تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والنبي والمجتمع المدني


لَـحًـــنِ ♫
07-11-2023, 11:58 AM
الإسلام والنبي والمجتمع المدني


لقد كان مسار الإسلام - في جانب المجتمع المدني - ذا نظرة شمولية لا ينقصه الكمال، إذ وجه للاهتمام بالصغير والكبير والذكر والأنثى باعتبارهم اللبِنات الأساسية التي تكون الأسرة والتي تُعد أصغر نواة للمجتمع المدني، وعلى هذا فإن الاهتمام به يقود إلى الاهتمام بالمجتمع ككل، فكلما كانت الأسرة قوية متماسكة كان المجتمع أكثر قوة وتماسكًا، وكلما كانت ضعيفة هشة كان المجتمع أكثر ضعفًا وهشاشه. وهو أمر يميز الإسلام في المجتمع المدني.
لقد مثل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقه المجتمع المدني خير تمثيل عبر البناء الاجتماعي من القاعدة الجماهيرية الأولى التي كونت المجتمع المدني في مهده الأول مكة، فأسس الأمة الناشئة التي رباها على تعاليم الإسلام ومنظومة القيم والأخلاق، والتي أمست أساس الصرح المجيد الذي شيد فيما بعد اعتمادًا على هذه الثلة المباركة.
من التطبيقات العملية التي أجراها الإسلام ونبيه والتي تقع ضمن الفقه الحضاري في المجتمع المدني، النهي عن كل ما يعكر العلاقات المجتمعية من الغيبة والنميمة والتحاسد والتباغض وكل ما يفسد العلاقات الاجتماعية ويرمي بها في غيابات الخصام وأعماق التباغض.

فمما لا ريب فيه أن الإنسان اجتماعي بفطرته؛ فلا بد أن يتفاعل مع بني جنسه لكي يحيا على نحو طبيعي متوازن، حيث غدى تفاعل الإنسان مع بني جنسه يشكل الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، مما ينتج منظومة من الأعراف والثقافات التي تتسم بالخصوصية لدى أي مجتمع من المجتمعات، وهذه الخصوصية تختلف بطبيعة الحال باختلاف النطاق الزماني والمكاني مما يجعل دراسة ثقافة المجتمعات والأعراف السائدة فيها ضرورية.

بيد أن اختلاف فئات المجتمع وتباين حاجاتها وحقوقها وواجباتها يحتم علينا إدراك أهمية توفير الرعاية لجميع الفئات كل بحسب متطلباته.

لقد عد الإسلام الاهتمام بجميع أفراد المجتمع المدني أمرًا لازمًا في صياغته المجتمع المدني السليم، فالعناية بالطفل وحقه في الحياة مكفولٌ لِكُلِّ إنسانٍ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [الإسراء: 31]، فضلا عن المساوة وعدم التمييز بين الذكر والأنثى، والاهتمام به وبتعليمه وتربيته، لينشأ إنسانًا سويًّا قادرًا على بناء المجتمع، كما أوصى بالأيتام وأوجب مراعاتهم ماديًّا ومعنويًّا والحرص على تحري الأصلح له، يقول المولى جل وعلا: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 220]، وفي الحديث الشريف: « أنا وكافلُ اليتيم في الجنة كهاتينِ»، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.

واهتم بالشباب وحث على تثمير طاقاتهم وقدراتهم وتوجيهها إلى سواء الصراط، ولم يغفل كبار السن بل ركز على وجوب رعايتهم والعطف عليهم ومراعاة ما يولده كبر السن من تغير نفسي وعاطفي وعقلي.

وأكد على حق المرأة والاهتمام بها أمًا وأختًا وابنة وزوجة وإعطائها الحقوق اللازمة لتعيش حياة كريمة وتكون عنصرًا فاعلا في المجتمع، فضلا عن حقوق الرجال في مختلف الميادين وإعطائهم دورهم القيادي في المجتمع المدني والذي ينسجم مع المهام الموكلة بهم.

كما أولى كبار السن عناية خاصة سواء أكانوا أبوين أم غير أبوين، يقول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، وفي الحديث: « ليس منَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا »

وقد كفل الإسلام حقَّ المسافر وابن السبيل وجعل لهما حقًّا في الزكاة المفروضة.

والجار الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أن سيورثه»، وشرع من الأحكام ما أمن له الحياة الكريمة.

لقد أمسى الفرق واضحًا بين المنهج الإسلامي وغيره من المناهج الغربية في إعداد المجتمع والاهتمام به وضوح الشمس في كبد السماء، فأين من يبني المجتمع على أساس أن الإنسان أخ للإنسان له من الحقوق والواجبات ما يتلاءم وطاقاته ومسؤوليته، ومثال ذلك ما قاله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ليوصي أحد قضاته على مصر قال: (فإنهم إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وأين بعض المناهج الغربية التي تعد الإنسان ذئبًا لأخيه الإنسان لابد أن يشرب دمه ويأكل لحمه ويكسر عظمه لأجل أن يتطور ويصل مراتب عليا في هذا المجتمع.

إن غايات الإسلام في بناء المجتمع المدني لو أتيحت لها الفرصة لكي تطبق في العالم لاستطاع أن يقضي على المشاكل المجتمعية التي يعاني منها العالم اليوم، وليس هذا انحيازًا أنما هو ما عبر عنه الكثير من الباحثين والمفكرين والفلاسفة الغرب أنفسهم في كتبهم حيث تكلموا بمنطقية على تجربة الإسلام في هذا الصدد، وحلوله الناجعة في هذا.
م. نكتل يوسف محسن

بسمة فجر
07-11-2023, 12:07 PM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

البرنس مديح آل قطب
07-11-2023, 12:09 PM
https://mrkzgulfup.com/do.php?img=3840 (https://mrkzgulfup.com/)




https://www.gulfupp.com/do.php?img=56775 (https://www.gulfupp.com/)https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif


https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)

هلا وغلا
اخوتى الغاليين
قد زركش متصفحي بأحرفكم العطرة
يوم أعُلِنَ للحضور ميلاد حرف يتوسَد النور ها هى
زهرة نرجسية تفتحت على أنغام الأثير
تنثر بأنامِل من حرير حروف تتلألأ دُرراً ونجوم تضياء
سماء
منتديات
رواية عشق
تحية لكٍ يا من نثرتم قطاف الورد
على متصفح يشتاق عبق مروركم الكريم
فـ يأتلق البوست جمالاً وروعة
بكل مافيه من يراع وألق مما تنثرون
اسأل الله ان يثبتكم في الدارين
شكري وتقديري
وباقات رواند
يسلمواااااااااااااااااااااا
http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/160166321811931.gif

https://up6.cc/2023/07/168855013071791.gif
القيصر العاشق

البــ https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/) مديح ال قطب https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/) ـــرنس
https://www.gulfupp.com/do.php?img=56776 (https://www.gulfupp.com/)





https://www.khlgy.com/do.php?img=121718

حاء
07-11-2023, 12:53 PM
-


جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد :x37:
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك :f15:

نور القمر
07-11-2023, 03:36 PM
يعطيك العافية عَ الآنتقاء الرائِع
دامت صفحاتك بهذا الرُقي وَ الجمَال
لقلبك تلال السَعادة.

إيلين
07-11-2023, 07:43 PM
:j1:






تَحية تلطفهآ قلوب طيبة ونقٌية
آ‘لتميزٍ لآ يقفٌ عندْ أولْ خطوٍة إبدآعٌ
بلْ يتعدآه في إستمرآرٍ آلعَطآءْ

- جَف عطَرگـ .
07-11-2023, 08:28 PM
-







جزَاك الله جنةٌ عرضُها السمَوات والأرضِ
ولا يحرمك الأجر ض2

المتمرد
07-12-2023, 12:24 AM
جلب ثري وطرح مثالي
الف شكر على هذا
الانتقاء الفاتن

мя Зάмояч
07-12-2023, 09:05 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نور القمر
07-12-2023, 02:35 PM
انتقاء مميز
وطرح يواكب الفائدة القيمه
شكرا لتميزك وعطائك

رحيل
07-13-2023, 09:58 PM
الله يبارك في جهودك على اختياراتك القيمة
والمواضيع المميزة اللي تقدميها لنا
كل الشكر على ماقدمت وستقدم

sham
07-14-2023, 04:49 AM
جزاك الله كل خير
مودتي

نور القمر
07-14-2023, 01:14 PM
عُطِآءَ مُتوآصِلَ آخُآذِ . .
وفُيضِ آخُرَ مَِن المُعّرفةِ والفُآئِدةَ
شُكرِ مُمَِتِددِ
‏وُدِ مُعتقَ

Şøķåŕą
07-15-2023, 10:12 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نبضها مطيري
07-18-2023, 02:28 AM
جزاك الله كل خير

Şøķåŕą
07-18-2023, 06:18 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
07-18-2023, 08:42 PM
أَنْتَقَآءْ مُتْرَف بِفَائِدَةٍ صِحِّيَّةٍ https://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(37).gif
سَلَّمَتْ لِرَوْعَةِ طَرْحِكَ اَلْمُخْمَلِيِّ . . https://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(181).gif
دَامَتْ روايه عَطَائِكَ . . https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/239.gif
.

- حيَآهـ!
07-19-2023, 06:14 AM
،’
-
:h4:

× .. كتب الله أجرك عَ أطروحتكَ الدينية :h2: ..

Şøķåŕą
07-20-2023, 09:51 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رزان
07-23-2023, 06:26 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

☆Šømă☆
08-06-2023, 06:48 PM
يعطيك العافيه
شكرا لك

روحي تبيك
09-02-2023, 02:01 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

بنت العز
10-16-2023, 10:11 AM
يعطيك العافية عَ الآنتقاء الرائِع

Şøķåŕą
05-03-2024, 11:13 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير