Şøķåŕą
04-18-2023, 05:24 PM
السعي على الأرملة والمسكين
الحمـد لله رب المشـارق والمغـارب، خـلق الإنسـان مـن طـين لازبٍ، ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب، خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب، تـلطـف بـه، فنـوَّع لـه المطـاعـم والمشـارب، وحمله في البر عـلى الـدواب وفي البحـر عـلى القـوارب، نحمـَده تبـارك وتعـالى حمـد الطـامع في المزيـد والطـالب، ونعـوذ بنـور وجـهـه الكـريـم مـن شـر العـواقـب، وندعـوه دعاء المستغفر الوجـل التائب أن يحفظنا من كل شـر حاضر أو غائبٍ.
وأشـهـد أن لا إلـه إلا الله القـوي الغـالـب، شـهـادة متيقـن بـأن الـوحـدانيـة لله أمـر لازم لازب، ونشهدُ أن نبينا محمدًا عبد الله ورسول الملك الواهب، ما من عاقل إلا وعلم أن الإيمان به حقٌّ واجب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ"[1].
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقْصِرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُمَا حَاجَتَهُمَا»[2]، قال النووي: المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما والأرملة من لا زوج لها، سواء تزوجت قبل ذلك أم لا، وقيل: التي فارقها زوجها، قال ابن قتيبة: سُميت أرملة لِما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقدان الزوج، يقال: أرمل الرجل إذا فَنِيَ زاده.
قال القاري: وهذا مأخذ لطيف في إخراج الغنية من عموم الأرملة، وإن كان ظاهر إطلاق الحديث يعم الغنية والفقيرة.
قال الطيبي: وإنما كان معنى الساعي على الأرملة ما قاله النووي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عداه ب(على) مضمنًا فيه معنى الإنفاق، (والمسكين) هو من لا شيء له، وقيل: من له بعض الشيء، وقد يقع على الضعيف، وفي معناه الفقير، بل بالأولى عند بعضهم، (كالمجاهد في سبيل الله)؛ أي: ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما، والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاده، فإن المال شقيق الروح، وفي بذلة مخالفة النفس، ومطالبة رضا الرب، (أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل)، وفي رواية للبخاري: أو القائم الليل الصائم النهار [3].
عائشة بنت الصديق:
روى ابن سعد عن أم ذرة، قالت: بعث عبدالله بن الزبير إلى عائشة رضي الله عنها بمال في غرارتين - (كيس من القماش) - يكون مائة ألف، فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست، قالت: يا جارية، هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين، أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلتُ[4].
زينب بنت خزيمة:
كان يقال لزينب بنت خزيمة رضي الله عنها زوج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أم المساكين، لكثرة إطعامها المساكين وصدقتها عليهم[5].
ورد عن بعض العلويين أنه كان نازلًا ببلاد العجم، وله زوجه علوية وبنات، وكانوا في نعمة واسعة، فمات الزوج وأصاب امرأته وبناتها بعده الفقر والحاجة، فخرجت المرأة ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء، فأدخلت أولادها في بعض المساجد المهجورة من شده البرد، ومضت لتبحث عن قوتها، فمرت بجمعين، جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد، ورجل مجوسي وهو ضامن البلد، فبدأت بالمسلم وحكت له ظروفها وأنها علوية شريفة, وتريد قوت أولادها، فقال لها: أقيمي الدليل والبينة على كونك علوية شريفة، فقالت: أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني، فأعرَض عنها فمضت من عنده منكسرة حزينة، فجاءت المجوسي، فحكت له ظروفها، فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا ببناتها إلى داره، فأطعمهم أحسنَ الطعام وألبسهم أفخرَ الثياب، وباتوا عنده في نعمة وكرامة، فلما انتصف الليل رأى الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قدقامت، وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بقصر من زمرد أخضرشرفاته من اللؤلؤ والياقوت، فيه قباب لؤلؤ ومرجان، فقال: لمن هذا القصر، فقالالرسول صلى الله عليه وسلم: لرجل مسلم موحد، فقال: يا رسول الله، أنا رجل مسلمموحد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أقم عندي الدليل والبينة أنك مسلم موحد،قال: فبقي متحيرًا، قال صلى الله عليه وسلم: لَما قصدتك العلوية قلت لها: أقيميعندي البيِّنة أنك علوية, فكذا أنت أقِم عندي الدليل أنك مسلم، فاستيقظ الرجل حزينًاعلى رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها، حتى علم أنها عند المجوسي، فأرسل إليه فأتاه فقال له: أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها, فقال: ماإلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني، قال: خذ مني ألف دينار وسلمهاإليَّ، فقال: لا أفعل، فقال: لا بد منهم، فقال: الذي تريده أنت أنا أحق به،والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي، أتدل عليَّ بالإسلام, فوالله ما نمت البارحةأنا وأهلي حتى أسلمنا على يد هذه المرأة الشريفة، ورأيتُ في منامي مثل الذي رأيتَه أنت،وقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم: العلوية عندك وبناتها؟ قلت: نعم يا رسولالله، قال: القصر لك ولأهل دارك، وأنت وأهل دارك من أهل الجنة، خلقك الله مؤمنًا فيالأزل، قال: فانصرَف المسلم به من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله، فانظر إلىبركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام، وما أعقَبه من كرامة!
الحمـد لله رب المشـارق والمغـارب، خـلق الإنسـان مـن طـين لازبٍ، ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب، خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب، تـلطـف بـه، فنـوَّع لـه المطـاعـم والمشـارب، وحمله في البر عـلى الـدواب وفي البحـر عـلى القـوارب، نحمـَده تبـارك وتعـالى حمـد الطـامع في المزيـد والطـالب، ونعـوذ بنـور وجـهـه الكـريـم مـن شـر العـواقـب، وندعـوه دعاء المستغفر الوجـل التائب أن يحفظنا من كل شـر حاضر أو غائبٍ.
وأشـهـد أن لا إلـه إلا الله القـوي الغـالـب، شـهـادة متيقـن بـأن الـوحـدانيـة لله أمـر لازم لازب، ونشهدُ أن نبينا محمدًا عبد الله ورسول الملك الواهب، ما من عاقل إلا وعلم أن الإيمان به حقٌّ واجب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ"[1].
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقْصِرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُمَا حَاجَتَهُمَا»[2]، قال النووي: المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما والأرملة من لا زوج لها، سواء تزوجت قبل ذلك أم لا، وقيل: التي فارقها زوجها، قال ابن قتيبة: سُميت أرملة لِما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقدان الزوج، يقال: أرمل الرجل إذا فَنِيَ زاده.
قال القاري: وهذا مأخذ لطيف في إخراج الغنية من عموم الأرملة، وإن كان ظاهر إطلاق الحديث يعم الغنية والفقيرة.
قال الطيبي: وإنما كان معنى الساعي على الأرملة ما قاله النووي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عداه ب(على) مضمنًا فيه معنى الإنفاق، (والمسكين) هو من لا شيء له، وقيل: من له بعض الشيء، وقد يقع على الضعيف، وفي معناه الفقير، بل بالأولى عند بعضهم، (كالمجاهد في سبيل الله)؛ أي: ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما، والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاده، فإن المال شقيق الروح، وفي بذلة مخالفة النفس، ومطالبة رضا الرب، (أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل)، وفي رواية للبخاري: أو القائم الليل الصائم النهار [3].
عائشة بنت الصديق:
روى ابن سعد عن أم ذرة، قالت: بعث عبدالله بن الزبير إلى عائشة رضي الله عنها بمال في غرارتين - (كيس من القماش) - يكون مائة ألف، فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست، قالت: يا جارية، هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين، أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلتُ[4].
زينب بنت خزيمة:
كان يقال لزينب بنت خزيمة رضي الله عنها زوج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أم المساكين، لكثرة إطعامها المساكين وصدقتها عليهم[5].
ورد عن بعض العلويين أنه كان نازلًا ببلاد العجم، وله زوجه علوية وبنات، وكانوا في نعمة واسعة، فمات الزوج وأصاب امرأته وبناتها بعده الفقر والحاجة، فخرجت المرأة ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء، فأدخلت أولادها في بعض المساجد المهجورة من شده البرد، ومضت لتبحث عن قوتها، فمرت بجمعين، جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد، ورجل مجوسي وهو ضامن البلد، فبدأت بالمسلم وحكت له ظروفها وأنها علوية شريفة, وتريد قوت أولادها، فقال لها: أقيمي الدليل والبينة على كونك علوية شريفة، فقالت: أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني، فأعرَض عنها فمضت من عنده منكسرة حزينة، فجاءت المجوسي، فحكت له ظروفها، فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا ببناتها إلى داره، فأطعمهم أحسنَ الطعام وألبسهم أفخرَ الثياب، وباتوا عنده في نعمة وكرامة، فلما انتصف الليل رأى الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قدقامت، وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بقصر من زمرد أخضرشرفاته من اللؤلؤ والياقوت، فيه قباب لؤلؤ ومرجان، فقال: لمن هذا القصر، فقالالرسول صلى الله عليه وسلم: لرجل مسلم موحد، فقال: يا رسول الله، أنا رجل مسلمموحد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أقم عندي الدليل والبينة أنك مسلم موحد،قال: فبقي متحيرًا، قال صلى الله عليه وسلم: لَما قصدتك العلوية قلت لها: أقيميعندي البيِّنة أنك علوية, فكذا أنت أقِم عندي الدليل أنك مسلم، فاستيقظ الرجل حزينًاعلى رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها، حتى علم أنها عند المجوسي، فأرسل إليه فأتاه فقال له: أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها, فقال: ماإلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني، قال: خذ مني ألف دينار وسلمهاإليَّ، فقال: لا أفعل، فقال: لا بد منهم، فقال: الذي تريده أنت أنا أحق به،والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي، أتدل عليَّ بالإسلام, فوالله ما نمت البارحةأنا وأهلي حتى أسلمنا على يد هذه المرأة الشريفة، ورأيتُ في منامي مثل الذي رأيتَه أنت،وقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم: العلوية عندك وبناتها؟ قلت: نعم يا رسولالله، قال: القصر لك ولأهل دارك، وأنت وأهل دارك من أهل الجنة، خلقك الله مؤمنًا فيالأزل، قال: فانصرَف المسلم به من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله، فانظر إلىبركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام، وما أعقَبه من كرامة!