Şøķåŕą
05-16-2023, 06:59 PM
تعتبر قصة داود - عليه السلام - من القصص المشتركة بين القرآن والتوراة، وقد جاءت في كل منهما بأسلوب مختلف عما جاءت به في الآخر، ولغايات متباينة.
بل وباختلافات كبيرة في التفاصيل والمشاهد والأحداث تصل أحيانًا حد التباين.
وانطلاقًا من مبدأ الحوار الذي فتح القرآن بوابته على مصراعيها، واستنادًا لتصديق خاتم كتب الله "القرآن الكريم" لما سبقه من كتب وهيمنته عليها، جاء هذا العرض (قصة داود بين القرآن والتوراة)؛ ليعقد مقارنة بين القصتين معطيًا التركيز لنقاط يراها أساسية هي:
• البحث أولاً في النص في حد ذاته عن استقامته وأهم الأفكار الواردة فيه ومستوى الاتفاق فيها أو التناقض.
وكان بودِّي"أن يكون المستوى الثاني مقارنة بين نسخ متعددة من نسخ (التوراة)؛ حتى تكون الرؤية أوضح وأجلى، إلا أن عدم الحصول عليها منع من ذلك، فكانت الخطوة الثانية مقارنة:
• العقيدة والشريعة: حيث يركز العرض على الاختلاف في العقيدة وفي التصور (بين الكتابين) عن الله تعالى وصفاته، وعن أنبيائه وصفوته من خلقه، وعن الأحكام التي تنص عليها التوراة أنها منزلة من عند الله، ومدى تطابقها أو تقارُبها أو مشابهتها لما في النص المهيمن المصدق.
• ثم البحث عن القصة وأحداثها في الكتابين، والمقارنة بين الأحداث والوقائع، في التوراة أولاً، ثم التصديق عليها من القرآن.
واستنادًا لهيمنة القرآن، تحاشى العرض قدر المستطاع أن يدخل في التفاصيل غير الواردة في القرآن، لانعدام وجه المقارنة فيها - وهو لب الموضوع - من ناحية، ولعدم القدرة على التصديق عليها ما دام النص الذي وردت فيه محل استفهام في صحته وثبوته، بل وفي تناغمه واتِّساقه.
وقد جاء العرض في محاور أربعة، اختص أولها بالحديث عن بداية ظهور داود وقتله لجالوت، وكان الثاني عن مطاردته من طرف الملك[1]، وأما الثالث فكان عن داود بعد أن آتاه الله الملك؛ ليكون الرابع حكرًا على إبراز أهم المميزات التي تميز بها عرض القصة بين النصين القرآن (المهيمن المصدق)، والتوراة (المصدقة والمهيمن عليها).
المحور الأول: بداية ظهور داود، وقتله لجالوت:
تحدثت نصوص كثيرة عن هذه القصة، ولكنها - كعادة العهد القديم كله - تتداخل الأحداث فيها ولا تنفصل، بمعنى أن داود حين تتحدث عنه التوراة مرتبط بقصص سابقة له ولاحقة عليه ومعاصرة له، كلها تتعلق بشعب إسرائيل ومحطات حياته المختلفة.
ورغم ذلك فقد حاولت انتقاء بعض النصوص التي تركز على داود، أو على أحداث له بها علاقة، معرضًا قدر المستطاع عما لم يرد له ذكر في القرآن، إلا إذا أوردته للاستشهاد أو ما أشبه.
السياق التاريخي لظهور داود (ملك شاول):
"1 وقال صموئيل لشاول: "إياي أرسل الرب لمسحك ملكًا على شعبه إسرائيل، والآن فاسمع صوت كلام الرب * 2 هكذا يقول رب الجنود: "إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر * 3 فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملاً وحمارًا"[2].
أولاً: مشكلات النص:
أ- من الناحية الشكلية:
• من المخاطب بالكلام هل هو (شاول) وحده كما توحي به كلمات في النص؛ مثل: (اذهب)، و(اضرب)، و(لا تعف)، أم الخطاب لجماعة كما في كلمة: (حرموا كل ماله)، ومن هي تلك الجماعة؟ (هل هي الشعب كله؟ أم صموئيل وشاول وحدهما؟)، وهل صموئيل داخل ضمن الخطاب، أم موصل له؟، وإذا كان الله تعالى سيكلم (شاول) بشكل مباشر (في قوله: إني قد افتقدت)، فما الحاجة إلى صموئيل؟
• من المقصود بإسرائيل؟ هل هو إسرائيل النبي (يعقوب) - عليه السلام - أم أولاده؟ وفي كلا الاحتمالين تبقى هناك إشكالات، فالاحتمال الأول يكذبه التاريخ؛ إذ لم يخرج إسرائيل من مصر بعد أن دخلها خروجًا يعرضه لأن يعتدي عليه العماليق، وإنما خرجها ميتًا كما ينص العهد القديم نفسه[3]، ولا يقل الاحتمال الثاني إشكالاً عن الأول؛ حيث إنه إذا كان المقصود أبناء إسرائيل، فعلى من يعود ضمير المفرد في "وقف له في الطريق عند صعوده من مصر"؟
ب- من الناحية العقدية:
هناك مشاكل عقدية متعددة في هذا النص على قِصَره، وأسئلة كثيرة تثيرها عباراته من قبيل:
• هل كلم الله تعالى (شاول) وهو لا يرقى إلى مستوى النبوة كما توحي النصوص نفسها "مسحك ملكًا"؟ وإذا كان كلمه فأي مزية تبقى لموسى - عليه السلام؟
• وهل كان الله تعالى جاهلاً حتى (يتفقد) ما عمله العماليق؟ ما يوحي بطروء (الأعراض) وزوالها عنه - سبحانه، هذا إذا كان المقصود: (التفقد) ، أما إن كان المقصود الافتقاد، فتلك مشكلة أخرى، تجعل (رب الجنود) عاجزًا عجزًا مطلقًا؛ لأنه فقد عملاً عمله عماليق، وهو كلام غير مفهوم؛ إلا إذا كان الله يجهل وينسى، وكانت ملائكته لا تدون، وسجلات أعمال العباد غير حاضرة - تعالى الله عن كل ذلك.
• وهل الرب رب البشرية كلها - جل جلاله - أم هو رب إسرائيل كما تصر النصوص على وصفه دائمًا، أم هو هذه المرة رب خاص بالجنود، وإذا كان كذلك، فمن هم الجنود المقصودون؟
ج- من حيث الفكرة:
• لماذا يأمر النبي الملك بكل هذا الفتك؟ وينسب ذلك لكلام الله، هل هكذا يأمر الدين؟
• وإذا كانت المرأة والطفل والرضيع مجرمون - ما لا يمكن أن يتصوره ذو عقل - فما هي جريمة الحيوانات؟، هو بطش وفتك من نوع خيالي.
ثانيًا: المقارنة بالقرآن:
• تعرَّض القرآن الكريم لقضية تنصيب ملك على بني إسرائيل في سورة البقرة في قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي ﴾ [البقرة: 246]، فالآيات تدل على نقاط متعددة بعضها لا تتفق مع بعض ما ذكر:
• وأول ما تلفت إليه الآية النظر هو السياق العام - الزمني - للحادثة حيث تؤكد أنها وقعت من بعد موسى، وهو متفق مع ما في العهد القديم.
• ثم إنهم هم من طلب تنصيب الملك، وإن دعوتهم لتنصيبه من أجل القتال في سبيل الله، وإنهم التزموا بالقتال متى نُصِّب عليهم الملك.
• إن الهدف من القتال هو رفع الظلم الواقع عليهم؛ ﴿ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ [البقرة: 246].
أما كون هذا القتال بسبب ما فعله العماليق لبني إسرائيل حين خروجهم من مصر، فهو مناقض صريح لما جاء في القرآن[4]؛ حيث أثبت القرآن أنهم حين خروجهم من مصر جبنوا عن مواجهة (الجبارين)، وتركوا موسى وشأنه، يوضح القرآن قصة جبنهم هذا في سورة المائدة، في قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 20 - 23]، وبعد هذا الحوار جاء الجواب من طرف بني إسرائيل المخاطبين به حاسمًا قاطعًا: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 24 - 25].
إذًا فبنو إسرائيل هم الذين خافوا وجبنوا عن ملاقاة العدو، ولم تقع بينهم وبينه مواجهة (على الأقل حين الخروج)، حتى يُوصف فعل العماليق بالتعرض لهم، أما ما بعد فترة التيه، وسنيه الأربعين، فتلك فترة يصعب استساغة تسميتها (بحين الخروج)، وحتى على جواز ذلك لغة، فليس بجائز واقعًا؛ إذ سبب القتال (الذي نحن بصدد الحديث عنه) ما حدد في آية البقرة الآنفة الذكر.
ملك مرفوض، ورب عاجز:
هكذا يقدم النص التوراتي، (شاول) الذي مسح قريبًا ملكًا مصطفى، يندم ربه على تمليكه كما يصور ذلك النص الآتي:
"35 ولم يعد صموئيل لرؤية شاول إلى يوم موته؛ لأن صموئيل ناح على شاول، والرب ندم؛ لأنه ملك شاول على إسرائيل"[5].
أولاً- مشكلات النص:
أ- من حيث الشكل:
• ألا يعتبر هذا مناقضًا لما جاء في نفس الإصحاح من توبة (شاول)، واستغفار صموئيل له؛ حيث جاء فيه: "24 فقال شاول لصموئيل: أخطأت لأني تعديت قول الرب وكلامك؛ لأني خفت من الشعب وسمعت لصوتهم * 25 والآن فاغفر خطيتي، وارجع معي فاسجد للرب * 26 فقال صموئيل لشاول: لا أرجع معك؛ لأنك رفضت كلام الرب، فرفضك الرب من أن تكون ملكًا على إسرائيل * 27 ودار صموئيل ليمضي فامسك بذيل جبته، فانمزق * 28 فقال له صموئيل: يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم، ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك * 29 وأيضًا نصيح إسرائيل لا يكذب، ولا يندم لأنه ليس إنسانًا ليندم * 30 فقال: قد أخطأت، والآن فأكرمني أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل، وارجع معي فاسجد للرب إلهك * 31 فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب * 32 وقال صموئيل: قدموا إلي أجاج ملك عماليق، فذهب إليه أجاج فرحًا، وقال أجاج: حقًّا قد زالت مرارة الموت * 33 فقال صموئيل: كما أثكل سيفك النساء، كذلك تثكل أمك بين النساء، فقطع صموئيل أجاج أمام الرب في الجلجال * 34 وذهب صموئيل إلى الرامة، وأما شاول فصعد إلى بيته في جبعة شاول*"[6].
فأي النصين أصح؟ وأي الخبرين أصدق؟ وما جدوى الاستغفار إذا كان النص الثاني أصح؟
ب- مشاكل عقدية وتشريعية:
• أول مشكل يطالعنا هو وصف النص (الرب) بالندم، فأي رب هذا الذي لا يعرف عواقب الأمور، حتى يفعل ثم يندم؟
• وعلى افتراض أن النص الأخير هو الصحيح[7]، (وأنه ناسخ للأول، مع أن النسخ في مثل هذا النوع لا يجوز شرعًا ولا عقلاً)، فلماذا يا ترى يرجع شاول ملكًا، وقد (ندم الرب) على تنصيبه ملكًا أصلاً؟ هل انضاف إلى ندم الرب عجزه عن الانتقام من شاول؟
• هل المغفرة عند الله، أم عند صموئيل؟ أم أن هناك إلهان يغفران الذنوب؟
• تتعارض تصرفات (شاول) وما قاله النص عنه مع مبدأ الاختيار والاصطفاء الوارد من قبل: "مسحك ملكًا على شعبه"؟
• كيف يظل هذا (العاصي) (المطرود) من قبل الله ملكًا على المؤمنين، ويأتيه النصر بعد كل هذا؟! إذا كان الرب قد عجز عن إزاحته عن الملك! فهل عجز أيضًا عن منع النصر عنه؟
ج- من حيث الفكرة:
فكرة النص غير متضحة بالقدر الكافي، فما معنى (نياحة) صموئيل على شاول؟ وبدل النياحة عليه لماذا لا يبدأ في التغيير وإزاحة هذا (الطاغية المارق) عن الشعب؟ وإذا كان صموئيل قد قضى "لإسرائيل كل أيام حياته * 16 وكان يذهب من سنة إلى سنة، ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة، ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع* 17"[8] ، فإذا كان هكذا فأين إيجابيته ودوره في مجتمعه؟ أم أنه عجز كما عجز (ربه) أمام فعل أي شيء لشاول؟
ثانيًا: المقارنة:
• يتناقض هذا كله مع ما جاء في القرآن من أن الملك الذي جاء النصر لبني إسرائيل علي يده هو (طالوت) ؛ حيث يقول الله تعالى - بعد ذكر طلبهم للملك كما مر معنا سابقًا -: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247].
ويدل لهذا أيضًا أن هذا الملك موصوف في العهد القديم بأنه: "كان أطول من كل الشعب"[9].
بداية الظهور الفعلي المستمر لداود:
"*20 فأخذ يسى حمارًا حاملاً خبزًا وزق خمر وجدي معزى، وأرسلها بيد داود ابنه إلى شاول"[10].
هذه أول الإشارات المهمة التي تأتينا عن داود - عليه السلام - ذلك الشاب الذي يحمل معه النصر، ذلك الفارس المقدام الذي على يده وبشجاعته - بعد مشيئة الله طبعًا - ستتحقق هزيمة العدو، يتوجه إلى هذا الملك الممقوت من طرف الله[11]؛ ليكون مغنيًّا عنده في حين لعنته من طرف الله ليخف عنه المقت[12]، وكأن داود يصارع قدر الله (الذي كان النص يصفه قبل قليل بالعجز عن فعل أي شيء أمام شاول)، ونحن نتساءل أمام هذا النص من ناحيتين:
أ- عقدية تشريعية: فهل كان داود يشرب الخمر، ويتصدق بها على رجل اصطفاه الله وزاده الله بسطة في العلم؟ وعلى افتراض أن هذا أمر من والده، فهل تجوز للنبي طاعة أبيه في مثل هذا؟ وهل يتحول النبي إلى أعداء الله يروح عنهم حين يمقتهم الله؟
أ- واقعية: وعلى فرضية احتمال جواز التصدق بالخمر وشربها عندهم - مع بعده - فلماذا في هذه الفترة بالذات، (على شفا المعركة) والناس محتاجون للتركيز لا للسكر؟ وأيضًا هل يمكن من الناحية المنطقية أن نتصور أن نبي الله داود - عليه السلام - تربى في بيت أب شرير، شريب خمر، (وهي أم الخبائث)، ولا ينبه العهد القديم ولا القرآن على معاناته، ولا يذكران له موقفًا من هذه الفعال؟
غاية داود من القتال:
"25 فقال رجال إسرائيل: أرأيتم هذا الرجل الصاعد ليعير إسرائيل، هو صاعد فيكون أن الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنًى جزيلاً، ويعطيه بنته ويجعل بيت أبيه حرًّا في إسرائيل * 26 فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلاً: ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني، ويزيل العار عن إسرائيل؛ لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعير صفوف الله الحي * 27 فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين: كذا يفعل للرجل الذي يقتله*"[13
بل وباختلافات كبيرة في التفاصيل والمشاهد والأحداث تصل أحيانًا حد التباين.
وانطلاقًا من مبدأ الحوار الذي فتح القرآن بوابته على مصراعيها، واستنادًا لتصديق خاتم كتب الله "القرآن الكريم" لما سبقه من كتب وهيمنته عليها، جاء هذا العرض (قصة داود بين القرآن والتوراة)؛ ليعقد مقارنة بين القصتين معطيًا التركيز لنقاط يراها أساسية هي:
• البحث أولاً في النص في حد ذاته عن استقامته وأهم الأفكار الواردة فيه ومستوى الاتفاق فيها أو التناقض.
وكان بودِّي"أن يكون المستوى الثاني مقارنة بين نسخ متعددة من نسخ (التوراة)؛ حتى تكون الرؤية أوضح وأجلى، إلا أن عدم الحصول عليها منع من ذلك، فكانت الخطوة الثانية مقارنة:
• العقيدة والشريعة: حيث يركز العرض على الاختلاف في العقيدة وفي التصور (بين الكتابين) عن الله تعالى وصفاته، وعن أنبيائه وصفوته من خلقه، وعن الأحكام التي تنص عليها التوراة أنها منزلة من عند الله، ومدى تطابقها أو تقارُبها أو مشابهتها لما في النص المهيمن المصدق.
• ثم البحث عن القصة وأحداثها في الكتابين، والمقارنة بين الأحداث والوقائع، في التوراة أولاً، ثم التصديق عليها من القرآن.
واستنادًا لهيمنة القرآن، تحاشى العرض قدر المستطاع أن يدخل في التفاصيل غير الواردة في القرآن، لانعدام وجه المقارنة فيها - وهو لب الموضوع - من ناحية، ولعدم القدرة على التصديق عليها ما دام النص الذي وردت فيه محل استفهام في صحته وثبوته، بل وفي تناغمه واتِّساقه.
وقد جاء العرض في محاور أربعة، اختص أولها بالحديث عن بداية ظهور داود وقتله لجالوت، وكان الثاني عن مطاردته من طرف الملك[1]، وأما الثالث فكان عن داود بعد أن آتاه الله الملك؛ ليكون الرابع حكرًا على إبراز أهم المميزات التي تميز بها عرض القصة بين النصين القرآن (المهيمن المصدق)، والتوراة (المصدقة والمهيمن عليها).
المحور الأول: بداية ظهور داود، وقتله لجالوت:
تحدثت نصوص كثيرة عن هذه القصة، ولكنها - كعادة العهد القديم كله - تتداخل الأحداث فيها ولا تنفصل، بمعنى أن داود حين تتحدث عنه التوراة مرتبط بقصص سابقة له ولاحقة عليه ومعاصرة له، كلها تتعلق بشعب إسرائيل ومحطات حياته المختلفة.
ورغم ذلك فقد حاولت انتقاء بعض النصوص التي تركز على داود، أو على أحداث له بها علاقة، معرضًا قدر المستطاع عما لم يرد له ذكر في القرآن، إلا إذا أوردته للاستشهاد أو ما أشبه.
السياق التاريخي لظهور داود (ملك شاول):
"1 وقال صموئيل لشاول: "إياي أرسل الرب لمسحك ملكًا على شعبه إسرائيل، والآن فاسمع صوت كلام الرب * 2 هكذا يقول رب الجنود: "إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر * 3 فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملاً وحمارًا"[2].
أولاً: مشكلات النص:
أ- من الناحية الشكلية:
• من المخاطب بالكلام هل هو (شاول) وحده كما توحي به كلمات في النص؛ مثل: (اذهب)، و(اضرب)، و(لا تعف)، أم الخطاب لجماعة كما في كلمة: (حرموا كل ماله)، ومن هي تلك الجماعة؟ (هل هي الشعب كله؟ أم صموئيل وشاول وحدهما؟)، وهل صموئيل داخل ضمن الخطاب، أم موصل له؟، وإذا كان الله تعالى سيكلم (شاول) بشكل مباشر (في قوله: إني قد افتقدت)، فما الحاجة إلى صموئيل؟
• من المقصود بإسرائيل؟ هل هو إسرائيل النبي (يعقوب) - عليه السلام - أم أولاده؟ وفي كلا الاحتمالين تبقى هناك إشكالات، فالاحتمال الأول يكذبه التاريخ؛ إذ لم يخرج إسرائيل من مصر بعد أن دخلها خروجًا يعرضه لأن يعتدي عليه العماليق، وإنما خرجها ميتًا كما ينص العهد القديم نفسه[3]، ولا يقل الاحتمال الثاني إشكالاً عن الأول؛ حيث إنه إذا كان المقصود أبناء إسرائيل، فعلى من يعود ضمير المفرد في "وقف له في الطريق عند صعوده من مصر"؟
ب- من الناحية العقدية:
هناك مشاكل عقدية متعددة في هذا النص على قِصَره، وأسئلة كثيرة تثيرها عباراته من قبيل:
• هل كلم الله تعالى (شاول) وهو لا يرقى إلى مستوى النبوة كما توحي النصوص نفسها "مسحك ملكًا"؟ وإذا كان كلمه فأي مزية تبقى لموسى - عليه السلام؟
• وهل كان الله تعالى جاهلاً حتى (يتفقد) ما عمله العماليق؟ ما يوحي بطروء (الأعراض) وزوالها عنه - سبحانه، هذا إذا كان المقصود: (التفقد) ، أما إن كان المقصود الافتقاد، فتلك مشكلة أخرى، تجعل (رب الجنود) عاجزًا عجزًا مطلقًا؛ لأنه فقد عملاً عمله عماليق، وهو كلام غير مفهوم؛ إلا إذا كان الله يجهل وينسى، وكانت ملائكته لا تدون، وسجلات أعمال العباد غير حاضرة - تعالى الله عن كل ذلك.
• وهل الرب رب البشرية كلها - جل جلاله - أم هو رب إسرائيل كما تصر النصوص على وصفه دائمًا، أم هو هذه المرة رب خاص بالجنود، وإذا كان كذلك، فمن هم الجنود المقصودون؟
ج- من حيث الفكرة:
• لماذا يأمر النبي الملك بكل هذا الفتك؟ وينسب ذلك لكلام الله، هل هكذا يأمر الدين؟
• وإذا كانت المرأة والطفل والرضيع مجرمون - ما لا يمكن أن يتصوره ذو عقل - فما هي جريمة الحيوانات؟، هو بطش وفتك من نوع خيالي.
ثانيًا: المقارنة بالقرآن:
• تعرَّض القرآن الكريم لقضية تنصيب ملك على بني إسرائيل في سورة البقرة في قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي ﴾ [البقرة: 246]، فالآيات تدل على نقاط متعددة بعضها لا تتفق مع بعض ما ذكر:
• وأول ما تلفت إليه الآية النظر هو السياق العام - الزمني - للحادثة حيث تؤكد أنها وقعت من بعد موسى، وهو متفق مع ما في العهد القديم.
• ثم إنهم هم من طلب تنصيب الملك، وإن دعوتهم لتنصيبه من أجل القتال في سبيل الله، وإنهم التزموا بالقتال متى نُصِّب عليهم الملك.
• إن الهدف من القتال هو رفع الظلم الواقع عليهم؛ ﴿ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ [البقرة: 246].
أما كون هذا القتال بسبب ما فعله العماليق لبني إسرائيل حين خروجهم من مصر، فهو مناقض صريح لما جاء في القرآن[4]؛ حيث أثبت القرآن أنهم حين خروجهم من مصر جبنوا عن مواجهة (الجبارين)، وتركوا موسى وشأنه، يوضح القرآن قصة جبنهم هذا في سورة المائدة، في قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 20 - 23]، وبعد هذا الحوار جاء الجواب من طرف بني إسرائيل المخاطبين به حاسمًا قاطعًا: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 24 - 25].
إذًا فبنو إسرائيل هم الذين خافوا وجبنوا عن ملاقاة العدو، ولم تقع بينهم وبينه مواجهة (على الأقل حين الخروج)، حتى يُوصف فعل العماليق بالتعرض لهم، أما ما بعد فترة التيه، وسنيه الأربعين، فتلك فترة يصعب استساغة تسميتها (بحين الخروج)، وحتى على جواز ذلك لغة، فليس بجائز واقعًا؛ إذ سبب القتال (الذي نحن بصدد الحديث عنه) ما حدد في آية البقرة الآنفة الذكر.
ملك مرفوض، ورب عاجز:
هكذا يقدم النص التوراتي، (شاول) الذي مسح قريبًا ملكًا مصطفى، يندم ربه على تمليكه كما يصور ذلك النص الآتي:
"35 ولم يعد صموئيل لرؤية شاول إلى يوم موته؛ لأن صموئيل ناح على شاول، والرب ندم؛ لأنه ملك شاول على إسرائيل"[5].
أولاً- مشكلات النص:
أ- من حيث الشكل:
• ألا يعتبر هذا مناقضًا لما جاء في نفس الإصحاح من توبة (شاول)، واستغفار صموئيل له؛ حيث جاء فيه: "24 فقال شاول لصموئيل: أخطأت لأني تعديت قول الرب وكلامك؛ لأني خفت من الشعب وسمعت لصوتهم * 25 والآن فاغفر خطيتي، وارجع معي فاسجد للرب * 26 فقال صموئيل لشاول: لا أرجع معك؛ لأنك رفضت كلام الرب، فرفضك الرب من أن تكون ملكًا على إسرائيل * 27 ودار صموئيل ليمضي فامسك بذيل جبته، فانمزق * 28 فقال له صموئيل: يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم، ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك * 29 وأيضًا نصيح إسرائيل لا يكذب، ولا يندم لأنه ليس إنسانًا ليندم * 30 فقال: قد أخطأت، والآن فأكرمني أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل، وارجع معي فاسجد للرب إلهك * 31 فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب * 32 وقال صموئيل: قدموا إلي أجاج ملك عماليق، فذهب إليه أجاج فرحًا، وقال أجاج: حقًّا قد زالت مرارة الموت * 33 فقال صموئيل: كما أثكل سيفك النساء، كذلك تثكل أمك بين النساء، فقطع صموئيل أجاج أمام الرب في الجلجال * 34 وذهب صموئيل إلى الرامة، وأما شاول فصعد إلى بيته في جبعة شاول*"[6].
فأي النصين أصح؟ وأي الخبرين أصدق؟ وما جدوى الاستغفار إذا كان النص الثاني أصح؟
ب- مشاكل عقدية وتشريعية:
• أول مشكل يطالعنا هو وصف النص (الرب) بالندم، فأي رب هذا الذي لا يعرف عواقب الأمور، حتى يفعل ثم يندم؟
• وعلى افتراض أن النص الأخير هو الصحيح[7]، (وأنه ناسخ للأول، مع أن النسخ في مثل هذا النوع لا يجوز شرعًا ولا عقلاً)، فلماذا يا ترى يرجع شاول ملكًا، وقد (ندم الرب) على تنصيبه ملكًا أصلاً؟ هل انضاف إلى ندم الرب عجزه عن الانتقام من شاول؟
• هل المغفرة عند الله، أم عند صموئيل؟ أم أن هناك إلهان يغفران الذنوب؟
• تتعارض تصرفات (شاول) وما قاله النص عنه مع مبدأ الاختيار والاصطفاء الوارد من قبل: "مسحك ملكًا على شعبه"؟
• كيف يظل هذا (العاصي) (المطرود) من قبل الله ملكًا على المؤمنين، ويأتيه النصر بعد كل هذا؟! إذا كان الرب قد عجز عن إزاحته عن الملك! فهل عجز أيضًا عن منع النصر عنه؟
ج- من حيث الفكرة:
فكرة النص غير متضحة بالقدر الكافي، فما معنى (نياحة) صموئيل على شاول؟ وبدل النياحة عليه لماذا لا يبدأ في التغيير وإزاحة هذا (الطاغية المارق) عن الشعب؟ وإذا كان صموئيل قد قضى "لإسرائيل كل أيام حياته * 16 وكان يذهب من سنة إلى سنة، ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة، ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع* 17"[8] ، فإذا كان هكذا فأين إيجابيته ودوره في مجتمعه؟ أم أنه عجز كما عجز (ربه) أمام فعل أي شيء لشاول؟
ثانيًا: المقارنة:
• يتناقض هذا كله مع ما جاء في القرآن من أن الملك الذي جاء النصر لبني إسرائيل علي يده هو (طالوت) ؛ حيث يقول الله تعالى - بعد ذكر طلبهم للملك كما مر معنا سابقًا -: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247].
ويدل لهذا أيضًا أن هذا الملك موصوف في العهد القديم بأنه: "كان أطول من كل الشعب"[9].
بداية الظهور الفعلي المستمر لداود:
"*20 فأخذ يسى حمارًا حاملاً خبزًا وزق خمر وجدي معزى، وأرسلها بيد داود ابنه إلى شاول"[10].
هذه أول الإشارات المهمة التي تأتينا عن داود - عليه السلام - ذلك الشاب الذي يحمل معه النصر، ذلك الفارس المقدام الذي على يده وبشجاعته - بعد مشيئة الله طبعًا - ستتحقق هزيمة العدو، يتوجه إلى هذا الملك الممقوت من طرف الله[11]؛ ليكون مغنيًّا عنده في حين لعنته من طرف الله ليخف عنه المقت[12]، وكأن داود يصارع قدر الله (الذي كان النص يصفه قبل قليل بالعجز عن فعل أي شيء أمام شاول)، ونحن نتساءل أمام هذا النص من ناحيتين:
أ- عقدية تشريعية: فهل كان داود يشرب الخمر، ويتصدق بها على رجل اصطفاه الله وزاده الله بسطة في العلم؟ وعلى افتراض أن هذا أمر من والده، فهل تجوز للنبي طاعة أبيه في مثل هذا؟ وهل يتحول النبي إلى أعداء الله يروح عنهم حين يمقتهم الله؟
أ- واقعية: وعلى فرضية احتمال جواز التصدق بالخمر وشربها عندهم - مع بعده - فلماذا في هذه الفترة بالذات، (على شفا المعركة) والناس محتاجون للتركيز لا للسكر؟ وأيضًا هل يمكن من الناحية المنطقية أن نتصور أن نبي الله داود - عليه السلام - تربى في بيت أب شرير، شريب خمر، (وهي أم الخبائث)، ولا ينبه العهد القديم ولا القرآن على معاناته، ولا يذكران له موقفًا من هذه الفعال؟
غاية داود من القتال:
"25 فقال رجال إسرائيل: أرأيتم هذا الرجل الصاعد ليعير إسرائيل، هو صاعد فيكون أن الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنًى جزيلاً، ويعطيه بنته ويجعل بيت أبيه حرًّا في إسرائيل * 26 فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلاً: ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني، ويزيل العار عن إسرائيل؛ لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعير صفوف الله الحي * 27 فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين: كذا يفعل للرجل الذي يقتله*"[13