Şøķåŕą
10-17-2023, 09:18 PM
تحذير قبل أي تذكير
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على أشرف عباده الذين اصطفى، سيدنا ونبينا محمد، سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد وجدنا بعض الجَهَلة ممن يتصدرون للكلام في قضايا الدين وأحكامه ومسائله، ومنهم من يتستر تحت ستار بعض الشعارات المزيفة المضللة، مثل: (الطبقة المثقفة – النخبة - العلمانية – الليبرالية – التحررية – المجددين – تجديد الخطاب الديني - الفن.... إلخ)، ومنهم مع الأسف خطباء ووعَّاظ، بل ومنهم حملة درجة الدكتوراه في العلوم الشرعية.
ومن أجل كل هذا أردت التنبيه العام قبل الحديث عن أي موضوع يخص الشرع والدين وأحكامه وقضاياه، وقبل التصدُّر لتعليم الناس الأمور الدينية الشرعية، لا بُدَّ أن يعرف كل متكلم هذا التحذير، وذلك للأهمية القصوى، فأقول لكم أيها العقلاء المحبُّون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم:
اعلموا أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسبة أحاديث إليه لم يقلها ولم تصح عنه، هذه جريمة خطيرة، وكبيرة عظيمة، ولقد حذَّرَنا صلى الله عليه وسلم من ذلك، فاسمع إلى بعض هذه الأحاديث[1]واقرأها جيدًا، وباهتمام بالغ:
1- عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ»[2].
2- عَنْ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[3].
3- عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[4].
4- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[5].
5- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[6].
• قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 31): هذا، والذي يترتب عليه هذا الوعيد هو التعمُّد، وأما غير المتعمد فإذا لم يَتَحرَّ يكون آثمًا، والله أعلم. ا هـ.
وقال الإمام النووي في شرح مسلم (1 / 104): وفي الأحاديث فوائد:
1- تقرير هذه القاعدة لأهل السنة، أن الكذب يتناول إخبار العامد والساهي عن الشيء بخلاف ما هو عليه.
2- تعظيم تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه فاحشة وموبقة كبيرة ولكن لا يكفر بهذا الكذب إلا أن يستحله، وهذا هو المشهور من مذاهب العلماء من الطوائف؛ ا هـ.
فانتبه لهذه الجريمة أيها المسلم الحبيب رحمك الله وأكرمك وجعل الجنة مثواك.
6- ومن الأحاديث: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَّا أَكُونَ أَوْعَى أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[7].
7- عَنْ عَلِيٍّ بنِ أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ»[8].
شرح مختصر للأحاديث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ): هو عام في كل كاذب، مطلق في كل نوع من الكذب، ومعناه: لا تنسبوا الكذب إليَّ.
ولا مفهوم لقوله: (عَلَيَّ)؛ لأنه لا يتصور أن (يكذب له) لنهيه عن مطلق الكذب.
وقد اغترَّ قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث في الترغيب والترهيب وقالوا: نحن لم نكذب عليه بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته، وما دروا أن تقويله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل يقتضي الكذب على الله تعالى؛ لأنه إثبات حكم من الأحكام الشرعية سواء كان في الإيجاب أو الندب، وكَذَبَ مقابلها وهو الحرام والمكروه.
قوله: «فَلْيَلِجِ النَّارَ»: جعل الأمر بالولوج مسبَّبًا عن الكذب؛ لأن لازم الأمر الإلزام، والإلزام بولوج النار سببه الكذب عليه، أو هو بلفظ الأمر ومعناه الخبر، ويؤيده رواية مسلم بلفظ «مَنْ يَكَذِب عَلَيَّ يَلِج النَّارَ»، وفي رواية ابن ماجه قال: «الكَذِبُ عَلَيَّ يُولِجُ -أي يُدخِلُ- النَّارَ».
قوله: «فَلْيَتَبَوَّأْ»: أي فليتخذ لنفسه منزلًا، يُقال: تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه سكنًا، وهو أمر بمعنى الخبر أيضًا، أو بمعنى التهديد، أو بمعنى التهكم، أو دعاء على فاعل ذلك؛ أي: بوَّأه الله ذلك، وهذا يدل على طول الإقامة في النار لمدة أطول.
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على أشرف عباده الذين اصطفى، سيدنا ونبينا محمد، سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد وجدنا بعض الجَهَلة ممن يتصدرون للكلام في قضايا الدين وأحكامه ومسائله، ومنهم من يتستر تحت ستار بعض الشعارات المزيفة المضللة، مثل: (الطبقة المثقفة – النخبة - العلمانية – الليبرالية – التحررية – المجددين – تجديد الخطاب الديني - الفن.... إلخ)، ومنهم مع الأسف خطباء ووعَّاظ، بل ومنهم حملة درجة الدكتوراه في العلوم الشرعية.
ومن أجل كل هذا أردت التنبيه العام قبل الحديث عن أي موضوع يخص الشرع والدين وأحكامه وقضاياه، وقبل التصدُّر لتعليم الناس الأمور الدينية الشرعية، لا بُدَّ أن يعرف كل متكلم هذا التحذير، وذلك للأهمية القصوى، فأقول لكم أيها العقلاء المحبُّون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم:
اعلموا أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسبة أحاديث إليه لم يقلها ولم تصح عنه، هذه جريمة خطيرة، وكبيرة عظيمة، ولقد حذَّرَنا صلى الله عليه وسلم من ذلك، فاسمع إلى بعض هذه الأحاديث[1]واقرأها جيدًا، وباهتمام بالغ:
1- عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ»[2].
2- عَنْ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[3].
3- عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[4].
4- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[5].
5- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[6].
• قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 31): هذا، والذي يترتب عليه هذا الوعيد هو التعمُّد، وأما غير المتعمد فإذا لم يَتَحرَّ يكون آثمًا، والله أعلم. ا هـ.
وقال الإمام النووي في شرح مسلم (1 / 104): وفي الأحاديث فوائد:
1- تقرير هذه القاعدة لأهل السنة، أن الكذب يتناول إخبار العامد والساهي عن الشيء بخلاف ما هو عليه.
2- تعظيم تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه فاحشة وموبقة كبيرة ولكن لا يكفر بهذا الكذب إلا أن يستحله، وهذا هو المشهور من مذاهب العلماء من الطوائف؛ ا هـ.
فانتبه لهذه الجريمة أيها المسلم الحبيب رحمك الله وأكرمك وجعل الجنة مثواك.
6- ومن الأحاديث: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَّا أَكُونَ أَوْعَى أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[7].
7- عَنْ عَلِيٍّ بنِ أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ»[8].
شرح مختصر للأحاديث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ): هو عام في كل كاذب، مطلق في كل نوع من الكذب، ومعناه: لا تنسبوا الكذب إليَّ.
ولا مفهوم لقوله: (عَلَيَّ)؛ لأنه لا يتصور أن (يكذب له) لنهيه عن مطلق الكذب.
وقد اغترَّ قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث في الترغيب والترهيب وقالوا: نحن لم نكذب عليه بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته، وما دروا أن تقويله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل يقتضي الكذب على الله تعالى؛ لأنه إثبات حكم من الأحكام الشرعية سواء كان في الإيجاب أو الندب، وكَذَبَ مقابلها وهو الحرام والمكروه.
قوله: «فَلْيَلِجِ النَّارَ»: جعل الأمر بالولوج مسبَّبًا عن الكذب؛ لأن لازم الأمر الإلزام، والإلزام بولوج النار سببه الكذب عليه، أو هو بلفظ الأمر ومعناه الخبر، ويؤيده رواية مسلم بلفظ «مَنْ يَكَذِب عَلَيَّ يَلِج النَّارَ»، وفي رواية ابن ماجه قال: «الكَذِبُ عَلَيَّ يُولِجُ -أي يُدخِلُ- النَّارَ».
قوله: «فَلْيَتَبَوَّأْ»: أي فليتخذ لنفسه منزلًا، يُقال: تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه سكنًا، وهو أمر بمعنى الخبر أيضًا، أو بمعنى التهديد، أو بمعنى التهكم، أو دعاء على فاعل ذلك؛ أي: بوَّأه الله ذلك، وهذا يدل على طول الإقامة في النار لمدة أطول.