Şøķåŕą
05-20-2023, 08:17 PM
في القرآن هي بمعنى لفظة الجَلالة المُعَظَّمَة، (الله) عز وجل؛ فقد عَزا السيوطي في الدُّر المَنْثور[1] لابن المُنْذِر، عن عكرمة، قال: جبريل اسمه: عبد الله، وميكائيل اسمه: عُبيد الله، قال: والإل الله، وذلك قوله: ﴿ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴾ [التوبة:10]، قال: لا يرقبون الله.
وعَزا في المصدر نفسه[2] لأبي عُبَيْد في فضائل القرآن - ولم يُعْثَر عليه في المطبوع منه - وابن المُنْذِر في تفسيره، عن يحيى بن يَعْمَر، أنه كان يقول: جَبْر هو عَبْد، وإل هو الله.
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره[3]، والطبري في تفسيره[4]، وابن أبي حاتم في تفسيره[5] عن مُجاهِد، أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾ [التوبة: 10]: لا يَرْقُبون اللهَ تعالى، ولا غَيْرَه[6].
وعزاه السيوطي في الدر المنثور[7] لابن المُنْذِر، وأبي الشَّيْخ في تفسيريهما.
ولَعَلَّ الأَثَران آنِفا الذِّكْر عن يحيى بن يعمر، ومُجاهِد هما المُرادان في كلام ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى المُتَقَدِّم نَقْلُه.
وقد جاء عن أبي مِجْلَز رحمه الله تعالى[8] تفسير الآية على نفس المعنى المذكور في الروايات الآتية عن عكرمة، ومجاهد، ويحيى بن يعمر رحمهم الله تعالى.
فقد روى الطبري في تفسيره[9] عنه، أنه قال: ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾، قال: مثل قوله: "جبرائيل"، "ميكائيل"، "إسرافيل"، كأنه يقول: يضيف "جَبْر" و "ميكا" و "إسراف"، إلى "إيل"، يقول: عبد الله، ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾، كأنه يقول: لا يَرْقُبون الله[10].
وقد ذكر كثير من المُفَسِّرين، واللُّغَوِيِّين، أنه رُوي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال لمَّا سمع بسَجْع مُسَيْلمة الكذاب: «هذا كلامٌ لم يَخْرُجْ من إلّ» أي لم يأت من عند الله عز وجل.
ولم نقف على أحد أَسْنَد هذا الخبر، ولو بإسناد ضعيف، وإنما نقل أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث[11] عن ابن إسحاق أنه ذكره، وأورده الطبري - رحمه الله تعالى -[12]، وغيره مُعَلَّقًا بدون إسناد، والله أعلم.
قال الأصمعي[13]: معنى إيل: معنى الرُّبُوبِيَّة، فأُضِيف جَبْر، وميكا إليه.
وقال أبو عمرو ابن العلاء[14]: جَبْر هو الرجل، قال أبو عبيد: فكأن معناه: عبد إيل، رجل إيل، قال: فهذا تأويل قوله: عبد الله، وعبد الرحمن، ثم نقل كلام يحيى بن يعمر المتقدم.
وذكر أيضًا غيرُ واحد من المُفَسِّرين[15] في معنى اسم نبي الله «إسماعيل» أنه: اسمع يا الله؛ لأن إيل بالسُّرْيانية هو الله، ولما دعا إبراهيمُ عليه السلام رَبَّه، قال: اسْمَع يا إيل، فلما أجابه، ورزقه بما دعا من الولد، سَمَّى بما دعا.
وأقوال المُفَسِّرين، واللُّغَوِيِّين، وغيرهم من أهل العلم في بيان هذا المعنى كثيرة جدًا، وإنما ذكرنا منها ما يؤدي الغَرَض، لاسيما كلام الصحابة، والتابعين، والعلماء المتقدمين؛ فإن لكلامهم من الثِّقَل العِلْمي ما ليس لغيره.
قال الدكتور عبد الوهاب المسيري[16]: «إيل» الاسم السامي للإله، و«إيل» مفرد كلمة «إيليم» الكنعانية، يُراد بها الجمع، والتعدد، وكلمة «إيل» في الأكادية تعني «الإله على وجه العموم»، ولا يُعرَف أصل الكلمة، ولكن يُقال: إنه من فعل بمعنى «يقود»، أو «يكون قويًا». وقد ورد في النصوص المصرية التي تعود إلى عهد الهكسوس مُصطلَح «يعقوب إيل»، أي «ليعقب الرب بعده»، ومُصطلَح «بيت إيل» (تكوين 12/8، 35/7). وكثيرًا ما يُستخدَم اسم «إيل» مع لقب من ألقاب الإله، مثل: «إيل عليون»، أي «الإله العلي»، و «إيل شدَّاي»، أي «الإله القدير». وتُستعمَل كلمة «إيل» كجزء من أسماء عديدة مثل «إليعازر»، أي «الإله قد أعان». والواقع أن أسلوب قَرْن أسماء الأشخاص بكلمة «إيل» لا يزال مستعملًا حتى يومنا هذا، مثل «ميخائيل»، وربما يكون أصل كلمة «خليل» هو (خل - إيل)، أي «صديق الإله»، ومن المرجح أن يكون معنى إسماعيل (شماع - إيل) هو «ليسمع الإله». ويُقال أيضًا: إلياهو، وصموئيل، ويسرائيل،انتهى[17].
وقيل إن معنى إسرائيل: سِرُّ الله[18]، فتكون إسرا من السِّرِّ، وكأن إسرائيل هو الذي شَدَّده الله، وأتَقْن خَلْقَه[19]، أو لأنه انطلق إلى حاله خشية أن يقتله أخوه عيصو، فكان يسري بالليل، ويكمن بالنهار[20].
وقيل: هو مُرَكَّب من عَجَمِي، وعربي، ومعناه: أسرى إلى اللّه، وذلك أن يعقوب عليه السلام أسرى ليلة في الهجرة إلى الربّ سبحانه وتعالى، فسُمِّى إسرائيل بذلك[21].
وقيل: صفوة الله[22].
وقد اختلف أهلُ العلم كثيرًا حول أسماء الأنبياء والملائكة التي على هذا النحو، من حيث: التَّرْجِيْح بين عَرَبِيَّتها وأَعْجَمِيَّتها، وإشْكالِيَّة الإضافة والصَّرْف فيها[23].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة بالإمتاع بالأربعين المتباينة السماع[24]: جُمهور المُفَسِّرين على أن هذه الأسماء كجِبْرِيْل، ومِيْكائيل، وإسْرافِيل، وعِزْرائيل، باللغة السُّرْيانيَّة، وقال بعضهم: هي عِبْرانِيَّة، ومنهم من يدلُّ كلامُه على أن بعضها عربية، كجَبْرائيل، وعِزْرائيل.
واختلفوا في معنى إيل، فقيل: هو من أسماء الله، والأربعة[25] بمعنى عَبْد، وقيل بالعكس، فهو أشبه بلُغة غير العرب؛ لأنهم يُقَدِّمون المُضاف إليه على المُضاف، ولأن لفظ عَبْد واحد، وأسماء الله كثيرة، ووقع في تهذيب الأسماء للشيخ مُحْيِي الدين - أي النووي - قال جماعة من المُفَسِّرين، وصاحب المُحْكَم، والجَوْهَرِي، وغيرُهما من أهل اللُّغة: إن جبر وميك اسمان أُضيفا إلى إيل، وإل، وهما اسمان لله تعالى، ومعنى جبر وميك بالسُّرْيانِيَّة: عَبْد، فتَقْديره: عبد الله.
قال: وقال أبو علي الفارسي: هذا الذي قالوه خطأ من وَجْهَيْن، أحدهما: أن إيل وإل لا يُعْرفان في أسماء الله تعالى، والثاني: أنه لو كان كذلك، لم يُضَف آخر الاسم في وجوه العربية، ولكان آخره مَصْروفًا أبدًا، كعبد الله، قال النووي: وهذا الذي قاله أبو علي هو الصواب؛ فإن الذي زَعَموه باطل، لا أصل له، انتهى كلامه.
قال الحافظ ابن حجر: وفي إطلاقه البُطْلان نَظَر؛ فإنه قول تُرْجمان القرآن عبد الله بن عباس، ومن تَبِعه، بل جاء ذلك مرفوعًا[26]، ثم سرد الحافظ ابن حجر عددًا من الآثار في ذلك المعنى، ثم قال: فقول النووي: لا أصل له، عَجِبتُ منه، وأي أصل أعظم من هذا.
والجواب عن إشكال الفارسي واضح، أما أولًا: فإن إيل وميك ليسا باللُّغة العربية، حتى يُدَّعي عدم كونهما من أسماء الله، وأما ثانيًا: فعَدَمُ الصَّرْف للعُجْمَة، والعَلَمِيَّة
وعَزا في المصدر نفسه[2] لأبي عُبَيْد في فضائل القرآن - ولم يُعْثَر عليه في المطبوع منه - وابن المُنْذِر في تفسيره، عن يحيى بن يَعْمَر، أنه كان يقول: جَبْر هو عَبْد، وإل هو الله.
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره[3]، والطبري في تفسيره[4]، وابن أبي حاتم في تفسيره[5] عن مُجاهِد، أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾ [التوبة: 10]: لا يَرْقُبون اللهَ تعالى، ولا غَيْرَه[6].
وعزاه السيوطي في الدر المنثور[7] لابن المُنْذِر، وأبي الشَّيْخ في تفسيريهما.
ولَعَلَّ الأَثَران آنِفا الذِّكْر عن يحيى بن يعمر، ومُجاهِد هما المُرادان في كلام ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى المُتَقَدِّم نَقْلُه.
وقد جاء عن أبي مِجْلَز رحمه الله تعالى[8] تفسير الآية على نفس المعنى المذكور في الروايات الآتية عن عكرمة، ومجاهد، ويحيى بن يعمر رحمهم الله تعالى.
فقد روى الطبري في تفسيره[9] عنه، أنه قال: ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾، قال: مثل قوله: "جبرائيل"، "ميكائيل"، "إسرافيل"، كأنه يقول: يضيف "جَبْر" و "ميكا" و "إسراف"، إلى "إيل"، يقول: عبد الله، ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ﴾، كأنه يقول: لا يَرْقُبون الله[10].
وقد ذكر كثير من المُفَسِّرين، واللُّغَوِيِّين، أنه رُوي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال لمَّا سمع بسَجْع مُسَيْلمة الكذاب: «هذا كلامٌ لم يَخْرُجْ من إلّ» أي لم يأت من عند الله عز وجل.
ولم نقف على أحد أَسْنَد هذا الخبر، ولو بإسناد ضعيف، وإنما نقل أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث[11] عن ابن إسحاق أنه ذكره، وأورده الطبري - رحمه الله تعالى -[12]، وغيره مُعَلَّقًا بدون إسناد، والله أعلم.
قال الأصمعي[13]: معنى إيل: معنى الرُّبُوبِيَّة، فأُضِيف جَبْر، وميكا إليه.
وقال أبو عمرو ابن العلاء[14]: جَبْر هو الرجل، قال أبو عبيد: فكأن معناه: عبد إيل، رجل إيل، قال: فهذا تأويل قوله: عبد الله، وعبد الرحمن، ثم نقل كلام يحيى بن يعمر المتقدم.
وذكر أيضًا غيرُ واحد من المُفَسِّرين[15] في معنى اسم نبي الله «إسماعيل» أنه: اسمع يا الله؛ لأن إيل بالسُّرْيانية هو الله، ولما دعا إبراهيمُ عليه السلام رَبَّه، قال: اسْمَع يا إيل، فلما أجابه، ورزقه بما دعا من الولد، سَمَّى بما دعا.
وأقوال المُفَسِّرين، واللُّغَوِيِّين، وغيرهم من أهل العلم في بيان هذا المعنى كثيرة جدًا، وإنما ذكرنا منها ما يؤدي الغَرَض، لاسيما كلام الصحابة، والتابعين، والعلماء المتقدمين؛ فإن لكلامهم من الثِّقَل العِلْمي ما ليس لغيره.
قال الدكتور عبد الوهاب المسيري[16]: «إيل» الاسم السامي للإله، و«إيل» مفرد كلمة «إيليم» الكنعانية، يُراد بها الجمع، والتعدد، وكلمة «إيل» في الأكادية تعني «الإله على وجه العموم»، ولا يُعرَف أصل الكلمة، ولكن يُقال: إنه من فعل بمعنى «يقود»، أو «يكون قويًا». وقد ورد في النصوص المصرية التي تعود إلى عهد الهكسوس مُصطلَح «يعقوب إيل»، أي «ليعقب الرب بعده»، ومُصطلَح «بيت إيل» (تكوين 12/8، 35/7). وكثيرًا ما يُستخدَم اسم «إيل» مع لقب من ألقاب الإله، مثل: «إيل عليون»، أي «الإله العلي»، و «إيل شدَّاي»، أي «الإله القدير». وتُستعمَل كلمة «إيل» كجزء من أسماء عديدة مثل «إليعازر»، أي «الإله قد أعان». والواقع أن أسلوب قَرْن أسماء الأشخاص بكلمة «إيل» لا يزال مستعملًا حتى يومنا هذا، مثل «ميخائيل»، وربما يكون أصل كلمة «خليل» هو (خل - إيل)، أي «صديق الإله»، ومن المرجح أن يكون معنى إسماعيل (شماع - إيل) هو «ليسمع الإله». ويُقال أيضًا: إلياهو، وصموئيل، ويسرائيل،انتهى[17].
وقيل إن معنى إسرائيل: سِرُّ الله[18]، فتكون إسرا من السِّرِّ، وكأن إسرائيل هو الذي شَدَّده الله، وأتَقْن خَلْقَه[19]، أو لأنه انطلق إلى حاله خشية أن يقتله أخوه عيصو، فكان يسري بالليل، ويكمن بالنهار[20].
وقيل: هو مُرَكَّب من عَجَمِي، وعربي، ومعناه: أسرى إلى اللّه، وذلك أن يعقوب عليه السلام أسرى ليلة في الهجرة إلى الربّ سبحانه وتعالى، فسُمِّى إسرائيل بذلك[21].
وقيل: صفوة الله[22].
وقد اختلف أهلُ العلم كثيرًا حول أسماء الأنبياء والملائكة التي على هذا النحو، من حيث: التَّرْجِيْح بين عَرَبِيَّتها وأَعْجَمِيَّتها، وإشْكالِيَّة الإضافة والصَّرْف فيها[23].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة بالإمتاع بالأربعين المتباينة السماع[24]: جُمهور المُفَسِّرين على أن هذه الأسماء كجِبْرِيْل، ومِيْكائيل، وإسْرافِيل، وعِزْرائيل، باللغة السُّرْيانيَّة، وقال بعضهم: هي عِبْرانِيَّة، ومنهم من يدلُّ كلامُه على أن بعضها عربية، كجَبْرائيل، وعِزْرائيل.
واختلفوا في معنى إيل، فقيل: هو من أسماء الله، والأربعة[25] بمعنى عَبْد، وقيل بالعكس، فهو أشبه بلُغة غير العرب؛ لأنهم يُقَدِّمون المُضاف إليه على المُضاف، ولأن لفظ عَبْد واحد، وأسماء الله كثيرة، ووقع في تهذيب الأسماء للشيخ مُحْيِي الدين - أي النووي - قال جماعة من المُفَسِّرين، وصاحب المُحْكَم، والجَوْهَرِي، وغيرُهما من أهل اللُّغة: إن جبر وميك اسمان أُضيفا إلى إيل، وإل، وهما اسمان لله تعالى، ومعنى جبر وميك بالسُّرْيانِيَّة: عَبْد، فتَقْديره: عبد الله.
قال: وقال أبو علي الفارسي: هذا الذي قالوه خطأ من وَجْهَيْن، أحدهما: أن إيل وإل لا يُعْرفان في أسماء الله تعالى، والثاني: أنه لو كان كذلك، لم يُضَف آخر الاسم في وجوه العربية، ولكان آخره مَصْروفًا أبدًا، كعبد الله، قال النووي: وهذا الذي قاله أبو علي هو الصواب؛ فإن الذي زَعَموه باطل، لا أصل له، انتهى كلامه.
قال الحافظ ابن حجر: وفي إطلاقه البُطْلان نَظَر؛ فإنه قول تُرْجمان القرآن عبد الله بن عباس، ومن تَبِعه، بل جاء ذلك مرفوعًا[26]، ثم سرد الحافظ ابن حجر عددًا من الآثار في ذلك المعنى، ثم قال: فقول النووي: لا أصل له، عَجِبتُ منه، وأي أصل أعظم من هذا.
والجواب عن إشكال الفارسي واضح، أما أولًا: فإن إيل وميك ليسا باللُّغة العربية، حتى يُدَّعي عدم كونهما من أسماء الله، وأما ثانيًا: فعَدَمُ الصَّرْف للعُجْمَة، والعَلَمِيَّة