تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى : ود كثير من أهل الكتاب


мя Зάмояч
08-18-2023, 08:28 PM
{ود كثير من أهل الكتاب}

﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ

إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 109، 110].

﴿ وَدَّ ﴾ أحب، بل إن "الود" خالص المحبة، ﴿ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ ﴾ من بعد أن ثبت الإيمان في قلوبكم ﴿ كُفَّارًا ﴾

أي: يودون بكل قلوبهم أن يرجعوكم كفارًا؛ ﴿ حَسَدًا ﴾ أي: الحامل لهم على ودادة ردكم كفارًا هو الحسد؛ لأن ما أنتم عليه نعمة عظيمة

وهؤلاء الكفار أعداء، والعدو يحسد عدوه على ما حصل له من نعمة الله، والحسد تمني زوال نعمة الله عن الغير.

﴿ مِنْ عِندِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ ليس من كتاب، ولا من إساءة المسلمين إليهم، ولكنه من عند أنفسهم الخبيثة.

وجيء فيه بـ"من" الابتدائية للإشارة إلى تأصل هذا الحسد فيهم وصدوره عن نفوسهم، وأكد ذلك بكلمة ﴿ عَنْدِ ﴾ الدالة على الاستقرار ليزداد بيان تمكنه.

وفيه: أن الكفر بعد الإسلام يسمى ردة؛ لقوله تعالى: ﴿ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ ﴾؛ ولهذا الذي يكفر بعد الإسلام لا يسمى باسم الدين

الذي ارتد إليه؛ فلو ارتد عن الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية، لم يُعطَ حكم اليهود ولا النصارى.

﴿ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ عرفوا أن محمدًا رسول الله، وأنَّ دينه هو الدين الحق؛ أي وتلك الودادة ابتدأت من زمان وضوح الحق، وتبينه لهم

بلا شك ولا ريبة، فليسوا من أهل الغباوة الذين قد يغرب عليهم وضوح الحق، بل ذلك على سبيل الحسد والعناد، وهذا يدل على أن الكفر يكون عنادًا.

﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ﴾ لا تؤاخذوهم ولا تلوموهم؛ إذ العفو ترك العقاب، والصفح الإعراض عن المذنب

بصفحة الوجه أي جانبه، وهو مجازٌ في عدم مواجهته بذكر ذلك الذنب؛ أي عدم لومه وتثريبه عليه، وهو أبلغ من العفو.

﴿ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ غيَّا العفو والصفح بهذه الغاية، وهذه موادعة إلى أن أتى أمر الله بقتل بني قريظة، وإجلاء بني النضير

وإذلالهم بالجزية، وغير ذلك مما أتى من أحكام الشرع فيهم، وترك العفو والصفح.

وفيه مراعاة الأحوال والواقع، وجواز موادعة ومهادنة الكفار؛ إذ لم يكن للمسلمين قوة ولا شوكة، وفيه أيضًا تطمين لخواطر المأمورين

حتى لا ييأسوا من ذهاب أذى المجرمين لهم بَطَلًا، وهذا أسلوب مسلوك في حمل الشخص على شيء لا يلائمه، كقول الناس:

"حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا"، فإذا جاء أمر الله بترك العفو، انتهت الغاية.

﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 109] لا يعتريه عجز في كل شيء فعله، وفيه إشعار بالانتقام من الكفار، ووعد للمؤمنين بالنصر

والتمكين، وتعليم للمسلمين فضيلة العفو؛ أي: فإن الله قدير على كل شيء، وهو يعفو ويصفح؛ وفي الحديث عند مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ، وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ، ثُمَّ هُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ))

أو أراد أنه على كل شيء قدير، فلو شاء لأهلكهم الآن.

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ أدُّوا الصلاة على وجه الكمال؛ لأن إقامة الشيء جعله قيمًا معتدلًا مستقيمًا، ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ مستحقيها

وسميت زكاة لأنها تزكي الإنسان؛ كما قال الله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]؛ فهي تزكي الإنسان في أخلاقه

وعقيدته، وتطهره من الرذائل؛ لأنها تخرجه من حظيرة البخلاء إلى حظيرة الأجواد، والكرماء، وتكفِّر سيئاته.

ولما أمر بالعفو والصفح، أمر بالمواظبة على عمودي الإسلام: العبادة البدنية، والعبادة المالية؛ إذ الصلاة فيها مناجاة الله تعالى والتلذذ بالوقوف

بين يديه، والزكاة فيها الإحسان إلى الخلق بالإيثار على النفس، فأُمروا بالوقوف بين يدي الحق، وبالإحسان إلى الخلق.

ففي الظرف الذي لم يكن مواتيًا للجهاد، على المسلمين أن يشتغلوا فيه بالإِعداد للجهاد؛ وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح، وتزكية النفوس

بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وفعل الخيرات؛ إبقاءً على طاقاتهم الروحية والبدنية، وثباتًا لهم إلى حين يُؤذَن لهم بالجهاد.

كما أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من أسباب النصر؛ لأن الله ذكرها بعد قوله: ﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [البقرة: 109]

وقد جاء ذلك صريحًا في قوله تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ

وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41].

﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لَأَنْفُسِكُمْ ﴾ أي لنجاة أنفسكم، ﴿ مِنْ خَيْرٍ ﴾ قليلًا كان أو كثيرًا، ﴿ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ مدَّخرًا ومعدًّا عند الله

والآية جملة الشرطية عامة لجميع أنواع الخير، والكلام مناسب للأمر بالثبات على الإسلام، وللأمر بالعفو والصفح.

﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110] المجيء بالاسم الظاهر يدل على استقلال الجمل، فلذلك جاء ﴿ إِنَّ اللَّهَ ﴾، ولم يجئ "إِنَّهُ"

مع إمكان ذلك في الكلام، وهذه جملة خبرية ظاهرة التناسب في ختم ما قبلها بها، تتضمن الوعد والوعيد.

وكنى بقوله: ﴿ بَصِيرٌ ﴾، عن علم المشاهد؛ أي لا يخفى عليه عمل عامل ولا يضيعه، ومن كان مبصرًا لفعلك، لم يخفَ عليه، هل هو خير أو شر.

جوهرة القصيد
08-18-2023, 08:30 PM
بورك العطاء ..
وجعله بميزان حسناتك ..
لا حرمنا الله هذا البهاء

إيلاَن
08-18-2023, 09:26 PM
* سلمت كفوفك
لطيب الجهد وتميز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح ..

نور القمر
08-18-2023, 09:47 PM
عُطِآءَ مُتوآصِلَ آخُآذِ . .
وفُيضِ آخُرَ مَِن المُعّرفةِ والفُآئِدةَ
شُكرِ مُمَِتِددِ وتُقديِرَ . .

المحتار
08-18-2023, 10:19 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

إيلين
08-18-2023, 11:06 PM
،



:241:




تَحية تلطفهآ قلوب طيبة ونقٌية
آ‘لتميزٍ لآ يقفٌ عندْ أولْ خطوٍة إبدآعٌ
بلْ يتعدآه في إستمرآرٍ آلعَطآءْ
ووآصل فيٌ وضعٌ بصمـتك المميزة
مِنْ هنآ أقدمٌ لكـ بآقـة وردْ ومحبـة
وٍنحن دوٍمآ نترٍقبٌ آلمَزٍيدْ بفارغ الصبر
مواضيعك الراقية

Şøķåŕą
08-19-2023, 12:05 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

همس المحبة
08-19-2023, 12:06 AM
جزاك الله خير
وجعله بموازين حسناتك
:5ajle:

حاء
08-19-2023, 04:00 AM
-


جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد :x37:
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك :f15:

منَار
08-19-2023, 06:07 AM

.
.
.
.
.

.
.

_ سَلِمت الأنَامِل المِعطَاءة علَى هذهِ الجهُود
دَام الإبدَاع والحضُور المُختلِف
لِقَلبك السَّعادَة :rkm4:.

حسان
08-19-2023, 08:30 AM
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

البرنس مديح آل قطب
08-19-2023, 07:38 PM
http://buengkan.mol.go.th/sites/buengkan.mol.go.th/files/images/jpeg/21_0.gif

•.
جزاكم الله خير الجزاء :x11:
لطرح الموضوع الأسلامي ض2
سلمت أناملكم على الطرح المميّزhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ويعطيكم العافية على المجهود المبذولhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ما ننحرم من فيض عطائكم وإبداعكم https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
لكم تحياتي وفائق شكريhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ولكم كل الود https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif

https://www.raed.net/img?id=330223 (https://www.raed.net/)

http://up.skoon-elamar.com/uploads/162513083815711.gif


http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/160166321811931.gif
القيصر العاشق
البـــــــ https://j.top4top.io/p_2720snbft1.gifمديح آل قطب https://j.top4top.io/p_2720snbft1.gifـــــــرنس


https://up6.cc/2023/08/169235074024143.gif (https://up6.cc/)

نبضها مطيري
08-19-2023, 07:42 PM
جزاك الله كل خير
موضوع جميل

الياقوتة
08-20-2023, 11:56 AM
اسأل الله العظيم ان لا يحرمك الاجر
وان يجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك وفي جلبك
ارق التحايا

اميرة الصمت
08-20-2023, 01:26 PM
:rose:
جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
الله يعطيك الف عافيه لطرحك القيم
وبنتظارجديدك
:rose:

زمردة ❥
08-22-2023, 06:39 AM
موضوع رائع
يعطيكـ العافيهـ \ الف شكر ع طرحك
".بشوق لجديدكـ .

sham
09-03-2023, 08:16 AM
جزاك الله كل خير
مودتي
:em5:

بسمة فجر
09-13-2023, 01:07 PM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

روحي تبيك
09-19-2023, 05:08 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

بنت العز
09-19-2023, 05:08 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك

رزان
10-01-2023, 08:35 AM
سلمت الأيادي
شكرا لكم

بنت العز
11-11-2023, 11:21 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء

☆Šømă☆
12-14-2023, 09:21 PM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

| |

Şøķåŕą
04-25-2024, 07:36 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نبضها مطيري
08-27-2024, 03:08 AM
سلمت أناملك على الطرح المميّز
ويعطيك العافية على المجهود المبذول
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك

Şøķåŕą
09-04-2024, 10:26 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير