الملكة
10-31-2023, 09:30 AM
المصيبة و الألطاف الإلهية
المصيبة و الألطاف الإلهية
هذه الآية المعروفة والتي كثيراً ماتترد عند فقدان الأعزة، وهي من الآيات الإستراتيجية في القرآن الكريم:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ 1 .. فجاءت اللام في كلمة ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ... ﴾ 2 للتأكيد.. وجاءت نون التوكيد الثقيلة.
فالدرس الأول المستوحى من هذه الآية: بأن الله عز وجل بناؤه مع الخلق، وعلى خصوص المؤمنين منهم، والله يقلبهم بين فتنة وببلاء ومحنة.. لأن الإنسان في هذه الدنيا -كما هو مجرّب- لو عاش من دون فتنة، فسيكون سريع الإسترخاء، والتثاقل إلى الأرض.. فالبلاء في حياة المؤمن بمثابة الشوك على الأرض.. كمَثل الطير إذا جعلت الطعم في فخ بين أشواك نابتة، لعل هذا الطير لا يقع في القفص أو الفخ، لأنه كلما أراد أن يهبط يرى الشوك، ويرى ما يزعجه، فيرتفع ويحلق بالمجالات العليا.. وكذلك المؤمن جُعل له الشيطان طعماً في فخ، وفخ المؤمن إنما هي الدنيا بمتعها وشهواتها، وهذه الأشواك النابتة لا تجعل المؤمن يستلقي على الأرض ويتثاقل، فكلما أراد أن ينسى الله عز وجل، وإذا بصفعة من عالم الغيب: في بدنه، أو في ماله، أو أهله، أو أمنه، أو سلامته.. وإذا به كما يقول القرآن:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ 3.
فالتذكرة إما بفعل البلاء، أو تكون تلقائياً، وهو أن يتذكر بنفسه تدبراً وتأملاً وتفكراً، فيعفى من البلاء.. وإذا لم يلتفت بنفسه ومسّه طائفٌ من الشيطان، فيأتي هنا دورعالم الغيب، شفقة له، فيبتلى ببلية توقظه.. ولهذا ورد في الروايات: (إنّ الله عزّ وجلّ لَيتعاهد المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة…).
المصيبة و الألطاف الإلهية
هذه الآية المعروفة والتي كثيراً ماتترد عند فقدان الأعزة، وهي من الآيات الإستراتيجية في القرآن الكريم:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ 1 .. فجاءت اللام في كلمة ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ... ﴾ 2 للتأكيد.. وجاءت نون التوكيد الثقيلة.
فالدرس الأول المستوحى من هذه الآية: بأن الله عز وجل بناؤه مع الخلق، وعلى خصوص المؤمنين منهم، والله يقلبهم بين فتنة وببلاء ومحنة.. لأن الإنسان في هذه الدنيا -كما هو مجرّب- لو عاش من دون فتنة، فسيكون سريع الإسترخاء، والتثاقل إلى الأرض.. فالبلاء في حياة المؤمن بمثابة الشوك على الأرض.. كمَثل الطير إذا جعلت الطعم في فخ بين أشواك نابتة، لعل هذا الطير لا يقع في القفص أو الفخ، لأنه كلما أراد أن يهبط يرى الشوك، ويرى ما يزعجه، فيرتفع ويحلق بالمجالات العليا.. وكذلك المؤمن جُعل له الشيطان طعماً في فخ، وفخ المؤمن إنما هي الدنيا بمتعها وشهواتها، وهذه الأشواك النابتة لا تجعل المؤمن يستلقي على الأرض ويتثاقل، فكلما أراد أن ينسى الله عز وجل، وإذا بصفعة من عالم الغيب: في بدنه، أو في ماله، أو أهله، أو أمنه، أو سلامته.. وإذا به كما يقول القرآن:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ 3.
فالتذكرة إما بفعل البلاء، أو تكون تلقائياً، وهو أن يتذكر بنفسه تدبراً وتأملاً وتفكراً، فيعفى من البلاء.. وإذا لم يلتفت بنفسه ومسّه طائفٌ من الشيطان، فيأتي هنا دورعالم الغيب، شفقة له، فيبتلى ببلية توقظه.. ولهذا ورد في الروايات: (إنّ الله عزّ وجلّ لَيتعاهد المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة…).