Şøķåŕą
10-24-2023, 10:45 PM
فضل صلة الرحم
والمقصود بالرحم التي تجب صلتها ويحرُم قطعها، وهي قرابات الرجل من جهة طرفي آبائه وإن عَلَوْا، وأبنائه وإن نزلوا، وما يتصل بالطرفين من الأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وما يتصل بهم من أولادهم، والرحم كلمة جامعة تُطلق على كل من يجمع بينك وبينهم نسب؛ قال ابن فارس رحمه الله في معجم مقاييس اللغة:2/ 498 مادة رحم:
"الراء، الحاء، الميم" أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة".
ويقول ابن منظور رحمه الله في "لسان العرب: 8/ 4858":
"وصلةُ الرحم وهي التواصل، وهي كناية عن الإحسان للأقربين من ذوي النسب والأصهار، والعطف عليهم، والرِّفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وإن بعدوا وأساؤوا، وقطع الرحم ضد ذلك كله"؛ ا.هـ.
ومن خلال تعريف ابن منظور لصلة الأرحام تكون الصلة عبارة عن زيارة الأقارب، وتفقُّد أحوالهم، والسؤال عنهم، والإهداء إليهم، وإنزالهم منازلَهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيِّهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم وضعيفهم، وتعاهُدهم بكثرة السؤال والزيارة واستضافتهم، وحسن استقبالهم، وصلة القاطع منهم، وتكون أيضًا بمشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم، والدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم، وبسْط الوجه ولين الجانب وخفض الجناح، والحرص على عيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونَهْيهم عن المنكر، والبداءة بهم في الدعوة والضيافة قبل غيرهم، وإيثارهم في الصدقة والإحسان والهدايا على من سواهم، فالصدقة على الأقارب صدقة وصلة، ويتأكد فعل ذلك مع ذوي الرحم المبغِض عساه أن يرجع عن بُغضه إلى مودة قريبه ومحبته.
أما إذا كانت الرحم كافرة أو فاسقة، فتكون صلتهم بالعظة والتذكير، وبذل الجهد في ذلك، فإن أَعْيَتْه الحيلةُ في هدايتهم - كأن يرى منهم إعراضًا أو عنادًا أو استكبارًا، أو أن يخاف على نفسه أن يتردى معهم، ويهوي في حضيضهم - فليهجرهم الهجر الجميل الذي لا أذى فيه، وليكثر من الدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يهديهم ببركة دعائه.
ثم إن سنحت له فرصة - لدعوتهم أو تذكيرهم - فليُقْدِم وليُعِدِ الكَرَّة بعد الكَرَّة مع إحسان التعامل معهم، والحرص على دعوتهم باللين، والحكمة والموعظة الحسنة، وألا يدخل معهم في جدال إلا في أضيق الحدود وبالتي هي أحسن؛ اهــ؛ بتصرف (أحذر أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة للدكتور طلعت زهران صــ 40).
ويقول ابن أبي جمرة رحمه الله: تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه والدعاء، والمعنى الجامع لإيصال ما أمكن من الخير، ودفْع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا، فمقاطعتهم في الله هي صلتُهم، بشرط بذل الجهد في وعْظهم، ثم إعلامهم إذا أصرُّوا أن ذلك بسبب تخلُّفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى؛ ا.هـ.
ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري:10/ 437" عن القرطبي رحمه الله أنه قال:
"إن الرحم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة رحمُ الدِّين، وتجب مواصلتها بالتواد والتناصح والعدل والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، أما الرحم الخاصة فتزيد بالنفقة على القريب، وتفقُّد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم، وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك الأقرب فالأقرب".
ويقول الإمام النووي رحمه الله في "شرحه على مسلم: 2/ 201": "وصلةُ الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك"؛ ا. هـ.
وصلة الرحم فيها من الأجور العظيمة والفضائل الكثيرة من طول العمر وسَعة الرزق، وانشراح الصدر، وكرم النفس، وسَعة الأفق، وطيب المنبت، وحسن الوفاء، وصدق المعشر، وهي مكسبة للحمد، مَجلبة للثناء الحسن، وغير ذلك من الفضائل التي تتجلى في هذه الرسالة، وأسأل الله لها القبول.
والمقصود بالرحم التي تجب صلتها ويحرُم قطعها، وهي قرابات الرجل من جهة طرفي آبائه وإن عَلَوْا، وأبنائه وإن نزلوا، وما يتصل بالطرفين من الأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وما يتصل بهم من أولادهم، والرحم كلمة جامعة تُطلق على كل من يجمع بينك وبينهم نسب؛ قال ابن فارس رحمه الله في معجم مقاييس اللغة:2/ 498 مادة رحم:
"الراء، الحاء، الميم" أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة".
ويقول ابن منظور رحمه الله في "لسان العرب: 8/ 4858":
"وصلةُ الرحم وهي التواصل، وهي كناية عن الإحسان للأقربين من ذوي النسب والأصهار، والعطف عليهم، والرِّفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وإن بعدوا وأساؤوا، وقطع الرحم ضد ذلك كله"؛ ا.هـ.
ومن خلال تعريف ابن منظور لصلة الأرحام تكون الصلة عبارة عن زيارة الأقارب، وتفقُّد أحوالهم، والسؤال عنهم، والإهداء إليهم، وإنزالهم منازلَهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيِّهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم وضعيفهم، وتعاهُدهم بكثرة السؤال والزيارة واستضافتهم، وحسن استقبالهم، وصلة القاطع منهم، وتكون أيضًا بمشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم، والدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم، وبسْط الوجه ولين الجانب وخفض الجناح، والحرص على عيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونَهْيهم عن المنكر، والبداءة بهم في الدعوة والضيافة قبل غيرهم، وإيثارهم في الصدقة والإحسان والهدايا على من سواهم، فالصدقة على الأقارب صدقة وصلة، ويتأكد فعل ذلك مع ذوي الرحم المبغِض عساه أن يرجع عن بُغضه إلى مودة قريبه ومحبته.
أما إذا كانت الرحم كافرة أو فاسقة، فتكون صلتهم بالعظة والتذكير، وبذل الجهد في ذلك، فإن أَعْيَتْه الحيلةُ في هدايتهم - كأن يرى منهم إعراضًا أو عنادًا أو استكبارًا، أو أن يخاف على نفسه أن يتردى معهم، ويهوي في حضيضهم - فليهجرهم الهجر الجميل الذي لا أذى فيه، وليكثر من الدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يهديهم ببركة دعائه.
ثم إن سنحت له فرصة - لدعوتهم أو تذكيرهم - فليُقْدِم وليُعِدِ الكَرَّة بعد الكَرَّة مع إحسان التعامل معهم، والحرص على دعوتهم باللين، والحكمة والموعظة الحسنة، وألا يدخل معهم في جدال إلا في أضيق الحدود وبالتي هي أحسن؛ اهــ؛ بتصرف (أحذر أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة للدكتور طلعت زهران صــ 40).
ويقول ابن أبي جمرة رحمه الله: تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه والدعاء، والمعنى الجامع لإيصال ما أمكن من الخير، ودفْع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا، فمقاطعتهم في الله هي صلتُهم، بشرط بذل الجهد في وعْظهم، ثم إعلامهم إذا أصرُّوا أن ذلك بسبب تخلُّفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى؛ ا.هـ.
ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري:10/ 437" عن القرطبي رحمه الله أنه قال:
"إن الرحم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة رحمُ الدِّين، وتجب مواصلتها بالتواد والتناصح والعدل والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، أما الرحم الخاصة فتزيد بالنفقة على القريب، وتفقُّد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم، وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك الأقرب فالأقرب".
ويقول الإمام النووي رحمه الله في "شرحه على مسلم: 2/ 201": "وصلةُ الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك"؛ ا. هـ.
وصلة الرحم فيها من الأجور العظيمة والفضائل الكثيرة من طول العمر وسَعة الرزق، وانشراح الصدر، وكرم النفس، وسَعة الأفق، وطيب المنبت، وحسن الوفاء، وصدق المعشر، وهي مكسبة للحمد، مَجلبة للثناء الحسن، وغير ذلك من الفضائل التي تتجلى في هذه الرسالة، وأسأل الله لها القبول.