Şøķåŕą
06-13-2023, 08:21 PM
قصص رُويت في السيرة ولا تصح (3)
القصة السابعة:
روى ابن إسحاق في السيرة عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة (النمل) بمكة، وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحُد، حين قُتِل حمزة ومُثِّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لئن أظهرني الله عليهم -يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة- لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم))، فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنَّ بهم مثلة لم يُمثلها أحد من العرب بأحد قطُّ، فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ... ﴾ [النحل: 126] إلى آخر السورة.
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 26-27 رقم: 548): "ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله (2/ 592)، وضعَّفَه بقوله: "وهذا مرسل، وفيه رجل مبهم لم يُسَمَّ، وقد روي من وجه آخر متصل"، قلت -الألباني-: وهذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف".
وقال ابن كثير رحمه الله: "قلت: هذه الآية مكية، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فَكيف يلتئم هذا؟! فَالله أعلم".
ومثله ما رواه الطبراني (3 / 107 - 108) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري: أخبرنا عبدالأعلى عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن كعب القرظي والحكم بن عتيبة عن مقسم ومجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال: لولا أن تحزن النساء ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك. قال: وأحزنه ما [رأى] به، فقال: ((لئن ظفرت بقريش لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا... ﴾ إلى قوله: ﴿ يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل:126-127]))، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 27 رقم: 549): "ضعيف".
ومثله ما أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد (2/ 6/ 1-2)، والحاكم (3/ 197)، والبزاز، والطبراني، والبيهقي في دلائل النبوة (1- غزوة أحد)، والواحدي (146/ 1) عن صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف على حمزة بن عبدالمطلب حين استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه، أو أوجع لقلبه منه، ونظر إليه وقد مُثِّل به فقال: ((رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولًا للرَّحِم، فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرَّني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها- أما والله على ذلك لأمثلنَّ بسبعين كمثلتك))، فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذه السورة وقرأ: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ إلى آخر الآية، فكفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -يعني: عن يمينه- وأمسك عن ذلك.
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 28 رقم: 550): "ضعيف.. وسكت عنه الحاكم، وتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: صالح واهٍ"، وقال الحافظ ابن كثير (2/ 592): "وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة"، وكذلك ضعَّفَه الهيثمي في المجمع (6/ 119).
وثمَّت أحاديث أُخر مسلسلة بالضعفاء فلا تصحُّ القصة.
فائدة:
وصحَّ في سبب نزول الآية السابقة ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، فيهم حمزة فمثَّلوا بهم. فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]، فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفوا عن القوم إلا أربعة))"؛ رواه الترمذي رقم: (3129)، والحاكم (2/ 359)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 135)، وحسَّنَه الترمذي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، قال الألباني رحمه الله: وهو كما قالا. وهو في الصحيح المسند من أسباب النزول (ص: 143) وفي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا أبي عبدالرحمن مقبل الوادعي رحمه الله.
القصة السابعة:
روى ابن إسحاق في السيرة عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة (النمل) بمكة، وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحُد، حين قُتِل حمزة ومُثِّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لئن أظهرني الله عليهم -يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة- لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم))، فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنَّ بهم مثلة لم يُمثلها أحد من العرب بأحد قطُّ، فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ... ﴾ [النحل: 126] إلى آخر السورة.
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 26-27 رقم: 548): "ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله (2/ 592)، وضعَّفَه بقوله: "وهذا مرسل، وفيه رجل مبهم لم يُسَمَّ، وقد روي من وجه آخر متصل"، قلت -الألباني-: وهذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف".
وقال ابن كثير رحمه الله: "قلت: هذه الآية مكية، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فَكيف يلتئم هذا؟! فَالله أعلم".
ومثله ما رواه الطبراني (3 / 107 - 108) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري: أخبرنا عبدالأعلى عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن كعب القرظي والحكم بن عتيبة عن مقسم ومجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال: لولا أن تحزن النساء ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك. قال: وأحزنه ما [رأى] به، فقال: ((لئن ظفرت بقريش لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا... ﴾ إلى قوله: ﴿ يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل:126-127]))، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 27 رقم: 549): "ضعيف".
ومثله ما أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد (2/ 6/ 1-2)، والحاكم (3/ 197)، والبزاز، والطبراني، والبيهقي في دلائل النبوة (1- غزوة أحد)، والواحدي (146/ 1) عن صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف على حمزة بن عبدالمطلب حين استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه، أو أوجع لقلبه منه، ونظر إليه وقد مُثِّل به فقال: ((رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولًا للرَّحِم، فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرَّني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها- أما والله على ذلك لأمثلنَّ بسبعين كمثلتك))، فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذه السورة وقرأ: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ إلى آخر الآية، فكفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -يعني: عن يمينه- وأمسك عن ذلك.
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 28 رقم: 550): "ضعيف.. وسكت عنه الحاكم، وتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: صالح واهٍ"، وقال الحافظ ابن كثير (2/ 592): "وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة"، وكذلك ضعَّفَه الهيثمي في المجمع (6/ 119).
وثمَّت أحاديث أُخر مسلسلة بالضعفاء فلا تصحُّ القصة.
فائدة:
وصحَّ في سبب نزول الآية السابقة ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، فيهم حمزة فمثَّلوا بهم. فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]، فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفوا عن القوم إلا أربعة))"؛ رواه الترمذي رقم: (3129)، والحاكم (2/ 359)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 135)، وحسَّنَه الترمذي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، قال الألباني رحمه الله: وهو كما قالا. وهو في الصحيح المسند من أسباب النزول (ص: 143) وفي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا أبي عبدالرحمن مقبل الوادعي رحمه الله.