Şøķåŕą
04-12-2023, 05:31 PM
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
ثم بين- سبحانه - نقمة أخرى أصابتهم بسبب جهلهم وحمقهم، وكيف أن هذه النقمة قد حلت محل نعمة كانوا فيها، فقال-تبارك وتعالى-: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً، وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ، سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ.
أى: وجعلنا- بقدرتنا ورحمتنا بين أهل سبأ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها كمكة في الجزيرة العربية، وكبيت المقدس في بلاد الشام، جعلنا بينهم وبين تلك القرى المباركة، قُرىً ظاهِرَةً أى: قرى متقاربة متواصلة، بحيث يرى من في إحداها غيرها.
وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ أى: وجعلنا زمن السير من قرية إلى أخرى مقدرا محددا، بحيث لا يتجاوز مدة معينة قد تكون نصف يوم أو أقل.
وقالوا: كان المسافر يخرج من قرية، فيدخل الأخرى قبل حلول الظلام بها.
وقوله: سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ مقول لقول محذوف.
أى: وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى المتقاربة العامرة بالخيرات، والتي توصلكم إلى القرى المباركة.. سيروا فيها ليالي وأياما آمنين من كل شر سواء سرتم بالليل أم بالنهار، فإن الأمن فيها مستتب في كل الأوقات: وفي كل الأحوال.
فالآية الكريمة تحكى نعمة عظمى أخرى أنعم الله-تبارك وتعالى- بها على أهل سبأ، وهي نعمة تيسير سبل السفر لهم إلى القرى المباركة، وتهيئة الأمان والاطمئنان لهم خلال سفرهم، وهي نعمة عظمى لا يدرك ضخامتها إلا من مارس الأسفار من مكان إلى آخر.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين .
قوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قال الحسن : يعني بين اليمن والشام .
والقرى التي بورك فيها : الشام والأردن وفلسطين .
والبركة : قيل إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية بورك فيها بالشجر والثمر والماء .
ويحتمل أن يكون باركنا فيها بكثرة العدد .
قرى ظاهرة قال ابن عباس : يريد بين المدينة والشام .
وقال قتادة : معنى ( ظاهرة ) : متصلة على طريق يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية .
وقيل : كان على كل ميل قرية بسوق ، وهو سبب أمن الطريق .
قال الحسن : كانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ثم تلتهي بمغزلها فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مكتلها من كل الثمار ، فكان ما بين الشام واليمن كذلك .
وقيل ( ظاهرة ) أي مرتفعة ، قاله المبرد .
وقيل : إنما قيل لها ( ظاهرة ) لظهورها ، أي إذا خرجت عن هذه ظهرت لك الأخرى ، فكانت قرى ظاهرة أي معروفة ، يقال : هذا أمر ظاهر أي معروف .
وقدرنا فيها السير أي جعلنا السير بين قراهم وبين القرى التي باركنا فيها سيرا مقدرا من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية ، أي جعلنا بين كل قريتين نصف يوم حتى يكون المقيل في قرية والمبيت في قرية أخرى .
وإنما يبالغ الإنسان في السير لعدم الزاد والماء ولخوف الطريق ، فإذا وجد الزاد والأمن لم يحمل على نفسه المشقة ونزل أينما أراد .
سيروا فيها أي وقلنا لهم سيروا فيها ، أي في هذه المسافة فهو أمر تمكين ، أي كانوا يسيرون فيها إلى مقاصدهم إذا أرادوا آمنين ، فهو أمر بمعنى الخبر ، وفيه إضمار القول .
ليالي وأياما آمنين ظرفان ( آمنين ) نصب على الحال .
وقال : ليالي وأياما بلفظ النكرة تنبيها على قصر أسفارهم ; أي كانوا لا يحتاجون إلى طول السفر لوجود ما يحتاجون إليه .
قال قتادة : كانوا يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء ، وكانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضا ، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لا يحركه
ثم بين- سبحانه - نقمة أخرى أصابتهم بسبب جهلهم وحمقهم، وكيف أن هذه النقمة قد حلت محل نعمة كانوا فيها، فقال-تبارك وتعالى-: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً، وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ، سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ.
أى: وجعلنا- بقدرتنا ورحمتنا بين أهل سبأ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها كمكة في الجزيرة العربية، وكبيت المقدس في بلاد الشام، جعلنا بينهم وبين تلك القرى المباركة، قُرىً ظاهِرَةً أى: قرى متقاربة متواصلة، بحيث يرى من في إحداها غيرها.
وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ أى: وجعلنا زمن السير من قرية إلى أخرى مقدرا محددا، بحيث لا يتجاوز مدة معينة قد تكون نصف يوم أو أقل.
وقالوا: كان المسافر يخرج من قرية، فيدخل الأخرى قبل حلول الظلام بها.
وقوله: سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ مقول لقول محذوف.
أى: وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى المتقاربة العامرة بالخيرات، والتي توصلكم إلى القرى المباركة.. سيروا فيها ليالي وأياما آمنين من كل شر سواء سرتم بالليل أم بالنهار، فإن الأمن فيها مستتب في كل الأوقات: وفي كل الأحوال.
فالآية الكريمة تحكى نعمة عظمى أخرى أنعم الله-تبارك وتعالى- بها على أهل سبأ، وهي نعمة تيسير سبل السفر لهم إلى القرى المباركة، وتهيئة الأمان والاطمئنان لهم خلال سفرهم، وهي نعمة عظمى لا يدرك ضخامتها إلا من مارس الأسفار من مكان إلى آخر.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين .
قوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قال الحسن : يعني بين اليمن والشام .
والقرى التي بورك فيها : الشام والأردن وفلسطين .
والبركة : قيل إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية بورك فيها بالشجر والثمر والماء .
ويحتمل أن يكون باركنا فيها بكثرة العدد .
قرى ظاهرة قال ابن عباس : يريد بين المدينة والشام .
وقال قتادة : معنى ( ظاهرة ) : متصلة على طريق يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية .
وقيل : كان على كل ميل قرية بسوق ، وهو سبب أمن الطريق .
قال الحسن : كانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ثم تلتهي بمغزلها فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مكتلها من كل الثمار ، فكان ما بين الشام واليمن كذلك .
وقيل ( ظاهرة ) أي مرتفعة ، قاله المبرد .
وقيل : إنما قيل لها ( ظاهرة ) لظهورها ، أي إذا خرجت عن هذه ظهرت لك الأخرى ، فكانت قرى ظاهرة أي معروفة ، يقال : هذا أمر ظاهر أي معروف .
وقدرنا فيها السير أي جعلنا السير بين قراهم وبين القرى التي باركنا فيها سيرا مقدرا من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية ، أي جعلنا بين كل قريتين نصف يوم حتى يكون المقيل في قرية والمبيت في قرية أخرى .
وإنما يبالغ الإنسان في السير لعدم الزاد والماء ولخوف الطريق ، فإذا وجد الزاد والأمن لم يحمل على نفسه المشقة ونزل أينما أراد .
سيروا فيها أي وقلنا لهم سيروا فيها ، أي في هذه المسافة فهو أمر تمكين ، أي كانوا يسيرون فيها إلى مقاصدهم إذا أرادوا آمنين ، فهو أمر بمعنى الخبر ، وفيه إضمار القول .
ليالي وأياما آمنين ظرفان ( آمنين ) نصب على الحال .
وقال : ليالي وأياما بلفظ النكرة تنبيها على قصر أسفارهم ; أي كانوا لا يحتاجون إلى طول السفر لوجود ما يحتاجون إليه .
قال قتادة : كانوا يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء ، وكانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضا ، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لا يحركه