الدكتور على حسن
08-04-2023, 01:08 AM
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t1a/1/16/1f3f5.png من أسرار البيان القرآني ( https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t1a/1/16/1f3f5.png
في قوله تعالى:
" تلك قسمة ضيزى" (النجم : 22) .
لماذا آثر النص القرآني التعبير
بكلمة " ضيزى " دون سواها ؟
القسمة الضيزى :
هي القسمة الظالمة أو الجائرة
المائلة عن الحق ،
يقال: ضاز في الحكم أي جار ،
وعليه قول الشاعر:
ضازت بنو أسد بحكمهم ***
إذ يجعلون الرأس كالذنب
وينظر بعض الكتاب إلى الجانب الإيقاعي ،
فيقول : إن كلمة "ضيزى"
وقعت هذا الموقع مراعاة للفاصلة،
وانسجامًا مع كلمات : " الكبرى "
" العزى " ، " الأخرى" ،
" الأنثى " في الفواصل التي قبلها
و " الهدى" ، " تمنى "،
" الأولى" في الفواصل التي بعدها .
وأرى أنّ مجرد الإيقاع الصوتي
ومراعاة الفواصل لا يمكن
أن يكون أساسًا لتفسير النص
القرآني وفهم أسراره ،
فالفاصلة في القرآن الكريم جزء
من صلب المعنى ،
فإنها تنبثق من روح المعنى
ولا تأتي إلا إذا اقتضاها المقام
وتطلبها السّياق بحيث لا يصلح
في مكانها غيرها .
فالسياق الذي وردت فيه كلمة
" ضيزى " فيه غرابة موضوعية
هي تلك القسمة الجائرة
التي أنكرتها الآية السابقة لهذه الآية
(ألكم الذكر وله الأنثى)؟ ،
ولفظ " ضيزى "بجرسه وإيقاعه
ومعناه إنما هو أدق معادل لغوي
لغرابة قسمتهم الجائرة
التي جعلوا فيها لله البنات - سبحانه -
واختصوا أنفسهم فيها بالبنين ،
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
على أنّي أؤكد على أمرين:
أحدهما: أن الغرابة أمر نسبي ،
فربما كان اللفظ غريبًا بالنسبة
لنا لبعدنا عن عصر نزول القرآن الكريم ،
وضعف ثقافتنا اللغوية ،
لكنّه لم يكن غريبًا على من نزل
عليهم هذا القرآن .
الآخر: أنّ كل كلمة في القرآن الكريم
قد وقعت موقعها الذي يتطلبه
المقام أو السّياق ،
بحيث لا يمكن لغيرها أو نظيرها
أو مرادفها أن يقوم مقامها فيه ،
وأن لا شيء في القرآن قد
ورد لمجرد مراعاة الفواصل
أو التحسين اللفظي ،
أو مراعاة للانسجام الصوتي ،
إنما كان لكل كلمة أو موقع
أثره في المعنى المراد .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
في قوله تعالى:
" تلك قسمة ضيزى" (النجم : 22) .
لماذا آثر النص القرآني التعبير
بكلمة " ضيزى " دون سواها ؟
القسمة الضيزى :
هي القسمة الظالمة أو الجائرة
المائلة عن الحق ،
يقال: ضاز في الحكم أي جار ،
وعليه قول الشاعر:
ضازت بنو أسد بحكمهم ***
إذ يجعلون الرأس كالذنب
وينظر بعض الكتاب إلى الجانب الإيقاعي ،
فيقول : إن كلمة "ضيزى"
وقعت هذا الموقع مراعاة للفاصلة،
وانسجامًا مع كلمات : " الكبرى "
" العزى " ، " الأخرى" ،
" الأنثى " في الفواصل التي قبلها
و " الهدى" ، " تمنى "،
" الأولى" في الفواصل التي بعدها .
وأرى أنّ مجرد الإيقاع الصوتي
ومراعاة الفواصل لا يمكن
أن يكون أساسًا لتفسير النص
القرآني وفهم أسراره ،
فالفاصلة في القرآن الكريم جزء
من صلب المعنى ،
فإنها تنبثق من روح المعنى
ولا تأتي إلا إذا اقتضاها المقام
وتطلبها السّياق بحيث لا يصلح
في مكانها غيرها .
فالسياق الذي وردت فيه كلمة
" ضيزى " فيه غرابة موضوعية
هي تلك القسمة الجائرة
التي أنكرتها الآية السابقة لهذه الآية
(ألكم الذكر وله الأنثى)؟ ،
ولفظ " ضيزى "بجرسه وإيقاعه
ومعناه إنما هو أدق معادل لغوي
لغرابة قسمتهم الجائرة
التي جعلوا فيها لله البنات - سبحانه -
واختصوا أنفسهم فيها بالبنين ،
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
على أنّي أؤكد على أمرين:
أحدهما: أن الغرابة أمر نسبي ،
فربما كان اللفظ غريبًا بالنسبة
لنا لبعدنا عن عصر نزول القرآن الكريم ،
وضعف ثقافتنا اللغوية ،
لكنّه لم يكن غريبًا على من نزل
عليهم هذا القرآن .
الآخر: أنّ كل كلمة في القرآن الكريم
قد وقعت موقعها الذي يتطلبه
المقام أو السّياق ،
بحيث لا يمكن لغيرها أو نظيرها
أو مرادفها أن يقوم مقامها فيه ،
وأن لا شيء في القرآن قد
ورد لمجرد مراعاة الفواصل
أو التحسين اللفظي ،
أو مراعاة للانسجام الصوتي ،
إنما كان لكل كلمة أو موقع
أثره في المعنى المراد .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى