α м м α ʀ
09-19-2023, 06:12 AM
كانت غزوة تبوك هي آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكانت ضد الروم في شمال غرب الجزيرة العربية، ولقد كان هناك
العديد من الصعوبات الكبيرة التي واجهت تلك الغزوة، منها أنها
كانت في الحر الشديد، لدرجة أن في السيرة النبوية سمي جيش
المسلمين في هذه الغزوة بجيش العسرة، وقد عزت الأقوات لهذا
الجيش حتى تطوّع عثمان بن عفان رضي الله عنه وأنفق في سبيل
الله على هذا الجيش، ولم يتخلف عن الجهات إلا بعض من كان في
المدينة من المنافقين، الذين تخلفوا عن الجهاد من غير عذر شرعي،
إلا أن هناك ثلاثة من الصحابة الكرام تخلفوا ايضاً عن الجهاد بغير
عذر شرعي ولا نفاق وهم كعب بن مالك
ومرارة بن ربيع وهلال بن أبي أمية.
عندما رجع رسول الله إلى المدينة بعد أيام الغزو وانتهاء غزوة تبوك،
ذهب الثلاثة إلى رسول الله معتذرين إليه بسبب تخلفهم عن الجهاد،
ولكنهم لم يكذبوا عليه عندما سألهم النبي عليه الصلاة والسلام
عن سبب التخلف عن الجهاد، فذكروا أنه لا يوجد عذر شرعي
لتخلفهم عن الجهاد ولم يختلقون الأكاذيب والخدع.
وقد استغفر لهم رسول الله بسبب اختيارهم الصدق وعدم اختلاق
الأكاذيب والأعذار غير المبررة لتخلفهم عن الجهاد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولكنهم قعدوا في بيوتهم في انتظار
عفو الله تعالى، حيث نهى رسول الله الناس عن محادثتهم،
فقعد اثنين منهم في البيت يصلون فيه عدا كعب الذي آثر الصلاة
في المسجد، وكان يطوف في الأسواق ولكن لم يكلمه أحد حتى
من أقاربه وبقوا على هذا الحال مدة أربعين يوماً.
وقد اشتد عليهم الكرب حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءهم واعتزالهم أيضاً، وبقوا عشرة ايام اخرى على هذه الحالة
حتى أنزل الله تعالى قرآناً به عفو عن هؤلاء الثلاثة الذين صدقوا
الله ورسوله وتابوا بسبب تخلفهم عن الجهاد في سبيل الله، بالرغم
من فظاعة الذنب الذي ارتكبه وهو عدم الجهاد مع رسول الله إلا
ان الله تعالى عفا عنهم بسبب صدقهم معه ومع
رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
أما عن الآيات الكريمات التي نزلت في هؤلاء الثلاثة فقد قال
الله تعالى عن ذلك: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت
عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا
مَلجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ
الرَّحيمُ * يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ.
ونتعلم من هذه القصة أن الله يتوب على عباده مهما كان الذنب،
ولكن من شروط التوبة الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتراف
بالذنب وعدم اختلاق المعاذير الواهية حتى يهرب الإنسان من
خطيئته وذنبه، ثم الندم على فعلها والإصرار على الإقلاع عن
هذا الذنب وعدم الرجوع إليه في المستقبل، وهذا يجعلنا أن
نعتبر من هذه القصة العظيمة التي ذكرها الله تعالى في
القرآن الكريم حتى تكون أمامنا دائماً ولا ننسى فضل التوبة
ولا الصدق مع النفس ومع الله قبل ذلك.
وكانت ضد الروم في شمال غرب الجزيرة العربية، ولقد كان هناك
العديد من الصعوبات الكبيرة التي واجهت تلك الغزوة، منها أنها
كانت في الحر الشديد، لدرجة أن في السيرة النبوية سمي جيش
المسلمين في هذه الغزوة بجيش العسرة، وقد عزت الأقوات لهذا
الجيش حتى تطوّع عثمان بن عفان رضي الله عنه وأنفق في سبيل
الله على هذا الجيش، ولم يتخلف عن الجهات إلا بعض من كان في
المدينة من المنافقين، الذين تخلفوا عن الجهاد من غير عذر شرعي،
إلا أن هناك ثلاثة من الصحابة الكرام تخلفوا ايضاً عن الجهاد بغير
عذر شرعي ولا نفاق وهم كعب بن مالك
ومرارة بن ربيع وهلال بن أبي أمية.
عندما رجع رسول الله إلى المدينة بعد أيام الغزو وانتهاء غزوة تبوك،
ذهب الثلاثة إلى رسول الله معتذرين إليه بسبب تخلفهم عن الجهاد،
ولكنهم لم يكذبوا عليه عندما سألهم النبي عليه الصلاة والسلام
عن سبب التخلف عن الجهاد، فذكروا أنه لا يوجد عذر شرعي
لتخلفهم عن الجهاد ولم يختلقون الأكاذيب والخدع.
وقد استغفر لهم رسول الله بسبب اختيارهم الصدق وعدم اختلاق
الأكاذيب والأعذار غير المبررة لتخلفهم عن الجهاد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولكنهم قعدوا في بيوتهم في انتظار
عفو الله تعالى، حيث نهى رسول الله الناس عن محادثتهم،
فقعد اثنين منهم في البيت يصلون فيه عدا كعب الذي آثر الصلاة
في المسجد، وكان يطوف في الأسواق ولكن لم يكلمه أحد حتى
من أقاربه وبقوا على هذا الحال مدة أربعين يوماً.
وقد اشتد عليهم الكرب حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءهم واعتزالهم أيضاً، وبقوا عشرة ايام اخرى على هذه الحالة
حتى أنزل الله تعالى قرآناً به عفو عن هؤلاء الثلاثة الذين صدقوا
الله ورسوله وتابوا بسبب تخلفهم عن الجهاد في سبيل الله، بالرغم
من فظاعة الذنب الذي ارتكبه وهو عدم الجهاد مع رسول الله إلا
ان الله تعالى عفا عنهم بسبب صدقهم معه ومع
رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
أما عن الآيات الكريمات التي نزلت في هؤلاء الثلاثة فقد قال
الله تعالى عن ذلك: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت
عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا
مَلجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ
الرَّحيمُ * يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ.
ونتعلم من هذه القصة أن الله يتوب على عباده مهما كان الذنب،
ولكن من شروط التوبة الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتراف
بالذنب وعدم اختلاق المعاذير الواهية حتى يهرب الإنسان من
خطيئته وذنبه، ثم الندم على فعلها والإصرار على الإقلاع عن
هذا الذنب وعدم الرجوع إليه في المستقبل، وهذا يجعلنا أن
نعتبر من هذه القصة العظيمة التي ذكرها الله تعالى في
القرآن الكريم حتى تكون أمامنا دائماً ولا ننسى فضل التوبة
ولا الصدق مع النفس ومع الله قبل ذلك.