحتجون به أيضا في نفي إيجاب أفعاله .
فأما الأولون فإنهم ذهبوا إلى أن التأسي به هو الاقتداء به ، وذلك عموم في القول والفعل جميعا ، فلما قال تعالى : { لمن كان يرجو الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) واليوم الآخر } دل على أنه واجب ; إذ جعله شرطا للإيمان كقوله تعالى : { واتقوا الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) إن كنتم مؤمنين } ونحوه من الألفاظ المقرونة إلى الإيمان ، فيدل على الوجوب ، واحتج الآخرون بأن قوله : { لقد كان لكم في رسول الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) أسوة حسنة } يقتضي ظاهره الندب دون الإيجاب ، لقوله تعالى : { لكم } مثل قول القائل : ( لك أن تصلي ولك أن تتصدق ) لا دلالة فيه على الوجوب بل يدل ظاهره على أن له فعله وتركه ، وإنما كان يدل على الإيجاب لو قال : عليكم التأسي بالنبي صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) .
قال أبو بكر : والصحيح أنه لا دلالة فيه على الوجوب ، بل دلالته على الندب أظهر منها على الإيجاب لما ذكرنا ، ومع ذلك لو ورد بصيغة الأمر لما دل على الوجوب في أفعاله صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) ; لأن التأسي به هو أن نفعل مثل ما فعل ، ومتى خالفناه في اعتقاد الفعل أو في معناه لم يكن ذلك تأسيا به ، ألا ترى أنه إذا فعله على الندب وفعلناه على الوجوب كنا غير متأسين به ، وإذا فعل صلى الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) عليه (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) وسلم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) فعلا لم يجز لنا أن نفعله على اعتقاد الوجوب فيه حتى نعلم أنه فعله على ذلك ؟ فإذا علمنا أنه فعله على الوجوب لزمنا فعله على ذلك الوجه لا من جهة هذه الآية إذ ليس فيها دلالة على الوجوب لكن من جهة ما أمرنا الله (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=14021) تعالى باتباعه في غير هذه الآية. خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى