мя Зάмояч
08-10-2023, 12:42 PM
أدب المخاطبة ..
كانت (صدوف) امرأة تأبد (1) الكلام. وتسجع (2) في المنطق. وكانت واسعة الثراء ذات مال كثير.
فأتاها قوم كثير يخطبونها .. فردتهم. وكانت تتعمد خطابها في المسألة وتقول: لا اتزوج إلا من يعلم ما أسأله عنه، ويجيبني على حده لا يعدوه. فلما انتهى إليها ( حمران بي الاقرع) (3). قام قائما لا يجلس. وكان لا يأتيها خاطب إلا جلس قبل إذنها.
صدوف : ما يمنعك من الجلوس؟
حمران : حتى يؤذن لي.
صدوف : وهل عليك أمير؟
حمران : رب المنزل أحق بفنائه، ورب الماء أحق بسقائه، وكل ما له في وعائه.
صدوف : اجلس.
فجلس . . .
صدوف : ما أردت؟.
حمران : حاجة . . ولم تك لحاجة.
صدوف : تسرها ام تعلنها؟
حمران : تُسر و تُعلن.
صدوف : فما حاجتك؟
حمران : قضاؤها هين ، وأمرها لين ، وانت بها اخبر، وبنجمها ابصر.
صدوف : فأخبرني بها؟
حمران : قد عرضت ، وان شئت بينت.
صدوف : من انت؟
حمران : انا بشر ، ولدت صغيرا، ونشأت كبيرا، ورأيت كثيرا.
صدوف : ما اسمك؟
حمران : من شاء احدث اسما ، وقال ظلما، ولم يكن الاسم عليه حتما.
صدوف : فمن ابوك؟
حمران : والدي الذي ولدني، ووالده جدي.
صدوف : ما مالك؟
حمران : بعضه ورثته، واكثره اكتسبته.
صدوف : فمن اين انت؟
حمران : من بشر كثير عدده مردوف (4) ولده.
صدوف : ما ورّثك ابوك؟
حمران : حسن الهمم.
صدوف : فأين تنزل؟
حمران : على بساط واسع، في بلد شاسع، قريبه بعيد، وبعيده قريب.
صدوف : فمن قومك؟
حمران : الذي أنتمي إليهم، وأجني عليهم، وولدت لديهم.
صدوف : فهل لك امرأة؟
حمران : لو كانت لي لم اطلب غيرها، ولم أضيع خيرها.
صدوف : كأمك ليس لك حاجة.
حمران : لو لم تكن لي حاجة لم انخ ببابك، ولم اتعرض لجوابك، واتعلق بأسبابك.
صدوف : إنك حمران بن الاقرع الجعدي.
حمران : إن ذلك ليقال.
( فزوجته نفسها . . . وفوضت اليه امرها )
(1) تأبد : الاوابد من الشعر : القصائد الخالدة.
(2) تسجع : تنطق بكلام منثور مقفى له فواصل كقوافي الشعر. جمع اسجاع.
(3) حمران بي الاقرع : الجعدي. من فصحاء العرب في الجاهلية، له خبر طويل في مجمع الامثال، والاصابة.
(4) مردوف : من الردف: الراكب خلف الراكب وكل تابع لشئ. وأتباع القوم
كانت (صدوف) امرأة تأبد (1) الكلام. وتسجع (2) في المنطق. وكانت واسعة الثراء ذات مال كثير.
فأتاها قوم كثير يخطبونها .. فردتهم. وكانت تتعمد خطابها في المسألة وتقول: لا اتزوج إلا من يعلم ما أسأله عنه، ويجيبني على حده لا يعدوه. فلما انتهى إليها ( حمران بي الاقرع) (3). قام قائما لا يجلس. وكان لا يأتيها خاطب إلا جلس قبل إذنها.
صدوف : ما يمنعك من الجلوس؟
حمران : حتى يؤذن لي.
صدوف : وهل عليك أمير؟
حمران : رب المنزل أحق بفنائه، ورب الماء أحق بسقائه، وكل ما له في وعائه.
صدوف : اجلس.
فجلس . . .
صدوف : ما أردت؟.
حمران : حاجة . . ولم تك لحاجة.
صدوف : تسرها ام تعلنها؟
حمران : تُسر و تُعلن.
صدوف : فما حاجتك؟
حمران : قضاؤها هين ، وأمرها لين ، وانت بها اخبر، وبنجمها ابصر.
صدوف : فأخبرني بها؟
حمران : قد عرضت ، وان شئت بينت.
صدوف : من انت؟
حمران : انا بشر ، ولدت صغيرا، ونشأت كبيرا، ورأيت كثيرا.
صدوف : ما اسمك؟
حمران : من شاء احدث اسما ، وقال ظلما، ولم يكن الاسم عليه حتما.
صدوف : فمن ابوك؟
حمران : والدي الذي ولدني، ووالده جدي.
صدوف : ما مالك؟
حمران : بعضه ورثته، واكثره اكتسبته.
صدوف : فمن اين انت؟
حمران : من بشر كثير عدده مردوف (4) ولده.
صدوف : ما ورّثك ابوك؟
حمران : حسن الهمم.
صدوف : فأين تنزل؟
حمران : على بساط واسع، في بلد شاسع، قريبه بعيد، وبعيده قريب.
صدوف : فمن قومك؟
حمران : الذي أنتمي إليهم، وأجني عليهم، وولدت لديهم.
صدوف : فهل لك امرأة؟
حمران : لو كانت لي لم اطلب غيرها، ولم أضيع خيرها.
صدوف : كأمك ليس لك حاجة.
حمران : لو لم تكن لي حاجة لم انخ ببابك، ولم اتعرض لجوابك، واتعلق بأسبابك.
صدوف : إنك حمران بن الاقرع الجعدي.
حمران : إن ذلك ليقال.
( فزوجته نفسها . . . وفوضت اليه امرها )
(1) تأبد : الاوابد من الشعر : القصائد الخالدة.
(2) تسجع : تنطق بكلام منثور مقفى له فواصل كقوافي الشعر. جمع اسجاع.
(3) حمران بي الاقرع : الجعدي. من فصحاء العرب في الجاهلية، له خبر طويل في مجمع الامثال، والاصابة.
(4) مردوف : من الردف: الراكب خلف الراكب وكل تابع لشئ. وأتباع القوم