Şøķåŕą
08-30-2023, 01:28 PM
نداء للإيمان بالله والرجوع إليه
أيها المسلمون المفرطون في جنْب الله، آن لكم أن تتوبوا إلى الله ربكم، الذي خلقكم ورزقكم من الطيبات، وأسبغ عليكم نِعَمَه ظاهرة وباطنة، والذي سوف يميتكم ثم يبعثكم ويجازيكم جزاء يوافق ما قدَّمتموه من عمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، آن لكم أن ترجعوا إلى الله قبل أن يخترمكم هاذم اللذات، ومفرِّق الجماعات، وقاطع الآمال، آن لكم أن تذرفوا الدموع أسفًا وندَمًا على ما أسلفتموه من تفريط وإهمال في دين الله، فوالله إن أحدكم لا يدري إذا أصبح أيمسي أم لا يمسي؟ وإذا أمسى لا يدري أيصبح أم لا يصبح؟ ثم يقدم على ما قدَّم من عمل، إن كان صالحًا فقد فاز، وإن كان غير ذلك فذلك الخسران المبين؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وقال - عز وجل -: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 54 - 56]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20]، واعلموا أن الله - تعالى - لَم يخلقْنا عبَثًا، وإنما خَلَقَنَا لعبادته وحده لا شريك له؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال - عز وجل -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
واعلموا أن الله - سبحانه - لما خلقَنا لعبادته لم يتركْنا هملاً، بل أرسل إلينا أفضل الرسل نبيه محمدًاصلى الله عليه وسلم كما أرسل إلى كل أمَّة رسولَها، وأنزل عليه القرآن، أفضل الكتب؛ ليكون للعالمين نذيرًا، وقد بلَّغصلى الله عليه وسلم الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فلا خير إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شر إلا حذَّرَها منه، وسيأتي يوم القيامة شهيدًا بالبلاغ، كما يأتي كلُّ نبي قبله شهيدًا على أمته كذلك، فلا حجة لأحدٍ على الله من بعد الرسل، قال – تعالى -: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41].
آن لكم أن تعرفوا أنَّ ما حل بأهل الجاهلية من عداء وخوف، وفقر وفرقة ودمار، إنما هو بسبب بعدهم عن الوحي، وانغماسهم في الشهوات والأهواء، حتى عبدوا الأصنام وتحاكَموا إلى الطاغوت، وآن لكم أن تعرفوا أن ما ناله أصحابُ رسول اللهصلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من ألفة وتحاب، وأمْن وغنى واجتماع، ويُمن وبركة، وعز وسيادة، وسعادة في الدنيا والآخرة، إنما هو بسبب تمسُّكهم بكتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم.
ولقد آن لكم أن تعرفوا أن ما حل بالمسلمين وبحكَّامهم اليوم من فرقة وسوء تفاهُم، وضعف وتسليط عدو، إنما هو بسبب بُعدهم، وبسبب غفلتهم عن كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم إلا من شاء الله، وإن كان القراء اليوم فيهم أكثر عددًا من القرَّاء في زمن الصحابة - رضي الله عنهم - فإن الفرق بين الفريقين: أنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا إذا تعلَّم أحدُهم عشر آيات من كتاب الله، لم يتجاوزهن حتى يتعلمَ معانيهن والعمل بهن، أما كثيرٌ من القراء اليوم، فهم يقرؤون القرآن كله، ولكنهم لا يعملون به؛ بل إنهم بعيدون عنه كل البعد؛ بدليل عدم تخلُّقهم بخلقه، وعدم انقيادهم لأوامره، مما أدَّى بهم إلى ما هم فيه مِن شر وبُعد عن الحق - فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - إذا عرفتم ذلك فاعلموا أنه لا نجاة لنا ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيهصلى الله عليه وسلم رجوعًا صادقًا منبعثًا من القلوب، تكون عاقبته عملنا بهما في جميع أمورنا الدينية والدنيوية، فهذا وحده طريق النجاة والفلاح والسعادة في الدارين؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]، وقال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، ويقول النبيصلى الله عليه وسلم: ((تركْتُ فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا؛ كتاب الله، وسنة نبيه))[1].
وفي القرآن الكريم: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].
أيها الإنسان، "هذا أوانُ التوبة وعمل الصالحات، وهجر المحرمات، فتُب إلى الله قبل أن تباغتك المنية، فما هي إلا أيام قلائل أو ساعات أو دقائق، ثم ترْحل إلى الدار الآخرة، فتودع في اللحد وحيدًا، لا يرافقك والدٌ ولا ولد، ولا زوجة ولا صديق ولا مال، إنما ترهن بعملك، فإن كان خيرًا فلك النعيم والأنس والهناء، وإن كان شرًّا فلك العذاب والوحشة والشقاء"؛ يقول الله - تعالى - مخبرًا عن نار جهنم: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72]، فوُرُود الناس هذا هو مُرُورهم يوم القيامة على الصراط المنصوب على متْن جهنم، وهو أدَقُّ من الشعرة، وأَحَدّ من السيف، وأحر من الجمر، يجتازه الناس على قدر أعمالهم، فالمتقون يجتازونه، وينْجون من الوقوع في النار، والمجرمون يقيدهم إجرامهم، فيخرون في نار جهنم، ويكردسون فيها.
إذا كانت النار هي المورد، فأين لنا - يا عباد الله - النجاة إلا بتقوى الله وطاعته والرجوع إليه؟ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33][2].
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان، وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
أيها المسلمون المفرطون في جنْب الله، آن لكم أن تتوبوا إلى الله ربكم، الذي خلقكم ورزقكم من الطيبات، وأسبغ عليكم نِعَمَه ظاهرة وباطنة، والذي سوف يميتكم ثم يبعثكم ويجازيكم جزاء يوافق ما قدَّمتموه من عمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، آن لكم أن ترجعوا إلى الله قبل أن يخترمكم هاذم اللذات، ومفرِّق الجماعات، وقاطع الآمال، آن لكم أن تذرفوا الدموع أسفًا وندَمًا على ما أسلفتموه من تفريط وإهمال في دين الله، فوالله إن أحدكم لا يدري إذا أصبح أيمسي أم لا يمسي؟ وإذا أمسى لا يدري أيصبح أم لا يصبح؟ ثم يقدم على ما قدَّم من عمل، إن كان صالحًا فقد فاز، وإن كان غير ذلك فذلك الخسران المبين؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وقال - عز وجل -: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 54 - 56]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20]، واعلموا أن الله - تعالى - لَم يخلقْنا عبَثًا، وإنما خَلَقَنَا لعبادته وحده لا شريك له؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال - عز وجل -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
واعلموا أن الله - سبحانه - لما خلقَنا لعبادته لم يتركْنا هملاً، بل أرسل إلينا أفضل الرسل نبيه محمدًاصلى الله عليه وسلم كما أرسل إلى كل أمَّة رسولَها، وأنزل عليه القرآن، أفضل الكتب؛ ليكون للعالمين نذيرًا، وقد بلَّغصلى الله عليه وسلم الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فلا خير إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شر إلا حذَّرَها منه، وسيأتي يوم القيامة شهيدًا بالبلاغ، كما يأتي كلُّ نبي قبله شهيدًا على أمته كذلك، فلا حجة لأحدٍ على الله من بعد الرسل، قال – تعالى -: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41].
آن لكم أن تعرفوا أنَّ ما حل بأهل الجاهلية من عداء وخوف، وفقر وفرقة ودمار، إنما هو بسبب بعدهم عن الوحي، وانغماسهم في الشهوات والأهواء، حتى عبدوا الأصنام وتحاكَموا إلى الطاغوت، وآن لكم أن تعرفوا أن ما ناله أصحابُ رسول اللهصلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من ألفة وتحاب، وأمْن وغنى واجتماع، ويُمن وبركة، وعز وسيادة، وسعادة في الدنيا والآخرة، إنما هو بسبب تمسُّكهم بكتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم.
ولقد آن لكم أن تعرفوا أن ما حل بالمسلمين وبحكَّامهم اليوم من فرقة وسوء تفاهُم، وضعف وتسليط عدو، إنما هو بسبب بُعدهم، وبسبب غفلتهم عن كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم إلا من شاء الله، وإن كان القراء اليوم فيهم أكثر عددًا من القرَّاء في زمن الصحابة - رضي الله عنهم - فإن الفرق بين الفريقين: أنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا إذا تعلَّم أحدُهم عشر آيات من كتاب الله، لم يتجاوزهن حتى يتعلمَ معانيهن والعمل بهن، أما كثيرٌ من القراء اليوم، فهم يقرؤون القرآن كله، ولكنهم لا يعملون به؛ بل إنهم بعيدون عنه كل البعد؛ بدليل عدم تخلُّقهم بخلقه، وعدم انقيادهم لأوامره، مما أدَّى بهم إلى ما هم فيه مِن شر وبُعد عن الحق - فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - إذا عرفتم ذلك فاعلموا أنه لا نجاة لنا ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيهصلى الله عليه وسلم رجوعًا صادقًا منبعثًا من القلوب، تكون عاقبته عملنا بهما في جميع أمورنا الدينية والدنيوية، فهذا وحده طريق النجاة والفلاح والسعادة في الدارين؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]، وقال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، ويقول النبيصلى الله عليه وسلم: ((تركْتُ فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا؛ كتاب الله، وسنة نبيه))[1].
وفي القرآن الكريم: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].
أيها الإنسان، "هذا أوانُ التوبة وعمل الصالحات، وهجر المحرمات، فتُب إلى الله قبل أن تباغتك المنية، فما هي إلا أيام قلائل أو ساعات أو دقائق، ثم ترْحل إلى الدار الآخرة، فتودع في اللحد وحيدًا، لا يرافقك والدٌ ولا ولد، ولا زوجة ولا صديق ولا مال، إنما ترهن بعملك، فإن كان خيرًا فلك النعيم والأنس والهناء، وإن كان شرًّا فلك العذاب والوحشة والشقاء"؛ يقول الله - تعالى - مخبرًا عن نار جهنم: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72]، فوُرُود الناس هذا هو مُرُورهم يوم القيامة على الصراط المنصوب على متْن جهنم، وهو أدَقُّ من الشعرة، وأَحَدّ من السيف، وأحر من الجمر، يجتازه الناس على قدر أعمالهم، فالمتقون يجتازونه، وينْجون من الوقوع في النار، والمجرمون يقيدهم إجرامهم، فيخرون في نار جهنم، ويكردسون فيها.
إذا كانت النار هي المورد، فأين لنا - يا عباد الله - النجاة إلا بتقوى الله وطاعته والرجوع إليه؟ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33][2].
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان، وسار على نهجهم إلى يوم الدين.