أمير الذوق
09-17-2023, 12:40 AM
العادات والتقاليد السلبية
إن المتأمل لأوضاع بعض المجتمعات الإسلامية؛ يلحظ شيوع بعض العادات والتقاليد البائدة التي تقف عائقاً في طريق الرقي والتقدم، فمن ذلك: كراهية العمل في الأعمال المهنية؛ كالحدادة، والنجارة، والخبازة، وغيرها، والحرص على أن يكون الأولاد في مجالات علمية كالطب، والهندسة، والحاسب الآلي فقط، أو الرغبة في أن يكون عمله منذ البداية مشْرفاً أو مديراً دون أن يعرف أسرار العمل وظروفه وأحواله.
ولا شك أن هذه نظرة محدودة جداً أوجدتها بعض الأفكار القديمة، والأنماط الثقافية البائدة التي تقلل من العمل المهني، والمخالفة للتوجيهات الإسلامية الذي تحض على العمل في أي مهنة شريفة، وكان أشرف الخلق، وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعملون في أعمال مهنية.
فقد كان الأنبياء عليهم السلام أصحاب حرف ومهن، فنوح عليه السلام كان يعمل في النجارة وصناعة السفن، قال تعـالى: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴾ [هود: 37]، وموسى عليه السلام كان يعمل أجيراً، قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وداود عليه السلام عمل في الحدادة وصناعة الحديد، قال تعـالى: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]
وكان خاتمهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - يحث على العمل والكسب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"[4]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"[5]، وعمل زكريا عليه السلام في النجارة والخشب، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا"[6]، وقد عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رعي الغنم، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ، فَقَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ ".
ثم إن الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار والتابعين وكثير من علماء الإسلام كانوا أصحاب مهن وحرف، وكان منهم اللحام، والجزار، والبزاز، والحداد، والخياط، والنساج، والنجار، والحجام.
وهنا: ينبغي على المؤسسات الدعوية والتربوية المختلفة العناية التامة بنبذ هذه العادات السلبية وغيرها من المجتمع، والحرص على توعية عموم المسلمين بأهمية العمل في أي مجال يكون فيه خدمة للمجتمع المسلم والأمة المسلمة، وأن يتعاون في ذلك كافة الأجهزة الحكومية والأهلية بوضع البرامج والمميزات المناسبة لاستقطاب الشباب في الأعمال المهنية
إن المتأمل لأوضاع بعض المجتمعات الإسلامية؛ يلحظ شيوع بعض العادات والتقاليد البائدة التي تقف عائقاً في طريق الرقي والتقدم، فمن ذلك: كراهية العمل في الأعمال المهنية؛ كالحدادة، والنجارة، والخبازة، وغيرها، والحرص على أن يكون الأولاد في مجالات علمية كالطب، والهندسة، والحاسب الآلي فقط، أو الرغبة في أن يكون عمله منذ البداية مشْرفاً أو مديراً دون أن يعرف أسرار العمل وظروفه وأحواله.
ولا شك أن هذه نظرة محدودة جداً أوجدتها بعض الأفكار القديمة، والأنماط الثقافية البائدة التي تقلل من العمل المهني، والمخالفة للتوجيهات الإسلامية الذي تحض على العمل في أي مهنة شريفة، وكان أشرف الخلق، وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعملون في أعمال مهنية.
فقد كان الأنبياء عليهم السلام أصحاب حرف ومهن، فنوح عليه السلام كان يعمل في النجارة وصناعة السفن، قال تعـالى: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴾ [هود: 37]، وموسى عليه السلام كان يعمل أجيراً، قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وداود عليه السلام عمل في الحدادة وصناعة الحديد، قال تعـالى: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]
وكان خاتمهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - يحث على العمل والكسب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"[4]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"[5]، وعمل زكريا عليه السلام في النجارة والخشب، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا"[6]، وقد عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رعي الغنم، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ، فَقَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ ".
ثم إن الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار والتابعين وكثير من علماء الإسلام كانوا أصحاب مهن وحرف، وكان منهم اللحام، والجزار، والبزاز، والحداد، والخياط، والنساج، والنجار، والحجام.
وهنا: ينبغي على المؤسسات الدعوية والتربوية المختلفة العناية التامة بنبذ هذه العادات السلبية وغيرها من المجتمع، والحرص على توعية عموم المسلمين بأهمية العمل في أي مجال يكون فيه خدمة للمجتمع المسلم والأمة المسلمة، وأن يتعاون في ذلك كافة الأجهزة الحكومية والأهلية بوضع البرامج والمميزات المناسبة لاستقطاب الشباب في الأعمال المهنية