تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة ‏


اميرة الصمت
05-16-2023, 05:59 PM
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة ‏

عظمة الرسول ورسالته الخالدة

لقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم بشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحقٍّ أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم منقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.

فقد جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية، فتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات.

فلا يخلو -حقيقةً- أيُّ قول أو فعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل -بلا مبالغة- إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].

فالعظمة في سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا حدود لها.. لقد أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب الله عز وجل ما هي إلاَّ قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صَدَقَت ووُفِّقت أم المؤمنين عائشة[2] -رضي الله عنها- في وصف أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قالت: خُلق نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن[3]، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته!

وكان صلى الله عليه وسلم خير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم برُوحه ولا يصاب صلى الله عليه وسلم بشوكة تؤذيه[4]. هكذا عاش محمد النبي صلى الله عليه وسلم في وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.

حب رسول الله

ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحبِّ والولاء، فهذا ما يحتاج منَّا إلى وقفة؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله!

فالحُبُّ الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بمعرفتنا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه في كل شئون حياته؛ فهو الأسوة والقدوة، فقد قال سبحانه وتعالى في مدحه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً"[5].

فما أجمل أن يكون المسلم قدوة في العالمين بسلوكه وأفعاله! عندها ستقف كل الألسنة التي تذكر النبي صلى الله عليه وسلم بقول يُسيء إليه؛ لأنها ستعرف حقيقة دعوته من خلال سلوكنا وأفعالنا، فقديمًا قالوا: "عمل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل"[6].

والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مقصِّرون تجاه رسول الله r؛ فأغلب العالم لا يعرف شيئًا عن أخلاق رسول الله محمد وإنسانيته وتعاملاته صلى الله عليه وسلم؛ فيظهر لذلك من حين لآخر هجوم فكري وإعلامي عنيف على شخصه صلى الله عليه وسلم.

وينظر المسلمون لهذا الهجوم نظرات متباينة؛ فمنهم من يقول: إن الهجوم على الإسلام أو على رسوله الكريم r ليس إلاَّ حالات فردية لمن يبتغون الشهرة. في حين يرى آخرون أن وراءه من يحملون أحقادًا على الإسلام، ومنهم من يُلقي التبعة كلها على المسلمين وتخاذلهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتعريف به شرقًا وغربًا.

ولكننا ونحن ننطلق لنقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالمين يجب أن نضع في أذهاننا كل هذه الأمور وتداخلها بشكل لافت للنظر؛ لكي نستطيع الوصول إلى العقلية الغربية التي تحتاج مِنَّا إلى جهد كبير لإزالة ما ترسَّخ فيها من قيم ومبادئ بعيدة كل البُعْدِ عن حقيقة الإسلام وعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يجب أن نضع في أذهاننا كذلك أن المجتمع الغربي ليس سواءً في تعامله مع الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهناك العقلاء المنصفون، وهناك المغيَّبون الذين لا يدركون حقيقة الأمور.. وغيرهم، وألاَّ ننسى أن دعوتنا لهم يجب أن تنطلق من قول ربِّنا جل وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

فهيَّا بنا لِنُعَرِّف بالرسول صلى الله عليه وسلم شرقًا وغربًا، بفكر واعٍ ووسيلة مبتكرة، وبحبٍّ عميق ورغبة أكيدة في هداية البشرية جميعًا.

د. راغب السرجاني

[1] الحاكم عن أبي هريرة (4221)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في سننه الكبرى (20571)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (45).

[2] هي أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة. كانت أحب زوجاته صلى الله عليه وسلم إلى قلبه، وكانت من علماء الصحابة، توفيت سنة 58هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة الترجمة (11449)، وابن الأثير: أسد الغابة 6/191.

[3] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل... (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)، وأحمد (24645).

[4] قال زيد بن الدثنة لأبي سفيان: والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدًا في مكانه الذي هو في يصيبه شوكة تؤذيه. انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/172، وابن كثير: السيرة النبوية 3/128، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 6/42، 11/431.

[5] البخاري عن عبد الله بن عمرو: كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3274)، والترمذي (2669)، وأحمد (6486).

[6] انظر: المناوي: فيض القدير في شرح الجامع الصغير 1/104.

мя Зάмояч
05-16-2023, 08:05 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

بسمة فجر
05-17-2023, 12:15 AM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

إيلين
05-17-2023, 01:49 PM
:j1:






تَحية تلطفهآ قلوب طيبة ونقٌية
آ‘لتميزٍ لآ يقفٌ عندْ أولْ خطوٍة إبدآعٌ
بلْ يتعدآه في إستمرآرٍ آلعَطآءْ

نور القمر
05-17-2023, 04:48 PM
يِعَطُيّك العإأآفِيـــةْ ..
‏عْطائكَ ممُـيزٌورائعَ
بَآقَآتْ مِنْ ألجُورِي
تُعطِر أنفَآسكْ..~~

sham
05-17-2023, 05:57 PM
جزاك الله كل خير
مودتي

الدكتور على حسن
05-18-2023, 01:04 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_17_17_967b_1cd9f1f948f715.gif
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_17_17_967b_1cd9f1f948f715.gif

اميرة الصمت
05-18-2023, 06:00 PM
الجميل هو حضوركم لـ الشرف
اشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير

نور القمر
05-18-2023, 07:50 PM
طرح رآقي وأنتقـــاء
مميـــز ومجهود رائـــع
الله يعطيكـ العافيه
لـروحكـ السعاده الدائمــه
لكـ ودي يزف باقات وردي

☆Šømă☆
05-19-2023, 08:01 AM
جزاك الله خير
شكرا لك

رحيل
05-19-2023, 11:52 AM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك.
تحياتى

نور القمر
05-19-2023, 12:39 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

نبضها مطيري
05-20-2023, 04:14 AM
جزاك الله خير

Şøķåŕą
05-20-2023, 10:09 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله

روحي تبيك
05-20-2023, 04:53 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

اميرة الصمت
05-21-2023, 10:00 AM
منورين صفحتي
:81:

نبضها مطيري
05-24-2023, 09:45 AM
جزاك الله خير

Şøķåŕą
05-29-2023, 11:10 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

حاء
10-28-2024, 12:05 AM
_


جزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ ض2

Şøķåŕą
10-28-2024, 12:06 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير