мя Зάмояч
11-14-2023, 07:17 PM
زوجة أبي سفيان وأم طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة
******************
من حضرموت إلى مكة المكرمة
الصَّعبة بنت الحضرمي والدة الفتى القرشي التميمي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، من قال في حقه
رسول الله ﷺ: مَنْ أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.
والدها الحضرمي، نسبة إلى حضرموت، وحضرموت بلد باليمن، والحضرمي هو عبد الله بن عماد، جاء
من حضرموت إلى مكة المكرمة وسكنها، وفي مكة لجأ إلى بني أمية، وحالف حَرْبَ بن أمية والد أبي سفيان
وكان لعبد الله الحضرمي 3 أولاد العلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور، وعامر بن الحضرمي وقد قُتِلَ
يَوم بَدْرٍ كافراً، وعمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل من المشركين، وبسببه كانت غزوة بدر الكبرى،
وأختهم هي الصعبة بنت الحضرمي أم طلحة رضي الله عنهما.
- الصعبة وزوجها أبي سفيان
كانت الصعبة متزوجة من أبي سفيان بن حرب، وكانت هند بنت عتبة ضرتها، ويبدو أنَّ الصَّعبة أوتيت
قسطاً من البهاء، جعل هنداً تلح على أبي سفيان أن يطلقها، ولم تزل به حتى طلقها وفارقها؛ ومع ذلك
فأبا سفيان قد ندم ندماً شديداً على فراقها.
وبعد طلاق الصَّعبة تزوجها عبيد الله بن عثمان التيمي، فولدت له طلحة وإخوته، وبسبب طلحة
طارت شهرتها وحلقت في سماء الصحابيات رضي الله عنهن.
- الصعبة من الظلمات إلى النور
كان طلحة بن عبيدالله سباقاً إلى ساحة الإسلام، وأحد جنوده الأوائل، أما والدته الصعبة فلم تكن في عداد
الرعيل الأول، وقضت سنوات عجافاً مع الأوثان ومع ظلمات الشرك، وكانت تعترض سبيل ابنها
بكل الوسائل الممكنة حتى تردَّه عن النور الذي اتَّبعه.
وراعت الصعبة ما رأته من ثبات ابنها رغم العذاب والهوان، ولعل عاطفة الأمومة لم تتحرك في قلبها بادئ
ذي بدء حيث كانت تزجره، وتكلّمه بغضب وقسوة وشِدَّةٍ، فقد أخرج البخاري رحمه الله في التاريخ عن
مسعود بن حراش قال: بينما نحن نطوف بين الصَّفا والمروة، إذا أناس كثير يتبعون فتى شاباً موثقاً بيده
في عنقه. قلت: ما شأنه؟. قالوا: هذا طلحة بن عبيد الله صَبَاً وامرأة وراءه تدمدم ـ تغضب وتسبه-؛
قلتُ: مَنْ هذه؟ قالوا: الصعبة بنت الحضرمي أمه.
ولم تطل حياة الصعبة بنت الحضرمي على هذه الشاكلة، إذ بدأت بذور الإيمان تنبتُ في قلبها، والهداية
تحلُّ في أعضائها، فركنت للحق واستجابت للخير، وانضمت إلى صفوف المؤمنات، وأعلنت إسلامها.
وعندما بدأت الهجرة إلى المدينة، آثرتِ الخروج مهاجرة في سبيل الله عزّ وجلَّ، وكتبت في قائمة المهاجرات
- الصعبة بنت الحضرمي ونعمة الإيمان
ذكر عدد من كتاب التراجم أَنَّ الصَّعبة أم طلحة أسلمت، وأورد النووي رحمه الله تعالى أنها أسلمت وهاجرت
رضى الله عنها، وفي هجرة الصعبة إلى المدينة نعمت بظلال الإيمان، وسر المؤمنون بإسلامها
وفي مقدمتهم ابنها الخير طلحة رضي الله عنهم جميعاً.
وشهدت الصَّعبة الأحداث الإسلامية في المدينة، وسعدت ببطولات ابنها وخصوصاً يوم أحد إذ كان طلحة الخير
ويوم غزوة ذات العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين كان طلحة الجود، وهذه الأوسمة الطيبة منحها
النَّبيُّ ﷺ طلحة، لحسن بلائه وصدقه رضي الله عنه، وتوفي رسول الله ﷺ وهو راض عن طلحة وأمّ طلحة.
- أم طلحة وولدها في ظل الخلفاء الراشدين
قضت الصَّعبة رضي الله عنها حياتها في العهد الراشدي، تعبد الله عز وجلَّ وتقوم بواجباتها على أكمل وجه،
وكان لها أثرا كريما في خلافة عثمان رضي الله عنه ـ لما اشتدَّ عليه الحصار ـ فقد أخرج البخاري رحمه الله
في "التاريخ الصغير" عن عبد الله بن رافع عن أمه قالت: خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعتها تقول
لابنها طلحة: إنَّ عثمان قد اشتد حصره فلو كلمته حتى تَردَعَه، وفي رواية ابن الأثير:
فلو كلمت فيه حتى يُردَّ عنه.
وكان طلحة شديد البر بأمه، حتى إنَّه سمّى إحدى بناته الصعبة بنت طلحة إحياء وبراً بوالدته رضي الله عنهما،
ومما يدل على بره لها ما رواه علي بن زيد قال: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله ويتقرب إليه برحم، فقال طلحة:
إنَّ هذه ما سألني بها أحدٌ قبلك؟ إنَّ لي أرضاً أعطاني بها عثمان ٣٠٠ ألف، فإن شئت فاقبضها
وإن شئت بعثها من عثمان، ودفعت إليك.
********
******************
من حضرموت إلى مكة المكرمة
الصَّعبة بنت الحضرمي والدة الفتى القرشي التميمي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، من قال في حقه
رسول الله ﷺ: مَنْ أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.
والدها الحضرمي، نسبة إلى حضرموت، وحضرموت بلد باليمن، والحضرمي هو عبد الله بن عماد، جاء
من حضرموت إلى مكة المكرمة وسكنها، وفي مكة لجأ إلى بني أمية، وحالف حَرْبَ بن أمية والد أبي سفيان
وكان لعبد الله الحضرمي 3 أولاد العلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور، وعامر بن الحضرمي وقد قُتِلَ
يَوم بَدْرٍ كافراً، وعمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل من المشركين، وبسببه كانت غزوة بدر الكبرى،
وأختهم هي الصعبة بنت الحضرمي أم طلحة رضي الله عنهما.
- الصعبة وزوجها أبي سفيان
كانت الصعبة متزوجة من أبي سفيان بن حرب، وكانت هند بنت عتبة ضرتها، ويبدو أنَّ الصَّعبة أوتيت
قسطاً من البهاء، جعل هنداً تلح على أبي سفيان أن يطلقها، ولم تزل به حتى طلقها وفارقها؛ ومع ذلك
فأبا سفيان قد ندم ندماً شديداً على فراقها.
وبعد طلاق الصَّعبة تزوجها عبيد الله بن عثمان التيمي، فولدت له طلحة وإخوته، وبسبب طلحة
طارت شهرتها وحلقت في سماء الصحابيات رضي الله عنهن.
- الصعبة من الظلمات إلى النور
كان طلحة بن عبيدالله سباقاً إلى ساحة الإسلام، وأحد جنوده الأوائل، أما والدته الصعبة فلم تكن في عداد
الرعيل الأول، وقضت سنوات عجافاً مع الأوثان ومع ظلمات الشرك، وكانت تعترض سبيل ابنها
بكل الوسائل الممكنة حتى تردَّه عن النور الذي اتَّبعه.
وراعت الصعبة ما رأته من ثبات ابنها رغم العذاب والهوان، ولعل عاطفة الأمومة لم تتحرك في قلبها بادئ
ذي بدء حيث كانت تزجره، وتكلّمه بغضب وقسوة وشِدَّةٍ، فقد أخرج البخاري رحمه الله في التاريخ عن
مسعود بن حراش قال: بينما نحن نطوف بين الصَّفا والمروة، إذا أناس كثير يتبعون فتى شاباً موثقاً بيده
في عنقه. قلت: ما شأنه؟. قالوا: هذا طلحة بن عبيد الله صَبَاً وامرأة وراءه تدمدم ـ تغضب وتسبه-؛
قلتُ: مَنْ هذه؟ قالوا: الصعبة بنت الحضرمي أمه.
ولم تطل حياة الصعبة بنت الحضرمي على هذه الشاكلة، إذ بدأت بذور الإيمان تنبتُ في قلبها، والهداية
تحلُّ في أعضائها، فركنت للحق واستجابت للخير، وانضمت إلى صفوف المؤمنات، وأعلنت إسلامها.
وعندما بدأت الهجرة إلى المدينة، آثرتِ الخروج مهاجرة في سبيل الله عزّ وجلَّ، وكتبت في قائمة المهاجرات
- الصعبة بنت الحضرمي ونعمة الإيمان
ذكر عدد من كتاب التراجم أَنَّ الصَّعبة أم طلحة أسلمت، وأورد النووي رحمه الله تعالى أنها أسلمت وهاجرت
رضى الله عنها، وفي هجرة الصعبة إلى المدينة نعمت بظلال الإيمان، وسر المؤمنون بإسلامها
وفي مقدمتهم ابنها الخير طلحة رضي الله عنهم جميعاً.
وشهدت الصَّعبة الأحداث الإسلامية في المدينة، وسعدت ببطولات ابنها وخصوصاً يوم أحد إذ كان طلحة الخير
ويوم غزوة ذات العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين كان طلحة الجود، وهذه الأوسمة الطيبة منحها
النَّبيُّ ﷺ طلحة، لحسن بلائه وصدقه رضي الله عنه، وتوفي رسول الله ﷺ وهو راض عن طلحة وأمّ طلحة.
- أم طلحة وولدها في ظل الخلفاء الراشدين
قضت الصَّعبة رضي الله عنها حياتها في العهد الراشدي، تعبد الله عز وجلَّ وتقوم بواجباتها على أكمل وجه،
وكان لها أثرا كريما في خلافة عثمان رضي الله عنه ـ لما اشتدَّ عليه الحصار ـ فقد أخرج البخاري رحمه الله
في "التاريخ الصغير" عن عبد الله بن رافع عن أمه قالت: خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعتها تقول
لابنها طلحة: إنَّ عثمان قد اشتد حصره فلو كلمته حتى تَردَعَه، وفي رواية ابن الأثير:
فلو كلمت فيه حتى يُردَّ عنه.
وكان طلحة شديد البر بأمه، حتى إنَّه سمّى إحدى بناته الصعبة بنت طلحة إحياء وبراً بوالدته رضي الله عنهما،
ومما يدل على بره لها ما رواه علي بن زيد قال: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله ويتقرب إليه برحم، فقال طلحة:
إنَّ هذه ما سألني بها أحدٌ قبلك؟ إنَّ لي أرضاً أعطاني بها عثمان ٣٠٠ ألف، فإن شئت فاقبضها
وإن شئت بعثها من عثمان، ودفعت إليك.
********