تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحملة على القرآن دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها


☆Šømă☆
07-04-2023, 10:33 PM
الحملة على القرآن
دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها[1]


المحور الأول:

س1- التصريحات التي يطلقها المستشارون والصحفيون في الإدارة الأمريكية ويقولون: إن القرآن كتاب يحث على العنف ويشجع على الإرهاب فما الدوافع؟ ويأتي ذلك بالتوافق مع الحملة العسكرية على ما يسمونه بالإرهاب:

ج1- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن المؤسسات الإعلامية الموجهة من قبل اليهود - الصهيونية العالمية - تغير الموديلات الفكرية التي تريد تسويقها إلى العالم، كما تغير دور الأزياء موديلات الأزياء سواء أرادت الترويج لتعميم فكر ما مثل العولمة، والحركة الأنثوية والتجارة الحرة أو كانت الأفكار موجهة ضد مبدأ فكر أو اتجاه معين.



فقد حاربت الكنيسة يوماً ما تحت شعار الحرية والمساواة والعدالة إلى أن كانت الثورة الفرنسية ودمرت سلطان الكنيسة في أوروبا ونجحت التيارات الإلحادية مدفوعة بالصهيونية إلى فصل الدين عن الحياة في أوروبا وحاربت الدولة العثمانية تحت شعار الدستور وتحرير الشعوب وحقوق الأقليات.. إلى أن مزقت الدولة العثمانية إلى دويلات وتقاسمت الدول الكبرى تركة الرجل المريض.



وعندما فرغت من الاتحاد السوفياتي وقد رفعت في وجهه شعار حقوق الإنسان وحرية الرأي وكسر الطوق الحديدي...



لم يبق أمام الحركة الصهيونية من خطر يقف في وجهها ويحد من سيطرتها سوى الإسلام - وعلى الرغم أن الإسلام لا تمثله دول تتبناه منهج حكم كامل ولا منظمات للسياسة الخارجية والاقتصادية للحكومات في العالم الإسلامي. إلا أن ربع سكان العالم تقريباً يعتنقون مبادئه ويطبقون أحكامه على مستوى الشعوب والأفراد.



وإذا علمنا أن شعارات العولمة المعاصرة - وهي التعليقة الحديثة - للترويج العالمي ومن غاياتها سيطرة نمط الحياة الغربية عامة والأمريكية خاصة على العالم، فإن الشعوب الإسلامية لا تقبل هذا الذوبان والخضوع. فكانت هذه الهجمة من خلال إثارة الاتهامات وإثارة الشبهات حول الإسلام.



وبما أن منطلق الإسلام، ومنبع عقائده وتشريعاته وأخلاقياته وتربيته للأفراد والجماعات هو القرآن الكريم. فوجهوا سهامهم وشبهاتهم إلى القرآن الكريم.



ومن هذا المنطلق شبهاتهم حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

المحور الثاني:

س2- تعرض القرآن الكريم لحملات من الحرب الفكرية منذ نزوله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى يومنا هذا فما طبيعة هذه الحملات وماذا كان مصيرها؟

ج2- منذ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل عليه القرآن الكريم، لم تنقطع حملات أعداء الله على شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى القرآن الكريم.



وذلك لأن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته المطهرة هي النبراس والقدوة والتطبيق العملي للإسلام.



أما القرآن الكريم فهو مصدر قوة الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتربية ومنهج حياة ومصدر ثوابتهم التي يعودون إليها على مر العصور.



بالإضافة إلى أن القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة الذي تحدى ولا يزال، الجيل بعد الجيل أن يبطلوا حقيقة من حقائقه، أو يأتوا بمثل أقصر سورة منه، وهو الحجة القائمة والسلطان والبرهان على أنه من عند الله وليس من تأليف البشر: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ [النساء: 82].



﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24].



ولكن لكل جيل من الكفار -أعداء الله- أسلوب في التشكيك وإثارة الشبهات والتهم حول القرآن الكريم وحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 95]



أ- المشركون من قريش ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 4-5].



ب- وقالوا عن الرسول ﴿ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾ [الفرقان: 7-8].



2- في أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي عندما ترجمت الفلسفة اليونانية وكتبت الوثنيات الشرقية من المجوسية والهندوكية والزرادشتية وغيرها أثيرت شبهات جديدة حول مصدر القرآن الكريم ووجه إعجازه وحول دور العقل وحدوده في التحسين والتقبيح، وهل هو الأصل أو الوحي.



وبالتالي كان الحديث عن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعصمته وعصمة الأنبياء عامة. وأثيرت شبهات حول قصص الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ولعبت المصادر الإسرائيلية دوراً كبيراً في إثارة الشبهات والفتن.



3- وفي الجاهلية الحاضرة خلال القرنين الأخيرين برزت الحرب على الإسلام بوجوه جديدة وشبهات جديدة: وكان ذلك على أيدي المستشرقين الذين جندوا طاقات هائلة من الباحثين المتخصصين تفرغوا لدراسة الإسلام من كل جوانبه: مصادره الثقافية، والتشريعية وتراثه الحضاري والتاريخي، ولغته..



ومن خلال هذه الدراسات أثيرت شبهات جديدة، وجددت شبهات قديمة بأسلوب جديد. وكان محور هذه الشبهات أيضاً شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم.



4- واليوم تتجدد هذه الحملات عن طريق وسائل الإعلام وقادة الفكر الغربي ودهاقنة السياسة العالمية.



على شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إرهابياً وربى جيلا ًمن الإرهابيين. والقرآن الكريم مصدر الإرهاب.



وأقول بكل ثقة واطمئنان أن مصير هذه الحملات ستكون نفس مصير الحملات السابقة. بل إن هذه الشبهات وهذه الحملات لها فوائد:

كما قال الله سبحانه وتعالى عن حادثة الإفك: ﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].



من هذه الفوائد:

1- التمحيص للمؤمنين: فسنة الابتلاء والتمحيص لمعرفة الخبيث من الطيب وتمييز الصادق من الكاذب، ومعرفة المؤمن الصادق من المنافق المخادع ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142].



2- إثارة حمية العلماء الصادقين لتجريد الأقلام وبيان مزايا الإسلام عامة وخصائص القرآن خاصة. وتدوين سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإبراز جوانب شخصيته العظيمة.



فمثلاً كانت شبهة الصرفة التي أثارها المعتزلة في العصر العباسي بداية الكتابة والدافع للتأليف في علوم البلاغة عامة وعلم الإعجاز خاصة ومطاعن الزنادقة في تشريعات القرآن كانت وراء الكتابة في مشكل القرآن ومتشابهه ومختلف الحديث..



وكانت مطاعن المستشرقين وراء الكتابات في العصر الحديث لبيان مزايا الإسلام وتشريعاته. والمكتبة الإسلامية مليئة بهذه الدراسات المعاصرة الدقيقة الرائعة.

المحور الثالث:

س3- لقد أخذ المستشرقون على عاتقهم مهمة الحرب على القرآن من الناحية الفكرية بعد إخفاق الحملات العسكرية.. إلى أي حد نجح المستشرقون في تكوين العقلية الغربية العدائية للقرآن؟ وهل من الممكن ذكر أمثلة من كتاباتهم؟

ج3- كما قلت إن الدراسات الاستشراقية تناولت الإسلام في كل ميادينه، ولكن الاهتمام الأكبر انصب على القرآن الكريم وعلى شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.



أ‌- أما بالنسبة للقرآن الكريم فحاولوا التشكيك في مصدره، ليحملوا الناس على أنه بشري المصدر وليس وحياً من الله سبحانه وتعالى.



فمثلاً:

ذهب (تسدال) و(كانون سل) أن محمداً استقى معلوماته التي وضعها في القرآن من الحنفاء[2] الذين كانوا يدعون إلى توحيد الله، ورفض عبادة الأوثان، والوعد بالجنان الوعيد بالعقاب في جهنم والإقرار بالبعث والنشور. وقد جاء ذلك في شعر الحنفاء في الجاهلية وأقوالهم.



والرد على هذا: إن بقايا دين إبراهيم كان باقياً في جزيرة العرب فمثلاً الحج وشعائره، والأشهر الحرم وكثير من العادات العربية كانت مبنية على ما توارثوه عن أجدادهم. إلا أن السواد الأعظم من الناس كانوا انحرفوا عن ملة إبراهيم عليه السلام. ولكن أفراداً من الناس بقوا يبحثون عن ملة إبراهيم. فعندما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعاد إلى الملة الحنفية صفاءها ونقاءها، وأزال عنها ركام الجاهلية وأوحال الشرك والوثنية ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس ﴾ [الحج: 78].



وقال تسدال أيضاً (مصادر الإسلام)[3]: إن كثيراً من العقائد والتشريعات التي وضعها محمد أو تبناها أخذها من بعض الطوائف والفرق النصرانية، بل هذه الفرق تعتبر شاذة أو خارجة عن طوائف النصرانية المعتمدة.



فمثلاً قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم، وطفولة عيسى وما ذكر القرآن من معجزاته ونزول عيسى في آخر الزمان كلها مأخوذة من النصارى.



من المعلوم أن العهد القديم والعهد الجديد تعرض للتحريف والزيادة والنقص، باعتراف اليهود والنصارى أنفسهم. فمن البديهي أن تحذف نصوص طاولتها يد التحريف ومن البديهي أن تبقى نصوص لم تحرف فتأتي على ذكر قصص وأشياء خلت منها النسخ الأخرى.



فإنجيل برنابا ينكر صلب المسيح عليه السلام ويصرح برفعه إلى السماء، بينما بقية الأناجيل تثبت ذلك. كإنجيل مرقس ومتى.



• ويقال مثل ذلك في الشبهة التي أثارها تسدال في كتابه (مصادر الإسلام) حول تشابه القصص والأخبار وغيرها مع العهد القديم، كتاب اليهود المقدس فالنصوص التي لم يحرفها اليهود تتطابق مع ما ورد في القرآن لأن القرآن كلام الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والتوراة غير المحرفة كلام الله الذي أنزله على موسى عليه السلام. فهما من مشكاة واحدة ومنزلهما هو الخالق سبحانه وتعالى.



فقصة ابني آدم، وقصة إبراهيم مع نمرود ونجاته من النار، وقصة سليمان مع ملكة سبأ، وقصة هاروت وماروت، وقصة موسى عليه السلام مع فرعون، ومع بني إسرائيل في موقف كثيرة، يرد كل ذلك متشابهاً، ولا شك أن القرآن صحح كثيراً من استطراداتهم وتفاصيلها التي أضافها أحبارهم.



• وحاول المستشرقون أن ينسبوا القرآن إلى محمد نفسه، وأنه كانت تعتريه حالات نفسية وانفعالات عاطفية، أو حالات هستيرية... أو نتيجة عبقرية فذة لمحمد.



كل ذلك ليحولوا بين القرآن وبين مصدره الرباني، ولينسبوه إلى البشر.



وبالتالي يشككوا المسلمين في دينهم، وليحولوا بين الإسلام وبين غير المسلمين فيوقعوا في روعهم أن القرآن بشري المصدر وأن محمداً كان أحد المصلحين الثائرين على مجتمعهم.



• ولكن القرآن الكريم تناول مثل هذه الشبهات وهي نفس الشبهات التي أثارها المشركون ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً ﴾ [النساء: 163].



• أما الزعم بالانفعالات النفسية أو الجنون وغير ذلك، فإن دراسة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير دليل على قوة عقله وصحته والحالات التي كانت تعتوره أثناء الوحي، فهي نتيجة صلته الروحية بجبريل عليه السلام، حيث التلاؤم بين العالم الروحاني.



ولقد قال المشركون قديماً لنبي الله نوح: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون: 25]، وقالوا عن محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 70-71].



• ومن جملة ما حاول المستشرقون إثارته حول النص القرآني ما قالته دائرة المعارف الإسلامية - البريطانية - وكذلك تيودور نولدكه - وكازانوفا - إنه سقط من القرآن أشياء ففيه نقص.



وذلك لأن الصحابة اعتمدوا على حفظهم وكانت الأمية فاشية فيهم والذين كتبوا القرآن كتبوه على وسائل بدائية يصعب المحافظة عليها.



• والرد على ذلك: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر كتاب الوحي بكتابة النص القرآني أول نزوله، ثم يحفّظ الصحابة رضوان الله عليهم ما نزل من القرآن.



وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستنسخون ما يحتاجونه لأنفسهم بالإضافة إلى حفظهم وكان جبريل عليه السلام يعارض الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل سنة في رمضان، وعارضه في السنة الأخيرة مرتين. لذا كان كثير من الصحابة يحفظ كل القرآن، وكان الجم الغفير يحفظ سوراً منه. ولم يتوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وكل القرآن محفوظ في الصدور ومكتوب في السطور. ولكنه لم يكن مجموعاً على قطع متساوية في مكان واحد، فقام أبوبكر بجمعه في مصحف واحد وعلى قطع متساوية، متبعاً في ذلك أوثق وأدق طرق التثبت في توثيق النص القرآني.



وقال بعض المستشرقين: إن مما يدل على أن القرآن من تأليف محمد اختلاف أسلوب المكي منه عن المدني، مما يدل على تأثره باليهود في المدينة بعد الهجرة وقد خلا القرآن المكي من التشريعات والبراهين العقلية المنطقية، أما القرآني المدني فهو مليء بمثل هذه الحوارات والمناقشات والتشريعات..



إن القرآن المكي ركز على ترسيخ أسس العقيدة والأخلاق واستخدم في ذلك الأسلوب المؤثر من الاستدلال على مشاهد الكون وإثارة العاطفة وإيراد شبهات القوم و الرد عليها. واستخدم في ذلك كل الأساليب المؤثرة: القصة، والحوار والتقريع والتقرير... أما القرآن المدني فبعد أن أقيمت الدولة الإسلامية كان لا بد من تشريعات تنظم المجتمع الإسلامي، وتؤسس الدولة الربانية والأسلوب التقريري الهادئ يتلاءم مع مثل هذه الأحكام والتشريعات. فكان طابع القرآن المدني، هادئاً سلساً يشتمل على تقرير الأحكام ووجه الحكمة فيها وتعليل الأنظمة والتشريعات.



فكل مرحلة لها أسلوبها وموضوعاتها.



أما ما قاله المستشرقون عن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتلخص فيما يلي:

أ‌- التركيز على أنه كان مختل النفسية، يصاب بالهستيريا، أو الجنون أو غير ذلك من الأعراض. وهم يعتمدون في ذلك على ظاهرة الوحي.



ب‌- إنه كان قارئاً كاتباً واطلع على الديانات القديمة وتراث الأمم السابقة فاستقى منها أفكاره وألف هذا القرآن.



إن المنصفين الذين درسوا سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهدوا له بالحلم والعقل والتواضع والصدق والأمانة، وقوة الشخصية وتأثيرها في غيره.



لقد كانت قريش أحرص الناس على إبطال دعوى محمد - صلى الله عليه وسلم - فلو كان قارئاً كاتباً، لأشاعوا عنه ذلك، وكانت سيرته وحياته معلومة لديهم بوقائعها لذا عندما أثاروا حول القرآن شبهاتهم قالوا ﴿ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 5] ومعنى اكتتبها أي طلب من غيره أن يكتبها له. لمعرفتهم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.



المحور الرابع:

س4- من أشكال الحرب على القرآن: الحرب على إذاعات القرآن، وثقافة القرآن والمحطات الإعلامية القرآنية، ما هو الدور المنوط بالمحطات الإعلامية القرآنية لمواجهة الحملة الشرسة ضد القرآن؟

ج4- الحرب على القرآن، للقضاء على ثقافة القرآن، يستدعي بداهة إعلان الحرب على المؤسسات والوسائل التي تنشر القرآن وترسخ مبادئه وتوسع ثقافته، فمن البديهي أن يحاول أعداء الإسلام طمس نور القرآن بالضغط على السلطات التي تتولى أمر هذه المؤسسات. وذلك بعد إثارة الشبهات والشكوك حول دورها الثقافي والاجتماعي.



كقولهم: إنها تربي الإرهابيين، أو تنشر ثقافة الإرهاب.. أو تعلّم الأصولية.



والأخطر من ذلك هو التدخل في مناهج التعليم في العالم الإسلامي لحذف النصوص الشريفة من الكتب الدراسية. وتجريدها من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.



لذا فإن المستهدف هو الإسلام، لإخراجه من حياة المسلمين، فعلى القائمين على هذه المؤسسات الإعلامية، وضع برامج مدروسة متكاملة لتربية النشأ، وترسيخ مبادئ القرآن في نفوس الأجيال تلاوة وحفظاً ومدارسة وثقافة.



وأن لا تكون البرامج الإعلامية ردود فعل مؤقتة لهجمات أعداء الإسلام.



المحور الخامس:

س5- القراءات المعاصرة للقرآن، والتأويلات الباطلة للنصوص القرآنية إحدى أشكال الحرب على القرآن، هل ينجح هذا التيار للقراءة في مسخ النصوص القرآنية وكيف السبيل لمواجهته؟

ج5- هذه من جملة المحاولات التي يحاول أعداء الإسلام تحريف القرآن وإخراجه من حياة المسلمين.



ويقوم هذا التيار في الأصل، ليس بالهجوم على القرآن مباشرة أو التشكيك في مصدره الرباني كما فعل أساتذتهم من المستشرقين.



وإنما يحاول أصحاب هذا التيار محاربة القرآن من الداخل، والتشكيك في فهم المسلمين لنصوصه. لإلقاء شكوك وشبهات على أحكامه ومبادئه وإيجاد التناقضات في حياة المسلمين الملتزمين بالقرآن لذا انطلقوا من:

أ‌- رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقطع الصلة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تعتبر التطبيق العملي للقرآن الكريم. فمهمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البلاغ والبيان. وخير من فهم القرآن وبلغه قولاً وعملاً هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم.



ب‌- إخضاع النص القرآن للنقد والتشريع كما يفعل بالنصوص الأدبية من الشعر والنثر والخطب وغير ذلك. وذلك لإزالة قدسيته من النفوس.



وهؤلاء يتظاهرون بالدراسات المنهجية والعلمية والموضوعية وهم أبعد الناس عن النزاهة مع الافتراء والكذب وتحريف النصوص عن دلالاتها هو منهجهم.



لذا فلا نجاح لهذا التيار لمصادمته بدهيات الثقافة الإسلامية ولا أميل على الرد على أمثال هؤلاء والانشغال بهم.



بل نشر المؤسسات القرآنية والتركيز على الثقافة القرآنية كفيل بالقضاء على مثل هذه التيارات.



محاور الحلقة الثانية من نفس السلسلة:

1) بين الفينة والأخرى تصدر تصريحات عن مستشارين في البيت الأبيض، أو صحفيين وإعلاميين معروفين بولاءاتهم للإدارة الأمريكية يطعنون فيها بالقرآن ويصفونه بأنه كتاب يحث على العنف، ويشجع على الإرهاب! فما هي الدوافع الأمريكية للحملة على القرآن بالتوافق مع الحملة العسكرية على ما يسمونه بالإرهاب؟ المراكز القرآنية تعتبر بؤرة لثقافة التطرف والإرهاب على حد تعبير الأمريكيين! ما هو الدور المطلوب من هذه المراكز في هذه المرحلة الدقيقة؟



2) تعرض القرآن الكريم لحملات من الحرب الفكرية منذ نزوله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلى يومنا هذا! فما هي طبيعة هذه الحملات وماذا كان مصيرها!



3) لقد أخذ المستشرقون على عاتقهم مهمة الحرب على القرآن من الناحية الفكرية بعد إخفاق الحملة العسكرية وسقوط لويس التاسع أسيراً في المنصورة! إلى أي حد نجح المستشرقون في تكوين العقلية الغربية العدائية للقرآن؟ أمثلة عملية حول بعض الكتابات الاستشراقية.



4) من أشكال الحرب على القرآن الحرب على إذاعات القرآن وثقافة القرآن والمحطات الإعلامية القرآنية! ما هو الدور المنوط بالمحطات الإعلامية القرآنية لمواجهة الحملة الشرسة ضد القرآن؟



5) القراءات المعاصرة للقرآن، والتأويلات الباطلة للنصوص القرآنية إحدى أشكال الحرب على القرآن! هل ينجح التيار الشحروري للقراءة المعاصرة في مسخ النصوص القرآنية، وكيف السبيل لمواجهته؟



6) مسؤولية الآباء والأمهات والعلماء والكتاب والمفكرين والهيئات العلمية والقرآنية للحفاظ على الشخصية القرآنية للأجيال، في مواجهة الحملة على القرآن الكريم؟

إيلين
07-04-2023, 10:33 PM
:j1:






تَحية تلطفهآ قلوب طيبة ونقٌية
آ‘لتميزٍ لآ يقفٌ عندْ أولْ خطوٍة إبدآعٌ
بلْ يتعدآه في إستمرآرٍ آلعَطآءْ

عذوب ..*
07-04-2023, 11:11 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

نبضها مطيري
07-05-2023, 01:53 AM
طرح جميل
يعطيك العافيه

Şøķåŕą
07-05-2023, 06:20 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

حاء
07-05-2023, 08:32 AM
-


جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد :x37:
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك :f15:

بسمة فجر
07-05-2023, 09:29 AM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

رحيل
07-05-2023, 09:31 AM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك.

حسان
07-05-2023, 10:27 AM
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

мя Зάмояч
07-05-2023, 12:31 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

البرنس مديح آل قطب
07-05-2023, 02:34 PM
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif


https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif (https://up6.cc/)
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif (https://up6.cc/)



جزاكم الله خير الجزاء
جميل ورائع ومميز ماقدمته لنا
دام لنا قلمكم وعطائكم الجميل والرائع والمتميز
دمتم بحفظ الله
يسلمواااااااااااااااا


https://up6.cc/2023/07/168855013071791.gif
القيصر العاشق

البــ https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif مديح ال قطب https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif ـــرنس






https://www.khlgy.com/do.php?img=121718

لَـحًـــنِ ♫
07-05-2023, 08:19 PM
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
‎تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
‎طًرّحٌ مٌخملَي ..,
‎كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
‎يعطَيكـ العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً
‎بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ




http://ladyoftheswamps.l.a.pic.centerblog.net/67821c78.png (http://ladyoftheswamps.l.a.pic.centerblog.net/67821c78.png)

لَـحًـــنِ ♫
07-05-2023, 08:20 PM
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
‎تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
‎طًرّحٌ مٌخملَي ..,
‎كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
‎يعطَيكـ العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً
‎بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ




http://ladyoftheswamps.l.a.pic.centerblog.net/67821c78.png (http://ladyoftheswamps.l.a.pic.centerblog.net/67821c78.png)

ماريا ♔
07-05-2023, 11:15 PM
جزاك الله كل خير :242:

المتمرد
07-06-2023, 06:33 AM
انتقاء ثري واختيار مثالي وجميل
الف شكر على هذا الجلب
الطيب والطرح الانيق

Şøķåŕą
07-06-2023, 06:36 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

شموخ الغلا
07-06-2023, 11:56 PM
جزاك الله خيرا على الطرح القيم ..
ويعطيك الف عافية ..:f17:

نبضها مطيري
07-06-2023, 11:56 PM
طرح جميل

نور القمر
07-07-2023, 08:52 PM
أَنْتَقَآءْ مُتْرَف بِفَائِدَةٍ صِحِّيَّةٍ https://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(37).gif
سَلَّمَتْ لِرَوْعَةِ طَرْحِكَ اَلْمُخْمَلِيِّ . . https://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(181).gif
دَامَتْ أَنْفَاسُ عَطَائِكَ . . https://a-al7b.com/vb/images/smilies/239.gif
.

فرآشه ملآئكيه
07-08-2023, 12:59 PM
~`



جميــل
يعطيگ العافيہ يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعگ
ودي

الباشق
07-09-2023, 10:43 AM
جزاكم الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتكم
ربي يسعدكم سعادة الدارين
مع خالص تقديري واحترامي لمقامكم الرفيع

Şøķåŕą
07-09-2023, 11:56 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

نور القمر
07-09-2023, 01:18 PM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

sham
07-11-2023, 04:03 AM
جزاك الله كل خير
مودتي

نور القمر
07-11-2023, 03:47 PM
يعطيك العافية عَ الآنتقاء الرائِع
دامت صفحاتك بهذا الرُقي وَ الجمَال
لقلبك تلال السَعادة.

- جَف عطَرگـ .
07-11-2023, 09:01 PM
-







جزَاك الله جنةٌ عرضُها السمَوات والأرضِ
ولا يحرمك الأجر ض2

نور القمر
07-12-2023, 02:45 PM
انتقاء مميز
وطرح يواكب الفائدة القيمه
شكرا لتميزك وعطائك

Şøķåŕą
07-15-2023, 11:03 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

- حيَآهـ!
07-19-2023, 06:27 AM
،’
-
:h4:

× .. كتب الله أجرك عَ أطروحتكَ الدينية :h2: ..

Şøķåŕą
07-20-2023, 09:19 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
07-21-2023, 03:19 PM
عُطِآءَ مُتوآصِلَ آخُآذِ . .
وفُيضِ آخُرَ مَِن المُعّرفةِ والفُآئِدةَ
شُكرِ مُمَِتِددِ وتُقديِرَ .

رزان
07-23-2023, 07:28 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

احمد حماد
07-23-2023, 07:42 PM
https://www.raed.net/img?id=275336 (https://www.raed.net/)

روحي تبيك
09-15-2023, 04:44 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

بنت العز
12-08-2023, 08:06 PM
سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل
لرُوحك السّعادة

Şøķåŕą
04-26-2024, 04:40 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير