Şøķåŕą
05-16-2023, 07:43 PM
يُحتفل باليوم الدولي للأسر المُعلن من الأمم المتحدة في الخامس عشر من مايو، بهدف عكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأسر، وإتاحة الفرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بها، وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المؤثرة فيها. فالأسرة أساس المجتمع، لكن مع تراجع معدلات الخصوبة، وصغر حجم العائلة وتحولها من ممتدة إلى نووية، تكثر التحديات التي تُسلّط «سيدتي» الضوء عليها، في التحقيق الآتي..
للأم تيريزا قول بليغ، تقول فيه: «ماذا يمكنك أن تفعل لتعزيز السلام العالمي؟ اذهب إلى المنزل وأحب عائلتك». بالفعل، للأسرة وظروفها تأثيرات حاسمة على شخصية كل امرئ ومستقبله ومشاركته في المجتمع، مع ملاحظة أن تكوين أسرة أمر يتطلب الشجاعة والتضحية، لكن مهما عظمت الأخيرة، هناك ثمار يجنيها المرء عندما يكون على رأس أسرة، منها: الخلود. راهناً، ولّت الأيام التي يكثر فيها عدد أفراد الأسرة، الذين يتقاسمون العيش في منزل كبير متعدد الأقسام، ويتشاركون في الأكل على طاولات تضيق بهم أحياناً. وشيئاً فشيئاً، يتقدم نموذج الأسرة النووية، ويسيطر على المجتمعات العربية، مع كل ما يحمله ذلك من منافع ومشكلات. حسب «الإسكوا»، تُعرّف الأسرة النووية بـ«الأسرة التي تتكون كلية من نواة أسرية واحدة، أي أسرة تتألف من زوجين، أو من زوجين مع ابن أو ابنة، (بالدم وليس بالتبني)، أو أكثر، أو من أب (رب الأسرة) لديه ابن أو ابنة أو أكثر، أو أم (ربة الأسرة) لديها ابن أو ابنة أو أكثر، مع عدم وجود أي شخص من الأقارب الآخرين أو من غير الأقارب».
وفي الإطار الإجتماعي نقترح عليك متابعة تأخر الزواج وجهة نظر نفسية ومجتمعية
«الجماعة الأولى»
«الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمعات البشرية، ينمو الفرد ويتشبع بثقافة مجتمعه داخل الأسرة، ومن خلالها، فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيش فيه ويعايشه»، حسب وفاء بوكروش، الباحثة المغربية في علم الاجتماع، التي تستشهد بما قاله إيميل دوركايم في كتابه «مقدمة لسوسيولوجيا الأسرة» للإشارة إلى أن الأسرة «وحدة أساسية ومركزية للحياة داخل المجتمع، تسمح بجزء كبير من عملية إعادة الإنتاج الاجتماعية. فالأسرة هي الجماعة الأولى التي يتلقى الفرد التنشئة الاجتماعية داخلها، ويتعلم كيف يعيش داخل المجتمع». ومن أوغست كونت، تستعير الباحثة فكرة أن «الأسرة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي النقطة التي يبدأ منها التطور وأول وسط طبيعي واجتماعي ينشأ فيه الفرد».
الأسر النووية والممتدة
وتُركّز بوكروش على أن «التطور الذي يعرفه العالم، اليوم، في الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والهجرة من الأرياف إلى المدن، يساهم في نقل الثقافات المختلفة بين المجتمعات، ويجعل العالم قرية صغيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تقارب الكثير من السمات المرتبطة بنمط الأسر في كثير من مجتمعات العالم، وإلى تغييرات على مستوى نوع وحجم الأسر، التي انتقلت من ممتدة إلى نووية». وتوضح: «يُقصد بالأسر الممتدة، تلك التي تتكون من شبكة كبيرة من روابط القرابة، علماً أن الشكل المعروف للأسرة الممتدة هو أنها تقوم على ثلاثة أجيال على الأقل، أي يعيش فيها الأجداد والآباء والأبناء معاً، حسب النمط السائد في غالبية المجتمعات التقليدية. بالمقابل، ينتشر نوع جديد من الأسر، هو الأسر النووية المكونة من الزوج والزوجة والأبناء، وهو النمط الشائع في الدول الغربية، وفي غالبية الدول العربية ودول الجنوب، حيث تتسم (النووية) باستقلالية في السكن والدخل وما إلى ذلك». حسب الباحثة، التحول من الأسر الممتدة إلى النووية، يتبعه حتماً تغيير في طبيعة العلاقات والأدوار والوظائف والرقابة والسلطة داخل الأسرة. كذلك، دخول المرأة مضمار العمل للإعالة أدى بدوره إلى نقص النشاطات التي تقوم بها الأسرة. بذا، أصبحت أعباء العمل المنزلي مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وبات كل فرد في الأسرة ينظر إلى مصلحته وراحته، بمعنى سيطرة النزعة الفردية، أي أن سعادة الفرد تشكل الهدف الأسمى. ومعلوم أن الفردية تقوم على التحرر من الرقابة، وعلى حرية الاختيار والاستقلالية، الأمر الذي غير أهداف الزواج. باتت الأخيرة تتمثّل في الوقت الحاضر في الحصول على السعادة الشخصية، فلم تعد مصالح الأسرة هي الدافع وراء الزواج، وإنما مصالح الفرد ورغبته في الدعم الأخلاقي والعاطفي، ما يسهل القيام بوظيفة التنشئة الاجتماعية والتوازن النفسي، فضلاً عن توفر مناخ لنمو طاقات الفرد وشخصيته... هذه كلها عوامل تساهم في رفاهية الأسر النووية».
لكن ما تقدّم لا يخلو من أمور تحد من تطور الأسر النووية، منها: أسباب تتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية، أي أزمة السكن وعدم قدرة الشباب على توفير مسكن، مع الغلاء الذي تشهده سوق العقارات وانتشار البطالة، ما يجعل الشباب غير قادرين على توفير مستلزمات الأسرة.
للأم تيريزا قول بليغ، تقول فيه: «ماذا يمكنك أن تفعل لتعزيز السلام العالمي؟ اذهب إلى المنزل وأحب عائلتك». بالفعل، للأسرة وظروفها تأثيرات حاسمة على شخصية كل امرئ ومستقبله ومشاركته في المجتمع، مع ملاحظة أن تكوين أسرة أمر يتطلب الشجاعة والتضحية، لكن مهما عظمت الأخيرة، هناك ثمار يجنيها المرء عندما يكون على رأس أسرة، منها: الخلود. راهناً، ولّت الأيام التي يكثر فيها عدد أفراد الأسرة، الذين يتقاسمون العيش في منزل كبير متعدد الأقسام، ويتشاركون في الأكل على طاولات تضيق بهم أحياناً. وشيئاً فشيئاً، يتقدم نموذج الأسرة النووية، ويسيطر على المجتمعات العربية، مع كل ما يحمله ذلك من منافع ومشكلات. حسب «الإسكوا»، تُعرّف الأسرة النووية بـ«الأسرة التي تتكون كلية من نواة أسرية واحدة، أي أسرة تتألف من زوجين، أو من زوجين مع ابن أو ابنة، (بالدم وليس بالتبني)، أو أكثر، أو من أب (رب الأسرة) لديه ابن أو ابنة أو أكثر، أو أم (ربة الأسرة) لديها ابن أو ابنة أو أكثر، مع عدم وجود أي شخص من الأقارب الآخرين أو من غير الأقارب».
وفي الإطار الإجتماعي نقترح عليك متابعة تأخر الزواج وجهة نظر نفسية ومجتمعية
«الجماعة الأولى»
«الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمعات البشرية، ينمو الفرد ويتشبع بثقافة مجتمعه داخل الأسرة، ومن خلالها، فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيش فيه ويعايشه»، حسب وفاء بوكروش، الباحثة المغربية في علم الاجتماع، التي تستشهد بما قاله إيميل دوركايم في كتابه «مقدمة لسوسيولوجيا الأسرة» للإشارة إلى أن الأسرة «وحدة أساسية ومركزية للحياة داخل المجتمع، تسمح بجزء كبير من عملية إعادة الإنتاج الاجتماعية. فالأسرة هي الجماعة الأولى التي يتلقى الفرد التنشئة الاجتماعية داخلها، ويتعلم كيف يعيش داخل المجتمع». ومن أوغست كونت، تستعير الباحثة فكرة أن «الأسرة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي النقطة التي يبدأ منها التطور وأول وسط طبيعي واجتماعي ينشأ فيه الفرد».
الأسر النووية والممتدة
وتُركّز بوكروش على أن «التطور الذي يعرفه العالم، اليوم، في الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والهجرة من الأرياف إلى المدن، يساهم في نقل الثقافات المختلفة بين المجتمعات، ويجعل العالم قرية صغيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تقارب الكثير من السمات المرتبطة بنمط الأسر في كثير من مجتمعات العالم، وإلى تغييرات على مستوى نوع وحجم الأسر، التي انتقلت من ممتدة إلى نووية». وتوضح: «يُقصد بالأسر الممتدة، تلك التي تتكون من شبكة كبيرة من روابط القرابة، علماً أن الشكل المعروف للأسرة الممتدة هو أنها تقوم على ثلاثة أجيال على الأقل، أي يعيش فيها الأجداد والآباء والأبناء معاً، حسب النمط السائد في غالبية المجتمعات التقليدية. بالمقابل، ينتشر نوع جديد من الأسر، هو الأسر النووية المكونة من الزوج والزوجة والأبناء، وهو النمط الشائع في الدول الغربية، وفي غالبية الدول العربية ودول الجنوب، حيث تتسم (النووية) باستقلالية في السكن والدخل وما إلى ذلك». حسب الباحثة، التحول من الأسر الممتدة إلى النووية، يتبعه حتماً تغيير في طبيعة العلاقات والأدوار والوظائف والرقابة والسلطة داخل الأسرة. كذلك، دخول المرأة مضمار العمل للإعالة أدى بدوره إلى نقص النشاطات التي تقوم بها الأسرة. بذا، أصبحت أعباء العمل المنزلي مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وبات كل فرد في الأسرة ينظر إلى مصلحته وراحته، بمعنى سيطرة النزعة الفردية، أي أن سعادة الفرد تشكل الهدف الأسمى. ومعلوم أن الفردية تقوم على التحرر من الرقابة، وعلى حرية الاختيار والاستقلالية، الأمر الذي غير أهداف الزواج. باتت الأخيرة تتمثّل في الوقت الحاضر في الحصول على السعادة الشخصية، فلم تعد مصالح الأسرة هي الدافع وراء الزواج، وإنما مصالح الفرد ورغبته في الدعم الأخلاقي والعاطفي، ما يسهل القيام بوظيفة التنشئة الاجتماعية والتوازن النفسي، فضلاً عن توفر مناخ لنمو طاقات الفرد وشخصيته... هذه كلها عوامل تساهم في رفاهية الأسر النووية».
لكن ما تقدّم لا يخلو من أمور تحد من تطور الأسر النووية، منها: أسباب تتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية، أي أزمة السكن وعدم قدرة الشباب على توفير مسكن، مع الغلاء الذي تشهده سوق العقارات وانتشار البطالة، ما يجعل الشباب غير قادرين على توفير مستلزمات الأسرة.