تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صفاْت الرجولْة في القُرآن الْكريم


ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-29-2018, 11:20 AM
صفات الرجولة في القرآن الكريم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن الرجولة التي تكلم عنها القرآن، والتي ضاعت مضامينها اليوم، وفقدت أركانها عند الكثيرين، فصاروا أشباه الرجال ولا رجال، هذه الرجولة لها خصائصها ومقوماتها وأركانها التي تضمنها كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وحث عليها وأثنى على أهلها، وأشاد بذكرهم، ورفع مكانتهم؛ لأنها تحققت فيهم، فارتقوا بها، وارتقت بهم، وسموا بها بعد أن سمت بهم، فتعالوا لننظر ما هي صفات الرجولة في القران الكريم.
الصفة الأولى: التعلق بالمساجد وحب الطهارة:
يقول الله - تعالى -: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}1.
أين مكان أولئك الرجال؟ هل هم في المجتمعات الفارغة التي تُفْرِغ الرجولة من معانيها؟
كلا - أيها الإخوة - {فِيهِ رِجَالٌ}2 في هذا المسجد رجال، {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}3 فيأتون إلى المسجد على طهارة، فكان جزاؤهم أن أحب الله هؤلاء الرجال الذين من صفتهم الطهارة لأن{اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}4، هذه صفة من صفات الرجال العظماء الذين حازوا على شرف الرجولة.
الصفة الثانية: ذكر الله - تعالى -، وإقام الصلاة وترك ما يلهي عنها:
يقول الله - عز وجل -: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}5.
مَن في هذا المسجد؟
إنهم رجالٌ!
قال بعض السلف - رحمه الله -: "يبيعون ويشترون - هؤلاء الرجال -؛ ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة"، ومر عمرو بن دينار - رحمه الله - ومعه سالم بن عبد الله قال: "كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد، فمررنا بسوق المدينة وقد قاموا إلى الصلاة، وخَمَّروا متاعهم، فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد فتلا هذا الآية: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}" ثم قال: هم هؤلاء" هؤلاء الذين عنى الله بقوله في هذه الآية، هؤلاء الذين قدموا مراد الله على مراد أنفسهم، وآثروا طاعة الله على المتاع الدنيوي الزائل، آثروا الاستجابة لهذا النداء العلوي الرباني: حي على الصلاة، حي على الفلاح؛ على نداء الجشع والطمع الذي يثيره الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء.
الصفة الثالثة: الثبات على المنهج الرباني:
قال الله - عز وجل - مادحاً صنفاً من أصناف الرجالِ {منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}6، لم يبدلوا ولم يغيروا ولم ينحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله - تعالى - أن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب، لا يلوُون على شيء إلا مرضاة ربهم - عز وجل -، إنه الثبات على المنهج الذي افتقده كثيرٌ من المسلمين اليوم حتى ممن شغلوا بالعمل للإسلام، فقامت عندهم انحرافات في التصور والسلوك، وانحرفوا عن منهج الله.
الصفة الرابعة: تأييد الرسل ومناصرتهم:
قال - تعالى -: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ}7.
من صفات الرجولة - أيها الإخوة - أن تكونوا أعواناً للرسل، حرباً على أعداء الرسل، وليس حرباً على الرسل، وأن تكونوا مؤيدين لدعوة الرسل، لا مثبطين عن دعوة الرسل، وأن تكونوا مستجيبين لدعوة الرسل، متبعين لا عاصين، ولا مبتدعين، ولا معاندين.
وكم من الرجال من يمتلك هذه الصفة اليوم؟
كم من الرجال من يؤيد دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم-؟
إنهم قليل.
الصفة الخامسة: تقديم النصيحة في حال الخوف:
ولقد كان هذا الرجل مؤمناً {قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ}8 فيتشاورون في أمرك، {لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}9 لأني أكشف لك مخططاتهم، وأعرِّي لك دسائسهم ونياتهم الخبيثة، فاخرج من هذه المدينة، قال ابن كثير - رحمه الله -: "وُصِف بالرجولة؛ لأنه خالف الطريق يعني بالطرق الجادة التي تُسلك في الشارع، فسلك طريقاً أقرب من طريق الذين بُعثوا وراءه، فسبق إلى موسى وحذره، قال: إن الناس آتون ورائي ليقبضوا عليك ويقتلوك، أعوان فرعون الطاغية: {فَاخْرُجْ إِنِّي لَِكَ مِنَ النِّاصِحِينَ}"10.
انظر إلى عجيب أمر هذا الرجل يأتي يسعى، ويختصر الطريق؛ ليحذر ولي الله ونبيه موسى - عليه السلام -، وفي حال الخوف إنما يتقدم الرجال بالنصح لله - عز وجل -، رغم الخوف الذي يكتنفهم، وأجواء الإرهاب التي تحيط بهم، فيقومون بواجب النصيحة.
رجل واحد يفعل أفعالاً لا تفعلها أمة بأسرها، رجل واحد يعدل غثاءً، بل إنه يرجح على هذا الغثاء المترامي الأطراف، الذي لا يجمعه تصور واحد، ولا منهج واحد، ولا عقيدة واحدة، يقوم هؤلاء الرجال بواجب النصح لله - عز وجل -، ويحذرون أولياء الله من المخاطر التي تحدق بهم.
نسأل الله تعالى أن يصلح ظواهرنا وبواطننا، وأن يجعل نياتنا خالصة له إنه على كل شيء قدير، والحمد لله أولاً وآخراً.
.................................................. ...
1 التوبة (108).

2 التوبة (108).
3 التوبة (108).
4 التوبة (108).
5 النور (36-37).
6 الأحزاب (23).
7 يس (20-21).
8 القصص (20).
9 القصص (20).
10 القصص (20).

أبو علياء
09-29-2018, 12:09 PM
بارك الله فيكم ،، ونفع بكم
وجعل كل ماتقدموه في موازين حسناتكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيكم الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعكم المفيده
لروحكم الجوري
دمتم بسعاده

لَـحًـــنِ ♫
09-29-2018, 12:19 PM
طـــرح رآآآئــــــع ..||
دام التألق ...ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..~
لحــن،،~

غـُـلايےّ
09-29-2018, 01:56 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

روحي تبيك
09-29-2018, 04:25 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

نور القمر
09-29-2018, 05:51 PM
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة
وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء

sham
09-29-2018, 06:16 PM
بوركت على الجلب
وجزاك الله كل خير :31::130:.

لجين
09-29-2018, 08:40 PM
https://up-9.com/image174412.html
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’..
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ ..
كنت هنا
https://up-9.com/image174412.html

انثى برائحة الورد
09-29-2018, 11:51 PM
بارك الله بكم
نسال الله ان يتقبل منا ومنكم ويقبلنا
ويدوم عليكم نعمة العافية

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-30-2018, 08:11 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

الياقوتة
10-02-2018, 01:30 AM
جزاك الله خير
وجعله الله فى ميزان حسناتك
وانار الله دربك بالايمان

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-02-2018, 08:16 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

جرعة جنون
10-02-2018, 10:08 PM

دوحة ثرية ومميزة
راقني مآ قدمت هنآ
وأنتظر المزيد من روائعك
قبآئل الجوري بين يديك

*,

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-03-2018, 03:04 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

نور القمر
10-03-2018, 08:47 PM
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
دمت بالف خير
لك أرق التحيـآآ

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-03-2018, 10:57 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

مي محمد
10-05-2018, 06:58 PM
جزاك الله خيرا
و نفع بك
وجعله بموازين حسناتك

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-06-2018, 12:04 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

دلوعة عشق
10-09-2018, 05:04 PM
يعجز القلم على الاطراء
ويعجز النبض على التعبير بما كتبت وبما طرحت
بارك الله فيك وجعله فى موزين حسناااااااتك
وجزيت الجنه ونعيمها

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-10-2018, 03:52 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

Şøķåŕą
09-08-2023, 04:36 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

Şøķåŕą
07-04-2024, 12:09 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير