عاشق الغيم
11-18-2023, 09:29 PM
تعد أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها من النماذج البارعة في تاريخ الإسلام، فقد عاشت في ظل الدعوة الإسلامية منذ نعومة أظفارها، وعرف الإيمان طريقه إلى قلبها منذ كانت طفلة صغيرة، وشاهدت تطور الدعوة وإنتقالها من طور إلى طور، بل وشاركت في صناعة الكثير من الأحداث، وحياتها رضي الله عنها مليئة بالمواقف وحافلة بالدروس والعظات التي يحتاج إليها النساء في عصرنا، بل ويحتاج إليها كثير من الرجال.
¤ دورها في الهجرة:
لعبت أسماء رضي الله عنها دورا كبيرا في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد حملت إليهما ما يحتاجان إليه من الطعام والشراب وهما مختبئان في غار ثور ولما عزما على الإرتحال من الغار لم تجد ما تعلق به الطعام والماء في رحالهما، فشقت نطاقها وعلقت الطعام بنصفه وإنتطقت بالنصف الآخر، فسميت ذات النطاقين.
وقد نالها من الأذى ما نال غيرها من الرجال والنساء، ولكنها صبرت واحتسبت.
تقول رضي الله عنها: لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَتَانَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ فَخَرَجْتُ إلَيْهِمْ فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوك يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ قُلْت: لَا أَدْرِي وَاَللّهِ أَيْنَ أَبِي؟ قَالَتْ: فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَكَانَ فَاحِشًا خَبِيثًا، فَلَطَمَ خَدّي لَطْمَةً طُرِحَ مِنْهَا قُرْطِي.
لقد وقفت رضي الله عنها عنها في وجه البغي والطغيان ولم تفش سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صاحبه، ويا له من درس رائع للنساء المسلمات في كل مكان وفي كل عصر، وما أجمل ما قاله الإمام الماوردي: كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح وأدوم أحوال الصلاح.
وكان لأسماء دور بارز في بيت أبيها حيث ترك أبو بكر رضي الله عنه أباه شيخاً كبيراً ضريراً، أي: أعمى، وخرج أبو بكر مهاجراً بكل ماله في سبيل الله، فقال أبو قحافة لأسماء: ماذا ترك لنا أبو بكر؟ فأخذت ظرفاً ملأته من الحجارة وحركته وقالت: ترك لنا هذا المال الكثير، فأراد الشيخ أن يحمل الظرف فإذا هو ثقيل: فقال: هذا مال كثير، فمن تركه لا عليه أن يسافر ويخاطر!. تقول أسماء: ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني أردت أن اسكن الشيخ بذلك.
لقد هاجر أبو بكر رضي الله عنه في صحبة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ولم يترك في بيته شيئا من متاع الدنيا، إلا أنه قد ترك لهم إيمانا لا تزلزله الجبال، ولا تحركه العواصف، ولا يتأثر بقلة أو كثرة المال، وورثهم يقينا بالله وثقة لا حد لها.
لقد إستخدمت رضي الله عنها فطنتها وعقلها لتستر أمر أبيها وتسكن قلب جدها الضرير وتخفف من حزنه ولوعته على ابنه المهاجر الذي كان يرعاه ويقوم على أمره وكلها ثقة أن الله عز وجل لن يضيعهم.
¤ دورها بعد الهجرة:
وبعد هجرتها كانت شخصاً فاعلاً في دعوة النساء في المدينة وتعليمهن، وكان نساء قريشٍ يعرفن الكتابة، وكان نساء الأنصار لا يعرفن الكتابة، فكان نساء المهاجرين يعلمن نساء الأنصار ما يتعلمن به القرآن من الكتابة، وكانت أسماء قد حفظت بعض القرآن قبل هجرتها فشرعت في تعليم نساء الأنصار أمور دينهن.
وكانت رضي الله عنها تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فتحفظه وتعلمه غيرها.
قال النووي رحمه الله: رُوى لأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثًا.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابناها عبد الله وعروة، وعبد الله بن أبى مليكة، وغيرهم.
¤ قيامها بأمر بيتها:
ورغم إنشغالها رضي الله عنها بتعليم النساء وتفقيههن في أمور دينهن، إلا أنها لم تقصر في رعاية شؤون بيتها وخدمة زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه، فقد كانت رضي الله عنها تقوم بخدمة فرسه، تحمل النوى فوق رأسها وتعلفه وتسقيه، إذ لم يكن في بيتها خادم في ذلك الوقت، فقد كان الزبير لا يملك إلا فرسه وسيفه الذين يجاهد بهما.
كانت رضي الله عنها تخدم فرس الزبير وهي من هي في شرفها وعلو قدرها، وفي زمننا هذا تستنكف الكثير من النساء عن خدمة أزواجهن ورعاية أبنائهن، ويتركن هذه الأمور للخادمات.
وفاتها رضي الله عنها:
توفيت رضي الله عنها في العام الثالث والسبعين من الهجرة وقد عمرت دهرا صالحا وأضرت في آخر عمرها، وقد كانت وفاتها بعد مقتل ابنها عبد الله بقليل، وبلغت من العمر مائة سنة، ولم يسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل رحمها الله
¤ دورها في الهجرة:
لعبت أسماء رضي الله عنها دورا كبيرا في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد حملت إليهما ما يحتاجان إليه من الطعام والشراب وهما مختبئان في غار ثور ولما عزما على الإرتحال من الغار لم تجد ما تعلق به الطعام والماء في رحالهما، فشقت نطاقها وعلقت الطعام بنصفه وإنتطقت بالنصف الآخر، فسميت ذات النطاقين.
وقد نالها من الأذى ما نال غيرها من الرجال والنساء، ولكنها صبرت واحتسبت.
تقول رضي الله عنها: لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَتَانَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ فَخَرَجْتُ إلَيْهِمْ فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوك يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ قُلْت: لَا أَدْرِي وَاَللّهِ أَيْنَ أَبِي؟ قَالَتْ: فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَكَانَ فَاحِشًا خَبِيثًا، فَلَطَمَ خَدّي لَطْمَةً طُرِحَ مِنْهَا قُرْطِي.
لقد وقفت رضي الله عنها عنها في وجه البغي والطغيان ولم تفش سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صاحبه، ويا له من درس رائع للنساء المسلمات في كل مكان وفي كل عصر، وما أجمل ما قاله الإمام الماوردي: كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح وأدوم أحوال الصلاح.
وكان لأسماء دور بارز في بيت أبيها حيث ترك أبو بكر رضي الله عنه أباه شيخاً كبيراً ضريراً، أي: أعمى، وخرج أبو بكر مهاجراً بكل ماله في سبيل الله، فقال أبو قحافة لأسماء: ماذا ترك لنا أبو بكر؟ فأخذت ظرفاً ملأته من الحجارة وحركته وقالت: ترك لنا هذا المال الكثير، فأراد الشيخ أن يحمل الظرف فإذا هو ثقيل: فقال: هذا مال كثير، فمن تركه لا عليه أن يسافر ويخاطر!. تقول أسماء: ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني أردت أن اسكن الشيخ بذلك.
لقد هاجر أبو بكر رضي الله عنه في صحبة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ولم يترك في بيته شيئا من متاع الدنيا، إلا أنه قد ترك لهم إيمانا لا تزلزله الجبال، ولا تحركه العواصف، ولا يتأثر بقلة أو كثرة المال، وورثهم يقينا بالله وثقة لا حد لها.
لقد إستخدمت رضي الله عنها فطنتها وعقلها لتستر أمر أبيها وتسكن قلب جدها الضرير وتخفف من حزنه ولوعته على ابنه المهاجر الذي كان يرعاه ويقوم على أمره وكلها ثقة أن الله عز وجل لن يضيعهم.
¤ دورها بعد الهجرة:
وبعد هجرتها كانت شخصاً فاعلاً في دعوة النساء في المدينة وتعليمهن، وكان نساء قريشٍ يعرفن الكتابة، وكان نساء الأنصار لا يعرفن الكتابة، فكان نساء المهاجرين يعلمن نساء الأنصار ما يتعلمن به القرآن من الكتابة، وكانت أسماء قد حفظت بعض القرآن قبل هجرتها فشرعت في تعليم نساء الأنصار أمور دينهن.
وكانت رضي الله عنها تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فتحفظه وتعلمه غيرها.
قال النووي رحمه الله: رُوى لأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثًا.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابناها عبد الله وعروة، وعبد الله بن أبى مليكة، وغيرهم.
¤ قيامها بأمر بيتها:
ورغم إنشغالها رضي الله عنها بتعليم النساء وتفقيههن في أمور دينهن، إلا أنها لم تقصر في رعاية شؤون بيتها وخدمة زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه، فقد كانت رضي الله عنها تقوم بخدمة فرسه، تحمل النوى فوق رأسها وتعلفه وتسقيه، إذ لم يكن في بيتها خادم في ذلك الوقت، فقد كان الزبير لا يملك إلا فرسه وسيفه الذين يجاهد بهما.
كانت رضي الله عنها تخدم فرس الزبير وهي من هي في شرفها وعلو قدرها، وفي زمننا هذا تستنكف الكثير من النساء عن خدمة أزواجهن ورعاية أبنائهن، ويتركن هذه الأمور للخادمات.
وفاتها رضي الله عنها:
توفيت رضي الله عنها في العام الثالث والسبعين من الهجرة وقد عمرت دهرا صالحا وأضرت في آخر عمرها، وقد كانت وفاتها بعد مقتل ابنها عبد الله بقليل، وبلغت من العمر مائة سنة، ولم يسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل رحمها الله