Şøķåŕą
05-10-2023, 05:22 PM
وقت الفراغ من القيام زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وخلافة عمر رضي الله عنه
وقت الفراغ من القيام زمن النبي صلى الله عليه وسلم
تقدم فراغهم في الليلة الأولى بعد ثلث الليل، وفي الثانية بعد نصف الليل وفي الثالثة عند الفجر.
وقت الفراغ من القيام في خلافة عمر رضي الله عنه:
في صلاتهم في المدينة جاء في بعض الروايات أنَّهم كانوا يصلون أول الليل وينامون آخر الليل، وفي بعضها يفرغون من صلاتهم آخر الليل.
فراغهم أول الليل:
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاري أنَّه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: «إنِّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل»، ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل - وكان الناس يقومون أوله»[1].
وعن طاوس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: «دعاني عمر رضي الله عنه لأَتَغَدَّى عنده - قال ابن أبي شيبة: يعني السحور - فسمع هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال: «ما هي؟»، قال: هيعة الناس؛ حيث خرجوا من المسجد، قال: «ما بقي من الليل خير مما ذهب منه»[2].
وتقدم عن زيد بن وهب، قال: «كان عبد الله رضي الله عنه يؤمنا في رمضان وينصرف وعليه ليل»[3].
وعن أبي يزيد المديني قال: قال ابن عباس رضي الله عنه في قيام رمضان: «ما يتركون منه أفضل مما يقومون فيه»[4].
ففي هذه الآثار كانوا يصلون أول الليل ويفرغون من صلاة القيام وعليهم ليلٌ.
فراغهم آخر الليل:
تقدم من رواية محمد بن يوسف ويزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه: «كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»[5].
ففي حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه ينتهون من صلاة القيام عند فروع الفجر؛ أي أوائله، وهذا كناية عن تأخرهم جدًّا.
الجمع بين الروايات:
ظاهر الروايات التعارض، ففي بعضها يصلون أول الليل وينامون آخره، وفي بعضها لا يفرغون إلا عند طلوع الفجر، فاختلف أهل العلم في الجمع بين الروايات:
الأول: يختلف باختلاف المصلين:
قال الباجي: هذا يدل على أنَّ أحوال الناس كانت تختلف، فمنهم من كان يصلي أول الليل، ومنهم من كان يصلي آخره، ومنهم من كان يصلي جميعه[6]، وقال: (فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر)، هذا لمن كان يستديم القيام إلى آخر الليل أو لمن كان يختص آخره بالقيام، فأمَّا من قال عنه عمر رضي الله عنه والتي ينامون عنها خير، فلم تكن هذه حالهم، وهذا يدل على اختلاف أحوال الناس في ذلك، والله أعلم[7].
وقال ابن القيم: يحمل قول عمر رضي الله عنه على الترغيب في الصلاة آخر الليل؛ ليواصلوا قيامهم إلى آخر الليل، لا أنَّهم يؤخرونها، ولهذا أمر عمر رضي الله عنه من يصلي بهم أول الليل[8].
وقال ابن الحاج: حازوا رضي الله عنهم الفضيلتين معًا قيام أول الليل وآخره... اتباعهم في قيام الليل إلى آخره[9].
الثاني: يختلف باختلاف الأوقات:
قال ابن عبدالبر: قيامهم كان أول الليل، ثم جعله عمر رضي الله عنه في آخر الليل، فلم يزل كذلك في معنى ما ذكر مالك إلى زمان أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم[10].
ومما يدل على ذلك ما تقدم من رواية أسامة بن زيد عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «وكنا نخرج إذا فرغنا ونحن ننظر إلى فروع الفجر، قال: وكنا قبل ذلك ننصرف قبل تلك الساعة».
وقال عمر رضي الله عنه: «إنكم تتركون خيرَ الليل يعني آخره».
فأول الأمر أمرهم عمر رضي الله عنه أن يصلوا أول الليل مقتديًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم في أول قيامه بهم - وتقدم - ولم يكن يصلي معهم عمر رضي الله عنه لصلاته آخر الليل - والله أعلم - ثم رغَّبهم في قيام آخر الليل بقوله: «والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون»، ثم كان آخر الأمرين صلاتهم آخر الليل، والله أعلم.
وقت الفراغ من القيام زمن النبي صلى الله عليه وسلم
تقدم فراغهم في الليلة الأولى بعد ثلث الليل، وفي الثانية بعد نصف الليل وفي الثالثة عند الفجر.
وقت الفراغ من القيام في خلافة عمر رضي الله عنه:
في صلاتهم في المدينة جاء في بعض الروايات أنَّهم كانوا يصلون أول الليل وينامون آخر الليل، وفي بعضها يفرغون من صلاتهم آخر الليل.
فراغهم أول الليل:
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاري أنَّه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: «إنِّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل»، ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل - وكان الناس يقومون أوله»[1].
وعن طاوس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: «دعاني عمر رضي الله عنه لأَتَغَدَّى عنده - قال ابن أبي شيبة: يعني السحور - فسمع هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال: «ما هي؟»، قال: هيعة الناس؛ حيث خرجوا من المسجد، قال: «ما بقي من الليل خير مما ذهب منه»[2].
وتقدم عن زيد بن وهب، قال: «كان عبد الله رضي الله عنه يؤمنا في رمضان وينصرف وعليه ليل»[3].
وعن أبي يزيد المديني قال: قال ابن عباس رضي الله عنه في قيام رمضان: «ما يتركون منه أفضل مما يقومون فيه»[4].
ففي هذه الآثار كانوا يصلون أول الليل ويفرغون من صلاة القيام وعليهم ليلٌ.
فراغهم آخر الليل:
تقدم من رواية محمد بن يوسف ويزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه: «كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»[5].
ففي حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه ينتهون من صلاة القيام عند فروع الفجر؛ أي أوائله، وهذا كناية عن تأخرهم جدًّا.
الجمع بين الروايات:
ظاهر الروايات التعارض، ففي بعضها يصلون أول الليل وينامون آخره، وفي بعضها لا يفرغون إلا عند طلوع الفجر، فاختلف أهل العلم في الجمع بين الروايات:
الأول: يختلف باختلاف المصلين:
قال الباجي: هذا يدل على أنَّ أحوال الناس كانت تختلف، فمنهم من كان يصلي أول الليل، ومنهم من كان يصلي آخره، ومنهم من كان يصلي جميعه[6]، وقال: (فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر)، هذا لمن كان يستديم القيام إلى آخر الليل أو لمن كان يختص آخره بالقيام، فأمَّا من قال عنه عمر رضي الله عنه والتي ينامون عنها خير، فلم تكن هذه حالهم، وهذا يدل على اختلاف أحوال الناس في ذلك، والله أعلم[7].
وقال ابن القيم: يحمل قول عمر رضي الله عنه على الترغيب في الصلاة آخر الليل؛ ليواصلوا قيامهم إلى آخر الليل، لا أنَّهم يؤخرونها، ولهذا أمر عمر رضي الله عنه من يصلي بهم أول الليل[8].
وقال ابن الحاج: حازوا رضي الله عنهم الفضيلتين معًا قيام أول الليل وآخره... اتباعهم في قيام الليل إلى آخره[9].
الثاني: يختلف باختلاف الأوقات:
قال ابن عبدالبر: قيامهم كان أول الليل، ثم جعله عمر رضي الله عنه في آخر الليل، فلم يزل كذلك في معنى ما ذكر مالك إلى زمان أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم[10].
ومما يدل على ذلك ما تقدم من رواية أسامة بن زيد عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «وكنا نخرج إذا فرغنا ونحن ننظر إلى فروع الفجر، قال: وكنا قبل ذلك ننصرف قبل تلك الساعة».
وقال عمر رضي الله عنه: «إنكم تتركون خيرَ الليل يعني آخره».
فأول الأمر أمرهم عمر رضي الله عنه أن يصلوا أول الليل مقتديًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم في أول قيامه بهم - وتقدم - ولم يكن يصلي معهم عمر رضي الله عنه لصلاته آخر الليل - والله أعلم - ثم رغَّبهم في قيام آخر الليل بقوله: «والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون»، ثم كان آخر الأمرين صلاتهم آخر الليل، والله أعلم.