البرنس مديح آل قطب
08-31-2023, 06:52 PM
https://www.raed.net/img?id=343425
هل كل الرجال عيونهم زايغة؟
,
من هو الرجل البصباص في علم النفس؟ زوجي يحبني بس عينه زايغة، فما هي صفات الرجل العينة زايغة؟ زوجي عينه طويله، لماذا ينظر الرجل إلى غير زوجته؟ هل كل الرجال عيونهم زايغة؟ أسباب زوغان عين الرجل؟ كيف تملأ المرأة عين الرجل​؟ عبر هذه الفضفضة هنا اقرئي أغرب قصة زواج وطلاق وخطوبة على الإطلاق...
عرفني الأصدقاء على رجل قالوا لي أنه مطلق كوضعي أنا مطلقة، ويبحث عن بنت الحلال المناسبة، ونصحوني بأن أنسى الماضي وافتح قلبي من جديد واعطي هذا الرجل فرصة، فقد انفصلت عن زوجي منذ خمسة أعوام، بعد قصة صراع طويلة ومريرة معه، ذقت على يديه كل أنواع الذل والمهانة، وتعاونت معه لعشر سنوات على إذلال نفسي وقمعها واضطهادها، تحت مسمى الزوجة الصالحة، والزوجة بنت الناس، والزوجة الأصيلة، كان يغازل النساء أمامي وأصمت واقول لا بأس علي أن أغيره وأجذبه لي وأجعله لا يرى بين النساء غيري، إنها مسؤوليتي أن أجعله يحبني ويعشقني، إنها مسؤوليتي أن أجعله وفيا مخلصا لي، لا بد أني مقصرة وإلا لما احتاج إلى أن يبصبص على غيري، وكنت أفعل بنفسي الأعاجيب لكي أجذبه لي ولكي أجعله لا ينظر إلى إمرأة غيري...
لكني افقت في نهاية المطاف على حقيقة أن لا شيء سأفعله يشبع وحشا كاسرا عديم الرحمة كزوجي السابق، مجرد كائن خالي من الإحساس، لا يشعر بوجودي أصلا ويعاملني كما لو كنت خادمة في منزله، حتى أنه اخبرني ذات مره بأني لو كنت ملكة جمال العالم فإن ذلك لا يعني أني قادرة على أن أكفيه عن بقية النساء، وقال ببساطة أنه يحب التنويع!!! ويحب النساء !!! لم تكن هذه مشكلتي الوحيدة معه، وإنما قلة القيمة، فهو لم يكن يقدرني ولا يحترمني، ويميل إلى إحراجي بمناسبة ومن غير مناسبة، كان يمد لسانه السليط، ويده الطويلة متى شاء علي، وكنت أقول ( بنت ناس وأصبر ) خيرا من أن أنشر غسيل زوجي أو أبلغ عنه الشرطة!!!
استمرت حياتي التعيسة معه على هذا المنوال حتى أفقت ذات يوم على كسر مضاعف في أحد أضلعي، وتجربة واجهت فيها الموت بسببه، والأتعس والأمر أنه لم يأتي إلى زيارتي وقال لأبي بأني لست إمرأة سوية، وأن علي أن أبقى في بيت أبي حتى أتأدب وأتوقف عن التدخل في حياته الخاصة! وحياته الخاصة التي يتحدث عنها، هي علاقاته المتعددة المتسلسلة التي لا تنتهي أبدا!!!
بعد تلك الحادثة شيء ما تغير في كياني باسره، لم أتغير بشكل سطحي كما يحدث للكثير من النساء في ساعات الغضب، ويعدن لما كن عليه بمجرد أن تهدأ مشاعرهن، في الحقيقة أنا تغير بشكل غريب، وكأن الضغوطات التي عانيتها مع زوجي جعلت مني ( وحشا أيضا ) لكني الوحش الذي خرج لينتقم لي ويستعيد حقي من رجل لا يكاد يعترف به، لذلك وجدت نفسي أنا ( بنت الناس ) و ( الزوجة الصالحة ) أتمرد على زوجي بشكل غريب، فقد طلبت من إدارة المستشفى الإتصال على الشرطة، وفتحت فيه بلاغ بالتعدي بالضرب، و جلبوه مقيدا بالسلاسل !!!
ثبتت عليه التهمة، وأصبح شخصا آخر، شعرت أن تلك المرحلة من حياتي هي مرحلة المعجزات، فهذا الرجل المتسلط والذي كان في منتهى الجبروت يهددني البارحة، الآن مقيد أمامي مذلول مكسور العينين، جاء يعتذر لي ولأبي لكي أتنازل عن القضية، لكني رفضت التنازل، لقد كنت في تلك اللحظة إنسانة أخرى، إنسانة خرجت من داخلي، مشوهة متعبة متألمة وتريد الإنتقام بأية وسيلة كانت، ولهذا رفضت التنازل، وطالبت بالطلاق والتعويض النفسي والمادي أيضا.
دخل زوجي السجن، واضطر أهله لدفع تعويضات مالية كبيرة لي ولعائلتي، وحصلت على حضانة ابني منه أيضا لأنه وحسب وصف الطب النفسي لا يصلح لتربية الأبناء بسبب عدوانيته، وطبعا أنا من طلبت شهادة الطب النفسي ! كان زوجي في حالة اشبه بالذهول، فهو لم يكن يتخيل أبدا، ونهائيا أني قد أتحول بين ليلة وضحاها بهذا الشكل من إمرأة خانعة خائفة ذليلة إلى إمرأة متمردة قوية منتقمة،
تخلصت منه ومن ذله، ومن سنينه، وكان قد وقع على تعهد بعد التعرض لي أو لابني، وكان لا يرى إبنه إلا عن طريق بيت والده، وباذني، ... مرت الأيام وأنا أحاول أن أنسى ما حدث وما رأيته في حياتي معه من ذل وإهانة، وعبر الخمس سنوات المنصرمة كنت أفكر في الأسباب التي جعلتني أبقى في بيته رغم أني شعرت منذ الخطوبة أنه رجل سيء، منذ أن تعشينا معا لأول مرة، ورأيت كيف كان ينظر للنادلات ويتعمد الحديث معهن في حضوري، مع أني موجودة وكانت تلك الليلة الأولى التي أخرج فيها معه، ورغم مشاعر القلق التي اعترتني حينها لكني تجاهلتها وقلت في خاطري سأغيره بعد الزواج!!!
لكني أكتشفت أن الرجل لا يتغير، نحن النساء فقط من نتأقلم بالتدريج مع الأوضاع القاسية التي نمر فيها بعد الزواج لكن الأزواج لا يتغيرون مطلقا، فكرت على مر الخمس سنوات من بعد طلاقي حول الأسباب التي جعلتني أصبر وأصمت وأتحمل، اكتشفت أنها أفكاري ومعتقداتي، فقد كنت مهووسة بعبارة ( بنت ناس ) للأسف كم من حق تم اضطهاده للمرأة تحت مسمى بنت ناس، فهل بنت ناس تعني الصبر على الظلم والذل؟! اكتشفت ان زوجي كان يستضعفني لاني بنت ناس، لكنه لم يكن يجرؤ أبدا على التعدي على حق من حقوق صديقاته، لأنهن ( مو بنات ناس ) في نظره ومن السهل أن يشتكين عليه ويجرجرنه للمحاكم، حتى حينما رفعت عليه قضية بالتعدي علي بالضرب: قال لي أنت بنت ناس مالك في الفضايح؟!!!! تلك الكلمة أغاضتني و رددت عليه وبصوت عالي من شدة قهري: لأني بنت ناس سأفضحك، لكي لا تقع بنت ناس أخرى بعدي ضحية لك!!!!
ليست عبارة بنت ناس، وإمرأة أصيلة، والمرأة الصالحة هي التي قيدتني بهذا الشكل، ولكن أيضا مشاعري، وأملي، وكم من الآمال الكاذبة تلك التي تبقينا في أماكننا بلا حراك، كم كرهت تلك الآمال، فحينما كان يؤذيني أقول في نفسي، اصبري غدا أجمل، أعطي نفسي أملا كاذبا مع رجل لا أمل فيه أصلا، منذ الخطوبة وبينما كنت ألاحظ كيف كان يتعامل معي وفي المقابل عيونه الزايغة على كل الفتيات كنت أعطي نفسي أملا في أنه سيعرف قريبا قيمتي وسيتوقف عن البحلقة على غيري..... وفي كل مرة كنت أعطي نفسي أملا خائنا، أخون به نفسي ومشاعري.
انتهى زواجي الماضي، ومرت خمس سنوات عليه، كانت كافية لأستعيد فيها علاقتي بنفسي، وأضع حدودا شخصية قوية، لا أسمح بعد اليوم لأي إنسان رجل أو حتى إمرأة بتجاوزها عندي، لقد أصبحت أقوى من ما كنت عليه في الماضي، وفي الحقيقة أكتشفت أن مشاعري ومعتقداتي هي سر ضعفي وهي سر قوتي وليس الآخرين.
ولهذا كان لي موقفا حاسما مع خطيبي الجديد، ذلك الشاب الذي رشحته لي شلة من صديقاتي المتزوجات، وقلن لي أن أزواجهن شكروا فيه وفي أخلاقه وحسن سلوكياته، رغم انه مطلق هو أيضا، لكن السبب كان من زوجته، فقد كانت إمرأة غيورة شكاكة!!!
دعاني هذا الرجل الوسيم بعد عدة محادثات هاتفية إلى العشاء، على سبيل التعارف، وكنت متحمسة نوعا ما لأبدأ حياتي من جديد مع رجل جديد، فتأنقت وتعطرت وأعتنيت بنفسي أيما عناية، وذهبت إلى المكان الذي دعاني إليه، وكان مطعما راقيا، جميلا، رومانسيا هادئا، ما أن رآني مقبلة حتى نهض بكل إحترام وتقدير ليستقبلني، وأشعرني سلوكه بمدى تهذيبه ولباقته في التعامل مع النساء،
أجلسني على الكرسي ثم استدار ليجلس على كرسيه وهو يقول: نورتي، أذهلتني طلتك، وصفوا لي جمالك لكني في الواقع أجمل بكثير، أهلا أهلا... " كان مهذبا للغاية في حديثه، وكان شخصا وسيما مهتما بنفسه، وعلى الرغم من أنه يكبرني بعامين، لكنه بدا لي أصغر من عمره بعشر سنوات، بدأ يحدثني بلطافة عن نفسه ويسألني عن نفسي،
ثم قال فجأة: نسيت أن علينا أن نطلب الطعام، ما أن رأيتك حتى نسيت كل شيء، وابتسم ثم تناول قائمة الطعام وقدمها لي وطلب مني أن أختار طبقا له على ذوقي، ويفضل أن أختار له طبقا يشبه الطبق الذي سأختاره لنفسي، ...
ثم بعد أن قررنا الطبق الذي سنطلبه أشار إلى النادلة الجميلة لتأتي وتأخذ منا الطلب، والتي جاءت مسرعة، فابتسم لها وهو ينظر إلى البطاقة التي كانت على صدرها ليقرأ أسمها، وقال: كيف حالك يا لبنى اليوم؟ قالت: بخير شكرا لك، ماهو طلبك؟ قال لها: من أين أنت؟ لهجتك غريبة ؟ قالت: صحيح ... وتابعت تخبره عن بلدها، وهو يسألها ويستخف دمه معها، وينظر لي بعيونه كما لو كان يحاول طمأنتي إلى أن هذه عادته ولا يقصد أي شيء، ...
كانت نظراته تشبه إلى حد كبير نظرات زوجي السابق، إنه يفعلها مجددا، يفعلها هذا الرجل اليوم كما فعلها طليقي ذات يوم، إنه يختبرني، يجس نبضي، يريد أن يعرف إن كنت من الشخصيات الخانعة التي ستسكت رغم أنها متضايقة من الموقف أم ستعترض، فإذا سكت سيرتاح، وسيضمن أنه سيحصل على الزوجة ( البكماء ) التي ترى ما يؤلمها ولكنها تفضل السكوت على الإعتراض،
واصل خطيبي أو من كان سيصبح خطيبي الحديث مع النادلة التي بدت محرجة للغاية من الموقف، فهي ترى أننا في موعد رومانسي، بينما هو يتجاهلني ويحاول أن يطيل الحديث معها هي، ويكتفي بتمرير تلك النظرات المسيطرة إلى عيوني، محاولا ترويضي لاعتاد هذه المواقف، اعتذرت النادلة المحترمة بأنها مشغولة ولديها الكثير من المهام والزبائن ورحلت...
نظر لي مبتسما وهو يقول: أحب أن أتحدث مع كل الناس من جميع المستويات، فهذه الفتاة التي تعمل نادلة تشعر بالسعادة حينما نتحدث إليها بحب واحترام " قلت في نفسي " صحيح، سمعت هذا الكلام سابقا، المشكلة هي أن هذه الخصلات الطيبة لا تظهر إلا مع النادلات وليس مع النوادل الرجال !!!"
كان هو غارقا في تفسير موقفه، وحرصه على التبرير جعلتني أدرك أنه طبع وعادة مستعصية فيه لا يستطيع التخلص منها، بينما كنت أنا غارقة في مشاعري الداخلية، ذلك الصوت الذي يحثني على الهرب، نفس الصوت الذي كان يحثني قبل 15 عاما على الهرب من طليقي لكني أسكته، وقلت بأنه سيتغير بعد الزواج، لكن زوجي لم يتغير بل أصبح أسوأ،
كان الصوت يعلو بالتدريج، ذلك الصوت الذي استمر يقول لي: وقتك ثمين للغاية، فلا تضيعينه مع هذا المريض المضطرب، انظري إليه كيف يراقب النادلة من بعيد.
بعد عدة دقائق جاءت نادلة أخرى، تحمل الأطباق، فاستوقفها وسألها بعد أن قرأ أسمها: كيف حالك يا نيرمان؟ ابتسمت وقالت : بخير شكرا لك، لكنها كانت على عجلة من أمرها، أو أنها شعرت بالإحراج من وجودي، فقال لها: وهو يحاول اشراكي في الحديث، هذه خطيبتي ما رأيك فيها؟ قالت: ربي يتمم لكم على خير، مبروك لكما، فسألها: كيف تتم مراسم الخطوبة في بلدك؟ ...........وهنا اعتذرت منه قائلة: سأذهب للحمام؟
حملت حقيبتي معي، وكان باب الحمام قريبا من باب الخروج، فسلكته بلا عودة، ركبت سيارتي وانطلقت وأنا أشعر بحرية نفسية كبيرة،
لا، لا، لا
لن أسمح له ولا لغيره بأن يروضني، ويقولبني، ويجبرني على أن أصدق ما لست مقتنعة به، لن أسمح لهذا الرجل بأن يجعلني أعتقد أنه لا يقصد التحرش بالنادلات، وأنه مجرد رجل لطيف يحب أن يلاطف الجميع، عيونه كانت كالسكاكين تمزقني، وتجرحني، وتجعل قلبي يلعنني مئات المرات لأني خرجت معه!!!
رجل أناني مريض متحرش آخر، يبحث عن ( كنبة ) يسترخي عليها في بيته بينما هو يستمني يوميا على وجوه كل النساء في كل مكان يذهب إليه. وأنا تلك الكنبة!!!
لكنه لا يعرف أني قد كنت كنبة ذات يوم لكني لم أعد، ولن أعد إلى ما كنت عليه، لقد تفوقت على مشاعري وحاجتي الملحة لرجل يحبني ويعتني بي، لأني اكتشفت أن مثل هذا النوع من الرجال لا يتزوج ليتبادل العطاء مع الزوجة، وإنما ليضطهدها فقط.
بعد نصف ساعة، أحس بغيابي، واتصل بي : أين أنت؟ قلت له: في البيت. صدمه جوابي، وسألني: كيف تتركيني في المطعم وحيدا وتخرجين دون أن تخبريني؟ ولماذا هل أنت بخير؟ قلت له: نعم أنا الآن أصبحت بخير الحمد لله، لقد شفيت سريعا منك، ومن ما كنت تنوي أن تفعله بي، ولأكون صريحة ومباشرة معك، امسح رقمي تماما ما قائمتك، وإياك أن تحاول الإتصال بي مجددا، إياك، إذا رأيت رقمك على هاتفي مرة أخرى سأعتبرك تتعمد إزعاجي، وأشتكي عليك.
اتصلت بي صديقتي بعد ذلك بعدة دقائق تسألني عما حدث، قلت لها ورويت ما حدث، فقالت: صحيح، لديه عادة مزعجة وهي أنه يحب الحديث إلى النساء في أي مكان لكنها محادثات عابرة، أنت لم تعودي صغيرة لتتشرطي، اقنعي به، فهو أفضل الموجودين حاليا، ..." كلماتها جعلت جوفي يغلي كنت مستعدة لأحرقها من شدة غيضي، قلت لها: من قال لك أني حريصة على الزواج حتى إن كان في الزواج حزني وألمي واكتئابي، لا يهمني إن بقيت حياتي كلها عازبة على أن أعيش مع زوج سلوكياته كفيلة بقتلي ألف مرة في اليوم، من فضلك لا تتصلي بي مرة أخرى لتحدثيني عنه أبدا، ونهائيا، هذا الرجل لا أمل له عندي."
قالت: اعطيه فرصة أخيرة، لقد اتصل بي وكان نادما، وقال انه لم يقصد، ولم يكن يعرف أنك شخصية حساسة بهذا الشكل، اعطه فرصة، ثم أنه قد يتغير بعد الزواج، غيريه انت بطريقتك!!!
نفس الكلام، نفس العبارات، نفس كل شيء.... تركتها تتحدث وأخذت الهاتف للحمام، وخرجت وأغلقت الباب ورائي، وأويت إلى فراشي الدافيء ونمت نوما عميقا، وأنا أعد نفسي الخائفة كما لو كانت طفلة، بأني لن أسمح لأي رجل ولا لأي مخلوق بعد اليوم أن يؤذيها أو يضطهدها تحت مسمى بنت ناس، والفرصة الأخيرة، وأنت كبيرة ارضي بأي رجل، وأنت عانس وخذي أول من يطرق بابك، وأنت كذا وأنت كذا، أنا إنسانة من حقي أن أعيش مرتاحة، حتى لو كانت راحتي هي في وحدتي.
...
https://l.top4top.io/p_2688y4zdu3.gif
هل كل الرجال عيونهم زايغة؟
,
من هو الرجل البصباص في علم النفس؟ زوجي يحبني بس عينه زايغة، فما هي صفات الرجل العينة زايغة؟ زوجي عينه طويله، لماذا ينظر الرجل إلى غير زوجته؟ هل كل الرجال عيونهم زايغة؟ أسباب زوغان عين الرجل؟ كيف تملأ المرأة عين الرجل​؟ عبر هذه الفضفضة هنا اقرئي أغرب قصة زواج وطلاق وخطوبة على الإطلاق...
عرفني الأصدقاء على رجل قالوا لي أنه مطلق كوضعي أنا مطلقة، ويبحث عن بنت الحلال المناسبة، ونصحوني بأن أنسى الماضي وافتح قلبي من جديد واعطي هذا الرجل فرصة، فقد انفصلت عن زوجي منذ خمسة أعوام، بعد قصة صراع طويلة ومريرة معه، ذقت على يديه كل أنواع الذل والمهانة، وتعاونت معه لعشر سنوات على إذلال نفسي وقمعها واضطهادها، تحت مسمى الزوجة الصالحة، والزوجة بنت الناس، والزوجة الأصيلة، كان يغازل النساء أمامي وأصمت واقول لا بأس علي أن أغيره وأجذبه لي وأجعله لا يرى بين النساء غيري، إنها مسؤوليتي أن أجعله يحبني ويعشقني، إنها مسؤوليتي أن أجعله وفيا مخلصا لي، لا بد أني مقصرة وإلا لما احتاج إلى أن يبصبص على غيري، وكنت أفعل بنفسي الأعاجيب لكي أجذبه لي ولكي أجعله لا ينظر إلى إمرأة غيري...
لكني افقت في نهاية المطاف على حقيقة أن لا شيء سأفعله يشبع وحشا كاسرا عديم الرحمة كزوجي السابق، مجرد كائن خالي من الإحساس، لا يشعر بوجودي أصلا ويعاملني كما لو كنت خادمة في منزله، حتى أنه اخبرني ذات مره بأني لو كنت ملكة جمال العالم فإن ذلك لا يعني أني قادرة على أن أكفيه عن بقية النساء، وقال ببساطة أنه يحب التنويع!!! ويحب النساء !!! لم تكن هذه مشكلتي الوحيدة معه، وإنما قلة القيمة، فهو لم يكن يقدرني ولا يحترمني، ويميل إلى إحراجي بمناسبة ومن غير مناسبة، كان يمد لسانه السليط، ويده الطويلة متى شاء علي، وكنت أقول ( بنت ناس وأصبر ) خيرا من أن أنشر غسيل زوجي أو أبلغ عنه الشرطة!!!
استمرت حياتي التعيسة معه على هذا المنوال حتى أفقت ذات يوم على كسر مضاعف في أحد أضلعي، وتجربة واجهت فيها الموت بسببه، والأتعس والأمر أنه لم يأتي إلى زيارتي وقال لأبي بأني لست إمرأة سوية، وأن علي أن أبقى في بيت أبي حتى أتأدب وأتوقف عن التدخل في حياته الخاصة! وحياته الخاصة التي يتحدث عنها، هي علاقاته المتعددة المتسلسلة التي لا تنتهي أبدا!!!
بعد تلك الحادثة شيء ما تغير في كياني باسره، لم أتغير بشكل سطحي كما يحدث للكثير من النساء في ساعات الغضب، ويعدن لما كن عليه بمجرد أن تهدأ مشاعرهن، في الحقيقة أنا تغير بشكل غريب، وكأن الضغوطات التي عانيتها مع زوجي جعلت مني ( وحشا أيضا ) لكني الوحش الذي خرج لينتقم لي ويستعيد حقي من رجل لا يكاد يعترف به، لذلك وجدت نفسي أنا ( بنت الناس ) و ( الزوجة الصالحة ) أتمرد على زوجي بشكل غريب، فقد طلبت من إدارة المستشفى الإتصال على الشرطة، وفتحت فيه بلاغ بالتعدي بالضرب، و جلبوه مقيدا بالسلاسل !!!
ثبتت عليه التهمة، وأصبح شخصا آخر، شعرت أن تلك المرحلة من حياتي هي مرحلة المعجزات، فهذا الرجل المتسلط والذي كان في منتهى الجبروت يهددني البارحة، الآن مقيد أمامي مذلول مكسور العينين، جاء يعتذر لي ولأبي لكي أتنازل عن القضية، لكني رفضت التنازل، لقد كنت في تلك اللحظة إنسانة أخرى، إنسانة خرجت من داخلي، مشوهة متعبة متألمة وتريد الإنتقام بأية وسيلة كانت، ولهذا رفضت التنازل، وطالبت بالطلاق والتعويض النفسي والمادي أيضا.
دخل زوجي السجن، واضطر أهله لدفع تعويضات مالية كبيرة لي ولعائلتي، وحصلت على حضانة ابني منه أيضا لأنه وحسب وصف الطب النفسي لا يصلح لتربية الأبناء بسبب عدوانيته، وطبعا أنا من طلبت شهادة الطب النفسي ! كان زوجي في حالة اشبه بالذهول، فهو لم يكن يتخيل أبدا، ونهائيا أني قد أتحول بين ليلة وضحاها بهذا الشكل من إمرأة خانعة خائفة ذليلة إلى إمرأة متمردة قوية منتقمة،
تخلصت منه ومن ذله، ومن سنينه، وكان قد وقع على تعهد بعد التعرض لي أو لابني، وكان لا يرى إبنه إلا عن طريق بيت والده، وباذني، ... مرت الأيام وأنا أحاول أن أنسى ما حدث وما رأيته في حياتي معه من ذل وإهانة، وعبر الخمس سنوات المنصرمة كنت أفكر في الأسباب التي جعلتني أبقى في بيته رغم أني شعرت منذ الخطوبة أنه رجل سيء، منذ أن تعشينا معا لأول مرة، ورأيت كيف كان ينظر للنادلات ويتعمد الحديث معهن في حضوري، مع أني موجودة وكانت تلك الليلة الأولى التي أخرج فيها معه، ورغم مشاعر القلق التي اعترتني حينها لكني تجاهلتها وقلت في خاطري سأغيره بعد الزواج!!!
لكني أكتشفت أن الرجل لا يتغير، نحن النساء فقط من نتأقلم بالتدريج مع الأوضاع القاسية التي نمر فيها بعد الزواج لكن الأزواج لا يتغيرون مطلقا، فكرت على مر الخمس سنوات من بعد طلاقي حول الأسباب التي جعلتني أصبر وأصمت وأتحمل، اكتشفت أنها أفكاري ومعتقداتي، فقد كنت مهووسة بعبارة ( بنت ناس ) للأسف كم من حق تم اضطهاده للمرأة تحت مسمى بنت ناس، فهل بنت ناس تعني الصبر على الظلم والذل؟! اكتشفت ان زوجي كان يستضعفني لاني بنت ناس، لكنه لم يكن يجرؤ أبدا على التعدي على حق من حقوق صديقاته، لأنهن ( مو بنات ناس ) في نظره ومن السهل أن يشتكين عليه ويجرجرنه للمحاكم، حتى حينما رفعت عليه قضية بالتعدي علي بالضرب: قال لي أنت بنت ناس مالك في الفضايح؟!!!! تلك الكلمة أغاضتني و رددت عليه وبصوت عالي من شدة قهري: لأني بنت ناس سأفضحك، لكي لا تقع بنت ناس أخرى بعدي ضحية لك!!!!
ليست عبارة بنت ناس، وإمرأة أصيلة، والمرأة الصالحة هي التي قيدتني بهذا الشكل، ولكن أيضا مشاعري، وأملي، وكم من الآمال الكاذبة تلك التي تبقينا في أماكننا بلا حراك، كم كرهت تلك الآمال، فحينما كان يؤذيني أقول في نفسي، اصبري غدا أجمل، أعطي نفسي أملا كاذبا مع رجل لا أمل فيه أصلا، منذ الخطوبة وبينما كنت ألاحظ كيف كان يتعامل معي وفي المقابل عيونه الزايغة على كل الفتيات كنت أعطي نفسي أملا في أنه سيعرف قريبا قيمتي وسيتوقف عن البحلقة على غيري..... وفي كل مرة كنت أعطي نفسي أملا خائنا، أخون به نفسي ومشاعري.
انتهى زواجي الماضي، ومرت خمس سنوات عليه، كانت كافية لأستعيد فيها علاقتي بنفسي، وأضع حدودا شخصية قوية، لا أسمح بعد اليوم لأي إنسان رجل أو حتى إمرأة بتجاوزها عندي، لقد أصبحت أقوى من ما كنت عليه في الماضي، وفي الحقيقة أكتشفت أن مشاعري ومعتقداتي هي سر ضعفي وهي سر قوتي وليس الآخرين.
ولهذا كان لي موقفا حاسما مع خطيبي الجديد، ذلك الشاب الذي رشحته لي شلة من صديقاتي المتزوجات، وقلن لي أن أزواجهن شكروا فيه وفي أخلاقه وحسن سلوكياته، رغم انه مطلق هو أيضا، لكن السبب كان من زوجته، فقد كانت إمرأة غيورة شكاكة!!!
دعاني هذا الرجل الوسيم بعد عدة محادثات هاتفية إلى العشاء، على سبيل التعارف، وكنت متحمسة نوعا ما لأبدأ حياتي من جديد مع رجل جديد، فتأنقت وتعطرت وأعتنيت بنفسي أيما عناية، وذهبت إلى المكان الذي دعاني إليه، وكان مطعما راقيا، جميلا، رومانسيا هادئا، ما أن رآني مقبلة حتى نهض بكل إحترام وتقدير ليستقبلني، وأشعرني سلوكه بمدى تهذيبه ولباقته في التعامل مع النساء،
أجلسني على الكرسي ثم استدار ليجلس على كرسيه وهو يقول: نورتي، أذهلتني طلتك، وصفوا لي جمالك لكني في الواقع أجمل بكثير، أهلا أهلا... " كان مهذبا للغاية في حديثه، وكان شخصا وسيما مهتما بنفسه، وعلى الرغم من أنه يكبرني بعامين، لكنه بدا لي أصغر من عمره بعشر سنوات، بدأ يحدثني بلطافة عن نفسه ويسألني عن نفسي،
ثم قال فجأة: نسيت أن علينا أن نطلب الطعام، ما أن رأيتك حتى نسيت كل شيء، وابتسم ثم تناول قائمة الطعام وقدمها لي وطلب مني أن أختار طبقا له على ذوقي، ويفضل أن أختار له طبقا يشبه الطبق الذي سأختاره لنفسي، ...
ثم بعد أن قررنا الطبق الذي سنطلبه أشار إلى النادلة الجميلة لتأتي وتأخذ منا الطلب، والتي جاءت مسرعة، فابتسم لها وهو ينظر إلى البطاقة التي كانت على صدرها ليقرأ أسمها، وقال: كيف حالك يا لبنى اليوم؟ قالت: بخير شكرا لك، ماهو طلبك؟ قال لها: من أين أنت؟ لهجتك غريبة ؟ قالت: صحيح ... وتابعت تخبره عن بلدها، وهو يسألها ويستخف دمه معها، وينظر لي بعيونه كما لو كان يحاول طمأنتي إلى أن هذه عادته ولا يقصد أي شيء، ...
كانت نظراته تشبه إلى حد كبير نظرات زوجي السابق، إنه يفعلها مجددا، يفعلها هذا الرجل اليوم كما فعلها طليقي ذات يوم، إنه يختبرني، يجس نبضي، يريد أن يعرف إن كنت من الشخصيات الخانعة التي ستسكت رغم أنها متضايقة من الموقف أم ستعترض، فإذا سكت سيرتاح، وسيضمن أنه سيحصل على الزوجة ( البكماء ) التي ترى ما يؤلمها ولكنها تفضل السكوت على الإعتراض،
واصل خطيبي أو من كان سيصبح خطيبي الحديث مع النادلة التي بدت محرجة للغاية من الموقف، فهي ترى أننا في موعد رومانسي، بينما هو يتجاهلني ويحاول أن يطيل الحديث معها هي، ويكتفي بتمرير تلك النظرات المسيطرة إلى عيوني، محاولا ترويضي لاعتاد هذه المواقف، اعتذرت النادلة المحترمة بأنها مشغولة ولديها الكثير من المهام والزبائن ورحلت...
نظر لي مبتسما وهو يقول: أحب أن أتحدث مع كل الناس من جميع المستويات، فهذه الفتاة التي تعمل نادلة تشعر بالسعادة حينما نتحدث إليها بحب واحترام " قلت في نفسي " صحيح، سمعت هذا الكلام سابقا، المشكلة هي أن هذه الخصلات الطيبة لا تظهر إلا مع النادلات وليس مع النوادل الرجال !!!"
كان هو غارقا في تفسير موقفه، وحرصه على التبرير جعلتني أدرك أنه طبع وعادة مستعصية فيه لا يستطيع التخلص منها، بينما كنت أنا غارقة في مشاعري الداخلية، ذلك الصوت الذي يحثني على الهرب، نفس الصوت الذي كان يحثني قبل 15 عاما على الهرب من طليقي لكني أسكته، وقلت بأنه سيتغير بعد الزواج، لكن زوجي لم يتغير بل أصبح أسوأ،
كان الصوت يعلو بالتدريج، ذلك الصوت الذي استمر يقول لي: وقتك ثمين للغاية، فلا تضيعينه مع هذا المريض المضطرب، انظري إليه كيف يراقب النادلة من بعيد.
بعد عدة دقائق جاءت نادلة أخرى، تحمل الأطباق، فاستوقفها وسألها بعد أن قرأ أسمها: كيف حالك يا نيرمان؟ ابتسمت وقالت : بخير شكرا لك، لكنها كانت على عجلة من أمرها، أو أنها شعرت بالإحراج من وجودي، فقال لها: وهو يحاول اشراكي في الحديث، هذه خطيبتي ما رأيك فيها؟ قالت: ربي يتمم لكم على خير، مبروك لكما، فسألها: كيف تتم مراسم الخطوبة في بلدك؟ ...........وهنا اعتذرت منه قائلة: سأذهب للحمام؟
حملت حقيبتي معي، وكان باب الحمام قريبا من باب الخروج، فسلكته بلا عودة، ركبت سيارتي وانطلقت وأنا أشعر بحرية نفسية كبيرة،
لا، لا، لا
لن أسمح له ولا لغيره بأن يروضني، ويقولبني، ويجبرني على أن أصدق ما لست مقتنعة به، لن أسمح لهذا الرجل بأن يجعلني أعتقد أنه لا يقصد التحرش بالنادلات، وأنه مجرد رجل لطيف يحب أن يلاطف الجميع، عيونه كانت كالسكاكين تمزقني، وتجرحني، وتجعل قلبي يلعنني مئات المرات لأني خرجت معه!!!
رجل أناني مريض متحرش آخر، يبحث عن ( كنبة ) يسترخي عليها في بيته بينما هو يستمني يوميا على وجوه كل النساء في كل مكان يذهب إليه. وأنا تلك الكنبة!!!
لكنه لا يعرف أني قد كنت كنبة ذات يوم لكني لم أعد، ولن أعد إلى ما كنت عليه، لقد تفوقت على مشاعري وحاجتي الملحة لرجل يحبني ويعتني بي، لأني اكتشفت أن مثل هذا النوع من الرجال لا يتزوج ليتبادل العطاء مع الزوجة، وإنما ليضطهدها فقط.
بعد نصف ساعة، أحس بغيابي، واتصل بي : أين أنت؟ قلت له: في البيت. صدمه جوابي، وسألني: كيف تتركيني في المطعم وحيدا وتخرجين دون أن تخبريني؟ ولماذا هل أنت بخير؟ قلت له: نعم أنا الآن أصبحت بخير الحمد لله، لقد شفيت سريعا منك، ومن ما كنت تنوي أن تفعله بي، ولأكون صريحة ومباشرة معك، امسح رقمي تماما ما قائمتك، وإياك أن تحاول الإتصال بي مجددا، إياك، إذا رأيت رقمك على هاتفي مرة أخرى سأعتبرك تتعمد إزعاجي، وأشتكي عليك.
اتصلت بي صديقتي بعد ذلك بعدة دقائق تسألني عما حدث، قلت لها ورويت ما حدث، فقالت: صحيح، لديه عادة مزعجة وهي أنه يحب الحديث إلى النساء في أي مكان لكنها محادثات عابرة، أنت لم تعودي صغيرة لتتشرطي، اقنعي به، فهو أفضل الموجودين حاليا، ..." كلماتها جعلت جوفي يغلي كنت مستعدة لأحرقها من شدة غيضي، قلت لها: من قال لك أني حريصة على الزواج حتى إن كان في الزواج حزني وألمي واكتئابي، لا يهمني إن بقيت حياتي كلها عازبة على أن أعيش مع زوج سلوكياته كفيلة بقتلي ألف مرة في اليوم، من فضلك لا تتصلي بي مرة أخرى لتحدثيني عنه أبدا، ونهائيا، هذا الرجل لا أمل له عندي."
قالت: اعطيه فرصة أخيرة، لقد اتصل بي وكان نادما، وقال انه لم يقصد، ولم يكن يعرف أنك شخصية حساسة بهذا الشكل، اعطه فرصة، ثم أنه قد يتغير بعد الزواج، غيريه انت بطريقتك!!!
نفس الكلام، نفس العبارات، نفس كل شيء.... تركتها تتحدث وأخذت الهاتف للحمام، وخرجت وأغلقت الباب ورائي، وأويت إلى فراشي الدافيء ونمت نوما عميقا، وأنا أعد نفسي الخائفة كما لو كانت طفلة، بأني لن أسمح لأي رجل ولا لأي مخلوق بعد اليوم أن يؤذيها أو يضطهدها تحت مسمى بنت ناس، والفرصة الأخيرة، وأنت كبيرة ارضي بأي رجل، وأنت عانس وخذي أول من يطرق بابك، وأنت كذا وأنت كذا، أنا إنسانة من حقي أن أعيش مرتاحة، حتى لو كانت راحتي هي في وحدتي.
...
https://l.top4top.io/p_2688y4zdu3.gif